أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أطواق_الجزء 3














المزيد.....

أطواق_الجزء 3


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


اليهم: أناهم, أنّاتهم, وحلم الطفولة مكسور
دانا, يا وجه القمر
دانا يا وجها آخر
يا شفة الزنبق
والبوح الحزين
دانا, حلم طفولة مكسور
ليس هو القمر
ولا النجوم
دانا, يا وجها آخر
يا قمرا مذبوحا منذ التكوين
خذيني ومعاناتي إليك
لعالمك الحزين
احبك, دانا, كما أنت
أحبك, دانا, ككل الأطفال
احبك, لأنك إنسان

يا حزنا ابيضَ وجرحا يتلألأ
في عتمة الحارات
هناك يركض ألأطفال
يلعبون وينامون
وأنت وأنا ننتظر
الصباح الأجمل

اقتربي يا دانا
مدي يديك
انثري حزنك
ضميه بين أصابعي
جديلة ً
فكلانا إنسان
وأنت الإنسان

أنت الإنسان يا دانا أنت الإنسان الذي ولدتُ لألقاه. انتظريني كأنامل أمي الصغيرة. أقسم لك يا دانا أن من أخرجني من رحمها ليست يد طبيب أو ممرضة, بل أنا من خرج وحده بعيون مفتوحة وجسد أصفر, لن أقول لك يا ليتني مت هناك, لأني لا أعرف ماهية الموت تماما كما أجهل ماهية الحياة.
هل نصعد الدرج المطوق الآن أيتها الإنسان؟ هل ترين يا دانا كم من الناس تنتظر قدومي على الدرجة الأولى؟ هل ترين الألعاب والشر اشف والحفاضات الغالية الثمن؟ هل ترين باقات الازهار الجميلة التي وصلت إلى بيتنا؟هل أقرأ لك البطاقات وما ثرثرت جداتي الصغيرات فرحا بقدومي؟ أنظري إلى غرفتي الجميلة وسريري الناعم والبالونات الملونة.كل هذا من أجلي يا دانا, من أجل قدومي وتشريفي الكون, ولا أحد يعلم إرادتي بعبور الدرج إلى الطابق السابع حيث ولدت.
عشرات الوجوه تجمعت حولي. وجوه لا اعرفها عدا وجه أمي صاحبة العيون المتسعة. الكل يضحك لي ، يريد إنتزاعي من حضن والدتي, الكل يريد لمس خدودي الناعمة ولمس شعري الأملس الغزير, كل يريد مواساتي, هل تسمعين صراخي وبكائي الشديد. لا أريد أن يحملني أحد ٌ ولا أريد الكف عن البكاء. أمي تحملني ولا تعرف كيف تحملني. الكل يتكلم عني وعن قدومي, ولا أحد يرى القروح في أنحاء جسدي, لا أحد يرى حلقات دمي تسيل على الأرض, ولا أحد يعلم كم صارعت النور الداخلي والنور الخارجي. كلهم يقرأون حولي كلام الله وأنا لم أكف عن عنادي وبكائي. كل يحاول مساعدة أمي ولا أحد يحاول مساعدتي وتخليصي من روح تلبستني ولا أريدها.
أهي روح شريرة يا دانا؟
لا ، ليست روحاً شريرة, فما أصعب وقع هذه الكلمة على صدري وعلى قلبي وعلى لساني. ليست روحا شريرة بل بيضاء مجردة من اللؤم والخبث وبالوقت ذاته مجردة من الفرح ومن العادي. روح بيضاء مجردة من الأبيض. ضعيفة ومتمردة وحزينة. ليست مرغوبة مني ولا من أحد . فلو أن العالم مثلنا لما احتجنا أن نصارع المعاناة, لما قهرنا وبكينا وتقوقعنا داخل دوائرنا الهشة القوية.
هل ترين يا عيون دانا كيف تلاشت الامور, وذبل الزهر وخفت الضوء في غرفتي؟
انظري إلى عيون أمي كيف اكتسحها التعب والسهر؟ فلا احد يقوى على ضمي إليها, حتى ثدي أمي قاومته حتى حرمت من حليبها.
أواه ! أكتب أتنفس ألما, أتنفس الماضي وأدخنه, ألملمه وأعيد ترتيبه, فكم أنا متعب ومرهق من عبء السنين ومن وطأة الزمان علي وعلى نفسي التي لم أخترها ولا أعرف من أين أتتني وكيف تلبستني.
هل عيونك ما زالت حولي؟ تعالي وأجمعي ضمات الورد الذابل والبطاقات وانثريها على العالم, قولي لهم دوائري لم تكتمل بعد, أرسلي لهم الزهر الذابل ووقعي عليه اسمك بدل الأسماء الموجودة واكتبي "الأخوث" تحت اسمك, أكتبي لهم "أنا لست أنا ونفسي ليست نفسي" قولي لهم خرج ليبحث عن روح أخرى ويستحم بماء النور.
آه يا دانا الجمال ودانا الحب ودانا الصبر ! من يشعر بصبري وصبرك على ما نتحمله أنت وأنا.
المسي أناملي يا دانا لنعلو أكثر وأكثر, ساعديني أرجوك, فأنا الآن في أصعب مراحل حياتي.
أحتاجك يا دانا.
احتاجك أيتها النجمة الجميلة,
أيتها الرذاذ الذي يلف حروفي.
أيتها الروح التي تنتظر دون إدراكها بالانتظارات
ترسم طوقا بعيدا وقريبا
دون الزهري ودون الأحمر.
دانا يا فجر الصراعات
على جدران زنازيننا الداكنة
هناك نطبع ألمنا ونخرج كأطياف غير مرئية.
ما زلت ماشيا على الدرج إلى أعلى, تاركا أمي تبكيني وتبكي وحدتها وتوحدي. تاركا ضعفي وهشاشتي في عالم النور. العالم الذي أتيت إليه ولا أعيش به. النور الساطع الذي أحرقني ودمرني تماما مثلك يا دانا, كما دمرت أنت.
يا حرقتي... يا حرقتها
يا ألمي ..يا ألمها
يا أنا .. يا أناها
يا ألما ذبحني وذبحها
اعذريني أمي , أعذري أخطائي وتمردي, أريد أن أصل إلى نفسي الضائعة. أريد التحرر من أنا فثمة حياة ما بعد التحرر.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطواق_الجزء2
- أطواق- الجزء 1
- أريد الكتابة, لكني لا اريد ان اصبح قاصة , شاعرة او روائية
- صديقتي والمتنبي
- حمامة, هاوية ونص
- كوني كما أنت
- علميني ما لا تعلمين
- الدخول من النهاية
- محاولات للتعالي عن أناها
- لغة الروح
- رثاء لرجال الثامن من اذار
- هل أنا ميتة فعلا؟؟
- ثلاثة ذكور من ضلع امرأة
- عشرة رسائل قصيرة, وثرثرة نسائية غير محمودة
- تداخلات وانتظارات
- جاك، جوليبير وحمار جحا
- سر -الجمعية لحماية الحمير-
- محاولة في نسيج كرة مجنونة
- طلابي وتجاوز رشاش الدم
- كفوا عن قتل الاطفال..صرخة بعيدة من انسانة قريبة


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أطواق_الجزء 3