|
الكبدة فيها وفيها : الكبد المشرمل على الطريقة العالمية
وفاء الحمري
الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:48
المحور:
كتابات ساخرة
احمد الله اني كنت من الفاهمات النبيهات فحصنت ابنائي جميعا بتلقيح التهاب التهاب الكبـــــــــــد الفيروسي منذ سنوات عديدة....وربما كنت من الاوليات اللواتي سارعن الى تطعيم ابنائهن ...يومها ظننت انني احسنت لهم صنعا ... ووقيتهم درعا..واني رغم تكبدي لمصاريف باهضة مقابل هذا التلقيح المهم لتحصين فلذات اكبادي من ذاك المرض الكبدي الفتاك ، فاني اكتشفت بعد سنوات من الاطمئنان والنوم على جانبي الايمن هانئة مطمئنة ، اني خدعت في الفعالية الاستشفائية لذاك التلقيح....فقد بدات علامات الالتهاب تظهر على اولادي شيئا فشئا : ارتفاع درجة حرارة الصوت ثم اصفرار، اقصد احمرار العين ثم ضعف الشهية للاقتراب مني ومخالطتي....والعلامة الكبرى التي تيقنت من خلالها باستيطان الداء هي الهزال الشديد في العواطف والاحاسيس ....حينها انتفضت مدعورة وحاولت ( عتقهم) ـ وهو تعبير مغربي شائع يعني انقادهم ـ بوجبة شهية منوعة من الكبد المشرمل و( بولفاف ) ـ ويعني عندنا قطع الكبد الملفوفة في شحم رقيق وتشوى على الفحم ـ ...ثم عرجت على الثلاجة لامدهم ببعض المثلجات لتثبيط درجة حرارة الجحود الثانوي خشية ان يتحول الى جحود اولي ثم الى عقوق ( عافانا الله واياكم ) ثم وضعت على اعينهم كمادات من خيارطازج لا ادري ان كان خيارا نافعا ام لا....ثم خرجت عند جارتي أشكو لها المصاب واحكي لها خطر التهاب الكبد الوبائي فقاطعتني بضحكة مجلجلة وقالت بطريقتها الظريفة بلسان اخواننا المصريين : " كبد ايه ياكبدي ؟ دنا كل العيلة مكبودة موبوءة " واردفت تقول : " مثلا مثلا يعني حضرة زوجي المحترم مصاب به منذ سنين طويلة حتى اني اشك انه يملك كبدا اصلا... فهو من البيت الى العمل ومن العمل الى المقهى يشاهد مباريات كرة القدم ثم يعود الى البيت ( حسي مسي ) ـ أي دون ان يحس به أي احد ـ ثم يسقط المسكين من طوله بفعل المجهود الذي بدله في الفرجة ...ثم يستيقظ مبكرا وبنسحب خفيفا ظريفا الى العمل لا تحسسني بخرجته السرية الا ( خبطة ) قوية من الباب الخارجي عند اغلاقه المستعصي.... لا تخافي يا جارتي : قالتها مطبطبة واردفت : انه مرض معد فعلا لكنه ليس بفتاك : " انظري الى زوجي ما شاء الله عليه مثل ( العود) ـ الحصان ـ انسحبت من عندها مفزوعة من انتشار هذا الوباء الخطير بهذه الصورة حيث اكتشفت بعد تحقيق وتمحيص ( تبارك الله علي ) انه يصيب جميع فئات المجتمع الحضري وان كان في البوادي اخف قليلا لانهم يتناولون الكبد مشويا ويحبونه طريا ( بالدم ديالو ) ...اما في المدن فيطهى حتى حتى لا يبقى فيه حس الطراوة . لذلك تراهم يسدون ابواب الرحمة في وجوه الخلق....لا يصنعون معروفا ولا يتركون من يصنعه .... بعض هؤلاء تطور فيهم المرض الى تشمع كبدي حاد وخبيث " وقانا الله واياكم " ...وتحجركلوي ...وضمور قلبي ...وتقرح بالمصران الاعور " وما الاعور الا صاحبه " والتهاب رئوي متقدم ...يعني بعبارة جامعة مانعى معبرة ( الله يعوض عليه في التقلية ) ـ وهي اكلة مغربية تعد من احشاء الخروف من كبد ورئة وقلب وكلاوي ـ ... ومع كل هذا يسابق الاصحاء " وهم بالمناسبة قلة " كي يحرمهم ارزاقهم ويبخسهم حقوقهم وياكل اكبادهم ( بلا ملحة بلا كامون وهما تابلان لا غنى عنهما في الكبد المشرمل والمشوي ـ )...ويضايقهم في مساكنهم ومداخيلهم حتى انا سمعنا احدهم مسه صاعق كهربائي وحمل الى المشفى وعند مطالبته بالاداء فام منتصبا وهرب جاريا وهو يصرخ " لو كان معي نقود لكنت اديت فاتورة الكهرباء المكهربة وما كنت صعقت ... ومع هذا الجو المكهرب ما زال المصعوقون بالكهرباء يحملون اكبادا سليمة صحيحة....لم ينل منها المس الكهربي الحارق ...فهم ما زالوا يحسون بغيرهم ويرحمون الضعيف مع ان لفظة ضعف لم يقرها القاموس العربي الا بعد معاينة حالتهم وعوزهم ...لذلك فهم ما زالوا يفتخرون بهذا السبق الاصطلاحي العربي ...ولو علم بهم غنيز لادخلهم الى الموسوعة القياسية الشهيرة...
المهم ان الحالة الوبائية الكبدية ما تزال في انتشاركبير...وسوق المذبحة يعاني خصاصا حادا في الاكباد وكسادا اكثر في الطلب ....لان القوم قد استغنوا بسندويتش الماكدونالد الامريكي " عن الاكباد العربية الموبوءة...وهم يعلمون علم اليقين ان تلك الكبد و(لكفتة) لو انطقهما الله لقالتا :"باع ... باع ... نحن اجزاء البقرة المجنونة لا نؤكل ولا نباع..." وهي ما دامت لم تنطق فهي في تقية من الخطر الداهم... فقد تشابه عليهم البقر لكنهم دائما يرفعون الطلب الى السيد ماكدونالد يقولون له في كل مرة " ادع لنا ربك ينطق لنا البقرة التي نفضل كبدها وانا بعدها لناظرون...وربمممممما عنها ممتنعون...وسنعود حتما الى الاكباد العربية . فانها رغم اصابتها بالفيروسات فهي لا تجنن مثل اكباد السيد بوش الذي فتت اكبادنا على اكبادنا ـ المبعوجة ـ في العراق وفلسطين وباقي الدول الاسلامية التي لم تر من اكباد بوش الا التحجر والتيبس .
وهو الان سيد بوش وقرينته شارون يهيئان مرسوما دوليا مشتركا تنزع فيه جميع اكباد العرب والمسلمين لانه تيقن بعد تجارب ابادة ممنهجة ومصورة بالالوان الطبيعية انها لم تعد صالحة للعمل والاستعمال.....
#وفاء_الحمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجاموسة، الرُضّع ، المفتي، وأشياء اخرى
-
يوميات بلقيس
-
امراض سياسية
-
اُم … أربعة …والأربعين
-
القمة العربية على الطريقة الهمذانية
-
رحلة جوانية الى العالم السفلي : زيارة للسيد نقطة
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|