جورج شكرى
الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 04:28
المحور:
كتابات ساخرة
هو موضوع - كما لابد وان نعرف - قديم
قديم قدم ( طز المُرشد ) تلك الكلمة التى خلع عليها جنابه الموقر مهابة وجلاله بحيث باتت شعاراً وطنياً يشار له بالبنان فى كل المحافل الدولية بل وغدت - تاريخياً - فى منزلة مقولات مثل ( لو لم اكن مصرياً لوددت ان اكون مصرياً ) و (وطني لو شغلت بالخلد عنه, نازعتني إليه في الخلد نفسي ) و ( مصر ليست وطناً نعيش فيه انما وطناً يعيش فينا ) ( وسعد قال لصفية غطينى وصوتى عليا ) و ( مافيش فايدة )
ولمن يعانى من ضعف الذاكرة , دعونا ندفع إليه بحبات لتنشيط ذكرياته الواهنة
اننا نتحدث عن ذلك اليوم الذى اعلن فيه المُرشد جهاراً انه لا يجد غضاضة فى ان يحكمه ماليزياً ( ولا مانع بالطبع ان تحتلنا ماليزيا على سبيل ان زيتنا فى دقيقنا , وان جحا اولى بلحم " توره " ونحن بالطبع " توره " هذا .. )
لكن المحاور ( وهو الأستاذ سعيد شعيب ) وقد ابى على نفسه ان يكون " توره " , رفض - ضمنياً - ان يحكمه اجنبياً حتى ولو كان يابانياً من النوع الأصلى لا ماليزياً من النوع التقليد
وقال قولته المنطقية التى تستشعر فيها روح هوجة عرابى ( انا مصرى ويحكمنى مصرى )
تلك الجملة التى تصاعدت معها كل شياطين الجحيم فى رأس المُرشد فصرخ فى فجاجة كمن افزعه قط اسود ينتمى لعوالم شبحية
( طز فى مصر وابو مصر واللى مصر )
والأن , وقبل ان تتهموننى بالحماقة وبقصر ذات القلم , وبأننى افلست كتابياً واتسول الحبر , ولا اجد ما اقوله إلى حد فتح اوراقاً قديمة اكل عليها الفأر وشرب
دعونى اوضح لكم - ولو كيميائياً - ما الذى غير قيمة الكثافة النوعية لتلك الذكرى الخالدة ودفعها دفعاً كى ما تطفو فوق سطح ذكرياتى كخشبة هشة
إن تصاعد فكرة الحاكم الماليزى كأدخنة خضراء فى رأسى لم يكن اعتباطاً وانما كان على إثر الخبر الذى تدوالته قناة العربية ونشر على موقعها بتاريخ الأمس 30/5/2007 والمُعنون بـ ( بعد معركة قضائية دامت ست سنوات ... محكمة ماليزية ترفض شطب "مسلمة" عن هوية امرأة تحولت للمسيحية ) والذى تجدونه إن اردتم على هذا الرابط الألكترونى
http://coptreal.com/forum/VBForum/showthread.php?t=115
وقد جاء نصه كالتالى
" رفضت محكمة ماليزية الأربعاء 30-5-2007 استئنافا تقدمت بها امرأة تسعى الى الحصول على اعتراف رسمي بارتدادها عن الإسلام واعتناقها الديانة المسيحية, تمهيداً لشطب كلمة "مسلمة" عن هويتها الشخصية.
وردّت هيئة المحكمة العليا المؤلفة من ثلاثة قضاة، الاستئناف الذي تقدمت به جوي، في القضية التي اثارت جدلا حول ما اذا كانت المحاكم المدنية يجب ان تسجل سابقة للبت في الدعاوى التي تستند الى الشريعة الاسلامية، معتبرة أن القرار في القضية يجب ان يعود الى محكمة شرعية.
وتعتبر جوي أشهر معتنقة للمسيحية في ماليزيا، بعد أن خاضت معركة استمرت ست سنوات لحذف صفة مسلمة من هويتها. وقد تركزت دعواها على ما اذا كان عليها ان تمثل امام محكمة الشريعة للاعتراف بارتدادها عن الاسلام، قبل ان تشطب السلطات كلمة "مسلمة" عن هويتها الشخصية.
وقال القاضي احمد فيروز إن إدارة السجل الوطني المختصة بإصدار بطاقات الهوية, لها الحق في أن تطلب من محكمة شرعي تأكيد تحول جوي الى الديانة المسيحية.
وأضاف: "أما في مسألة ما اذا كان لادارة السجل الوطني الحق في المطالبة بتصريح من المحكمة الشرعية لتأكيد ارتداد المدعية عن الاسلام, فالجواب هو نعم لها
الحق في ذلك"، مستطرداً: "لذلك فقد تم رفض الاستئناف في هذه القضية "
تواً تعامل عقلى مع معطيات الخبر وشعرت ان عقلى قد تحول إلى جبلاية تتقافز فيه القردة وإذ بذكرياتى تتداعى وتختلط ( طز المرشد ) ب (الحاكم الماليزى ) ب( جوى الماليزية ) التى تريد ان تثبت هويتها المسيحية ب ( مثيلاتها من المصريات وامثالها من المصريين ) ممن يعانون الأمرين ( او الثلاث امرت - إن جاز اللفظ - فى التحول إلى المسيحية وإثبات ذلك فى خانة الديانة فى الهوية الشخصية ,
تواً أتجه عقلى إلى بلدنا المأسوف على حاله مصر وإذ بى جالساً على نيلها المُشبع برائحة شواء الذرة ورطوبة الترمس ولزوجة البائعين وعطر ( الأسكادة كوليكشن ) الذى يغمر عنق حبيبتى وإذ بخبر ( وخبل ) الأحتلال الماليزى يمزق اجوائى الشاعرية وإذ بمنابع النيل وقد جفت والذرة وقد احترقت , هرب البائعين وتناثر الترمس على الأرصفة , وطارت الحبيبة ومعها العطر بينما اصداء الحكم القضائى المصرى الأخير الذى جاء نصه مُخيباً للأمال تتردد فى ذهنى وتطاردنى كمصاص دماء مُحترف يعرف كيف يؤدى عمله جيداً
" إذ كانت حرية الدخول فى الدين الإسلامي مكفولة فأن حرية الخروج منه ليست مكفولة وتمثل تلاعباً سواء كانت بالدين الإسلامي أو المسيحي ... "
" لكل دين من الديانات السماوية أحكام خاصة به، وكان الدين الإسلامي في أساسه قائماً على حرية الاعتقاد وحرية الدخول فيه دون إكراه مع احترامه الكامل للديانات السماوية الأخرى، إلا أن أصول أحكامه التي ارتضاها كل من دخل فيه تمنح من ولد على الفطرة أو ما اعتقده بعد ذلك بإرادة حرة كاملة الخروج عليه بدعوى الارتداد إلى دين آخر "
وهو ما عبر عنه موقع مُراقب مصرى بأن " دخول الأسلام مش زى خروجه "
هبوطاً أذن إلى ارض الواقع وتركاً ( للحنان ده كله ) وتلاقياً مع واقع مرير جسده حكم المحكمة الماليزى ( الذى لا يقل فى مأساويته عن نظيره المصرى الذى كان له السبق (ومصرنا الحبيبة دائماً سباقة ورائدة ) واللى يشوف سبق غيره تهون عليه بلاوته
ان قضيتنا هنا ليست فى ( جوى ) التى دخلت إلى المسيحية , ولا سارة التى اسلمت فلا زودت المسلمين ولا قللت النصارى
قضيتنا ليست تحديداً عن الأسلام الذى يُكره مريديه - سابقاً - على الأستمرار فيه دون رغبة منهم فى ذلك - ( وإن كانت الأخبار تتوالى علينا من افغانستان والمغرب والجزائر وتركيا وباكستان عن مسلمين يتحولون إلى المسيحية ويعانون الأمرين اما بإعلان حدود الردة او فى حق تغيير الديانه وإثبات ذلك فى الهوية الشخصية )
قضيتنا هى حق الأنسان فى تغيير الديانه والعقيدة كواحدة من الحقوق المدنية والسياسية التى اقرتها المواثيق الدولية
وما نريده هنا هو ان يذكروا لنا - ولو - سبب منطقى واحد يحول دون ممارسة هولاء المواطنين المساكين لتلك الحقوق المكفولة لكل خليقة الله
لماذا الأكراه ولماذا كل هذا الكفاح القضائى المرير؟!
اننى لا اجد فى النهاية ما اقوله سوى ان
اطمئن يا سيادة المُرشد
اطمئن وليرتاح بالك وقلبك
فلا فارق كبير بين حُكامنا وحُكام ماليزيا
لا فارق بين قضاءنا وقضاء ماليزيا
نعم , فما الذى يصنع بيننا - ونحن الدولة الأكثر تأخراَ اقصد الأكثر تقدماً او هذا ما يفترض - وبين ماليزيا فرقاً
فى ماليزيا يتحدثون عن حالة انتهاك مواطنة واحدة - او هذا على الأقل المُعلن منها
اما فى مصر فثمة مئات الحالات المُعلنه وما خفى كان اعظم
فى ماليزيا كافحت ( جوى ) ست سنوات من اجل الحصول على حقها وفى النهاية رُفض الأستئناف
وفى مصر , كم من السنوات يجب ان نكافح ليحصل مئات المواطنين ممن خرجوا من الأسلام إلى المسيحية على حقهم الشرعى فى تغيير الديانه وإثبات ذلك فى هوياتهم الشخصية فى بلد لم يعد لنا فيها شخصية ولا حتى هوية
لا انا بل نعمة الله التى معى
جورج شكرى
#جورج_شكرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟