أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - نقش على جدران الزنازين مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الأولى















المزيد.....

نقش على جدران الزنازين مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الأولى


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 587 - 2003 / 9 / 10 - 03:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


 

توطئة

عندما علمت أن الكوميسير السابق، عميد الفريق الفستقي يشارك في اجتماعات خاصة بحقوق الإنسان أو في وفود رسمية ضمن تظاهرات بخصوصها, بلغ بي التقزز أعلى درجاته، وازداد تقززي عندما علمت أنه كان ينوي تأسيس هيأة تعنى بحقوق الإنسان. ومنذ ذلك الحين فكرت جديا في نشر شذرات من ذكريات محنة درب مولاي الشرف والاختطاف والاعتقال السياسي. لا أريد من وراء هذه الصفحات التشهير والمس بأي كان، وإنما غايتي توضيح بعض ما " كان" حتى لا يتكرر ثانية. إنها مجرد محاولة تذكر بعض الويلات لتحاشيها في ما يستقبل من الأيام. إن ما سأتحدث عنه هو جزء يسير مما حدث في معتقلات أجهزة الأمن قبل أن يفتضح أمرها سواء على المستوى الوطني أو الخارجي. وما سأذكره، أكيد أنه أقل هولا مما جرى في تازمامارت و " الكومبايكس" و " دار المقري " والفيلات السرية ومقر " الديستي " في الرباط وقلعة مكونة وغيرها، لكنني أريده شهادة من أحد مواقع تكريس الهول ببلادنا آنذاك: درب مولاي الشريف الذي كان فضاء الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. قال أحد المفكرين إن الذي يسمح بالطغيان هم أفراد الشعب وفئاته، فإذا كان المواطنون على درجة من الوعي ومن الاقتناع لخدمة الصالح العام والسعي لخير البلاد، فلن يسمحوا بتاتا بأن يستبد بهم أحد مهما كان، لأن من يسكت على الاستبداد لابد وأن ينكوي بناره يوما ما و " الساكت عن الحق شيطان أخرس".


بداية البداية

قضيت أول ليلة في مخفر الشرطة بالخميسات في زنزانة ضيقة مظلمة ومبتلة وحاولت استحضار تعليمات كتيب: كيف تواجه القمع البوليسي؟" الذي كتبه عبد الرحمان نودا.

التهمة: المس بأمن الدولة.

اتهمت ضمن مجموعة من أبناء هذا الوطن بالمس بأمن الدولة الداخلي والانتماء إلى منظمة سرية غير مشروعة " إلى الأمام "، فماذا كان ذنبنا ؟ هل محاولة صنع مستقبل؟ هل الرغبة في تغيير واقع مر مزر ونكد بالنسبة لأغلب فئات الشعب ؟ هل عدم قبول الذل والظلم والإذلال والدوس على الكرامة ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فأغلبية المغاربة متهمون بالمس بالأمن الداخلي مثلنا، وكان على جلادي درب مولاي الشريف فبركة محضر إدانة لكل واحد منهم.

" مازالت عبارات جلاد الخميسات عالقة بذاكرتي " الحفلة غادي تبدا...من الأحسن لي عندوا ما يقول خصوا يقولو وإلا غادي يرجع عندي باش نكرمو مزيان".

كان عبد الحميد أمين وعلي أفقير أول شخصين تعرفت عليهما في البداية . وبعد شهور من استقطابي إلى المنظمة كان اللقاء مع الشهيد عبد اللطيف زروال وأبراهام السرفاتي في أول ندوة وطنية حضرتها، وبعد ذلك استمرت علاقتي باللجنة الوطنية عبر إدريس بنزكري ( رئيس منتدى الحقيقة والإنصاف سابقا و الكاتب العام للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان حاليا) تارة وعباس المشتري تارة أخرى.وكل هؤلاء وغيرهم من الرعيل الأول للحركة الماركسية اللينينية المغربية أمثال الصافي وعبد الله زعزع وعبد اللطيف اللعبي، كانوا يشكلون العمود الفقري " لجيل التأسيس". أما فيما يخص مناضلي منظمة " 23 مارس " فكنت على علاقة وثيقة مع مصطفى أنفلوس وحسن السملالي والدغراجي وآخرين، وذلك في إطار التنسيق بين المنظمتين على صعيد منطقة الغرب( القنيطرة ) من أجل تدعيم أسس الوحدة والتخطيط للنضال الموحد في أوساط الشبيبة المدرسية والطلابية.

 بدأت الاعتقالات الأولى في صفوف الحركة إذ تم إلقاء القبض على مجموعة من الرفاق من ضمنهم عبد اللطيف اللعبي وعبد الحميد أمين ( من تنظيم " أ" إلى الأمام ) وأحرزني وأسيدون وبلفريج         ( من تنظيم "ج" الذي سيحمل اسم " لنخدم الشعب".).

اختطاف عبد الحميد أمين .

تم اختطاف عبد الحميد أمين من مقر عمله بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب حيث كان يشغل منصب مهندس هيدروفلاحي، وزارني ذلك اليوم علي أفقير. كنت نائما، وكانت الساعة تقترب من الواحدة زوالا عندما رن جرس الباب..كان الطارق عليا. أخبرني أن عبد الحميد أمين اختطف من مكتبه، مثلث صورة عبد الحميد أمامي. إنه أول شخص تعرفت عليه في إطار " تنظيم "أ" آنذاك ( منظمة إلى الأمام )وهو الذي مهد لي الطريق للانضمام إليها. وأضاف علي أفقير أنه يبدو أن هناك اعتقالات في الرباط والدارالبيضاء ، وكان هو كذلك مستهدفا إلا أن عبد الحميد أخبره بالأمر ونصحه بالفرار على التو ومغادرة مكتبه، حيث كان هو كذلك مستخدما بنفس الإدارة .

 وفعلا سنة 1973 كانت الحملة الأولى للاعتقالات التي طالت مناضلي الحركة الماركسية اللينينية وضمنها اعتقل الشاعر عبد اللطيف اللعبي كان آنذاك أستاذا بثانوية الليمون. كما ألفي القبض على سيون أسيدون ( رئيس جمعية ترانسبرنسي انترناسيونال سابقا) وأحرزني وبلفريج ( ابن مسشتار الملك آنذاك) وآخرين... وكان أبراهام السرفاتي مستهدفا كذلك إلا أنه استطاع الانفلات واضطر إلى العيش في السرية للاختفاء عن أنظار البوليس، وهذا ما كان وبعد مدة اعتقدت المصالح الأمنية أن السرفاتي استطاع مغادرة المغرب والسفر متسترا إلى الخارج.

 بدأنا علي أفقير وأنا، نحلل وندقق في الأمور محاولين الاستنتاج والاستقراء والتقييم لبلورة معالم رؤية واضحة لاستمرار العمل في المنطقة رغم الاعتقالات، وهكذا تم الاتفاق على طرق الاتصال وسبل التواصل مع باقي الرفاق ومع اللجنة الوطنية ما دام عبد الحميد سيغيب لا محالة عن الأنظار مدة لا يعلمها إلا الله...وهذا ما كان، وغادر عي أفقير القنيطرة واختفى عن الأنظار حتى جاءني خبر اعتقاله هو كذلك.

 أشرفت الساعة على الرابعة زوالا واستأذن علي أفقير ثم انصرف ولم أره إلا بعد سنوات في السجن المركزي بالقنيطرة بعدما فرضنا فرضا فك العزلة والحصار على مختلف مجموعات المعتقلين السياسيين هناك، حيث فطن أغلبهم بحي " أ" 1 وحي " أ" 2 وحي "ج".

 غاب عني علي أفقير وعبد الحميد أمين واتصل بي إدريس بنزكري واستمر العمل والنضال وتوسيع الهيكلة التنظيمية بالمدينة والمنطقة والتفكير في أساليب نضالية من شأنها تقوية التنظيم في الوقت الذي بدأت فيه آليات الاختطاف والاعتقالات تدور بسرعة خارقة.

 

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مجرد إطلالة على فكر الدكتور -المهدي المنجرة
- وقفات على أرض الواقع المغربي
- الفقر وما أدراك ما الفقر ببلادي !
- رأي في الحركات الإسلامية بالمغرب
- المواطنة و الديموقراطية
- المحاكمة العادلة المعايير المتعارف عليها دوليا
- الـصحـافـة وتـطـورهـا - لـمـحـة خـاطـفـة
- أمية الأمس ليست هي أمية اليوم
- وقفات على أرض الواقع المغربي
- إشكالية الماء في العالم
- العروبة و الإسلام
- تاريخ الإرهاب ضد الصحافة المغربية
- الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و ال ...
- الجنس....المال ....العاطفة أساليب الموساد في تجنيد عملائها
- المقاطعة ….والمصالح الإسرائيلية ببلادنا
- منظومة الرواتب والأجور إلى متى هذا الحيف ؟
- العلاقات الإنسانية
- الإصـلاح الاقـتـصـادي ومـدلـولـه
- أضرار النشاط الريوعي على البلاد و الاقتصاد و العباد
- تعليم حقوق الإنسان والتربية عليها


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - نقش على جدران الزنازين مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الأولى