أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الغيرة وما أدراك ؟!!














المزيد.....

الغيرة وما أدراك ؟!!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 07:45
المحور: كتابات ساخرة
    



من الأقوال اللذيذة التي أحفظها : أن المرأة تشتري فستانا جديدا ، لتغيظ به إحدى النساء … وتتزوج لتغيظ امرأة أخرى … وتلد لتغيظ امرأة ثالثة … وهكذا .. وجاء في أمثالنا الشعبية : لولا الغيرة لما حبلت النساء !
وقد تصل الغيرة درجة خطيرة ، كما حدث في إحدى مناسبات الأفراح في وطننا منذ مدة وجيزة ، فقد اغتاظت إحداهن من مبالغة جيرانها في إظهار الفرحة منذ أشهر .. فقررت أن تنتقم !! فزوجت ابنها مرغما لكي يتسنى لها الرد … وأقسمت أن يستمر الفرح سبعة أيام بلياليها .. مستعينة (بمكبرات الصوت الضخمة .. من نوع (قاصفات الآذان ) .. وكل ما حدث أن راجمات الصوت بعيدة المدى ، أرغمت الجيران ، وجيران الجيران على مغادرة بيوتهم طوال الأسبوع .. وهي لم تشعر بالنشوة بعد ، لأنها كانت تود أن تحبس الجيران في بيوتهم لحين انتهاء (معركة الزفاف) السعيدة
ويقسم علماء النفس (الغيرة ) إلى قسمين : الغيرة الحميدة .. وهي غيرة محببة ،فهي بمثابة (هزة) للنائم حتى يتمكن من النهوض واللحاق بالركب .. والغيرة الحميدة تعطي للحياة نكهة ، وتسعى أكثر المجتمعات إلى (تكثيرها ) في المعامل بواسطة البرامج الإبداعية المتنوعة لتتمكن (بها) من أن تلحق المستقبل ، الذي يماثل في سرعته سرعة الضوء … وهذه المجتمعات التي تنشط خلايا الغيرة الحميدة في مواطنيها تدرك أنها علاج لأمراض النفوس ، وطريق (لاذع) للإبداع والتفوق .. فكثيرون تحدوا الفشل ، ونجحوا (لأن ابن الجيران ) نجح وتفوق !! وما أذكره أن طبيبا أراد أن يعالج مريضا (مصابا بشلل القدمين المزمن ،الناجم عن سلسلة من الإخفاقات ، بواسطة إثارة روح التحدي والغيرة في نفس المريض .. فأطلعه على حالة تشبه حالته ، تمكنت من إشفاء نفسها بواسطة تمارين رياضية قاسية ..وقال الطبيب ساخرا مستهزئا بمريضه : أنا أعرف بأن إرادتك أضعف من إرادته .. وبعد أسابيع قليلة فوجئ الطبيب بأن مريضه نهض ، واستعاد قدرته على المشي
أما النوع الثاني من الغيرة ، فهو الغيرة الخبيثة ، التي تتطور إلى حسد ، ثم إلى رغبة في إيقاع الضرر ، أو الالتذاذ بالضرر الواقع من تلقاء نفسه .. وهذا النوع مرض عضال ، ينتشر كالوباء في المجتمعات ،التي ينقصها الوعي ، وتلهيها مصاعبها عن البرامج الثقافية والإبداعية ، وفيها ينحدر المستوى الثقافي ، وتزدهر الخصومات .. وتصير الغيرة حسدا لها علاجات وأدوية حتى على لسان الشعراء .. فيقول أحدهم :
اصبر على مضض الحسود ….. فإن صبرك قاتلـــــــه
والنار تأكل بعضهــــــــــــــا …. إن لم تجد ما تأكلـــــه
والمصابون بالغيرة الخبيثة ، في مراحل مرضهم المتقدمة ! لا يكتفون ببث الشائعات عن المتفوقين ، الذين تجاوزوهم ، بل يسعون إلى إحباطهم … وقد يقصقصون أجنحتهم ،ليقعدوهم إلى جوارهم … حتى يتمكنوا بعدها أن يخرجوا ألسنتهم ،مستهزئين !
ويستهين كثيرون بالغيرة بنوعيها ويعتبرونها [ ملح الحياة] لما تحتويه من معاناة .. وهي ليست مخصوصة بالأفراد .. فالأمم كما الأفراد تماما تطبق الغيرة بشقيها على الشعوب الأخرى
كما أن الغيرة تشتد كثيرا بين الأقارب والجيران .. وأكبر الأدلة على ذلك [ القنبلة الذرية الهندية ] فبعد وقت وجيز من إعلان الهند .. أعلنت جارتها الباكستان ، ولم تعلن كوبا مثلا لبعدها .. كما أن إيران لحقت بالركب (الغيورين ) (( لأن ذوي القربي ، أشد مضاضة ))!وما زال الجيران يستعدون للإعلان عن قنابلهم النووية تباعا حسب البعد الجغرافي ،حتى ساعة إعداد المقال !
وحتى أساهم في تحسين صورة الغيرة فأنا أدخلها في سلك (( الرياضات الشعبية )) وهي وإن كانت الرياضة الشعبية الأكثر انتشارا ، إلا أنني أرى أن انتشارها المكثف في مجتمعنا يدل على خلل خطير سأرجعه حسب العادة التبريرية العربية إلى جاهليتنا الأولى حيث وقعت حرب داحس والغبراء ، بسبب الغيرة بين (عبس) أصحاب الفرس داحس ، (وذبيان ) أصحاب فرس الغبراء ، الذين دبروا مكيدة (عرقلة داحس ) إذا كانت هي السابقة .. وهذا ما حدث ففازت الغبراء بالمكيدة !!
تنفيسات
يحتاج مجتمعنا لبرامج الإبداع ، ليتحول من الغيرة المدمرة ، للغيرة المعمرة
قالوا : مقبول أن يحسدك الحاسد ، ليصبح مثلك ونظيرك .. ولكن ألأم الحاسدين ، وأخطرهم هو الذي يحسدك لتصبح أنت مثله ونظيره ‍
المجتمعات ، التي تغيب فيها الغيرة (المعمرة) لن تلحق بالمستقبل (البرقي) لأنها مشلولة تستخدم عكازين .. وهي ترى المستقبل عبر شاشات التلفزيون فقط ‍!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك مؤامرة على الترجمةإلى اللغة العربية ؟
- من فنون اللجوء الفلسطيني
- عجائب ثقافية
- بلاد الفرز ... والحراسات
- ابتسم .. أنت في غزة
- وجادلهم ..... بالمتفجرات
- علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني
- هل الإحباط مرض عربيٌ ؟
- هل أنظمة الاختبارات التقليدية إرهاب ؟
- المرأة بين الحقيقة والخيال
- المبدعون قرون استشعار
- إحراق الكتب في فلسطين


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الغيرة وما أدراك ؟!!