الدنيا ...... كراسي

رياض الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 06:54
المحور: كتابات ساخرة
    

قديما قيل .. ان حدث خلاف بين اثنين ، وان اندلعت حرب بين دولتين فأبحث عن المرأة !!
وفي وقتنا الحالي تقوضت هذه النظرية وبرز مكان المرأة سبب اخر للخلاف والشجار ومعارك المصير ... وهو الكرسي !!
فلاجل الكرسي يذبح قابيل اخيه هابيل من الوريد الى الوريد ، ولاجل الكرسي ايضا تتحزب الناس بأحزاب حمر وخضر وبنفسجي ، ويرفع كل حزب شعاراته واهدافه التي تدغدغ عباد الله المساكين مثل توزيع الاراضي وبناء فلل للفقراء ورواتب تقاعديه ، وما ان يجلس رئيس الحزب على كرسي البرلمان حتى يلملم مساعدوه كل الشعارات ويشوون عليها ( تكه) !!
ولاجل الكرسي قد تندلع الحروب بين الدول وتلغم الطائرات ولابأس ان يدفع عنها تعوبضات بملايين الدولارات ، ولاجله قد تحدث انقلابات ، فيطيح الابن البدين بأبيه وهو في رحلة استجمام ، كل ذلك طمعا بـ (الموزة) والكرسي .
ولكن هل الكراسي كلها تستدعي التناحر والصراع والحروب ؟
بالطبع لا .. فتلك الوسيلة التي يرجى منها طلب الراحة اصبحت غاية وتبعا لاهميتها ، فمن غير الممكن ان يتساوى كرسي الحلاق بكرسي الجمعية الوطنية ؟
ومثلما البشر طبقات .. الكراسي طبقات ايضا … فللفقراء كراسيهم الخاصة ، لهم كراسي (التاتات)1 ، و(الكيات)2 المليئة بالتراب والدهن والمفخخة بعض الاحيان ولهم الكراسي النحيفة في مديرية الامن (الملغاة) وكراسي المندوبين في الصحف وكراسي حراس البنايات وبوابي الاطباء وكراسي الانتظار على باب الله المصنوعة من علب الدهون الفارغة.
وللأغنياء كراسيهم الخاصة ايضا ، فلهم كراسي ( البطة )3 و( الشبح )4 ، وكرسي الطائرة وكرسي ( طويل العمر ) ، وكراسي رؤساء التحرير ورؤساء مجلس ادارة الصحف وكراسي مدراء الشركات المساهمة والغير مساهمة .
ولاعضاء الحكومة كراسيهم ايضا ، فهناك كراسي الاحزاب والجمعية الوطنية وكرسي ( الهمر ) ، وكراسي الوزارات والحكومة .
كما ان هناك كراسي مشتركة تجمع الغني بالفقير مثل كرسي الحلاق ، وكرسي طبيب الاسنان .
وهناك كراسي قلقة .........لايستقر عليها احد ...
و (مايدوم .. إلا وجه الكريم )!!

///////////////////////////////////////////////
1 : سيارة باص قديمة للنقل العام
2 : مايكرو باص للنقل العام
3: سيارة شخصية فارهة
4 : سيارة شخصية فارهة

#رياض_الركابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات