انتصار نادر
الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 09:57
المحور:
الادب والفن
كأنـي لــم أزل أخـتـال تيـهـا
علـى عـرشٍ تأثّـل مـن بنيهـا
كأنـي لـم أزل مـن ألـف عـامٍ
وما غادرت أرضـا همـت فيهـا
فأندلـسٌ بـلادي مـثـل مـصـرٍ
وتـركـيّـا جمـيـعـاً أفـتـديـهـا
أرى طيف الجمال يدور حولي
لـشـاعـرة كـأنّــي أحـتـويـهـا
وأصغـي، شعرهـا تالله يُشجـي
كــأنّ الــدّرَّ مـتـصـلٌ بفـيـهـا
" أنــا والله أصـلــح للمـعـالـي
وأمشـي مشيتـي وأتيـه تيهـا"
"أمكن عاشقى من صحن خدّي
وأعطـي قبلتـي مـن يشتيهـا "
إذنْ ولاة خـطــرتْ فـمـرحـى
فهاتي الكفَّ فـي كفّـي ضعيهـا
دعي أبواب قصـرك مشرعـاتٍ
لنلحظهـا ونلـحـظ مــا يليـهـا
أتبغيـن ابـن زيــدونٍ حبيـبـي
أجـلْ همسـاتـه كــم أبتغيـهـا
عـلـى أنّــي مـحـرّمـةٌ عـلـيـه
وجـنّـاتـي كـــذا لا يرتقـيـهـا
ولست أبيـح خـدّي فـي خيـالٍ
ومــا لــوروده مــن يجتنيـهـا
أمن غرناطة ؟ بـل أرض مصـرٍ
نمتنـي، مـا أرى أبـدا شبيهـا
لتربـتـهـا ســـوى وادٍ كـبـيـرٍ
وسـاكـنـه يـشـابـه ساكنـيـهـا
وسال الدمع من عينـي غزيـرا
لعلمـي بالـذي سيـحـل فيـهـا
تواسينـي؟ فشـكـرا أيّ شـكـرٍ
دعي كفّي على خـدي دعيهـا
وتسألُ: ما البكـاء بيـومِ سعْـدٍ
وقلبـي ناصـحـي لا تخبريـهـا
بــأن الــروم قـادمـةٌ بـسـبـيٍ
ولـن تبقـي بهـا أبـدا وجيـهـا
وتحضرني العراقُ وأرض حيفـا
ورهطـاً لا أرى فيـهـم نزيـهـا
هي النكبـات كالأمطـار تهمـي
علـى الأوطـان تنعـى قاطنيهـا
لأمتـنـا بقـلـبـي كـــم هـمــومٍ
حوتها، ليس قلبـي يحتويهـا
فسـال دمـا ولكـن مـن عيونـي
وويحـي لسـت أقــدر أتقيـهـا
تلـحّ علـيّ مـا يبكيـك ؟ قولـي
فقلـت طوائـفٌ باعـت ذويهـا
قـد امتـدّت لقـرن إثــر قــرنٍ
بأنـدلـسٍ وأيـضـا مــا يلـيـهـا
وأخـطــارٌ بأمـتـنـا أحــاقــت
وأمتـنـا غـفـت عــن قاتليـهـا
مـن الرومـان لا أخشـى عليهـا
ولكـن مــن أكـابـر مجرميـهـا
:
بقلم الشاعرة المصرية : انتصار نادر
#انتصار_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟