أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسام عواد - ويسألونك عن اقتصاد السوق














المزيد.....

ويسألونك عن اقتصاد السوق


حسام عواد

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 12:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تقول الحكاية أن جحا أراد ذات مرة أن يشغل أهل قريته عن السخرية منه فأقنعهم أن ثمة مشهدا ً عظيما ً خلف النهر فصدقه أهل قريته واتجهوا جميعا ً إلى النهر كي يشهدوا ما وراءه فلما رأى جحا أن الناس جميعا ذهبت وراء النهر قال لنفسه لأذهبن وأرى ما يحصل فلولا أن هناك مشهد عجيب لما ذهبت كل الناس للفرجة .
بمنطق مماثل وأسلوب تفكير (جحوي) بامتياز ثمة من يريد إقناعنا بأن تغييرا شاملا ًيحدث في بلدنا وأن تباشيره تلوح بقوة في القطاع الاقتصادي وأمام النهر هذه المرة وليس خلفه. لقاءات اقتصادية ورشات عمل ندوات وحوارات أطنان من المقررات والخطط وبالطبع كمية كبيرة من الخطط المستوردة المعلبة والوصفات الجاهزة مسبقة الصنع منتهية الصلاحية .
للوهلة الأولى يبدو للمتابع أن هناك تغييرا ً حقيقيا ً في قطاعنا الاقتصادي تدل عليه الآلاف من الشركات الأجنبية والمصارف الخاصة وشركات التأمين و الوكالات التجارية والاستثمارات التي لم تنج منها حتى دورات المياه العامة .
لكن بالضبط ما حقيقة ما يجري ما حقيقة هذا الانفتاح و كيف يبدو المستقبل الاقتصادي وإلى
أين تتجه البلاد والعباد ومن سيحصد نتيجة هذا التغيير ؟تطالعنا الصحف الرسمية أو شبه الرسمية التي تسمى بالمستقلة كل صباح بتصريحات السادة الوزراء والمسؤولين في القطاع الاقتصادي عن ارتفاع معدل النمو وتسارع قاطرة النمو الاقتصادي والزيادة في الناتج القومي الإجمالي وتحسن مستويات المعيشة إلا أن هناك تقارير أخرى تشير إلى أن ما يجري تحت سطح الماء يختلف كثيرا ً عما يجري فوقه فما هي حقيقة ما يجري خلف النهر ؟ تشير تقارير التنمية الصادرة عن الأمم المتحدة أن سوريا اليوم تحتل المرتبة 117 من أصل 177 دولة يشملها التقرير في مجال مستوى المعيشة والتعليم والخدمات والرعاية الطبية والضمان الاجتماعي ومتوسط عمر الفرد.
وفقا للتقرير الصادر عن منظمة الشفافية الدولية وهي منظمة غير حكومية تعمل بإشراف
الأمم المتحدة فإن سوريا تحتل المرتبة 93 من أصل 163 دولة يشملها التقرير و الرابعة في
المنطقة بالتساوي مع مصر والمملكة السعودية . ويقدر بأن الفساد يلتهم ما مقداره 44 % من
الناتج المحلي الإجمالي أي ما يقارب 12 مليار دولار سنويا ً .
علما ً آن هناك 2.2 مليون مواطن عاجزين عن تأمين حاجاتهم الأساسية علما ً أن خط الفقر الأعلى المقدر بمبلغ 2035 ليرة سورية للفرد الواحد يضم 5.3 مليون مواطن أي ما يعادل مليون أسرة سورية تقريبا ً .
وعندما نتحدث عن سوق الاستثمار السوري فسوف نجد أن سوريا تحتل المرتبة 130 من أصل 170 دولة وفقا ً لتقارير منظمة التجارة الدولية
أما عن قدرة اقتصادنا التنافسي فإننا نحتل المرتبة 12من13 في المنطقة العربية في حين تحتل
موريتانيا المرتبة 13 .
وبمجاراة كل هذه الأرقام الفلكية لا تزال سوريا تعاني من أزمة بطالة مرعبة لا يبدو أنها في طريقها
إلى الحل في الوقت القريب إذ أنه وفقا لإحصائيات هيئة مكافحة البطالة في سوريا وقياسا لما حققته
الهيئة في السنوات الماضية فهي تحتاج لما يقارب العشر سنوات كي تؤمن فرص عمل للمسجلين
لديها هذا بغض النظر عن 400 ألف وافد جديد إلى سوق العمل سنويا ً .
لكن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتماشيا ً مع آليات التغيير قامت في الفترة الماضية بتبني معايير تجاري معايير الدول الاسكندنافية لتحديد مفهوم العاطلين عن العمل وهو أن كل من عمل لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في أسبوع عمل واحد أي ست أيام لا يعتبر من العاطلين عن العمل
ووفقا لهذا المقياس فإن عمال الفاعل الذين ألف السوريون رؤيتهم في الساحات العامة
مع عدتهم المؤلفة من رفش وصفيحة لصب البيتون يعتبرون من العاملين وربما من أوائل المستفيدين من عرس الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه جماهير شعبنا اليوم .
علما أن بعض الدراسات تقول بأن تكلفة صناعة فرصة العمل في سوريا تتراوح بين 18 إلى 22ألف دولار وهو يعتبر من أخفض التكاليف عالميا ً .
إذا من المستفيد من النمو الاقتصادي الذي تشهده سوريا اليوم. أستطيع أن أجزم انه بالحد الأدنى ليس أنا ولا الكثير منكم أو بأنه تنطبق علينا مقولة (لاحظ لي منه إلا لذة النظر ). فمن يا تراه الواحد الذي يأكل حصة العشرة ومن هي العشرة التي ستنام دون عشاء ٍ اليوم .

وهل أن مفهوم التنمية منصب على ازدياد مستوى الدخل وارتفاع معدلات النمو أم أن مفهوم التنمية و النمو ينصب على مدى تحسن مستوى معيشة العاملين بأجر وازدياد دعم الطبقات الوسطى والتي أصبح من نافل القول أن هناك محاولات متعمدة للقضاء على القلة القليلة المتبقية منها.
وحتى من ضمن التشكيلة الأساسية لطباخي الانفتاح فإن هناك من يشير إلى تراجع دائم في مؤشر عدالة توزيع الدخل وهو ما لا يحتاج أي منا لمعرفة عميقة كي يراه بأم عينه في كل لحظة .
و طبعا ً يشير هؤلاء إلى أن مستوى التضخم يصل إلى 12 % و أن المستوى العام للأسعار في ازدياد مستمر يتجاوز الزيادة في الدخل مما يعني أن الحديث عن ارتفاع مستوى المعيشة بالنسبة لنا نحن على الأقل يبقى (حديث خرافة يا أم عمرو ) .
ربما يشير بعض المتذاكين إلى أن ما يحصل لدينا اليوم هو ما أفرز في أوروبا القرن التاسع عشر دولة التكافل الاجتماعي متناسيا ً أن تلك التغييرات في أوروبا ترافقت مع قرار سياسي بالدرجة الأولى وفي ظل تحركات نقابية وعمالية حقيقية لا يبدو أننا مقبلين على ما يشبهها، ومتعاميا عن أننا اليوم نعيش في القرن الحادي والعشرين .
وفق ما ورد سابقا ً على بساطته وعدم غوصه في التفاصيل يبدو أن ما هو آت ٍ اصعب وأنه يتجاوز ما مضى وأننا مقبلين على أيام أشد صعوبة وان ما يحصل اليوم لا يعدو كونه أول الرقص أي لا زلنا نحنجل فأول الرقص حنجلة .
حسام عواد_ حمص 18/5/2007




#حسام_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد من عصر الثورة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسام عواد - ويسألونك عن اقتصاد السوق