فؤاد منير خليل
الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 09:00
المحور:
كتابات ساخرة
السيد الدكتور بشار حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الموقر
في هذه الرسالة أو المقال أو البرقية أود أن أوجه لسيادتك أرفع وأطهر وأسمى وأنصع التهاني بمناسبة فوزك الساحق ونصرك الماحق على كل خصومك داخل وخارج القطر الحبيب وفوزك بولاية دستورية ثانية وإلى الأبد, رفع الله من شأنكم وزاد من رزقكم وجعل يومي قبل يومكم ياكرام ياأشاوس ياصناديد.
لايسعني في هذه الرساله إلا أن أرفع أصدق وأنجع وأوسع مشاعر الحب والإجلال والإحترام وهنيئا لسوريا حكمتك وصمودك وعلمك وحلمك ياابن الشعب ياحبيب القلب وكما يقول أهل الساحل (يا حبيب). (برقيه رقم 1 انتهى).
منذ فترة كنت في بلادنا وكالعادة أمضيت بعض الأيام عند الأهل الكرام وقابلت أصدقائي وأصدقاء أصدقائي وأحبائي وخلاني وتحدثنا عن الإنتخابات والإستحقاقات الرئاسية والوطنية والشعبية والقومجية والعروبجية لتمضية الوقت وللإهتمام ولكي يظهر كل واحد منا بأنه مثقف ويفهم بالحقوق والواجبات والسياسة والدين والإقتصاد كأغلب حاكمينا ومتمرسي السلطة علينا والراكبين على أنفاسنا كابتي الحريات ومضطهدي الأقليات وسارقي أموال الشعب الحاكمين بإذن أو بدون اذن. ونحن في خضم الحديث قال أحدهم بأنه يفكر كثيرا بهذا الموضوع (موضوع الإستفتاء أو حسب تعبيره الإنتخاب) وهو خائف أن لايتم انتخاب الرئيس لولاية دستورية ثانية وهذا ماسيدفعه (هذا الأحدهم) لأن يبيع أمواله المنقوله وغير المنقوله ويغادر البلد!!!
قلت له ياصاحبي وهل هناك مرشحين آخرين مثل آل غور وبوش في أمريكا مثلا أو ميركل وشرودر في ألمانيا أو أو.. حتى تخاف من أن يأتي رئيس آخر ليحكم هذا البلد المعطاء المباركة أرضه والطيب شعبه؟ أليس المرشح الوحيد على الساحة هو الرئيس؟ ألا تعلم بأن هذا استفتاء وليست انتخابات بالمعنى الحقيقي؟
قال لي نعم, كلامك صحيح ولكن!
ولكن ماذا, سألته؟
أخبرني بأنه وحسب علمي فإننا بلد ديمقراطي حر ليبرالي يعيش فيه المواطن بعزة وكرامة وما دعايات الجوع والنوم على الطرقات ومعتقلي الرأي والتنكيل بالمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرها من أمور إلا أكاذيب ومواقف استعمار وعملاء يريدون أن يعملوا بسوريا ماعملوه بالعراق ولبنان, وأخبرني هذا الصاحب المطلع وصاحب الثقافة بأن أمريكا هي من قتلت الحريري وألبست التهمة لسوريا حتى تخرج من لبنان ويعود آلاف السنين إلى الوراء بعد أن طوره ضباطنا ومجندينا وعمالنا أصحاب الخبرات والتقنيه (طبعا هنا ومن مقالي يمكن للجنة التحقيق الدوليه أن توقف البحث عن القاتل في قضية الحريري وتوجه الإتهام إلى بوش وكوندي لأن هذا الشخص المطلع ـ كالمفتش كادجيت ـ حل لغز قتل الحريري ولا حاجة للمصاريف الزائده أو الإتهامات الباطله أو تسييس القضيه).
اليوم وبكل فرحة وسرور أوجه هذه التحية والتهنئة للرئيس بمناسبة هذا النجاح وبنفس الوقت لاأخفيكم بأن سروري ازداد لأن حدثي كان بمكانه وهو أن الرئيس أعيد انتخابه رغم كثرة المعارضين وقوتهم على الساحة الداخلية والخارجية, وأنا أعلم وكلني ثقه وقبل سماع نتائج الإنتخابات بأن الرئيس حصل على نسبة عالية من الأصوات مثل المرة الماضية وأكثروحتى لو كان عدد المشاركين لم يتعدى المشاركة في انتخابات مجلس الشعب.
وبما أن سفاراتنا مثلها مثل سفارات أغلب دول العالم ممتلئة بعناصر الأمن والحرس ـ مع اختلاف بسيط وهو أن سفارات الغرب تعمل لصالح مواطنيها بينما سفارات العرب تعمل ضد مواطنيها ـ ووظيفتهم معرفة من انتخب ومن لم ينتخب, من رقص فرحا ومن لم يدبك, وبما أنني مبهور ومعجب بسياسة دولتنا رأيت أنه من الواجب أن أتحدث في هذه البرقية الصادقة عن سبب عدم ذهابي إلى القنصلية الفخرية في هامبورغ أو إلى السفارة السورية في برلين للإنتخاب.
هنا أود أن أقدم برقية اعتذار لعدم ذهابي إلى الإنتخابات ولكن وقبل أن أذكر السبب أتمنى أن يتسع صدركم لي وتسمعوا مني هذه القصة القصيره الحقيقيه التي حدثت معي في عام 2000 في بداية الشهر العاشر في لايبزيغ بألمانيا (برقيه رقم 2).
أحداث القصه تدور حول سؤال طرحته على نفسي بعد أكثر من عشرسنوات من التدخين, وهذا السؤال كان: يافؤاد لماذا تدخن؟! لم أعرف أن أجيب على هذا السؤال البسيط ومنذ لحظتها وحتى الأن وأنا لاأدخن ولاأتمنى أن يدخن أحد بجانبي. بكل صدق أقولها لم أعرف لماذا أدخن فكان ذلك كافيا لأن أقلع عن التدخين.
منذ يومين وقبل الإنتخاب ـ ولن أكذب هنا وأقول كنت أنوي الذهاب للإنتخابات ـ تبادر إلى ذهني نفس السؤال بتاع التدخين ولكن هذه المره حول الإستفتاء, وكالعاده وكما في مسألة التدخين لم أعرف الجواب على السؤال ـ لماذا تريد أن تنتخب ـ ولكن أعرف تقريبا لمادا لم أنتخب ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
ـ هل سأقول نعم مشاركا للسلطه في عملية قمع المعارضين وزجهم في السجون
ـ هل سأقول نعم لأساعد في قتل الحريات ووأد كل بسمة تريد أن تظهر على شفة طفل لوعه الجوع والعوز والحرمان
ـ هل سأقول نعم لأشارك في عمليات الرشوه والسرقه المنظمه وانتهاك حقوق وحرمات المواطنين
ـ هل سأقول نعم للمشاركة في تقوية وتوسيع صلاحيات أفرع الإعتقال والقتل والتمثيل
ـ هل سأقول نعم لتعيين غزلان باتت تأكل لحوم البشر وتضع قيودا على كل حركة من تحركاتهم رغم الشلل العام
ـ هل سأقول نعم لمن يتحكمون بكل شيء دون ضمير أو وازع أخلاقي, وأخيرا وليس آخرا
فإنني متأكد ياسيادة الرئيس بأنك مع صوتي ومن دونه ناجح لامحاله لأن أغلب المواطنين من برج الأرنب والأرانب اعتادت على أن تطأطأ رؤوسها أمام الأسود و الثعالب والذئاب والخنازير وحتى أمام القطط.
بالرغم من أنني لم أنتخبك ياسيادة الرئيس وبما أنني لم أهنئك كما يهنئك الأفاقون والمتملقون واللصوص وقطاعي الطرق, إلا أنني سوف أطلب منك طلبا كمواطن مازال يحمل جنسية سورية الحبيبه وبكل فخر وعز ـ هذا إذا لم تجردوه منها ـ ويحب أن يعمل ويخدم أهله وشعبه ووطنه حتى لو كان في غربة أجبرتموه عليها, وقساوة دفعتموه إليها وطلبي هذا فيه الخير لكم وللآخرين أن اتبعتموه وإن رفضتموه ـ وهذا هو المرجح ـ فاجعلوه على جدول أعمالكم في الخطة الخمسية القادمة:
سيادة الرئيس
اعط مجالا للحرية أوسع
اطلق سراح كل من سجن لقوله كلمة حق أوصدق لم تعجب المرتزقة
فكروا بالشعب حتى لو كان من برج الأرنب, فالأرانب لها الحق في العيش أيضا ولولا هذه الأرانب لما كانت هناك وحوش كاسره.
اطعموا الشعب فهذا شعب كريم لاينسى المعروف ولاتجعل المرتزقة تسيرعلى مبدأ ،جوع كلبك بيلحقك،
احكم بالعدل يخضع لك من في الدنيا طواعية لاكرها واعلم ياسيادة الرئيس بأننا لسنا ضد شخصكم الكريم ولكن نحن ضد المتسلطين على رقاب الشعب الجائع المكبوت المحروم المنكوب.
#فؤاد_منير_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟