الرئيس بوش و (الحجّام )

يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 05:53
المحور: كتابات ساخرة
    

بينما أن حجاما دعاه رجل لحجامته ، فلما أرهف الحجّام مشاريطه ، قال له الرجل : أنك الساعة توجعني ،فقال له الحجام : لا ، فقال له الرجل : فأنصرف اليوم ، فقال له الحجام: أنك محتاج إلى أخراج الدم وذلك بيّن في وجهك ،وهي سنّة نبوية ، فقال له الرجل ، أنصرف وعد إليّ غداً ،فألح عليه الحجاّم وقال له : أنك لا تدري ما سيحدث غداً ،والمشاريط حادة وإنما هي لحظة ، فقال له الرجل : أن كما تقول فأعطني ( فردة ) من خصيتيك تكون رهينة في يدي فأن أوجعتني ..... أوجعتك ، فقام الحجام وقال : أرى أن تدع الحجامة في هذا العام .... ثم قام وأنصرف .
تذكرنا تلك القضية بالتصريح الأخير للرئيس بوش حين قال : ( سنغادر العراق حين يطلب العراقيون مّنا ذلك ) ...........ولا أدري كيف يطلب العراقيين من بوش أو غيره خروج القوات الدولية من العراق و الوحوش من جيرانه الحدوديين وغير الحدوديين فاتحة أفواههم لالتهامه في أي لحظة ، وكيف يطلب العراقيين خروج القوات وليس لديهم جيش أو شرطة تحميهم وتوفر لهم الغطاء الأمني بعد أن استشرى الإرهاب في كل مكان متمكناً بأسلحة تفوق أسلحة الجيش والشرطة الذين لا يملكون إلا البندقية ( الكلاشنكوف ـ عيار 7,62 ملم ) التي لا تصلح إلا في أطلاق العيارات في الأفراح والمناسبات .
ويذكرنا الحجّام بالشعب العراقي الذي يسعى بكل جهده وبكل وسيلة لإيجاد مرهم الشفاء لوطنه المعتل ، ويطلب من القوات الدولية تسليحه لمجابهة التحدي الخارجي والداخلي لبلاده بعد زوال ( اللا نظام ) السابق من بعد الإطاحة به .
كما يذكّرنا ذلك الرجل بالقوات الدولية في العراق والتي يبدو للبعض أنها غير جادة ً في القضاء على الإرهاب أو بتسليح وتجهيز القوات الأمنية بالأجهزة والمعدات الكافية للدفاع عن نفسها أولاً ومن ثم للدفاع عن الشعب العراقي الأعزل والذي أصبح حقل تجارب لهذا وذاك ويدفع فواتير اختلاف الأنظمة الاستبدادية ،والأفكار المنحرفة والمعقدة في النفوس المريضة .
فكيف يطلب شعباً ليس له حول ولا قوة ، وقد أمسكت القوات المتعددة الجنسية بكلتا ( خصيتيه ) لا واحدة ، إلا أن ( يبصم بالعشرة ) لبقائهم المؤبد في بلاده ؟ ......... فلا شك أن احتلال واحد أفضل من عشرات الأحتلالات بعد خروج هذه القوات ،وبعد أن يتقاسم العراق من هب ودب لتصبح كل محافظة دولة ، وكل دولة تحارب الأخرى لكونهم مختلفين معهم في الدين أو المذهب أو الرأي .

#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات