رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 05:42
المحور:
الادب والفن
... و"الجبل الأشم" في العنوان أعلاه، وصف جواهري لكردستان العراق في مطولة عصماء نظمت عام 1962، ووثقت بعضاً من مسيرة الشعب الكردي وكفاحه الدؤوب من أجل حقوقه القومية والانسانية، ببطولة متناهية كما يراها الشاعر الكبير.
والقصيدة – الموقف، التي نشير لها في هذه السطور، سفر شامخ يزيد على مئة بيت، حرصت على تقييم كفاح ثوري، وصلابة مبدئية، إلى جانب رؤى تفصح عن حتمية في انتصار المثابرين والمضحين الذين "أغرم" بهم الجواهري طوال حياته المديدة، فجاد لهم بالأغلى لديه: القلب واللسان... حسب وصفه.
وتمجيد بطولات الشعوب، وتضحياتها سمة انغمس فيها قصيد الجواهري الثري، منذ أن عشق الشاعر الحرية والانتماء إلى الانسانية، وامتهن ثورة الفكر التي علّمه تاريخها "بأن ألف مسيح دونها صلبا"... وهكذا راحت قوافيه تترى في "حب الشهيد" ومن "يتقحم أزيز الرصاص" دفاعاً عن مبادئه وتطلعاته... وان كان من بدٍ للبرهنة، فتلك قصائد الشاعر العظيم تتحدث عن نفسها وهي تسجل نضالات شعوب الدنيا بهدير لم يبرح يصك الأسماع منذ عقود، وعقود... ومن بينها عن فلسطين (1929-1970) وسواستابول (1942) وستالينغراد (1943) والجزائر (1956) وبور سعيد (1956)... وغيرها عديد، وكل ذلك دون حساب قصائد الشاعر الوطنية المعروفة والمنتشرة دون حدود.
والحديث عن نضالات "الجبل الأشم وأهله" في ميمية " كردستان ... موطن الأبطال" الشهيرة يأخذ مناحي ومحاور شاملة ومتداخلة في ترابط وثيق، بوصف شاهد عيان، وعيون شاعر، وفلسفة مفكر ثوري، وعطاء فنان مبدع... وقد جال وتنقل صاحبها بين العام وانعكاساته على الخاص، ومن المباشرة إلى الرمزية، ومن التاريخ إلى المعاصرة ومن الأفكار والتصورات إلى الوقائع ... وذلك ما جعل القصيدة سجلاً خالد العطاء، وكأنها بنت اليوم، وان مرّ عليها أزيد من نيفٍ وأربعة عقودٍ.
... وهنا وبهدف التوثيق، تقتضي الاشارة إلى أن وزارة اعلام النظام السابق في بغداد قد اسقطت القصيدة من طبعتها لديوان الجواهري (بغداد 1974-1980) ذي الأجزاء السبعة... وقد كان ذلك مسعى خائباً لاخفاء حقائق موثقة ومواقف واضحة من نضالات الشعب الكردي، وثورته، وزعاماته التاريخية... ولكن ها هي القصيدة تخلد وتدوي، وتتحقق نبوءاتها أو تكاد، فيما يختفي الشوفينيون أو يكادون.
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟