أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية الجزء الاول















المزيد.....

مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية الجزء الاول


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 09:43
المحور: الادب والفن
    



مقدمة لا بد منها
يشرفني ان اتطرق في هذه المقالات الى مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية و هدفي من هذا الموضوع الطويل هو اظهار بان فنوننا الامازيغية لا تتعارض مع الاسلام كدين و كشريعة و كاخلاق كذلك و الذين يعتقدون غير ذلك اذن هم لن يفهموا هذا الموضوع الذي اهديه الى كل من صديقي الاستاذ احمد عصيد و الاستاذ محمد مستاوي و الاستاذ عمر امرير و الاستاذ الصديق محمد حنداين و غيرهم من الاساتذة المهتمين و كما ساحاول ان اتطرق ضمن هذا الموضوع الى ظاهرة المجموعات الامازيغية الحديثة و المتميزة بطابعها اللتزم مثل اوسمان و ارشاش و انرزارن و غيرهما لكنني اريد المزيد من المعلومات حول تاريخ هذه المجموعات التي انطلقت من منطلق الحفاظ على هويتنا الامازيغية و نشر الفن اللتزم و لدى اطلب من كل من لديه معلومات كافية حول تاريخ هذه المجموعات ان يرسلها الي عبر البريد الالكتروني و له الشكر الجزيل .
و قبل البدء لا بد من التعريف بالفن بشكل عام الذي هو شيء ناتج عن وعي الشعوب بضرورة التعبير عن هوياتها الحضارية و الثقافية و الدينية فالفن يعبر عن هويات الشعوب و افكارهم المختلفة و عن تقاليدهم الخصوصية و شخصيا اعتبر بان الفن رسالة انسانية تنادي الى قيم السلام و التعايش و حوار الحضارات الذي نحتاجه اكثر من اي وقت مضى بسبب ظهور التطرف بكل ابعاده و يلعب الفن ادوارا مهمة في ابراز مشاكل الشعوب على عدة اصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية
فالامازيغيون كغيرهم من الشعوب القديمة عرفوا معنى الفن و الابداع من خلال مجموعة من الرموز كالنقوش الصخرية المتنشرة في الدول المغاربية و جنوب الصحراء الافريقية و عرفوا المسرح و اخترعوا حروفهم الخاصة بهم و تسمى بتيفيناغ و هي تعتبر من اقدم كتابات التي عرفها الانسان القديم .
ان الحضارة الامازيغية اعطت العديد من الفنون الحاملة لقيمنا الاسلامية و هذه الاخيرة رسخت الكثير من المبادئ مثل الاحترام و التوقير و في هذا الاطار سابدا بفن من فنوننا الامازيغية العريقة في سوس و هذا الابداع قد اسس العديد من المدارس المتميزة كمدرسة سيدي حمو الطالب و الحاج بلعيد و بوبكر انشاد و الحاج محمد الدمسيري و فاطمة تاباعمرانت اليخ و هذا الفن هو من طبيعة الحال فن الروايس العريق بتاريخه و رموزه و قصائده الخالدة.
و قد اهتم فن الروايس بالعديد من المواضيع المختلفة و المتعلقة اساسا بحياة المجتمع الامازيغي و من اهم هذه المواضيع نجد الدين و الغزل برموزه التي تحترم الطابع المحافظ لمجتمعنا و النضال من اجل الدفاع عن حقوقنا الثقافية و اللغوية و القضايا الانسانية كالقضية الفلسطينية لكنني ساركز على موضوع الدين في فن الروايس و كما اشرت في مقالاتي السابقة فالدين الاسلامي له مكانة عظيمة في المجتمع الامازيغي المغربي الذي حافظ على مكانة الاسلام و رسخ قيمه و مبادئه في الوجدان المغربي بل اكثر من ذلك يعتبر الدين جزء من تقاليدنا الاجتماعية و جزء حياتنا اليومية و اللغة الامازيغية نفسها هي لغة الاذب و لغة الاخلاق .
قد اهتم هذا الفن كثيرا بالدين حيث ابدع المئات من القصائد الدينية المتحدثة عن اركان الاسلام الخمس و خصوصا فريضة الحج العظيمة التي اخذت مكانة كبيرة في اغناني الروايس حيث يعد هذا بمثابة محاولة لشرح مقاصد الحج الى الذين لا يفهمون لغة الخطاب الديني الرسمية و هي من طبيعة الحال العربية الفصحى اذن فن الروايس قام بمقام الجهات الوصية على الاوقاف و الشؤون الاسلامية في نشر التوعية الدينية بلغة التي يفهمها اغلبية المغاربة
و هناك شعر المقاومة في الاغنية الامازيغية في الريف و الاطلس المتوسط و في سوس و المقاومة كما يعلم الكل هي قيمة من قيمنا الاسلامية النبيلة و الشريفة و هي تعني الدفاع عن الاسلام و الارض و العرض فالمقاومة الامازيغية دافعت عن هذه المقدسات بطرق مختلفة و بينها الشعر الرمزي في عهد الحماية و سمعت الاستاذ المناضل محمد مستاوي في برنامجه الاذاعي المفضل لدي على الاذاعة الامازيغية بالرباط و هو يتحدث عن الرايس المقاوم الحسين جانتي الذي حارب الاحتلال الفرنسي بسلاح الكلمة الهادفة التي تعتبر مثل الرصاص او اشذ منه
و هناك طبعا الحاج بلعيد الذي اعتبره رمزا لاصالتنا الامازيغية و قيمها المحاففظة التي تكره الاستعمار بكل ابعاده العكسرية و الايديولوجية و التكفيرية الرامية الى منع الادراك و التقدم النافع فالحاج بلعيد عاش في عهد الحماية و دافع في اغانيه الخالدة عن الدين كنوع من انواع شعر المقاومة حسب اعتقادي المتواضع و كما نعلم فهناك بعض المناطق السوسية لم يدخلها الاستعمار الا بعد تاسيس الحركة الوطنية بفاس اذن شعر المقاومة في سوس اعتمد كثيرا على الوعي و استخدام الدين بشكل ايجابي في استقطاب الناس لمواجهة المستعمر الغاشم فالدور الذي يلعبه فن الروايس انذاك يعتبر مركزيا في نشر روح الوطنية الصادقة و حب مقدساتنا الحقيقية و بعد الاستقلال خرجت قصيدة الرايس المتميز احمد امنتاك و هي تحت عنوان الله اوطن و هذه القصيدة تعبر عن فرح المغاربة بسبب مجيئ الاستقلال و رجوع الملك المرحوم محمد الخامس الى ارض الوطن


ان الحديث عن الدور الكبير الذي يلعبه فن الروايس في نشر الوعي الديني هو حديث طويل و من بين الرايسات اللواتي عملن على هذا الاتجاه الاستاذة المناضلة فاطمة تاباعمرانت التي اعتبرها جوهرة ثمينة في الغناء الامازيغي او امارك ن تمازيغت حيث اختارت الغناء الهادف
منذ عقد التسعينات و تطرقت هذه الاخيرة في اغانيها الى المواضيع المتعلقة اساسا بالطبيعة و الدين بكل ابعاده التربوية و الوجدانية حيث عندها العديد من القصائد الرائعة كقصيدة امارك المفضلة لدي و التي تتطرق لمعاني الاتنماء الى الامة الاسلامية و الرسول الاكرم و عندها قصيدة جميلة حول محو الامية بالنسبة للمراة الامازيغية التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة و لا كيف تقوم بفرائضها الدينية كالصلاة مثلا اذن فاطمة تاباعمرانت اعتمدت في اغانيها الدينية على اساس توعية عامة الناس و خصوصا المراة الامازيغية التي تعاني من عدة مشاكل اجتماعية كالامية و التهميش خصوصا في العالم القروي

و هكذا فالاستاذة المناضلة فاطمة تاباعمرانت هي تعد خير مثال لاغنية روايس الدينية الى جانب اخرين مثل المرحوم عمر واهروش و المرحوم محمد الدمسيري و الحسين امنتاك و مبارك ايسار و اعرب اتيكي و غيرهم الكثير و فن الروايس اعتبره جزء مهم من بعدنا الديني الضخم لكنه غير معروف لاسباب التي ستعرفونها حين صدور كتابي المنتظر

ساتطرق في مقالي التالي الى فن احواش العريق و الذي يحمل العديد من قيمنا الاسلامية



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الهوية الامازيغية ضد الدين الاسلامي ام لا؟
- مشروع احداث القناة الامازيغية بين الحلم و انتظارات الامازيغي ...
- وضعية الاشخاص المعاقين في العالم القروي واقع و افاق
- هل نحن مسلمين فعلا ام احفاد الاستعمار الاجنبي
- اهداف مشروعي الفكري
- من وحي التقاليد الامازيغية بمنطقة سوس بين المعاني و الرموز ا ...
- فاطمة تاباعمرانت جوهرة الغناء الامازيغي ببعده الهادف
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- مقال حول الذكرى الستينية لوفاة الحاج بلعيد
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الام ...
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- في بحور تاملاتي الشخصية
- المعاق و التخلف
- معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
- قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- الاسلام بين التطرف و الوسطية
- التخلف الايديولوجي 2


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في ترسيخ قيمنا الاسلامية الجزء الاول