أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عيدان عبد الله - قراءة في مجموعة - دفتر الماء- للشاعر العراقي وديع شامخ














المزيد.....

قراءة في مجموعة - دفتر الماء- للشاعر العراقي وديع شامخ


علي عيدان عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 06:58
المحور: الادب والفن
    



وأنت تحلق بأرصفة الحلم المشظاة
بين الأزقة الباردة وظلالها الوارف
خيالك صقيل
طويت أجنحة النزوة
واحتفيت بموجة بهية


إن تتبع هذا الخيط/ الحلم المتشظي الذي يؤدي إلى استنطاق ما هو مخبوء في ذلك الهدر من السكينة، هو بحث عن صيغه تجسده... باعتبار الإحالات /البؤر المستبطنة هي مواقع مضادة للاستهواء وليست انزياحات قارة في تفكيكها هنا تستنفز – أيضاً- إمكانات الانصات لكيفية نزع صفة الاستقرار وعلامتها من تلك الحركة (الموجة البهية) التي تتشكل غالباً في ذلك الهدر الذي تهفو إليه وهذا ألفات إلى ان الصفة /العلامة هي كشف معرفي وليس استدراكاً بعطالة أو مهارة غابت عن قصديتها في البحث عما هو مشع وعصي!
الكلام الزائل وفرة
موجة المعنى فرار الأسئلة
القياس جاثم
اللغة راسخة في الغرين
الكلام يمضي
والموتى يستعمرون الخان لتصحيح السبب
الكلام الميت يبحث عن بندول
إن هذا غير المفكر فيه /المحتدم/ هو المبدد في تهويمات عسيرة في استنطاقها وهو اكتشاف للجدلية الشرسة لذلك اللعب الوقور... اللعب ذو القواعد التي لا تضاهى في حركتها... يقول ميلان كونديرا! كل لعب مبني على قواعد وكلما كانت هذه القواعد صارمة كلما كان اللعب لعباً بالفعل.
لكن المعنى بهذه الفاعلية آسر في نتائجه على اعتبار بلاغته هي موضع اتساع وفحص مما يوحي لقارئه بأن اختباره مستهدف باطراد وان تحرجه ليس عارضاً بل محفزاً لقراءة جديدة... أي إشهار المواجهة بين ما هو خبئء وبين مديات متموضعة في دلالات الحلم ذاته وهذا الإشهار هو الجذوة التي تمور تحت السطح (ان ما يوجد تحت السطح هو وحده الذي قد يظل مجهولاً لفترة طويلة /امبرتو ايكو ) هنا تكمن غاية الاحتفاء بابتكار المقترح الذي يواجه المتفرد الجريء بإحالات فسيحة!
لي أن أنسى وله طريق المفاتيح
في هامش العقد لي الحق باستخدام السلالم
وصولاً للشرفات
ولي ان أرصد كل الأشجار
/هو المطر وأنا غيمه/
النهاية بداية الأسئلة وأنا نصف حل
معلناً بنباهتي وأدعى بنود الاتفاق
إن أنبلاج اليقظة المتقرحة عن وفرة التحول السري في تمثيل ما يمكن تجاوز معطياته على وفق صيغ المفاضلة يكون بإسقاط بعض المتاريس المتراصة او إسقاطها كلها مرهون بالقدرة الإدراكية الأكثر توهجاً وانفتاحاً لفتح مسارب ذات انعطافات متحركة تتسوعب الحدث القرائي الآني وتوسع من رقعته ولدفع تلك الغيابات إلى مجهوليتها لعدم توفر القدرة لارتشاحها وتخمين ما تحتويه من (معرفة) هذا يؤدي إلى انعتاق خارج حدود الزمن- أحساس بالانعتاق- إنه النمو المفاجئ لظهور صيغ نقية لفكرة جديدة تنبيء بأهمية وفرادة الوقائع... وهذه الفكرة هي (فكرة العمل – القول لـ(فوكو) على كشف الأنساق المضمرة وتعرية الخطابات المؤسساتية والتعرف على أساليبها في ترسيخ هيمنتها وفروض شروطها على الذائقة الحضارية) إن الرغبة الجامحة في تدمير هذا الخوض اللامحدود والتنقيب عن لحظة الانخطاف يكونا اللحظة اليسيرة لإمكانية التساؤل أين وقع الانكسار؟ ومن هنا يبدأ التبدد أن لكل المصائر قانونها الداخلي:
بادلته أبجدية الوفاء
آخيته على الحكاية الأولى واضعنا المفتاح معاً
نحتنا أزميلا تهاجر إليه الصخور
هو الكائن المتصيّّر من الماء
لكني في العقد غريمه! أرث ما يرث
إن الشاعر (وديع شامخ) يتابع حركة الظل في تبادل الأبجدية و(يستفز السخاء) حين يصير (الماء سؤال بعيد) ويستبعد عند اليد الواهنة ويفكر برشاقة ضمن كيفيات فجائية (أية حظوظ لنردك على طاولة العرّافين؟) حين تدعك غطاء المائدة وتجاهر بالبهاء الخفي وترى ما وراء الواجهة... حينذاك تكون المدن الآمنة جمراً يترمد وتكون قلقة لا صنو لها، لا ضفاف لها، إن هذه المثيرات اللحظية هتافٌ كوني وتوق إلى التغيير لشاعر مترع أملاً... من يصعد بأسئلتي صوب الحائط؟ أنه المريد الذي يصافح الهواء ويتوحد في الضجيج... أنها التي دقت على وتري... المرأة النافذة ... حين قلتُ: يا آدم!! طيوري الراعشة وليمة للسكون... انهمر غريمك بدعوه واستغرقه النداء بإقصاء أرغاماته المفجعة وزحزحة محفله المتعالي.
أين كأسي لأفيض بها على الدوام؟
أوهموني بأنك آسن... فألقيت حجراً
أنا خلفهم أحصي النوايا
من يمنحني سليقة الطائر؟
وليحصي ذنوبي بعد ذلك
سأرجمك بزهرتي وأنحتك بكل الرحيق
إن هذا التساؤل/الفجيعة هو تكريس لحالة التشظي وفي نفس الوقت هو التحرر من الضرورة التي تدليها للمسافة وللخفقة المذعورة بين حدّي التخيل الجذل والتأمل السامق الأكثر إدهاشاً (أليس العطاء حاجة؟ أليس الأخذ شفقة؟) هكذا يكون السحري المنبعث من ذلك التماس... متوهجاًُ ... براقاً... تنحل فيه التطابقات وتدمر الثوابت وتحطم الإسقاطات.. . أنه انقلاب الوعي عند (هابرماس)
نحنُ أبناء اليابسة
تقطفنا زرقة البحر
زرقة الفجر
زرقة الموت
الشعر/ الحلم... الحساسية الإنسانية المتميزة، الذي يمنح اللغة دفتها وحرارتها، ألقها وتفجرها... الندية التي تعتمل في منطقة الذات حيث تجتذب الصادم... المتحرك الوله الكامن في طراوة التوهج... يا للبهجة المتبادلة حين لا يستطيع الشاعر التخلي عن حلم فينبثق الماء ويكون استغراقه رمزاً خفياً في تماهٍ يُحسن اختياراته والتماعاته المضطرم بالخطف.. يناصب الحياة جدلها وتوقرها من اجل فرادة حثيثة وتمرد متواصل.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

* دفتر الماء: المجموعة الشعرية الثانية للشاعر (وديع شامخ) الصادرة في بغداد /2000



#علي_عيدان_عبد_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عيدان عبد الله - قراءة في مجموعة - دفتر الماء- للشاعر العراقي وديع شامخ