أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - امريكا اذ تحضر للحرب على ايران















المزيد.....

امريكا اذ تحضر للحرب على ايران


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 10:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من يفهم الفلسفة التي تقوم عليها الإستراتيجية الاستعمارية تجاه المنطقة العربية الإسلامية ، سيفهم حينها أن ضرب إيران ومحاولة إجهاض مشروعها الوطني والإسلامي أمر لا مفر منه ، وهو حتمي مهما كانت هناك من أسباب ودواعي يفرضها العقل والمنطق حول عدم مناسبة أو إمكانية شن الحرب والهجوم ،من مثل ما تعاني منه أمريكا من مآزق وأزمات سواء في العراق أو أفغانستان أو في لبنان أو فلسطين، وبالطبع معها حليفتها وأداتها الأولى في المنطقة إسرائيل ، فالفلسفة التي تقوم عليها الإستراتيجية الاستعمارية وتطوراتها الأمريكية الجديدة مع نهاية القرن العشرين، تمنع وتحظر أن يكون هناك أي مشروع وطني أو قومي أو إسلامي في المنطقة بما يحد من نفوذ وسيطرة أمريكا وحلفائها على ثروات المنطقة ومقدراتها المتنوعة والمختلفة ، هذه قاعدة أساسية تحرص الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة على عدم تجاوزها من طرف أية دولة أو جهة في عموم المنطقة ،بما فيها الحركات الإسلامية المناوئة للمشروع الأمريكي، من حزب الله مرورا بحماس وربما ليس انتهاء بالجهاد الإسلامي ، وفي سبيل هذا المنع والحظر في تجاوز تلك القاعدة التي اشرنا إليها ، فانه ليس ممنوعا في عرف الاستعمار وقواعده أن يكون هناك نوع ولو من باب التهور والخطوة غير المحسوبة العواقب لإيقاف وإجهاض أي مشروع عربي أو إسلامي للتحرر والنهضة ، وتاريخ محاولات إجهاض كل حراك إيجابي في المنطقة يشهد بذلك .

إيران اليوم هي المستهدفة الرئيسية من قبل المشروع الأمريكي وحلفائه وأدواته في المنطقة ، وهي تعتبر الخطر الاستراتيجي الأول في نظر أصحاب المشروع باتجاه تهديد حالة الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الغربية والأمريكية على المنطقة العربية الإسلامية ، بغض النظر عن الفروق المذهبية والفقهية ما بين الشيعة والسنة ، والتي تعمل أمريكا وحلفائها وأدواتها في المنطقة على تثو يرها وتضخيمها في سياق ما يسمى بسياسة "إعادة التوجيه" من اجل إثارة النزعات وبالتالي النزاعات المذهبية والعرقية والطائفية وبالتحديد بين المذهبين الرئيسيين السنة والشيعة ، لتكون هذه السياسة أداة فعالة وخادمة في تسهيل تحقيق المشروع الأمريكي في تفتيت وتمزيق الخريطة السياسية للديمغرافيا والجغرافيا العربية الإسلامية ، إلا أن إيران لديها بالفعل مشروع إسلامي تحرري ونهضوي سيستفيد منه الجميع في المنطقة عربا ومسلمين، ومن يريد أن يجادل في ذلك ، فليسأل نفسه لماذا تتساوق الأنظمة العربية المسماة زورا بالمعتدلة مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية في إثارة وتغذية النزعات الطائفية والمذهبية وعلى وجه الخصوص بين السنة والشيعة في العراق أولا ومن ثم تفعيلها وظهور دور بعض الأنظمة العربية في ذلك بعد هزيمة إسرائيل أمام المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب الصيف الماضي ؟؟، صحيح أن هناك فتنة أثارها وغذاها الاحتلال في العراق من قبل ، لكن الأنظمة العربية أصبحت أدواتها وأبواقها الإعلامية تعمل بشكل واضح في هذا السياق، باللعب على وتر الشيعة والسنة بعد الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز ، ومما لاشك فيه أن هذه الأدوات والأبواق أحدثت حالة من البلبلة لدى الناس في التشكيك في حزب الله وسياساته بالاستناد إلى تضخيم وترويج الخلاف السني الشيعي ، حتى إنني، ومن أسف ،كنت اسمع من بعض الناس أن إيران والشيعة اخطر من الكيان الصهيوني علينا ، وإن المرء ليتساءل عن توقيت الدعاية حول وهم الخطر الإيراني والشيعي فقط بعد أن حقق حزب الله انتصاره على إسرائيل، إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أمريكا والغرب وإسرائيل ومعها الأنظمة العربية لا مكان لها إن تغير حال المنطقة العربية الإسلامية ايجابيا باتجاه التحرر والنهضة والتقدم ، لأنه عندها لن يكون لهم موطئ قدم فيها ، وبان هؤلاء جميعا يعيشون على ضعفنا وإذلالنا واحتلالنا واستعبادنا ، ومن هنا تزداد مصداقية إيران وصدقيه مشروعها الإسلامي التحرري والنهضوي للمنطقة بالتعاون مع أطراف المقاومة والممانعة الأخرى .

بالاستناد إلى ما سبق ، يرى المراقب والمتابع أن ضرب إيران وحتمية المواجهة ربما مع جميع أطراف المقاومة والممانعة ليست إلا مسالة وقت ليس إلا ، وان الأحداث الأخيرة المتتالية والمتسارعة إنما تصب في اتجاه الدخول المباشر للمواجهة مع إيران، وتوجيه ضربات منتخبة ومنتقاة لمنشآتها النووية والحيوية والعسكرية ، ومن هذه الأحداث ما يلي :
- تأكيد نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني مؤخرا ومن على متن إحدى حاملات الطائرات العملاقة الراسية في الخليج ، بان أمريكا لن تسمح أبدا لإيران بامتلاك السلاح النووي ، وهذه إشارة واضحة إلى الاحتمالية الكبيرة للخيار العسكري.
- زيارة نائب الرئيس الأمريكي نفسه إلى دول الخليج تحمل إشارة واضحة بتهيئة الأجواء لهكذا حرب على إيران ، ويبدو أن الزيارة كان الغرض منها طمأنة تلك الدول على أمنها واستقرارها ، وتوضيح لدول الخليج أن ضرب إيران لن يؤثر بيئيا عليها ، لان الهجوم سيكون في العمق الإيراني ، إذ أن هناك وتحت الأعماق توجد البنى التحتية لمفاعلها النووي .
- إدخال الولايات المتحدة لسفينتين عملاقتين جديدتين على متنها عشرات الطائرات المقاتلة وآلاف الجنود المارينز ،بالإضافة إلى القطع البحرية الأخرى ، له دلاله واضحة باحتمالية توجيه ضربة لإيران ولمشروعها النووي .
- تحرك إيران قبل ذلك ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية بزيارة إلى دول الخليج عبر رئيسها احمدي نجاد ، يفهم منه" أي هذا التحرك" أن إيران بدأت تشعر بقرب المجابهة مع أمريكا عبر زيارة ديك تشيني إلى عديد من دول الخليج العربي ، ولذلك جاءت زيارة نجاد في محاولة لفهم أكثر من تلك الدول حول طبيعة وغرض جولة تشيني إليها ، ومن ثم لإيصال رسالة لأمراء الخليج حول خطورة أي تهور أمريكي باتجاه الحرب على إيران وما سيترتب على ذلك من نتائج سلبية على الجميع بما فيها دول الخليج نفسها .
- إن الأحداث المفتعلة الأخيرة سواء في قطاع غزة أو ما تلاها من أزمة ما بين ما يسمى بفتح الإسلام والجيش اللبناني ،وما ترتب عليها من أحداث وصلت إلى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين ، وقيام الولايات المتحدة بمد جسر جوي إلى لبنان عبر طائرات عملاقة مزودة بأسلحة حديثة للجيش اللبناني ، هذه الأحداث المفتعلة يبدو أن الغرض منها أمريكيا هو إحداث حالة من المواجهة الداخلية سواء في غزة أو في لبنان ، بحيث تكون أدواتها المحلية عامل أساس في تحييد أطراف من قوى المقاومة في حال أقدمت أمريكا على ضرب إيران ، ولا يعرف المرء حتى هذه اللحظة ما الذي تدبره أمريكا وحلفائها لسوريا في سياق عملية التحضير والتمهيد لضرب إيران ، هل يعقل مثلا ولو على سبيل التكتيك أن تضغط أمريكا على إسرائيل لكي تعلن عن قبولها للتفاوض مع سوريا وعن استعدادها للانسحاب من الجولان ، وبعد أن يتحقق المشروع الأمريكي، لا سمح الله، في المنطقة يكون لكل حادثة حديث آخر مع سوريا، أم أن أمريكا وإسرائيل والأعراب يعتقدون أن سوريا في المواجهة إن اشتركت لن يخرج حالها ودورها عن التقليد المعروف لأنظمة الانهيار العربي ، الله اعلم.

أ. عماد صلاح الدين
كاتب وباحث فلسطيني-نابلس



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة
- حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
- لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس
- سيكولوجية حق العودة
- إنهيار السلطة الفلسطينية حقيقة علمية تاريخية!!
- السلطة الفلسطينية والانظمة العربية واسرائيل الى زوال!!
- القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!
- حماس ما بين التكتيك والاستراتيج
- من يشجع من على السلام؟؟
- المهم جدا .....موقف سياسي فلسطيني موحد!
- وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!
- الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
- المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
- حق العودة واستحالة شطبه
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
- وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
- لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
- حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
- الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
- تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - امريكا اذ تحضر للحرب على ايران