أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل















المزيد.....

سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 02:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دأبت الإدارة السورية منذ مايزيد عن ستة عشر عاماً على تقديم رؤيتها ( العلنية) الخاصة حول مستقبل التسوية السلمية المجمدة مع إسرائيل, وبشروط تكاد تكون معروفة للطرف الإسرائيلي, لكثرة سماعه لها وعدم فهمه أو قبوله للمنطق الذي يعتمده الجانب السوري في صياغة التسوية التي يريد .
في كل مرة تستأنف فيها محادثات السلام بين أطراف النزاع المتعددة, وخصوصاً بين الطرفين السوري - الإسرائيلي, تتكرر الشروط والمطالب نفسها لأي منهما, فالشرط السوري ينحصر في الاستجابة الإسرائيلية العاجلة له وتقديم ما يمكن تقديمه من تنازلات تعتبرها بعض القيادات الإسرائيلية مؤلمة جداً, والبعض الآخر يعتبرها ضرباً من الجنون, بينما يحاول نقيضه الإسرائيلي إقناع داخله بجدوى السلام, وإشعار سورية بأنه الطرف الأقوى في أي مفاوضات مقبلة, وان إقدامه على السلام ليس من موقع ضعف بل من قوة .
وبين هذين الشرطين المسبقين والمستمرين, ستبقى عملية السلام في زاوية مظلمة ولن تبصر النور أبداً, طالما استمر كل طرف في ابتداع شروط جديدة مضافة إلى شروطه القديمة, ضمن المنطق نفسه الذي من خلاله تصاغ جميع الشروط, وفي هذا السياق لابد من تذكر ما قاله المنسق الأميركي الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط دينس روس, وذلك عقب محادثات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في جنيف العام ,2000 أن الرئيس الأسد يريد السلام مع إسرائيل لكن بشروطه لا بشروط الإسرائيليين, وأنه مهتم في إنهاء الحرب واستعادة الجولان أكثر من اهتمامه بتحقيق المصالحة التاريخية مع إسرائيل .
و من التغيرات الكبرى التي طرأت على موضوع صناعة السلام بين سورية وإسرائيل بعد محادثات جنيف, جملة من الأحداث وقعت خلال الأعوام السبعة الماضية, وأبرزها تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن, وقبل تلك التفجيرات الفاجعة, ظلت الولايات المتحدة الوسيط الوحيد والراعي الأساسي المقبول به سورياً وإسرائيلياً, غير أنه ومن بعد ذلك الحادث المروع جرت مياه كثيرة وتغيرت على أثره القناعات الأميركية بصوابية الموقف السوري من السلام, و لاسيما بعد رحيل الراعي الديمقراطي من البيت الأبيض بيل كلينتون, وقدوم جورج بوش الداعي لمحاربة ما يسمى بالإرهاب, ليرد لأميركا هيبتها التي اهتزت بعد تفجيرات سبتمبر, وليتجنب الخوض في ملف السلام الشائك, الذي خاض به سلفه كلينتون حتى الغرق .
فالتغير المفاجئ في نهج إدارة بوش, قضى على كل بوارق الأمل في السلام, كما أنه أدخل المنطقة في محاور مهيأة للتصادم عرقياً ومذهبياً, وقسمها بين دول معتدلة وأخرى متطرفة, والأشد تغيراً, احتلاله لدولتين شرق أوسطيتين تحت ذرائع شتى, هما العراق وأفغانستان, وبرغم ذلك لم يتوان سياسيوه بالدعوة لقيام شرق أوسط كبير أكثر أمناً واستقراراً لشعوبه, هذا النهج الأميركي الجديد في التعاطي مع قضايا المنطقة الملتهبة, بشكل انحيازي وراء مصالحه, حال دون التفاته إلى لب الصراع, وعجز عن تقديم أي أفكار أو أطروحات من شأنها إخراج الجميع من حالة اللاحرب واللاسلم .
ما دامت أميركا حلقة الربط المؤثرة بين أطراف الصراع, يمكن القول أن البيت الأبيض نجح في عهد زعمائه الديمقراطيين في تحريك مسار السلام, ولو بشكل أحادي مع كل طرف بدءاً بمصر ( كامب ديفيد ) ,1979 ثم الأردن ( وادي عربة) ,1994 والسلطة الفلسطينية ( أوسلو) ,1993 وفي اللحظات الأخيرة كاد أن يحركه مع سورية ( جنيف) ,2000 في حين أخفق حمائم الحرب الجمهوريون في تحقيق أي تقدم وتحريك أي مسار قدماً نحو الأمام, الشيء الوحيد الذي قدموه, هو خطة خارطة الطريق, التي دُفع إليها بوش دفعاً من صديقه طوني بلير, باعتبارهما حليفين أساسيين في الحرب على العراق, والمآل الذي آلت إليه الخطة, التجميد من أرييل شارون وحزبه الليكود آنذاك, وإسقاطه لها بتحفظاته الأربعة عشر .
ويلاحظ أيضاً أن الشروط الإسرائيلية تجاه سورية تغيرت بالتزامن مع تغير أجندات الإدارة الأميركية الساعية لمكافحة ما تسميه الإرهاب, وشرطها الجديد قبل الولوج في أي مفاوضات مع سورية, تخليها عن دعم الإرهاب, وتقصد حزب الله وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية, وهو ما يتقاطع مع اتهامات إدارة بوش ذاتها, ففيما مضى كانت إسرائيل تتذرع بشرط الديمقراطية لكل من يفكر بالتفاوض معها, اليوم عدلت عنه بعد وصول حماس إلى الحكم بطريقة ديمقراطية لم تتوقعها .
يبدو أن هذا الواقع المتصلب بشروطه المسبقة لن تفلح فيه دعاوى السلام مع إسرائيل على طريقة المفرق, ربما قد تفلح بالجملة, لأن المسلك الوحيد المتبقي أمام العرب هو الإمساك بمبادرة السلام العربية, والسير على ضوئها مجتمعين وليس منفردين, لأن السير الانفرادي مع إسرائيل سواء بالسر أو بالعلن لن يفيد في شيء, سوى إضاعة الوقت الثمين وزيادة الأوهام الناتجة عن تلك الشروط .
من هنا تأتي زيارة إبراهيم سليمان رجل الأعمال الأميركي السوري الأصل لإسرائيل, لا معنى لها وبدون فائدة, حتى لو انطوت فعلاً على مفاوضات سرية قائمة منذ عامين, حسب ما ذكرته بعض وسائل الإعلام, ونفته مصادر حكومية سورية بأن لا علاقة لها بالمفاوض المذكور وأنه لا يعبر عن رأيها .
لكن الواضح أنه لم تكن هناك تفاهمات بين سورية وإسرائيل على طول خط الصراع, باستثناء اتفاق فك الارتباط الموقع بينهما في مايو ,1974 الذي ضمن الهدوء بين جبهتيهما حتى الآن, دون أن يعني ذلك أن الاتفاق محصن من الخرق والطلعات الجوية الإسرائيلية الخاطفة فوق الأجواء السورية, آخرها فوق مدينة اللاذقية وقبلها قصفت مخيم عين الصاحب شمال دمشق, إضافة لما أشيع عن قيام إسرائيل بإجراء مناورات عسكرية ضخمة في الجولان المحتل, استعداداً لتنفيذ أي سيناريو محتمل, إلى جانب ما اعتبرته سورية على لسان وزير إعلامها محسن بلال, بأن المقاومة ستكون السبيل لاستعادة الجولان, إذا لم تدرك إسرائيل حقيقة المبادرة العربية والنداءات الدولية, من دون أن يحدد نوع هذه المقاومة, سواء أكانت سياسية أم إعلامية أو عسكرية على شاكلة حزب الله ? بينما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أن الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل ولن ينسحب منه بأي ثمن .
وهذا ما يؤكد إن حل الخلاف بينهما متأرجح, فإما أن يحسم سلمياً أو يحتدم, أكثر مما هو عليه الآن حول الجولان, بمياهه الوفيرة وموقعه الحيوي بالنسبة لإسرائيل كونه يطل على الساحل الشرقي لبحيرة طبرية, ويمنحها مجالاً رحباً تجاه دمشق من الناحيتين الأمنية والعسكرية, الذي لا يبعد عنها سوى بضعة أميال .
السؤال هنا: ما مدى استعداد الطرفين لتحمل شروط السلام, أثمانه, واستحقاقاته ? فهل تتقبل إسرائيل فكرة الانسحاب من الجولان لقاء ثمن معين ترتضيه ? وهل باتت سورية جاهزة ومستعدة لدفع استحقاقات السلام الكثيرة للداخل الذي طالما حلم به, وعلق عليه الأماني العريضة ? .
ما سبق لا يبشر بوجود آفاق مفتوحة للسلام بقدر ما ينذر بأوهام متبادلة, تحتاج إلى أكثر من وسيط دولي ليساعد طرفيها, على الأقل, للخروج من حالات الوهم السائدة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية
- سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً
- العراق , سورية: دبلوماسية الفوائد
- الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية
- دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر


المزيد.....




- من الصين إلى تشيلي والمكسيك.. بعض البلدان تعاني حرارة شديدة ...
- مقتل إسرائيلي بالرصاص بالضفة الغربية والجيش يعلن فتح تحقيق
- -اليونيفيل-: استهداف المواقع الأممية في لبنان أمر مرفوض 
- باتروشيف: مسؤولو الغرب يروّجون الأكاذيب حول روسيا للبقاء في ...
- هجوم محتمل للحوثيين في اليمن يستهدف سفينة في خليج عدن
- مقتل إسرائيلي في إطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة ...
- كشف سبب الموت الجماعي للفقمات في مقاطعة مورمانسك
- دعوة روسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي مع إيران
- عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة
- فيديو يرصد الحادثة.. السلطات الأردنية توضح طبيعة -انفجار عمّ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل