|
القزمة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 02:39
المحور:
الادب والفن
جلست في غرفتي ، وحيدة ، لااقوى على الحركة ، أفكر ان أقاوم الحالة البائسة التي أنا فيها ، ولكن قدماي لا يطاوعانني ، أظل جالسة على سريري ، لا اقدر على الحركة ، ترد الى راسي رغبة في القيام ، ولكن جسمي لايحب الامتثال اسمع نداء أمي ، يأتيني ، بإلحاح ، - مها ، ابنتي ، هيا انهضي ، حان أوان الانصراف أزيح الغطاء الثقيل عن جسدي ، برهة ، تتصارع في داخلي أفكار ، متناقضة ، كل منها يأخذ بيدي الى جانب ، نوازع مختلفة تتصارع ، يقلقني ما حل بي ، ولماذا اخترت أنا من دون خلق الله الآمنين ، ان يمثل معي تلك المسرحية الهزلية ، لاستدرار الضحك من أفواه البائسين ؟ - مها ، ابنتي هيا انهضي ، الحليب ساخن فجأة وعلى غير توقع مني ، اسقط صريعة للتردد ، وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب ، موقف محدد يلزمني ، لماذا أصبحت هكذا هشة ؟ ولقد عرف عني سرعة البديهة ، والذكاء المتوقد ، هل يمكن ان تغير كلمات قليلة ، من توجه انسان ، وتجعله عاجزا عن الحركة ، بعد ان كان الجميع يشهد بنشاطه الكبير ؟ - مها ، ابنتي ، جميعنا ينتظر أحاول ان استجيب للنداء المتكرر ، ولكن فكرتين متصارعتين تمسكان بي ، أنجزت كل واجباتي بمنتهى الكمال ، أديت امتحانات نصف العام ، بمهارة ، أنتجت تفوقا كبيرا ، مثيرا للإعجاب - مها ، حبيبتي ، هذا آخر نداء ، أنت حرة اجتمعت الطالبات في الساحة الكبيرة ، وزع المدير الشاب نتائج الامتحانات ، كل طالبة تسمع ملاحظات الهيئة الإدارية ، وكلمات الأساتذة ، عن اجتهادها ، ومستواها الدراسي والأخلاقي لماذا أصبحت منهكة القوى ؟ خائرة الإرادة ؟ بعد ذلك النشاط الغريب - مها :طالبة مجدة ، خلوقة ، هادئة ، تحظى بتقدير الجميع أحاول ان اجعل قدمي تستجيبان لإرادتي ، وتقدمان على النهوض ، والإسراع للالتحاق بركب الصديقات ، راسي يحيط به الخواء ، لم اعتد على هذه الحالة ، ان تنازعني الهموم ، وان تسود الطرق ، ويضمحل الوضوح يواصل المدير الوسيم مديحه لي ، كم يستهويني كلامه الجميل ، فهو غيث يسقط على الأرض الجديبة ، فيحيلها خضراء تنطلق همهمة من بعض الطالبات ، كلمات المدير تنقلني الى عوالم سحرية - أحرزت مها على نتائج رائعة ، درجاتها عالية ونهائية في معظم الدروس ، أخلاقها رفيعة وأنا أطير فوق السحاب ، تنزل بي الهمهمة إلى ارض سحيقة ، اسمع صوتا مألوفا يهمس : - لكنها قزمة تنبعث الضحكات المكتومة ، أتظاهر إنني لم اسمع ، والوصف ذاك يرعبني ، تر مضني حقيقته لماذا أصبحت بهذا العجز ، وأصابني الذهول بعد كلمة واحدة ، وكنت واثقة منها ، مدركة لوجودها ، أ لأنه سمعها بملء الأذنين ؟ أحاول ان انطلق من فراشي ، والتحق بدروسي ، رنين تلك الكلمة يلاحقني ، يئد قوتي ، يبيد ما اتصفت به ، من رباطة جأش وقوة إرادة ، أفكر ان انهض ، وأبدد ما اعتراني من ضعف ، وشعور بالانهزام ، ومن تردد ، لماذا تؤلمني هذه الصفة ؟ والله قد انعم علي الصفات الحسان ، اسمعوني إياها في الصغر ، وكانوا يلحون في ترديدها حين كبرت ، استدار جسمي ، وظهرت به معالم الأنوثة والجمال ساطعة ، وبوضوح كبير - قزمة ، قزمة ، قزمة نعو انا قزمة ، رغم جمال الوجه ، وتناسق أعضاء الجسم ، رشاقة واضحة ، وبسمة دائمة ، وذكاء متوقد ، ماذا كنت أتوقع ؟ حقا انا قزمة ، وبشكل واضح لايمكن إنكاره ، ومهما انتعلت من أحذية ،عالية الكعوب ، فانا قزمة ، وبجدارة ولعله يدري بهذه الحقيقة ، التي يدركها كل ذي نظر يصفو ذهني ، تعود الي إرادتي ، انهض من سريري ممتلئة نشاطا ، عازمة على ان اخط لنفسي مسيرتها الناجحة
صبيحة شبر
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشابك مهن
-
كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
-
ظلم يدوم ولا أمل قريب
-
أية ثقافة ؟؟
-
البشر نسخ مكررة
-
مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
-
جارتي والحرب
-
القيود المكبلة لالاف النساء
-
حقوق الانسان في التقاعد
-
الشاهدة : قصة قصيرة
-
المصالحة في مجتمع العراق
-
مجتمع مدني في العراق
-
لماذا يهاجم جميعهم شخصية الرسول ؟
-
الازمة التي يعيشها الاساتذة
-
قراءة في المجموعة القصصية ( لائحة الاتهام تطول)
-
مزاح : قصة قصيرة
-
اندهاش
-
تقدم المجتمع والمدارس
-
الرهان : قصة قصيرة
-
المراة في عام 2007
المزيد.....
-
قيامة عثمان.. استقبل الآن تردد قناة الفجر الجزائرية أقوى الم
...
-
ايران تنتج فيلما سينمائيا عن حياة الشهيد يحيى السنوار
-
كاتبة -بنت أبويا- ستصبح عروس قريبا.. الشاعرة منة القيعي تعلن
...
-
محمد طرزي: أحوال لبنان سبب فوزي بجائزة كتارا للرواية العربية
...
-
طبيب إسرائيلي شرّح جثمان السنوار يكشف تفاصيل -وحشية- عن طريق
...
-
الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين
...
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|