أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق الحبيب - لا تضيّعوا الفنان محمود صبري














المزيد.....

لا تضيّعوا الفنان محمود صبري


مصدق الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:11
المحور: الادب والفن
    



-1-
لقد انجبت ارض العراق عبر الزمن الطويل كفاءات عملاقة غيرت وجه التأريخ واغدقت على الانسانية افضالا جمة تعيش في كنفها الشعوب لحد اللحظة. ولاتزال تلك التربة السحرية وذلك الماء المقدس ينتجان مئات الالوف من العباقرة والمبدعين رغم التسلط والظلم والجوع والحرمان . واذا لم يكن هناك شك في قابلية هذا الرحم المبارك ان ينجب المزيد والمزيد من الابناء البررة المتفوقين ، فانه ليس ثمة شك ايضا بان نفس تلك الارض المعطاء لم تكن الا ضليعة في خذلان واذلال واهمال عمالقتها المبدعين! والامثلة على ذلك لاتعد ولاتحصى عبر التاريخ المرير.. فذاك هو المتنبي العظيم الذي قاسى شظف العيش وعاش كريما نظيف اليد لينتهي مقتولا بخنجر مأجورعقابا لكرامته وعزة نفسه.. وذاك عبقري الخط العربي ابن مقلة الذي اعطى عصارة علمه وفنه الى وطنه ليستلم عقاب السلطان بقطع اصابعه وفقأ عينيه لاخماد شعلة العبقرية المتفجرة في راسه كالبركان، حيث انتهى نهاية بشعة في سجن السلطان الرهيب ..وذاك الجواهري الكبير الذي امضى عقودا من الاهمال في الغربة ليحرم من ان يدفن في الارض التي انجبته . وذاك السياب العملاق الذي امضى حياته القصيرة الطافحة بالابداع في فاقة مذلة بثت السل في عظامه فاغترب عليلا معوزا امضى ايامه ولياليه بالالام والتمني بالعودة الى العراق لكنه لم يملك ثمن بطاقة الطائرة او السفينة وظل يحلم بكوخ في الحقول وقبر كئيب..لقد روى ابناء مدينته انه حين عاد جثمان الشاعر الى المدينة كان محمولا على سقف سيارة تاكسي ولم يرافقه اي احد وكان سائق التاكسي لايعلم بهوية المتوفي بل كان مكلفا بتسليم الجثمان الى حيث تسكن عائلة المتوفي.. لكن السائق عاد خائبا بعد ان علم ان مديرية الموانئ العراقية كانت قد اصدرت امرا باخلاء الدار واسترجاعه وطرد العائلة منه لعدم تمكن زوجة الشاعر واطفاله الصغار من دفع الايجار، فظل السائق يجوب الشوارع في يوم ممطر ضبابي حزين لايدري اين يذهب بذلك الجثمان الذي غمرته مياه الامطار.. تلك هي الامطارالتي لم تكن نبوءة السياب بها بؤسا وذلا، بل خيرا طافحا يغمر العراق!!

-2-
كان الاخ الدكتور عدنان الظاهر والاخ الفنان ساطع هاشم قد كتبا قبل مدة عن الفنان صبري وريادته الفنية ، وكنت قد شاركتهم الرأي شاكرا ومنوها الى ضرورة الالتفات الى ابداع الفنان محمود صبري والتعريف بعطائه العلمي-الفني في نظرية الكم التشكيلية التي اثقل ورقاتها زمن الاهمال وانهك الوانها غبار النسيان. اجدني الان عائدا لنفس الموضوع اثر اعلان الاخ الفنان ساطع عن الموقع الجديد الخاص بالفنان صبري. ان اطلاق موقعا خاصا بابداعات الفنان صبري هو الخطوة الاساسية الاولى في الطريق الصحيح لرد اعتبار الفنان وتهيئة الفرصة للتعريف بعطائه خدمة للاجيال التي فاتتها تلك الفرصة والاجيال القادمة. ولاادري اذا جاءت هذه الخطوة الموفقة ببادرة خيرية عراقية ام انكليزية ولكن الاهم هو تحقيقها والعمل على اتخاذ خطوات اوسع واكثر في هذا المجال. ففي الوقت الذي اعلن فيه سروري المنقطع النظير واقدم فيه شكري الجزيل وامتناني الوافر لكل العاملين على تحقيق هذه الخطوة، آمل ان تتسع صدورهم الى المقترحات التالية كمساهمة مخلصة في تقويم وتطوير هذه البادرة الضرورية الجميلة:
-آمل ان يصار الى اصدار النسخة العربية للموقع الى جانب النسخة الانكليزية الحالية.كما آمل ان تعهد ترجمتها الى مترجمين كفوئين يتقنون لغة العلم والفن لتجنب الوقوع في التراجم الحرفية التي لاتجود بمعان معقولة ومفهومة خاصة في مثل هذه المواضيع المكتوبة بلغة تكنيكية فنية.

-آمل ان يكون الموقع شاملا فيضم معلومات اضافية عن الفنان صبري تضم سيرة حياته ومعارضه وغربته وتحوي ارشيفا كاملا لاعماله الفنية عبر حياته المهنية الطويلة. وصورا اخرى عن حياته الفنية وزمالته للفن والفنانين العراقيين والدوليين.

-آمل ان يضم الموقع كل ماكتب عن الفنان ونظريته ويتسع ايضا لما قد يكتب الان وفي المستقبل من مقالات ومداخلات مؤيدة او رافضة.

-آمل ان يضم الموقع مساحة لتعليقات الزوار واسئلتهم وامكانية الاجابة عن استفساراتهم. ان موضوعا كهذا من المتوقع ان يكون مثيرا للجدل والمناقشة. وان افضل اثراء لعطاء الفنان وانصافا له هو اتاحة الفرصة للمساجلات والمناقشات واتساع القلوب لاستيعاب الاختلافات عبر الحوار الهادف البناء.

-اقترح ان يتقدم العاملون على هذا الموقع بطلب منحة فنية من منظمات دولية مدنية محايدة تعنى بتراث وابداعات الشعوب ليتمكنوا من الاضطلاع بمهام تطوير الموقع وتوسيعه وجعله لائقا بمكانة الفنان كرائد مبدع في تأريخ الفن التشكيلي العراقي وفنان له تجربته ا لفريدة على الصعيدين الاقليمي والدولي. بجهود وهمة المخلصين يمكن لهذه الخطوة الاولى ان تتسع الى خطوات اوسع واكثر على طريق فتح معهد او مركز لدراسة نظرية الكم وارتباطاتها التشكيلية خاصة ونحن نعيش عصر المعلومات والكومبيوتر الذي يقدم تسهيلات كبيرة في اشاعة وتعميم الادراك بهذا المزيج العلمي-الفني ويوفر بكفاءة عالية الاستجابة لما يتطلبه هذا المجال من ستوديوهات ومختبرات ومراكز بحث وخبرات، وقبل هذا وذاك فان الحاجة ماسة الى التعريف بهذا المجال واستقطاب من يدرك اهمية المشروع ويسعى الى تطويره.

وكلي امل ان نساهم جميعا لنعطي الفنان المبدع محمود صبري وكل المبدعين العراقيين في كافة المجالات حقوقهم التي اضاعها الزمن المر. فالامة التي لاتقدر مبدعيها سيغمرها الجهل والظلام ويمحو معالمها الظلم والطغيان.
____________________________________



#مصدق_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتضيّعوا الفنان محمود صبري
- المصالحة الوطنية:تساؤلات في التجربة العراقية وتأملات في تجار ...
- فوز شذى حسون: رسالة الفنانين ضد رسالة الاسلامويين
- الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة
- حول اصول واخلاق الحوار البرلماني
- تصميم مقترح للعلم العراقي الجديد
- حول تسييس الثقافة وأدلجة الفنون والآداب
- عن العلمانية والدين والسياسة
- حول جدليّة المعيار الجمالي في الفن والادب
- عبد الكريم قاسم: النزاهة الاسطورية والشموخ البطولي
- من صنع العنف عبر التاريخ
- حول منهج التجريد التشكيلي
- اجابات سريعه حول اخطاء شائعه: وقفه لغويه مع الدكتور عدنان ال ...
- عن المحكمه والديموقراطيه
- القاضي والسفاح وهيبة المحكمه
- حول عملية الخلق والابداع في الفن والادب
- حول حرية التعبير الفني والادبي
- فلنرفع للعراق الحر علما جديدا


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق الحبيب - لا تضيّعوا الفنان محمود صبري