أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نشأت المصري - أبو رجل مسلوخة















المزيد.....

أبو رجل مسلوخة


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ نشأتنا ونحن أطفال صغار كان أهالينا يرعبوننا بقصص خيالية, هدفها بث الرعب والخوف في قلوب الأطفال الصغار . مثل قصة أبو رجل مسلوخة والعروس التي برجل حمار , والصل والعفريت وخلافه, وأتذكر منها هذه القصة :
يروون أن مجموعة من الأولاد كانوا يذاكرون دروسهم بواسطة كلوب ( مصباح يعمل بالكيروسين )في الشارع وهذه الطريقة كان يلجأ إليها كثير من الطلبة الفقراء وقبل دخول الكهرباء في الريف المصري , فكانوا يجتمعون سويا تحت موقد واحد لتوفير الكيروسين .
وبعد ليلة شاقة في المذاكرة أقترح أحدهم أن يتجولون قليلا بين شوارع القرية , وأثناء ذلك شاهدوا عروس مزينة بملابس العرس والفستان الأبيض , وشاهدوها تتوجع وتبكي , وعلى سبيل الفضول توجه الطلبة لمعرفة ماذا حدث لها ولماذا هي في الطريق العام في هذه الساعة المتأخرة من الليل , ولماذا عليها هذه الملابس , ولماذا تبكي وتتوجع بآهات مرتفعة الصوت , فأشاروا لبعضهم البعض وقد تملك عليهم صمت عجيب , وذهبوا لرؤيتها ومعهم الكلوب وما أن وصلوا لها حتى صرخ الجميع من منظر رجلها لأنه كان بمثابة الصدمة للجميع , وما أن تمالك كل ما واحد منهم ما تبقى رباطة جأش بعد الرعب والخوف حتى هلع هاربا من أمام هذه العروس , وراح الجميع يجرون من أمامها, لأنهم وجدوا أن العروس لها أرجل حمار.
وبعد الجري والهروب أمسك أحدهم عسكري شرطة يلبس ذي الحكومة , وقال للولد لماذا تجري هكذا , وما أن رآه الطفل حتى أنه شعر بالأمان وأخذ يشرح بلهفة ما قد أرعبه حين نظر رجل العروس وكأنها رجل حمار , وفي أثناء لهفته والمختلطة بوجود المنقذ والملجأ ,وسيما أنه رجل شرطة , ذو شان ونيشان على رأي المثل , !! وأثناء ما الطفل يحكي ويحاكي المشهد المرعب , ويحاول أن يجمع قواه المتهالكة من المنظر !!!! حتى وجد العسكري يخرج رجله من البنطلون ويقول للطفل بألفاظ غليظة وقوية, وهو يشير على رجله ويقول له :
زي دي !!!!
ونظر الطفل وأصحابه معه منظر رجل العسكري فوجدوها رجل حمار أيضاً.

وإلى وقت قريب كنت لا أعرف الهدف من هذه القصص , بل كنت ومازلت أنقد هذه التصرفات لأنها توجد عدم الثقة , وتنمي الخوف من باقي البشر , والخوف من الآخر والمختلف معهم في المعتقد , أو الفكر أو الخوف من الغريب .
ولكن لو تأملنا خوف أهلنا علينا ونحن صغار , أيام كان يتحكم فيها الجهل بالخرافات , والتي راح ضحيتها أطفال صغار كثيرين , على شائعة فتح كنز بشرط إحضار رأس أربعون طفلا , وراح ضحية هذا أطفال كثيرين ( وربما هذه الأخيرة قصة من قصص الرعب أيضاً), وانتشار اللواط الجنسي , خطف البنات لسرقة الحلق الذهب أو الاغتصاب, وانتشار الخطف بهدف طلب فدية مادية!!!.
كل هذا وغيره من الممارسات الخارجة عن القانون جعل من أولياء أمورنا , جبناء يخافون من المجتمع , ويفقدون الثقة في كل أفراده مما أوقعهم في بث الرعب في قلوبنا حتى لا نكون ضحية لأحد هؤلاء الخارجون عن القانون, على مبدأ:
أقفل بابك يا موسى من غضبي !!
وها نحن الآن في سنة 2007م نخاف نفس الخوف على أبنائنا , نخاف من متشددين إسلاميين يفتكون بكل ما تطوله أيدهم من بشر لا يفرقون بين مسالم أو ما يحمل سلاح , نخاف على أبنائنا من الذهاب للكنيسة في اجتماع أو صلاة قداس , لأننا لا نستطيع أن نتكهن الدور القادم على أي كنيسة .
نخاف على أبنائنا من الذهاب لمدارس الأحد خوفا عليهم من الآخر:
وتحضرني واقعة حدثت ومازالت تحدث :
في إحدى المناطق الشعبية كانت هناك جمعية قبطية أرثوذكسية تقيم من ضمن أنشطتها مدارس تربية كنسية , وكان مجاور لهذه الجمعية مجموعة من بيوت الأخوة المسلمين , فكان أبناء المسلمين يترقبون خروج الأطفال من الجمعية حتى يقوموا بالهجوم عليهم , ونزع الصور المسيحية من أيديهم , ويقطعونها ويلقون بها على الأرض , مما أضطر القائمون على المكان البحث عن القانون والذي هو ملجأ للجميع فكان رد القيادة الأمنية أشبه برد العسكري أبو رجل حمار :
شوية عيال أنا حأعملهم إيه !!!
ووضع الشكوى في الدرج حيث مثواها الأخير!!!
نخاف على بناتنا في سن الطفولة وفي سن المراهقة لألا يلعب أحد بعواطفهن أو يخطفهن ويجبرهن على تغيير دينهن.
نخاف على أبنائنا في المدارس من قيام الطلبة بعمل ما يشبه حرب العصابات داخل المدرسة وخارجها مع غياب كامل لإدارة مدرسة واعية تحارب هذا الاتجاه وتقاومه, وهذه العصابات الغالبية العظمى منها مسلمين على مسيحيين , أو سكان قرية معينة على قرية أخرى , وغيرها !!وغيرها !!من وسائل التفرقة العنصرية , والتي يتخذها المجتمع وسيلة للتناحر والقتل باسم ماذا أنا لا أعرف.
نخاف من انتشار البلطجة في الشارع , حيث يقوم هؤلاء الخارجون عن القانون ببسط سطوتهم , وبث الرعب في قلوب سكان مناطقهم,, ويقول المثل:
إلي ما خافش من الله خاف منه!!
نخاف ممن يتحرش ببناتنا داخل المواصلات , وأثناء سيرهن في الشوارع , وأثناء سيرهن في المنافذ والكباري المعدة للمشاة, وفي كل هذا رد الأمن كما هو في رد العسكري أبو رجل حمار.
وبعد كل هذا نقول أن آبائنا كانوا مخطئين ,, أنا أعزرهم بل أفعل مثلهم :ـ
فإني أحذر من شباب الشوارع
أحذر من كل مسلم على وجهه علامات الصلاة
أحذر من كل من له ملابس إسلامية
أحذر من الجار سواء هو صديق أم غير هذا
أحذر من الشارع
أخاف من كل مسلم , وأخاف من الشرطة , وأخاف من الكنيسة لأنها تضيع حقي بوسائل الإجبار على ما يطلق عليه صلح وهو صلح وهمي.
وربما أخاف على نفسي وعلى أبنائي من الذهاب للعبادة,
أحذر من الدخول في مناقشة تنقلب لمناقشة دينية يروح ضحيتها أبرياء والقانون لا وجود له.
أخاف من قراءة جريدة إسلامية ,, بل أخاف من قراءة جريدة أو كتاب مسيحي,,
انقلبت حياتنا خوف وتحذيرات .
وبعد كل هذا تقولون أن الأقباط سلبيون في المشاركات المجتمعية.
الشيء الجميل في حياتنا ,, العروس المهيأة لعرسها تصبح موضع رعب ,,والملجأ الحصين ومنفذ الأمن ورجل القانون يحاربنا بنفس الرعب.
إني أخاف !!!! أخاف !!!! على فقدان الثقة , حيث مثواها الأخير ومفتاحها في يد
الشرطة والقيادة الأمنية.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير
- الحرية في السعودية
- الديموقراطية والتوازن الاجتماعي
- لماذا كُسِرت لوحتي؟
- مولود جديد


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نشأت المصري - أبو رجل مسلوخة