أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالهادي مرهون - مشروع الإصلاح والتحديث، سقف التوقعات والآمال














المزيد.....

مشروع الإصلاح والتحديث، سقف التوقعات والآمال


عبدالهادي مرهون

الحوار المتمدن-العدد: 584 - 2003 / 9 / 7 - 04:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



في وسائل الإعلام كما في الديوانيات والمجالس وقبل هذا وذاك في حوارات بعض الرموز الوطنية والسياسية والمنتديات العامة و الإلكترونية كثيراً ما يتردد الاعتقاد أن المجلس النيابي ولد ميتاً أو ضعيفاً لا يستطيع أن ينجز شيئاً، و مع الاحترام الشديد لوجهة النظر تلك و المنطلقات القانونية و الدستورية التي يتكىء عليها وتسببت في إرباك سياسي مرت به بداية المشاركة في الحياة السياسية في المملكة اعتبره عدد من المراقبين أول الاختبارات التي عاناها المجتمع ولا يزال يحاول بجد تلمس طريقه لتجاوز آثارها وتداعياتها لو استطاع.
        ولكن دعونا نمعن النظر في صحة هذه المقولة- المجلس النيابي ولد ميتاً و ضعيفاً لا يستطيع أن ينجز شيئاً - فهي كما نرى وجهة نظر تقديرية وتحتاج إلى إثبات ودليل، فإذا أعدنا فحص الموضوع بتجرد فسوف نرى أن هذا المجلس يمكن أن يشكل نواة تجربة مديدة ذات أفق وتطلع إلى بدايات حياة ديموقراطية واعدة تحتاج إلى التعزيز والدفع من كل الخيرين من أبناء هذا الوطن والحريصين على استمرار انطلاقة مشروع الإصلاح والتحديث منطلقين في ذلك من قاعدة تدعوا إلى اعتبار العملية الديموقراطية والمكاسب التي تصاحبها والمترتبة عليها هي محصلة لعملية تراكمية مرتبطة بمجريات الحراك المجتمعي العام وفي القلب منه حركة الاقتصاد والتنمية التي يجب أن يشترك في الإسهام في بناءها كافة فئات وطبقات المجتمع بما يشمل المؤسسة التشريعية والجمعيات السياسية والمهنية والرموز والشخصيات الوطنية الفاعلة في البلاد وعلى الخصوص السلطة التنفيذية ممثلة في الحكومة التي يقع عليها عبىء التخطيط والتنفيذ السليمين وقبل ذلك إبداء قدر أكبر من حسن النوايا. وذلك ما يدعوا إلى أهمية توفير وحشد كافة طاقات المجتمع وتوجيهها لدعم هذا التوجه وتركيز العوامل المساعدة على استمرار هذا النهج.
         لذلك ففي كل المجالس التمثيلية في مختلف دول العالم، نيابية، بلدية، محلية، في الدول المتقدمة كما هو الحال في النامية فإن الحكومة كممثلة للسلطة التنفيذية تسعى دائماً لتمرير سياساتها وبرامجها وتشريعاتها بصورة سلسة وتوافقية سريعة من غير إملاء أو فرض. والبحرين لن تكون خلاف هذا الواقع ولا استثناءً منه، إلا أن ذلك لا يمنع ممثلي الشعب المنتخبين الذين يتبنون القضايا العامة في تلك الدول من خوض غمار الصراع المرير ضد تلك البرامج والسياسات إذا تبين أنها لا تدعم حقوق المواطنين الدستورية والإنسانية، وإن ذات الواقع لن يمنع ممثلي التيار الوطني والديموقراطي من الاعتراض والائتلاف مع النواب الخيرين منعاً لتمرير القرارات الغير شعبية والمقيدة للحريات أو التي تحمي الفساد وتطلق أيدي الجلادين من منتهكي حقوق المواطنين الدستورية وكل ماهو في غير المصلحة العليا للمملكة وعزة وكرامة المواطن على هذه الأرض الطيبة، ومثل ما هنالك احتمال لحصول بعض التراجع في بعض المنعطفات وقبل استقرار التوازنات، فإن هناك أمل لحصول بعض عناصر التقدم لو أحسنت قوى المجتمع المؤثرة قراءة الواقع والعوامل المؤثرة فيه والمحددة لمساره وهو ما يفترض أن نستهدفه في عملنا البرلماني والوطني مما يجعل من مراكمة التقدم وتعزيز المكتسبات والإصلاحات والإنجازات ممكناً عبر السعي الحثيث لتوطيد المنظور القائل بأن العملية الديموقراطية تراكمية لا تأتي دفعة واحدة.
         ومن هنا نرى أن علينا جميعا المضي بخطى حثيثة للأمام للابتعاد عن نقطة البداية والاقتراب من الهدف الذي نرمي إليه في بناء الديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة حتى نجعل من العودة للوراء عملية غير ممكنة وليست ذات جدوى. وسوف يدرك الجميع ولو – بعد حين – إن ما سوف يتحقق من خلال الممارسة السياسية الصحيحة داخل وخارج البرلمان سيجعل من مشروع الإصلاح خيار بناء الوطن وأمل أطفاله في المستقبل وأحد أهم محاور تحقيق المطالب الشعبية والارتقاء بمستوى أداء التنمية الاقتصادية والمجتمعية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وماسوف يؤدي له هذا الحراك المستمر من تطوير في المستوى المعاشي للمواطن البحريني.غير إن على جميع القوى المؤثرة والدافعة لمسيرة تطور المجتمع الإدراك إن الوصول لهذه الغاية لاتتم عبر آلية الخط الهندسي المستقيم بل إن ذلك سوف يمر حتماً عبر خط متعرج يرتفع حيناً ويهبط أخرى، وبالمثل ربما يكون سقف التوقعات والآمال المعلقة على الأداء والإنجاز مختلفاً يتسع حيناً ويضيق أخرى حسب معطيات الزمن ،مما يرتب مسئولية على جميع الغيورين والحريصين وهي أن لا يجعلوا هذا المنحنى يهبط إلى درجة الصفر والعدم وفقدان الأمل من خلال إبداء حرص أكبر على إبقاء اقنية الحوار مفتوحة وذلك عبر المبادرة بالفعل المحسوب وليس بمعيار الربح والخسارة اللحظية لأن هنالك من المعطيات الموضوعية ماهو اكبر وأعمق ،وهي المصلحة المجتمعية في الدفع بأجواء الانفتاح وتعزيز المكاسب على الصعيد الاقتصادي الذي سينعكس - حتماً- فعلاً إيجابياً على الجبهة الاجتماعية والشعبية .
عبدالهادي مرهون
النائب الأول لرئيس مجلس النواب-البحرين
[email protected]
 

 



#عبدالهادي_مرهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الفساد – مقوماتها البيروقراطية، الرشوة، التمييز
- هل خفضت الميزانية البطالة؟
- الإصلاح هل هو حاجة؟ أم لإلهاء المجتمع عن واقع صعب
- أخبار الخليج- تحاور النائب الأول لرئيس مجلس النواب: كتلة جدي ...
- الشهيد محمد جمعة أول شهيد في سبيل انتفاضة الأقصى من خارج فلس ...
- حتى يكون البرلمان مؤثرا
- المواطنة المتساوية
- إلى ماذا سوف نسعى ؟!!
- التدافع والتنافس ، سمة المجتمعات المتحركة … قراءة مجتمعية
- البرلمان : التعيينات و تكافؤ الفرص
- استمرار نظام الامتيازات يعرقل مسيرة الاصلاح والتحديث
- سنطرح مشروعا يجرم ممارسي التعذيب
- الشهيد محمد جمعة أول شهيد في سبيل انتفاضة الأقصى من خارج فلس ...
- التمييز: تفتيت للوحدة الوطنية
- الــبــرلمــان . . . المأمول والمعقول - البحرين


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالهادي مرهون - مشروع الإصلاح والتحديث، سقف التوقعات والآمال