أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - الناصرية الشجرة الطيبة














المزيد.....

الناصرية الشجرة الطيبة


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة انتهاء أعمال مهرجان الحبوبي الثالث
الناصرية(الشجرة الطيبة ))نسغ المحبة وسر الابداع
الاهداء:الى أغصان الشجرةالطيبةأصدقائي واصحابي في المحنة والابداع الاموات منهم والذين لازالوا على قيد الابداع.

لم اولد في هذه المدينة ولم انتسب اليها قبليا ولكنها سكنت قلبي واعماق روحي ووشمت تاريخي بوجوه اصدقائي الذين اتوا من ضفاف اهوارها وقامات اشجارها ونواح اغنيها.
فطالما كانت هذه المدينة منبعا قدريا لاصدقاءي من معلمين ورسامين وعشاق وحزبيين أعطوا لحياتي معنى جديدا ونسغا مضافاومنشورا تحريضيا ودرسا تربويا في المشاكسة والتحدي للطغاة مها كانت احجام سلطتهم وجبروت سطواتهم

ادركت ان هذه المدينة الفراتية الخضراء بقصص عشاقها والشاحبة بقهر الحكام لهالاتصلح الا لتوريد القديسسين والشعراء والثوار.
وصفتها وثائق الغزاة المستعمرين با(الشجرة الخبيثة ))لان الامر يتعلق بتلك الشجرة السامقة في مدخل المدينة والتي اعتلاها فرسان من عشائرها لوقف زحف الغزاة لمدينتهم ومن هنا جاءت التسمية كعلامة شرف وشهادة اعتراف ببطولة ابناءاها من قبل المستعمر نفسه وكانت نبؤة استعمارية دقيقة عن صدود ومنعةهذه المدينة عن االمستمرين وورثتهم من الطغاة فيما بعد.
أحترف ابناءاها حرف مميزة عن بقية المدن العراقية وميزتها بعلامات خاصة ::
ففي غرفها السرية تأسست اولى الاحزاب الوطنية العراقية من اليسار واليمين وعلى ضفافها أنطلقت اسرار الابداع في الغناء وتداول الاطفال قصص عشاقها في الابوذيات الحزينة في اشجان النغم البديع لااصوات بلون طين العراق وطعم تمره ورائحة عنبره المميزة كصوت حضيري وداخل حسن وناصر حكيم وجبار ونيسة واسلافهم واحفادهم ممن ارخ لتاريخ المدينة وبطولاتها شجنا وحزنا.
علي مفترق أحد شوارها الجميلة تنتصب قامة شامخة لشاعر معمم تظهر رمزيته بقوة هذه الايام كرمز عراقي تجتمع عنده خصال التسامح والاعتدال والشغف الشعري والعمامة والجهاد بلا هوادة ضد الغزاة ..
هذا الرمز هو الشاعر ((محمد سعيد الحبوبي))الذي يحتفظ له تاريخ المدينة ((بواقعة الليرات الذهبية ))التي بعثها اليه الوالي العثماني جزاءا لبطولته الفريدة في معركة الشعيبة فما كان من الاسد الجريح وهو على فراش المرض الا ان يرفض هذه المكرمة معتبرها اهانة للعراق المرسوم في قلبه واشعاره
الحبوبي يبكي اليوم ويندب زمنا تناهبت فيه الطوائف والاحزاب خارطة الوطن الذي تعمدتاريخه بدماء الحبوبي وامثاله من المجاهدين الاوائل رموز الاعتدال والتسامح والوطنية .
ولآجل قوافل شهدائها ولاجل سيرة أمواتها من الشعراء واخرهم صديقي (كما ل سبتي ))ولاجل قوافله الهاربين من جحيم حروب الطوائف واخرهم ((نعيم عبد مهلهل)ولاجل ما تبقى في الذاكرة من صور الاصدقاء شهداءا وعشاقا ومغنين وبسطاء.
لابد من تصحيح ما فعلته دائرة االمعارف الاستعمارية عندما الصقت التسمية المزيفة ((الشجرة الخبيثة ))وصفا استعماريا لمدينة على هذا القدر من الابداع والبطولة والتضحيات .فتناقلتها بغفلة بريئة او بوعي خبيث عوام الناس لتعززها حكومة الطائفية والتخلف والجبروت الصدامية لان (الناصرية ))ظلت تلك ((الشجرة الخبيثة ))التي تتحطم على سيقانها الشامخة كل احلام الطغاة كما تحطمت عليها من قبل بنادق الغزاة والمستعمرين .
وستبقى اسرار الابداع الملفوفة في اوراق هذه الشجرة الخضراء تستفز الباحثين عن اسرار هذا المنجم الذي يورد على الدوام قوافل لاتنقطع من الشهداء والمغنيين والكتاب والشعراء والمناضلين ؟
لم اولد في هذه المدينة ولكن اتشرف بانتمائي الوطني والعراقي لخارطة ابداعها وبطولاتها وفاءا لكل من شاطرني محنة الحياة ورحلة الاكتشاف المشاغب من اهلها وناسها الطيبن.







#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش عراقية على المدى
- مراث لااصدقائي الاحياء وأولهم نصيف فلك
- انهم الحمراصدقائي الشيوعيين...يستفزون الارهاب بكرنفالاتهم
- الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية
- ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟
- النجيبان المصري والعراقي
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - الناصرية الشجرة الطيبة