أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - اسلامفوبيا














المزيد.....


اسلامفوبيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد أحداث 11 أيلول 2001 المرعبة، وبعد نجاح أمريكا في توحيد العالم تحت شعار (الحرب على الارهاب).. أشاعت وسائل الإعلام الغربية مصطلح "اسلاموفوبيا ".. أي الخوف المرضي من الإسلام.
والواقع، إن خوف الغربيين من كل ما هو إسلامي كان مبررا نفسيا. فقطع رؤوس الأمريكان والغربيين في العراق، وذبحهم ذبح النعاج، والتمثيل بهم بأبشع طريقة، بسيوف عربية إسلامية يحملها " مجاهدون " يقفون تحت رايات ولافتات لجماعات متعددة تجمعها - برغم تنوعها - كلمة " الإسلام ".. أرعبتنا حتى نحن شعوب الشرق الأوسط الذين اعتدنا العنف وقتل البشر.
ولدينا في علم النفس مفهوم " التعميم " الذي هو في حالة " الفوبيا " يعني أن الشخص الذي يخاف من الحصان مثلا، فأنه يعمم خوفه هذا على كل حيوان يشبه الحصان. وكذا الحال فيما يخص خوف الغربيين من الإسلام. فأي مسلم في نظر الإنسان الغربي هو زرقاوي (الذي قد يغفر الله ذنبه - على ذمة فتوى محايدة!).
لا أريد أن أتحدث في قصة تعرفون تتمتها، لكن تفكيري - وقد يشطح أحيانا - يجبرني على طرح فرضية (أو نظرية) هي: (إن الإحباط الاجتماعي يؤدي إلى التغيير السياسي).
فليس الدكتاتورية، ولا زجّ المعارضين للسلطة بالسجون، ولا التعذيب، ولا الاعدامات..هي التي تسّرع بقيام "انقلاب" أو "ثورة" أو "تغيير سياسي". فمعدل حكم الأنظمة الدكتاتورية في العالم يزيد على ربع قرن. إنما السبب الرئيس للتغيير السياسي في المجتمعات الحديثة هو: حين يتحول شعور الناس بخيبة الأمل في قادتهم السياسيين إلى إحباط شامل ومزمن لديهم.
والذي ينذر بالخطر، أن الإحباط صار يصفع شعوب الشرق الأوسط من كل الاتجاهات، إليك أوجعها:
الأول: إن معظم قادة هذه الشعوب تقودهم الأحداث السياسية وليس العكس كما هو مفترض. لأن أغلبية هؤلاء القادة ليسوا سياسيين أصلا، إنما عسكريون أو من أجهزة المخابرات، أو بالوراثة، تسيطر عليهم سيكولوجية هوس السلطة، وشعار: العض عليها - السلطة - بالأسنان.
الثاني: إن الأحداث السياسية التي تحصل في الشرق الأوسط يجري " تصنيعها " في الخارج. وأن " حلّها " يجري في الخارج أيضا. وأن الحلّ يأتي بما يزيد من إحباط هذه الشعوب.
الثالث: إن الدولة التي تعدّ رائدة الحرية والديمقراطية وانموذجهما العالمي، أصابت بالإحباط أنصارها والمتطلعين إلى أن تنقذهم. لأنها (أميركا) تعاملت مع شعوب الشرق الأوسط بالحرب المصحوبة بالغطرسة والإذلال والفضائح وسفك الدماء والتدمير، في إستراتيجيته لتحويل ّأنظمة هذه الشعوب إلى الديمقراطية. فضلا عن جهلها بسيكولوجية الإنسان العراقي، وتجاوز حتمية وطنية: "الاحتلال يولّد المقاومة"، ووضعها - المقاومة - على قائمة الارهاب.
الرابع: بعد الزلزال الذي أطاح بالاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية، تربعت أمريكا على عرش سيادة العالم، يملؤها الشعور بالزهو وكبرياء الدولة الفخورة بنفسها. لكنها بعد واقع الحال المرّ في العراق، والصفعة المذهلة التي لطمت بها المقاومة اللبنانية وجه إسرائيل، ووقوفها حائرة أمام تهديدها لإيران: "كل الخيارات ممكنة "جعلها تعيش حالة صراع نفسي حاد بين كونها الدولة الأقوى في العالم، وبين عجزها عن تحقيق أهدافها. وأن هذه الحالة النفسية المهزوزة لأمريكا، سوف يستغلها خصومها الذين يتكاثرون بسرعة في الشرق الأوسط خاصة.
الخامس: إن 75% من مخزون نفط العالم يقع في الشرق الأوسط، وأنه سيبقى فيه لمائة سنة، فيما مخزونه في أمريكا سينتهي في أقل من عشرين سنة. وأن سيكولوجيا الإدارة الأمريكية ستدفعها إلى ارتكاب أية مغامرة تضمن إبقاء الشرق الأوسط تحت نفوذها. وسيأكل هذا السلوك من حصة الذين معها ويحولهم إلى صف الذين يقفون ضدها.
السادس: كانت الشعوب العربية ترى في "القومية العربية" وسيلة الخلاص من الإحباط النفسي والاجتماعي. فغسلت هذه الشعوب أيديها منها في اليوم السادس للنكسة (عام 67). وقتل الشعور بالإحباط زعيمها...جمال عبد الناصر. وقبلها انهارت تجارب الوحدة العربية، وأصبحت الدعوة إليها الآن كمن يصفر بوسط العاصفة.
السابع: إن المؤسسات الدينية، الرسمية والاجتماعية، فشلت في احتواء الناس، إما لأنها أناخت رقبتها للسلطة السياسية، أو لأنها عاجزة لا حول لها ولا قوة.
الثامن: إن إسرائيل نجحت في توظيف سيكولوجية (الضحية) لصالحها، واستمالت عطف العالم الذي بيده القرار، وأوصلته إلى الدرجة التي لا يدين حتى قتلها للأطفال.وأن بشاعة الانتقام الذي مارسته - إسرائيل - في حربها على لبنان أججت في شعوب المنطقة مشاعر الحقد على إسرائيل، والسقوط الاعتباري والأخلاقي للأنظمة العربية.
وإذا علمنا أن الحالة النفسية للسلوك الجمعي للناس الذين يعانون الإحباط في الظروف السياسية المضطربة، تشوّه التفكير، وتؤجج الانفعال، وتنفخ في حوصلة امتلأت ذلاّ ومهانة، فلكم أن تتساءلوا: ماذا يفعل الناس عندما يجدون أن أهلهم "قادتهم السياسيين"، وأنموذج الحرية والديمقراطية "أمريكا"، والعالم" المجتمع الدولي " - بوصفه آخر المنقذين - قد خذلوهم جميعا؟!.
الجواب: ليس لهم سوى أن يتجمعوا تحت شعار: (يا شعوب الشرق الأوسط اتحدوا.. وترّهبوا)، مشحونة بصياغات جديدة للنص الديني في خطابات وفتاوى يصدّق بدعوتها إلى الجهاد من كان حتى الساعة متفرجا على المشهد أو لائما الجماعات الإرهابية.
إن مياه الإحباط الساخنة أخذت تتجمع من كل الأنهار. وبات انهيار السدود مسألة وقت ليس إلا. وما لم تراجع أمريكا إستراتيجيتها، فأن "اسلاموفوبيا" سيغدو في الغرب حقيقة واقعة وليس خوفا مرضيا... وسيكون في الشرق هو الكارثة بعينها!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه
- أسرار النساء
- المأزق الثقافي العراقي- تحليل سيكوسوسيولوجي لحالة الثقافة وا ...
- السياسيون أصحاء .... أم مرضى نفسيا
- ضحايا الأنفال .. والحق النفسي
- كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
- الحكومة والبحث عن يقين
- الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
- العلم العراقي
- العرب.. وقراءة الطالع
- جيل الفضائيات
- أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
- الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
- 10% فقط. ..نزيهون في العالم
- مرض الكراهية
- مصيبتنا ..فيروسات ثقافية!
- كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !
- حصة العراقي بالنفط ... والدستور
- العراقي وسيكولوجية الرمز


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - اسلامفوبيا