|
الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لو تتبعنا مصادر التاريخ لوجدنا أن أكثر العاشقين من الرجال وليس من النساء ولم نجد حالات هذيان عند المعشوقات كما هي عند العاشقين الذكور، وإن أصحاب دعوى التمييز أي تفضيل الرجل على المرأة يتخذون هذه القصص سلاحاً لتوبيخ المرأة على اعتبار أنها لا توفي معشوقها حقه، والحقيقة غير ذلك، لأن المرأة تخفي مشاعرها تحت ضغوطات اجتماعية ترى في إظهارها عيباً أخلاقياً يفقد المرأة حقها في الزواج، وما زلنا حتى اليوم نشهد مثل هذه الغمرة في مجتمعاتنا الشرقية، لذلك تعذر علينا ويتعذر قراءة أخبرا أدبية وفلسفية عن حُب المرأة للرجل، حتى أن الزوج لا يتحدث عن مشاعر زوجته الأنثى، بينما تفتخر المرأة بما يقوله عنها رجلها وعشيقها أمام صويحبتها، ذلك أن المشاعر الإنسانية تميل أصلاً إلى الاحتباء والاستخفاء، والطامة الكبرى في الحب أنه يتحول إلى كراهية إذا لم يحصل المحب على ما يريد من وجه حبيبته، ويخسر مؤلف كتاب (الحب والكراهية)( ) أن سبب كره الحرب في العصر الجاهلي للمرأة واحتقارها يرجع إلى هذه الأسباب بالنسبة للمرأة التي تكره الرجل وهو سبب عائدٌ أيضاً إلى تعلق المرأة بالجنس الأخر وحرمانها منه. ولقد وصل لنا كتاب لجاحظ خاص بالنساء يقول فيه: (إنا لم نجد أحداً من الناس عشق والديه ولا ولده، ولا عشق مراكبه ومنزله كما رأيناهم يموتون في عشق النساء الحرام)( ). ويسوق الجاحظ دليلاً من القرآن على ذلك قوله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرف. ويقول الجاحظ حول هذه الآية: أن القرآن أشار إلى حب الشهوات من النساء أولاً ويأتي البنين في الدرجة الثانية والذهب والفضة في الدرجة الثالثة. ويورد الجاحظ دليلاً آخر على مكانة المرأة العليا حيث يقول: "إن الله قد خلق ولداً من المرأة من غير ذلك، ولم يخلق من الرجل ذكراً من غير أنثى ويسوق أدلة عقلية على مكانة المرأة المعشوقة وهذه الأدلة هي: أنها هي التي تخطب وتراد وتعشق، وهي التي تفدى وتخفى، ويقدم الجاحظ دليلاً آخر حيث يقول: (لم نر الرجال يهبون للرجال، إلاَّ ما لا بال له، في جنب ما يهبون للنساء، حتى كان العطر والصبغ والخضاب والكحل… لهنَّ). ولقد أورد الجاحظ كل هذه الآلات، للدلالة أولاً على عشق الرجال للنساء وتجاوزهم بذلك كل ما هو (محرم) في فترة العصر الذهبي من القرن الثالث والرابع الهجري، ويريد الجاحظ أن يوضح لنا أن العرب وغير العرب يعشقون النساء بغض النظر عن التزامهم الشديد بالتعفف والترهبن وبغض النظر أيضاً عن التزامهم بقواعد السلوك الأخلاقي، وحتى يتجنبوا الوقوع في الحرام فقد لجئوا إلى تعدد الزوجات وإلى زواج المتعة وإلى التسري بالجواري والإماء!!؟ ولما فتح المسلمون بلاد فارس ورأوا ما رأوا من نعيم ونساء من أمثال بنات (يزدجرد) ملك الفرس، حيث أخ علي بن أبي طالب اثنتين، دفع بالأولى إلى ولده (الحسين بن علي) وأولدها (علي الثاني) الملقب بـ(زين العابدين) والثانية إلى ربيبه (محمد بن أبي بكر) فأولدها القاسم، وكان من شدة إعجاب المسلمين بالنساء أنهم منعوا (الإماء) من لبس الحجاب وكان إذا رأى عمر بن الخطاب أمةً متحجبة، كان يغربها على حجابها وهو يقول: (فيم الأَمَة تتشبه بالحرائر)( ) وكان الهدف من ذلك حتى يراهن الرجال ويرغبوا بشرائهن. ويقال أنه لما دخل عبدالرحمن بن أبي بكر على عبدالله بن مروان وكان بجانبه جاريتان تروحان له بريش نعام فقال: (إن كن هؤلاء من الإنس فما نساؤنا إلاَّ من البهائم) ويقال: أن هارون الرشيد وهب جاريته (دنانير) عقداً بقيمة ثلاثون ألف دينار وذلك عن غنائها الجميل، ولقد قبَّل ابن عون البغدادي المغنية على فمها وألقى من فمه إلى فمها جوهرة كانت قد باعتها بعد ذلك بثلاثين ألف درهم، وعندما مرضت جارية عبدالله بن طاهر ووصف لها الثلج في الصيف، اشترى لها عبدالله بن طاهر بضعة أرطال من الثلج بخمسين ألف درهم، وإنه فما غضبت (طروب) جارية (عبدالرحمن بن الحكم بن هشام) منه، وأغلقت الباب على نفسها ولم يجد هو أي شيء لاسترضائها فقد لجأ أخيراً ان يبني على باب بيتها بـ(البدر) والبدر كيس به عشرة آلاف دينار وقال لها افتحي الباب ولك كل أكياس البدر. وإنه كان للمتوكل أربع آلاف سرية، ويقال أنه وطئ الجميع، وكان للأمر نصرالدين أمير ديار بكر، إلى جانب زوجاته الأرب ثلاث مائة وستون جارية، وكان يخول كل ليلة بواحدة منهن من ليالي السنة( ). وهذا يفسر لنا بوضوح أنه كلما تقدمت البشرية كلما نزلت المرأة إلى الحضيض، وما هذا الحب إلاَّ للجواري والمومسات، وليس للنساء الحرائر، ومن يدقق النظر بوضوح فإنه سيجد أن هذه الظاهرة ناتجة عن مرض اجتماعي، وهو اشتداد (سلطة العاهرات) التي نتجت عن شبع زائد، وبمقابل ذلك لم يسمح للنساء الحرائر بحرية الحركة، بل فرض عليهن الحجاب، ولا تستطيع المرأة العربية أن تفعل أي شيء إزاء هذا، وذلك يعود إلى سببٍ مهم وهو: عدم القدرة على تأمين استقلالها، لأن الرجل وحده هو الذي يؤمن لها احتياجاتها، لذلك فهي رهينة آرائه وتصوراته وأفكاره. ومن المهم ذكره في هذا الباب أن اختراع (المكياج) كان لأول مرة في التاريخ على يد تجار العبيد (النخاسون) حيث ساعد هؤلاء على تأسيس علم التجميل، وذلك بهدف إخفاء عيوب بعض الجواري من غير الجميلات، إذ استعمل التجميل لأول مرة للنساء غير الجميلات وذلك بهدف إظهارهن بمظهر جميل يزيد من سعر بيعهنَّ، لذلك قام النخاسون بصبغ الشعر وتغيير لون البشرة وما إلى ذلك من فنون التجميل ومما يلفت النظر أن الجواري الجميلات كنَّ متعة جنسية عند الحكام والأغنياء، أما الرجال الذين يخدمون نساءهم فكانوا من (الخصيان) لأنهم من غير ذوي (الأربة) فكان الخليفة المتوكل يملك منهم (4000) والمقتدر (10.000) وعرفوا أيام المماليك باسم (الطواشيه) و(الأغوات) وذلك حتى يضمن الخلفاء عدم قدرتهم الجنسية مع زوجاتهم وبناتهم. وبمقابل ذلك كان لإفراط العرب بـ(الأطيبين) وهما (النكاح والطعام) أثراً بالغاً في اعتدال صحتهم وأمزجتهم النفسية وقد لوحظ من قبل علماء التاريخ أن الواحد منهم لم يعش لأكثر من خمسين عاماً، وكان لاعتلالاتهم الكيميائية سبباً في أخذ الناس بالشبة والظنة، لذلك اعتلّت دولتهم بسبب كيمياء أدمغتهم الشاذة، الناتجة عن شذوذ حبهم للنساء( ) ولشذوذهم الجنسي أيضاً.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس لنكولن والرئيس كندي
-
يساري إجتماعي
-
ضاجعتها في ألزاويه
-
عذاب الناس
-
ألوعي بالتاريخ
-
الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
-
حياة ألناس
-
تحديد النسل 2
-
التاريخ والحكمة والتزوير
-
لغة ألمجتمع ألمدني ألحديث
-
رسالة الى ابي
-
تحرير العبيد
-
القيم الأجتماعية وتفسير الظواهر
-
الزكاة كلمة غير عربية
-
الكفار والمجانين
-
العقاد من قمة رأسه الى أخمص قدميه
-
جهاد علاونه ليس كافرا
-
المجتمع العربي مجتمع الحظ والصدفة
-
عباس محمود العقاد
-
عباس محمود العقاد:من قمة رأسه الى أخمص قدميه
المزيد.....
-
الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|