*********
وربَّ عبدٍ كان يُدعى حمدي حطَّ على رأسه طيرُ السعدِ
فراح يبدي العنفَ والتحـدّي وينظر الناسَ بعـين الحقدِ
واختار في الدنيا طريقَ الكيدِ يُـعلّل النفسَ بأغلى صـيْدِ
فلَطَمتـْه كفُّ دهـرٍ وغْـدِ فصار قرداً من قرود الهنـدِ
***************
صـيَّره الزمان حَيْـزبونـا يبـتدع الفنـونَ والشجونا
وينهـش البائسَ والمسـكينا ويحسَـبُ العبادَ مارقيـنا
والناسَ، إنْ لمْ تُصغِ، خاسرينا لا يفـهم اليسارَ واليميـنا
لا يُـدرك الظاهرَ والمكـنونا وإنَّ في الغيب له شؤونـا
***************
فهلْ عرفتـمْ أمرَه العجيـبا؟ وهلْ كشفـتمْ سـرَّه الغريبا؟
إذ يمـقتُ البـعيد والقريبـا ويُـبعد العـدوَّ والحبـيـبا
ويضرب المُـخطئَ والمصيبا ويـكره الضيِّـقَ والرحيـبا
تراه يوماً ضاحكاً طـروبـا وتـارةً يـملأُهـا نحـيـبا
************
قـيلَ سيـمسي لـيلةً سفيرا أو سيِّـداً مـُحترماً وزيـرا
أو قائـداً ذا هـيبة مُِشـيرا وقـد يـكون أسـداً هَصورا
يلتهمُ الطـيورَ والصـقورا وقـد يـكون كوكباً مُنيـرا
يُمـزِّق الظلام والسُّـتورا وترقص النـاسُ له حـبورا
ترشُّ ماءَ الورد والعطورا وتنحـر الخروف والبعـيرا
وقـد يكون أمره خطـيرا وقـد يكون الشرُّ مستطـيرا
***************
وتاه في أحلامـه مسرورا وجال في ميدانـها مـغرورا
ومُـذْ أفاق خاشعاً مقرورا وقـد رأى السرير والحصيرا
إنصاع في أرجائها مذعورا وكـان حلمـاً قاسياً مريـرا