رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 14:00
المحور:
الادب والفن
لعل أوجز، وأوضح ما يفيد المتسائل والباحث العجول عن بعض مواقف واتجاهات الجواهري وفلسفته في الحياة، ما يحفل به منجزه النثري، "على قارعة الطريق" ذو الألف والثلاثمئة كلمة تقريباً... ومما يؤكد اجتهادنا هذا، الاهتمام البالغ الذي أولاه الشاعر الكبير لهذه المادة الابداعية المتميزة، حين أعاد نشرها في مقدمة، وبطون غالبية طبعات دواوينه، ان لم يكن جميعها، وعلى مدى عقود مديدة، ومنذ عام 1940.
ولد الجواهري "على قارعة الطريق" شريداً، كما يزعم في رمزية قاسية... وظل يسير واضعاً مطلع الشمس على جبينه، مؤمناً بأن أكثر من التعب، الا يتعب... ثم يواصل وفي استعارة غاضبة أخرى أنه يأكل في سبيل طماحه الانساني التبشيري حتى من لحمه، ولحم أولاده عندما تضطره الحاجة، ويطعمهم لحمه إن تطلب الأمر...
... وحسب زعمه المتمرد أيضاً، فقد ترك المدينة وأهلها لأنه رفض أن يرقص مثل القرود التي لم تهب الطبيعة لأحد مثل حيلة تلك الحيوانات وصبرها على المجاراة.
و"على قارعة الطريق" ، حيث اختبرها الجواهري، واختبرته، اكتشف الشاعر الكبير، كثيراً من الوقائع والحقائق التي تمكن في ضوئها من رسم وتحديد مساراته في الحياة، ولكي ينتهج بعدها الطرائق المناسبة في مجمل ما أراد من أهداف وغايات... وليبقى يغنى ما قدر له، ولكن لنور الشمس أولاً...
لقد كتب الجواهري تلك "القصيدة المنثورة" قبل رحيله بنحو ستة عقود، ولكنه من شدة إيمانه بما جاء فيها من موحيات ورمزيات، ومحطات فلسفية، ظل يعتز بها، عصارة لبعض ما أراده من تنوير وإضاءات اجتماعية، عن طريق التحريض والقسوة، وهو سبيل اختطه في الكثير من قصائده، بهدف التمرد، والانهاض، والتطلع للحرية والارتقاء، وان غلت التضحيات...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟