أوزجان يشار
الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 07:05
المحور:
الادب والفن
اعلم بأن هناك الكثير من الصداقات بين المبدعين و لكن أدهشتني تلك الصداقة و الأخوة التي ربطت الكاتبين الأمريكيين الشهيرين , هنري ميلر وجون كوبر بويس , صداقة عميقة , شفافة , صادقة طويلة. في عام 1951 حين كان هنري ميلر لا يزال يعاني من الرقابة على نشر روايته في الولايات المتحدة التي أدانت كتبه علي مدي سنين طويلة و وصمت بأنها كتب داعرة تدعو إلى الانحراف و الفجور لطابعها الجنسي الإيروتكي , بينما كان الناشرون في أوربا يتهافتون على كل عمل جديد ينجزه هنري ميلر, كتب إلى صديقة و شقيقه الروحي (جون كوبر بويس) الذي شجعه ودافع عنه منذ البداية , يقول : "حين أصبح عجوزا , مثبط العزيمة إن لم أقل منهكاً , سأقرأ رسالتك لكي استعيد شجاعتي" .
لن ينسى هنري ميلر , يوم كان في العشرين من عمره , بضع كلمات تبادلها خلال حديث مع الخطيب المفوه جون كوبر بويس , بعد محاضرة ألقاها هذا الأخير في نيويورك عام 1917 . فقد نشأت بينهما منذ هذا التاريخ مودة و صداقة حتى وفاة بويس في عام1963 . وكانا يتبدلان, خلال تلك الـ 46 عاماً الرسائل والنقد البناء والنصائح وعبارات التشجيع والثناء. لم يشعرا يوماً بحسد أو غيرة من أي نجاحات و إنجازات تمتعا بها خلال مسيرة حياتهما.
ما يجمع بين ميلر و بويس , أن كليهما غادر الولايات المتحدة في نفس العام 1930 , ليسكن هنري ميلر باريس سنوات عديدة , واستقر جون كوبر بويس بكروين في بلاد الغال ( جنوب غرب بريطانيا ) , وهناك كتاب صادر بالفرنسية بعنوان (مراسلة شخصية ) عن منشورات .." كريتريون" الباريسية ترجمة و تقديم نور الدين حداد, يضيء , برسائله الخمس والسبعين , جوانب سرية في حياة كل منهما. يوم مات بويس , في الواحدة والتسعين من عمره , كتب ميلر يقول: (( كان ينبغي ربما أن أشعر بالحزن . إلا أنني لست حزينا. أيا كان المطرح الذي يحل فيه , إني واثق من كونه يتوهج بالمسرة والسلام )).
"إنه لن يتغير شيء في هذا العالم ما لم يتغير القلب الإنساني، لكن من ذا بقادر على تغير هذا القلب"
- هنري ميلر
#أوزجان_يشار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟