أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبيد حسين سعيد - ابو البيت














المزيد.....

ابو البيت


عبيد حسين سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 05:31
المحور: كتابات ساخرة
    


صديقي الشاعر احمد القيسي حكى لي حكاية طريفة مفادها :إنّ والده كان غالبا ما يناديه بأبي البيت مبتسما- ويقول: والكلام مايزال لأبي محمد- كنت اشعر بألفرح حينها , فأجمل ما يدغدغ نفس الشباب هو أشباع الغرور والهوى بكيل المديح والرضا خصوصا من الوالدين كثيراً ... أذأحسست حينهاّ بأنني أصبحتُ من ألأهلية بمكان أن الوالد قد أصبح يعتمد عليّ كرجل يمكن ان يخلفه في إمارة البيت يأمر وينهى ويتحدث بعلو صوت ...ّ لكن الواقع لم يكن كما أشتهي وكانت تفتر منه ابتسامة ساخرة تنبي ان ثمة شيء لا افهمه يقبل الشك يختفي خلف تلك الدعابة المتكررة ... لكني حاولت اقناع نفسي بقبول الظاهر وتجاوز ما ليس اعلم 0 ولما كنت في بواكير شبابي كنت أُحدّث نفسي احيانا ماذا يقصد؟ و لاأترك فرصة إلا واسأل فيها الأصدقاء عما يقصده لكني لم اجد جوابا على الأطلاق ... وتوالت الأيام والسنون , ونسيت تقريبا ما كان من الأمر .. وتشتتت بنا السبل والأماكن وألأزمان ... ذات يوم وبعدما بلغت من الرجولة عتيا – كنا في مجلس في احدى المضافات العربية في عراق الخير ومجالس الأنس قبل ان ينعب غراب البين ويفتت كل حس وسمر – ثمة بدويّ كان يتحدث عن الايام الخوالي في الصحراء وكيف كان البدو يتنقلون من مكان الى آخر- وراح يسهب في الرويّ ونحن نطنب سمعا – كان اصعب مهمة في الأنتقال من والى هي مشكلة حمل بيت الشعَر المصنوع من شعر الماعزأو وبر الأبل لأنه كان ثقيلا جدا.. و بما ان الواسطةالمعتمدة لمثل هذه المهمة هي الجمل, وليس أيّ جمل وخاصة إذا كان البيت مبتلا ,وهنا تشوك الحالة اكثر... فالمهمّة توكل لقوي فيه مواصفات خاصة لا يشبه البقية - فتتم معادلة طيّات البيت الذي يرتمي فوقه بعد سحب العماد والحبال فالاوتاد ثم يستوي الحمل فينهض به إلى بلد أخر لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس...واليوم حمل العراق مطروح تتقاذفه السهام والرماح من كل حدب وصوب دون أن نجد الرجل الجمل – فقد قيل قديما ( للكلفات هديب) الذي لديه الغيرة على الدماء الطاهرة التي روت ثرى الوطن من أقصاه الى أقصاه دون يجد اأبنائه مكانا أمنا أفما ان لنا من بغل ولوبعدما ما هربت الجمال او قتلت غدرا ليحمل لنا هذا البيت المترادي على قارعة الطريق ينزف دما وهو يتطلع بعين دامعة الى شريف ممن وسدوا مقالد الأمور ... ورحم الله دعبلا الخزاعي ( إنّي لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا ) فلا خير في كثرة اغلبهم مثل من ( إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث ) لكن ربما ولحكمة أغفل يلهف – وربما كان الأول أرحم من الثاني مع الفارق في الفطرة الآلهية والخبث الشيطاني .... ان نفتخر برجل كالمعتصم ينتفض لنداء إمرأة نادت وامعتصماه فلكل الشعوب رموز تفتخر بها عند المحن .فهل لنا ببسمارك وديكول جديد يوحد السياسيين قبل الشعب ويجمعهم تحت الخيمة التي جمعهم تحتها لسنين طويلة في عهد رجل واحد ضحى من اجل امة فهل من رجل يكمل الطريق؟ ولا نريده سنيا ولا شيعيا ولا كرديا نريده عراقيا يتحمّل ثقل المسؤلية فقد أثبتت الأحداث إن كل الوجوه الحالية المشاركة في العملية السياسية لايمكنها ان تحوز ثقة الشعب الذي رفع شعار يالثارات الأطفال ويا لثارات الشهداء ويا لثارات ألأرامل ويا لثارات معتقلي الهوية... والله اكبر وكلنا فداك ياعراق.



#عبيد_حسين_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثيين والصداميين والتكفيريين وابتهاج الياور
- الشيطان بين المطرقة والسندان
- ياشعوب العالم اكفروا بديمقراطيتهم
- من يمسح دمعة الام..؟
- الى الشهيدة....نجية احمد عفتان
- امسحوا دموع الامهات
- الى بريجيت باردو مع التحية
- ماذا نقول
- وصايا الرسول...والشفافية الامريكية


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبيد حسين سعيد - ابو البيت