يوم أسود في الناصرية!!

طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كلمات
-158-
منذ الساعة الثالثة من فجر اليوم (16.5.2007)، والبعثيون بإسم مكتب الصدر في مدينة الناصرية، يشعلون حرائق الفتن والدمار فيها!
فقد اندلعت معارك ضارية بين مايسمى جيش المهدي من جهة، وقوات الشرطة بما انضم إليهم من قوات بدر، ماأدى إلى سقوط العشرات من الضحايا الأبرياء، من أهالي الناصرية (نفس الشيء يحدث في الشطرة الآن!!)، وحتى كتابة هذه السطور لاشيء في فضاء الناصرية اليوم، إلا لعلعة الرصاص وأزيز القاذفات والهاونات!!، ومانتج عنها من الخوف والهلع، ناهيك بالعواصف الترابية الخانقة، التي تعودت عليها مدينة الناصرية خلال فصل الصيف!!
وإذن كل الشرور تجمعت في فضاء الناصرية اليوم!!
الأجواء متوترة مشحونة بالخوف مما قد يحدث لاحقا، وفيما جماعات من عصابات جيش المهدي تتحرك وتنتشر في سوق الشيوخ، ربما (تسوي حماه) لدخول جولة ثانية هذه الليلة!، كان عدد من الضحايا الأبرياء سقطوا في الشطرة، جراء معارك مجنونة بين تلك العصابات من جهة، والقوات الأمنية من جهة ثانية!!
المعارك مستمرة..
أنباء تعزيزات من الجيش العراقي المتمركز في محافظة البصرة، حيث تم مشاهدة اعداد كبيرة من الناقلات والدروع وهي تدخل إلى مدينة الناصرية .
وعن إضرام النيران في مبنييّ المحافظة ومديرية الشرطة!
وعن تهيؤ القوات الأمريكية الرابضة في قاعدة الإمام علي الجوية، لحسم الموقف بين المتحاربين من شارع إلى شارع ومن حي سكني إلى آخر..
وفيما لم يُعلن عن كل الحقائق التي رافقت هذه المعارك العبثية غير المسؤولة، ولاأعداد الضحايا وسواها من التفاصيل، التي ربما تلقي المزيد من الضوء عن أسباب الإحتقان في الناصرية، أعلن التلفزيون المحلي قبل قليل عن منع التجول!!
قبل أن تشتعل شرارة القتال الأرعن وغير المبرر اليوم، يحكى أنه قبل نحو أسبوع خرج الآلاف من أهالي الناصرية، في تظاهرة سلمية مطالبين بتحسين الخدمات : لاماء لا كهرباء واسطات ورشاوى معيبة في التعيينات وعود كاذبة تلال زبالة تملأ المدينة ووووو، فقامت قوات المغاوير وعلى راسها العقيد ابو لقاء الملقب بالسفاح (سفاح ليش وعليمن ..والله ماأدري!!؟)، باعتقال 6 رجال وامراة واحدة، وسلمهم إلى القوات الأمريكية، ويقال أنه تم اغتصاب المرأة من قبل قوات المغاوير خلال اعتقالها!!، ولما شاع الخبر وتردد في فضاء الناصرية الخانق المقهور هذا اليوم، خرج الكثير من الأهالي شاهرين السلاح ضد مرتكبي هذا الفعل الإجرامي!، مايدل على حالة من الهيجان نظرا لغياب دولة القانون، وكذلك ضعف جهاز الشرطة، الذي بدا متخاذلا امام ضربات العصابات جيش المهدي، من جانبها قامت قوات المغاوير على الفور، وأخذت تطلق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة عشوائيا على الجموع، ماأدى إلى قتل مالايقل عن 30 شخصا (رجال ونساء واطفال)!
هاونات وقاذفات وقنص في كل مكان!
والبشر رخيص!
قتل كذلك مسؤول شعبة مكافحة الارهاب في الناصرية المقدم جواد الجابري، في كمين نصبه له عناصر من جيش المهدي!
ولما لم يستطع أهالي الناصرية رد الفتنة، طلبوا من مكتب الصدر - كما تقول الأخبار - أن يساندهم، وفي هذه الفوضى العارمة التي يبدو أن لاهدوء ولابطيخ في الناصرية، ويمكن أن ينهار السلام فيها كما تنهار قطع الدومينو، هب أبناء العشائر هبات قعقاعية بعثية همجية على مدينة الناصرية، قادمين من بعض الأقضية والنواحي، واشتد العزم بالهوسات والصليات!!
عشائر آل ابراهيم والعساجره والهصاصره وسواهم من قطاع الطرق والمسلبجية والشلايتية والمكبسلجية وووووو، وبدا أن الناصرية مقبلة على حرب شوارع في الأيام القليلة القادمة، حيث بدأت في شارع الحبوبي وكان مسرحا لها، فأسرع الناس إلى بيوتهم وخلت الشوارع إلا من المتحاربين وأسلحتهم مختلفة العيار، التي كان من المفروض أن يصوبوها إلى صدور أعداء العراق العزيز، من الإرهابيين مفجري أجساد إخوتهم في الأسواق والمساجد والجامعات والشوارع وووو
ربما تندلع المعارك هذه الليلة في منطقتي الصالحية وحي سومر : معقلي جيش المهدي!
وبهذا العمل الإجرامي يكون مكتب الصدر في الناصرية، بما انضم إليه من البعثيين وبعض الغوغاء من الأهالي، قد اشعل نار الفتنة، ماأدى إلى سقوط الضحايا الأبرياء، وأتمنى وكل أهالي الناصرية الكرام، أن لا تأكل النار أخضر الناصرية ويابسها، وتعيد القوات الأمنية الأوضاع الطبيعية إلى المدينة التي بقيت هادئة منذ سقوط صدام ونظامه الهمجي.

#طارق_حربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات