أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها














المزيد.....

اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بعد أيام قلائل ستهل علينا " أفراح " الوحدة وسيظهر لنا المتحدث الأوحد ليخبرنا كم نحن شعب سعيد تحت قيادته وكيف أنه هو من حقق المعجزات في هذا الوطن ، وسيخبرنا الكثير مما نسمعه طوال العقود الماضية وسيجد رغم تكرار كل هذا الهذيان أن هناك من سيصفق له بحماس منقطع النظير !

لكن المشهد يتكرر كل عام بذات الهيئة والمقام والحدث وأن اختلفت وسائله ، ومشهد هذا العام هم مواطنون يمنيون من صعدة يتعرضون لحرب إبادة شاملة وتنهب ممتلكاتهم مثلما نهبت عدن بمشهد لا يمكن نسيانه .

أتفهم جيدا أن تخرج جماعة مسلحة ضد الدولة وأتوقع أن تقوم هذه الدولة بمحاربة هذه الجماعة أو التفاهم معها بالطرق السلمية ، لكنه من الصعب جدا علي أن استوعب قيام الجيش النظامي بعمليات سلب ونهب وتهديم منازل بهذا الشكل الذي نسمع عنه وكأن أهالي صعدة ليسوا بشرا أو مواطنين يمنيون وكأنه لا تربطنا بهم علاقة دم ونسب حتى يهانوا بهذا الشكل الهمجي .

لا أحد يستطيع أن يحتفل بعيد الوحدة الكاذبة وهذا يحدث لأهلنا في صعدة ولا خير فينا أن لم نقل كلمة حق مهما كانت ذرائع أو مسببات هذه الحرب السرية التي تشتعل على حساب المحرومين في الأرض ويستفيد منها جلاوزة الفساد وكبار العسكر وتجار الأسلحة ويقع الخراب على المال العام وعلى اقتصاد الدولة التي لا تستطيع أن توفر الكهرباء في مدينة الاحتفال السابع عشر للوحدة بينما تقوم بحرب ضروس ضد مواطنيها وبصرف باذخ منذ أربعة أشهر متواصلة .

لا نعلم ما هي ثقافة الجيش اليمني وما هي العقيدة التي يتم غرسها فيه ، فهو من ناحية نجده لا يتمتع بأي قوة فعلية في حسم معاركه _ رغم الميزانية الضخمة المخصصة له _ ودائما ما يدع الأمر للقبائل والمليشيات المذهبية في خوض المعارك بدلا عنه ليترك ذلك أثراً خطيراً جدا بين فئات الشعب اليمني وجرح قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل ومن ناحية أخرى يتحول هذا الجيش بلمح البصر إلى مجموعة عصابات لا تتمتع بأية أخلاق أو قيم إنسانية ليتصرف بطريقة حيوانية مع الأهالي والمدنيين وكل هذا يقع تحت سمع وبصر الحاكم الأوحد الذي يخرج بين الحين والآخر ليقول بأنه لا يريد سفك الدماء !

جيش بمثل هذه المميزات لن يستطيع أن يحمي البلاد ، فالعسكرية قيم وأخلاق وانضباط وليست انفلات بهذا الشكل الذي نسمع عنه ، كما أن الجيوش أن لم تحارب لأجل قضية تؤمن بها فهي لن تحقق الأهداف المرجوة مهما بلغت قوتها وضخامة معداتها ، وللأسف الشديد فأن معظم معارك هذا الجيش دائما هي موجهة ضد مواطنيه دون سواهم .

اليمني تجاوز كل ما يعانيه من سوء إدارة وعيش وفساد ووعود كاذبة وكان يبتسم مجاملة لكل عيد يمر به ، لكن من الصعوبة بمكان أن يحتفل على دماء نسائه وأطفاله وهي تسفك بهذا الشكل في صعده ، لأن الوحدة ليست حفل عابر تصرف به الملايين وحفلات الغناء ثم ينصرف الجميع ، لأن هذا اختزال معيب بحلم حققه اليمنيون ومن الظلم اختصاره بهذا الشكل ، فوحدة الأغاني والخطابات هي وحدة لا نريدها ، والوحدة رمز تعني أشياء أسمى مما هي كائنة الآن أهم أسسها هو الإنسان وكرامته وتحقيق طموحه بدولة قوية قائمة على مؤسسات مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والعيش بكرامه وكل هذا لم يتحقق ولو جزء يسير منه ، بل أن الاحتفالات بالوحدة صارت أشبه بالاحتفالات بيوم الجلوس على كرسي الحكم للرئيس واختلطت الأمور بين الوطن والفرد الحاكم وصار كل التمجيد للرئيس دون سواه ، بينما الوطن يحترق فوق رؤوس المساكين ولا أحد يلتفت لهم .

أفراد الجيش هم الآخرون مواطنون جاؤوا من هذه التربة ومن ثقافتها كما هو حال أهالي صعدة والدماء التي تسيل من الطرفين هي دماء يمنية بينما هنالك دماء زرقاء تنأي بنفسها عن هذه الحرب الضروس بل أنها تستفيد منها بشكل ضخم جدا وكلما طالت المعركة وازداد عدد القتلى كلما تكدست أموالهم وزاد نفوذهم ، ثم كيف نتحدث عن سبعة عشر عاما من تحقيق الوحدة وتستطيع جماعة أن تخرج وتقاوم الدولة كل هذه المدة دون أن تستطيع هذه الدولة " الواحدة " أن تحسم الأمر ، فمن جهة هنالك دلالة على أن الانفلات الأمني بلغ حد أن أي قبيلة أو جماعة تستطيع أن تتسلح بما تشاء دون علم النظام الوحدوي صاحب المنجزات ومن جهة أخرى تجعلنا هذه الحرب نطرح مئات الأسئلة عن سبب هذا التمرد ، فلو كان الناس آمنون ولو كانوا فعلا يلمسون تلك المنجزات لما خرجوا مقاتلين بدمائهم وأموالهم بهذا الشكل الصلب والقوي .

أنها وبكل سهولة حرب أهلية مهما أدعى البعض خلاف ذلك ومهما حاولوا أن يضعوا اللوم على الدول الأخرى أو أن يصفوا المتمردين بأنهم مجرد حفنه ضالة ، وأن القتلى من الطرفين هم مواطنين وهنالك دائما طرق أخرى لحلها أهمها المساواة بين الجميع ونزع أسلحة الجميع والبدء تكون من قبيلة الرئيس مرورا بكل القبائل اليمنية الأخرى وفرض قوة القانون ، وهذا أهم منجز قد يحققه الرئيس لو أراد فعلا أن يحقق شيئا لهذه البلاد ويحتفل بعيد الوحدة بشكل جدي وحقيقي.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصافحة الأكثر حرارة دائما هي من نصيب بوش
- علمانية تركيا أم عثمانيتها
- ومن موريتانيا - ربما - يأتي المدد
- باجمال لن ننساك ... ولن نتذكرك
- على ضفاف قمة الأنظمة
- محاولة لنفي ما تسمى بالخلافة الإسلامية
- هنا - أنا مع الإنسان ، على سنحان تسليم أسلحتها فورا
- يا صالح ..إلا الطائفية
- يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون
- المجتمع المدني
- التهليل لموت صدام هل لأنه عربي أم سني أم ديكتاتور ، بين يدي ...
- ورغم كل هذا سأضع تحت سوادة عروبتي زهرة أمل
- السنيورة ورقة احُرقت أكثر مما يجب
- اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك
- بفضل اللقاء المشترك ..صالح ولأول مرة رئيس شرعي لليمن .
- العشب هو الذي قبل بأن تزييف ارداته
- رسالة من تحت الماء إلى الزنداني
- فقط قضية واحدة من مئات القضايا تمكننا من اتهام الرئيس بالخيا ...


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها