أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير














المزيد.....

شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 08:31
المحور: الادب والفن
    



يراهن الشاعر عبد اللطيف الرأس في ديوانه الشعري الجديد الصادر حديثا عن مطبعة البلابل بفاس , والذي وسمه ب" الحب تراتيل" على ان القصيدة العمودية هي قصيدة كل الأزمنة, بشرط لا ثاني له, ان يكون صاحبها ,شاعر القصيدة بحق , وليس متطفلا على الشعر.
الديوان المومإ إليه, باكورة المبدع , وبوابته الى ديوان العرب , صدر في غلاف منمنم , وفي 72 صفحة من الحجم المتوسط . لكن قصائده 24 وان كانت تتقاطع في الصور والرؤى والأحاسيس الدفينة المعرضة لانفعالات الواقع الاجتماعي والمحيط النفسي للمبدع , إلا أنها تتوحد في الإيقاع ..وتتنوع في بحوره ومرافئه... لتعلنه في نهاية المطاف شاعرا يأبى ان تكون الحداثة "جثة نتنة في كفن من حرير " انه انجاز, وانتصار لتأزيل القصيدة الشعرية عمودية بامتياز.

جاء في المقدمة التي دبجها الشاعر المغربي الدكتور محمد بنعمارة الذي حملت الأخبار اليوم 12 من ماي 2007 نبا فقدانه كأحد أعمدة القريض العربي في المغرب , تحت وطأة مرض عضال . ان مبدع" الحب تراتيل" , شاعر دخل قلعة الشعر من أبوابها, ومع انه لم يحمل من الأدوات غير الناي الذي ينفخ فيه من هواجسه ولطائفه , ونار العبارة الغارقة في لهيبها وإيقاعها. فقد اختار قبلة النسور, وفضل ان يركب جموح الخيل التي لا تسلم الزمام إلا لمن أحاط بعلوم الفروسية وأسرارها. كما يقول المرحوم بنعمارة.
في قصيدته "ياشاعر الحب ولى زمن النبوة, التي يهديها الى أستاذه الشاعر المرحوم محمد بنعمارة يقول:
مات الذي فجر الألحان يسكبها**كما العصافير تشــجو كان منهملا
مات الذي أسمع الأسحار أغنية**أصـغى لها الملك المعصوم واحتفلا
ما شيع الناس هذا الحب أو ذرفوا **دمعا عدا شاعر ماكف ما احتملا.
وفيها من النعي لروح الفقيد سبق وإصرار.
وعبد اللطيف الرأس الموظف حاليا بإدارة السجن المدني بفاس, مبدع من طينة خاصة , وهو الى ذلك , من القلة التي أصبحت نادرة في" زمن شع فيه الشعر وقل فيه الشعراء" وهو كما يحلو له " من تلك الفئة التي لا تنتظر التصفيق, ولا تستعين بالأنصار, ولا تدعي لنفسها ما يدعيه غيرها لنفسه.
التقيت الشاعر عبد اللطيف الراس ابن تازة الهائمة وسط الفجاج , خلال حفل فني بمقهى ايريس الأدبي ,أمسية ذات حمولة فرح لولا ان احتكر صانعو يومياتها الزجل.. الزمن كله, حتى أنهم لم يتركوا هامشا للشاعر كي يقرا قصيدة, حز في نفسي ذلك , وهو الذي تجشم عناء الوقت , والتهم المسافات , ليشهد اندحار الرغبة.
من ينقب في ذاكرة عبد اللطيف الراس , لن يعثر بالتا كيد سوى عن شيئين ,فاكهة اسمها الشعر, تتلوها رغبة دفينة محمومة في بذله وتوزيعه بالقسط على فقراء القلعة , ودراويشها , والمستضعفين الراغبين . ومقولة تقدس الشعر على منوال " لو استجاب العالم لصوت الشعر لكانت حياة الإنسان أفضل حال ومآل".

في قصيدته "همسة" يصدح:
انا شـاعر من عكاظ أذوب ** من العشق والشعر عندي نديم
أخوض القصيد أصيد القوافي ** ألاطم أمواج بحـــري أعوم
فأيتها الريح ثوري كموج ** فاني هنا صخرة لاتريــــم.

وفي الالق نفسه, يخفي الشاعر قناعته الفنية, التي ورثها عن أسلافه الذين جعلوا من الشعر طريقا يسير فيه كل من يختار حتفه داخل الكلمات ,وبنوا في سوق عكاظهم , معجزاتهم السبع التي تعلق في الوجدان.
في كل مرة تأبى الصدفة لقاءه , يستوقفني كبرياء الشعر, ويهزني من أذني مفهوم الشعر عند شاعرنا, اذ هناك , في القافية ,"لا تلغي الذات موضوعها , ولا يلغي فيه الموضوع ذاتية الذات المبدعة".
هل انزوي ابتـغي هامتي قزما**أو بيدقا في يد النخاس يسلمـني
مستهلكا صحف الأشياع تقرضني**ذات اليمين وفي الأخرى تشملني
ينخرط عبد اللطيف الراس في زمن القطف الإبداعي , يجني العناقيد ,ويعصر عنبها , ويصبها قصائد في كؤوس البحور الشعرية التي لا يتخلى عنها.
حضور/مزيفون/مقدمة للشعراء الآخرين/ياشاعر الحب ولى زمن النبوة/من البرج الى الشارع/مزامير لفاس والميلاد/ النار للشعراء /رياحين/ مبالغة/عروس الضفاف....قصائد توحي بانحدار الموسيقى الآتية من عصور الشعر" وتمنح المتلقي القدرة على التوقف.. انه البحث عن اللفظ الأنيق ,وانتقاء والجملة الرشيقة , والغوص في أعماق المعنى المنبثق من بين كيان الشاعر وكينونة الشعر".
والشاعر الى ذلك ,مسكون بالنار الإبراهيمية " وفي نجيب ومخلص للفراهيدية" التي هي برد وسلام على الشعراء الذين لا تنحني قاماتهم أمام سدنة التنظير الثقافي".
ومادام الأمر كذلك فشاعرنا" لا يطأطأ الرأس ولا ينزل الى السهل له ,كأجداده الذين ملؤا الدنيا وشغلوا الناس ,ذلك الجناح الذي يرفعه الى القمم.
إلا أنا احتفي بالشعر مائدتي**هذا رغيفي وهذا شرعتي وثني
ان أمثال هذا الشاعر يكتفون بعشقهم الشعري ويعتبرون أنفسهم أحفادا للمتنبي , لا يحتاجون الى مواعظ فقهاء الحداثة ولا يتبعون قافلة التنظير المحاطة برافعي الرايات , والمهرجين والمريدين والاشياع , والمسبوقة بملصقات الإشهار.
ولا حاجة للتأكيد انه من طينة الذين يتابعون ما يجري في سوق الشعر تنظيرا وانجازا , إلا انه من الذين لا يسقطون في فخ" انقل هذا التموين" وكن معنا لتكون شاعرا كبيرا وحداثيا تحرسه عناية الكتبة.على حد تعبير شعرنا المجيد بنعمارة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام المكتوب هل يختفي بعد 40 عاما؟؟
- قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنت فضول ام حاجة1
- ايقاعات ملونة كتاب جديد للدكتور الموساوي
- صورة المدرسة في السينيما المغربية
- الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي
- الاضراب في قطاع التعليم عبث لاحدودله
- منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ
- -شعر عز الدين المناصرة بنياته ابدالاته وبعده الرعوي- دراسة ن ...
- التتبع والصرامة والتدقيق الاداري الحلقة المفقودة في منظومتنا ...
- المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة
- لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
- -الشات- العربي توليد ام تهجين
- كم -ايميل - في حوزة ابنتي القاصر
- أطفالنا الرقميون1
- الصحراء المغربية
- العالم القرية ,حق التفاعل وواجب الاندماج
- آسيا تكتشف ,والعرب تستهلك و تصف


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير