أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة














المزيد.....

الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 10:16
المحور: الادب والفن
    



أنتبه أخيرا إلى تمدد مساحات الفراغ في دماغي وعقلي,فجوة من التلف تتسّع وتسدّ المنافذ أمام التجارب الجديدة والتعبيرات الجديدة,أو هي حلقة مفرغة تتوسّط حياتي وتضغطها يوما بعد يوم, إلى الأقلّ جدوى وفاعلية وإلى القليل من الحياة والشغف.
حكاية الجميع _تتشابه في الخطوط العريضة_ بشكل مذهل وإلى درجة التطابق أحيانا,خطّ الانحدار واحد,سيبدأ بعد نقطة ويتسارع إلى القبر,على خلاف طرق الإنجاز الفريدة والخاصّة_ تختلف وتتنوع أكثر من البصمات الشخصية,ذلك أكيد ويقيني ومن الغباء إنكاره.
المشكلة في طريق الانحدار,التقدم سهل وأسرع من الرغبة والشعور,ويتعذّر التراجع لخطوة.
لحسن حظّي هذه المرّة وعلى غير سقطاتي السابقة,أنتبه ومدرك للتغيّر المريع الجاري,لا فائدة من المعاندة والمكابرات الفارغة, لا فائدة من الشكوى والصراخ, لا فائدة في الندم....هي مساحتي وفضائي الشخصيين,تحدّدهما عتبة وسقف ..... هويتي وهاويتي.
أهملت الموسيقا في هذا البيت وفي هذه الغرفة,ظننتها في زحمة الضجيج والضوضاء التي تملأ الهواء والشجر والطرقات,مجرد صوت كمالي يسهل حذفه والاستغناء عنه!نسيت الإصغاء ونسيت القراءة الحميمة....نسيت أقرب المتع والفنون إلى العقل والنفس والروح!
من النادر أن تتواجد أفعال الذكاء أو الغباء, منفردة, وبشكل سلوك أو تفكير جزئي ومنفصل عن الفعالية الكليّة للشخص البليد أو المبدع,للأسف هكذا نعيش ونموت...حزم وموجات غامرة من الغباء والجلافة وانعدام الذوق والحس, أو تعرّض أعصابك للتلف في كلّ لحظة....!

في التكيّف اختبار الوجود الأول للحياة, إما أو_تتغيّر أو تفنى, أو تنجح في تغيير المناخ الخارجي,لا يوجد مؤشر للذكاء أكثر من مهارة إدراك النقطة الحرجة تلك_تباشر بتغيير قيمك وطرق تفكيرك وسلوكك أم تتشبّث بخلاصة تجربتك وتعتبرها بوصلة النجاة الأخيرة؟!
ما كنت لأصل إلى هذا المأزق لولا خسارتي للموسيقا, وبعدها خسارة الإصغاء والإدراك.
*
خسرت الحبّ....أعرف من الإشارات والعلامات المحفورة في ذاكرتي,خسرت الحبّ.
تلك هي الخسارة الكبرى والصدمة القاهرة إلى الهاوية. هل من طريقة للخلاص!؟
أرجو من قارئي التأمل قليلا والإصغاء للصوت الداخلي العميق,ثم إجراء المقارنة معي.
أكثر ما كرهت في أهلي وأساتذتي_وبقية من شكّلوا نماذجي العليا وقدوتي في الحياة, التركيز المفرط على لحظة النجاح,وليس التمايز فقط عن زملائي بل التفوّق عليهم.....وبعد كل هذه السنين, أجد صعوبة ومشّقة في التمييز بين الإنجاز وألم الآخر,الصديق والأخ قبل العدو...أكثر من ذلك صرت أكره نفسي في مختلف حالاتي العاطفية والاجتماعية,إن لم أكن النجم والأول والمنتصر و....إلى آخر صفات الطاغية,الذي لا يستطيع رؤية ولا تخيّل آخر, سوى أداة لتحقيق أخيلته واستيهاماته الطفلية والعصابية دوما.هكذا استبدلت الأنا الفريدة والخاصّة بي, بالخيبات والأحلام المجهضة لمن سبقوني....
هناك من لا يستطيع أن يلهو, إلا وهو وسط قطيع
البطل الحقيقي يلهو وحيدا....
عبارة بودلير تختصر ما وددت قوله وتشرحه أكثر من ثرثرتي.
وتفتح أفقا جديدا عبارة نيتشة:
كثيرون خسروا آخر قيمة لديهم
بعدما نبذوا عبوديّتهم....
يريد المربّون والأساتذة_بلا وعي غالبا_ تحويلنا إلى نسخ لعقدهم وجروحهم الرمزية, وسوف ينجحون أخيرا, وبعد موتهم الفعلي,كلنا ندرك ذلك في لحظة صفاء فجائية ومتأخرة دوما!
يا أخي, لا تستطيع أن تكون بطلا أكثر من مرة في الحياة.
*
اخترت العنوان بديلا عن عبارة بونفوا: المعرفة هي الملاذ الأخير للكائن الحميمي.
صرت أخجل من استخدام كلمة معرفة,وألمس فيها موقف الغرور"الشر العالمي" بتعبير بوذا.
هل يوجد فشل أبعد وأعمق,من رفض النفس والتجربة والصفات الشخصية؟ سيأتي رفض الآخر لاحقا كتحصيل حاصل,بعدما تحتقر نفسك وتنبذها.
هل يمكن تعلّم واكتساب مهارة" قبول النفس ومحبّتها" في الطور الأخير للعمر؟!
ربما نعم وربما لا...الفرق بين الفكاهة والسخرية, أكثر ما يدلّ على الروح الفريدة والأصيلة.
الفكاهة فعل حبّ للنفس والوجود بلا تحفّظ,قبول ما يرفضه الحسّ المشترك ومنحه الأهميّة.
السخرية فعل عدوان مضمر وصريح أحيانا,يغذّي احتقار ذاتي عميق وجرح نرجسي مفتوح.
نسخر ولا نعرف طريق الفكاهة. نتألم في الوصال ونتألم في الهجر,نتألم لأننا مرضى.
..............................................................................................................
أنهيت المادّة ورغبت بتوجيهها للنشر_كما يعرف تلك الرغبة كل الكتاب_ لتصل إلى قارئ ة.....لحظة حدس أو إلهام أو حظ نادر,ما جعلني أتريّث,المادة لم تكتمل وتحتاج للإضافة والمزيد,وقبل ذلك حدّ أدنى من احترام كرامة الكاتب والكتابة....كاتب أنترنيتي الكتروني وعلى اختلاف المسميّات"كاتب درجة ثانية" مجّاني وهامشي بالمعنى العملي, وهو ما حاججت ضدّه طويلا في عاديات جبلة....أكتشف خطأي من جديد,نعم كاتب من الصفوف الأخيرة والخلفية وغير المعترف به وبكتابته وأكثر من ذلك,نتصّدق عليه بتمرير تفاهته وهزاله.....! هذا يكفي.

*
.
.
أنهي ثرثرتي على غير ما كنت أتصّور وأعتقد,كنت أفتّش وأعمل على إيجادها_ثقوب تهوية في حظيرة الكتابة العربية_خارج عن المألوف,يومي,حميمي, اعتراف,تشبّث بلحظة معايشة,تأتأة وركاكة لكنها لجثّة لم تبرد بعد,فشلت وأعلن خسارتي واستسلامي. لا أمل. كلهم متشابهون,قطع صابون يتغذّى أصحابها على الجثث,الجميع يلهث خلف عظمة ترمى من هذا السلطان أو ذاك الملك أو هاتيك الزعيم, هذا ما رأيته وأعمى عيوني وعطّل حواسّي.
هل يوجد استثناء! لا أعرف.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتسكّع مع بحر جبلة_ثرثرة
- سنيّة صالح بصحبة الماغوط في جبلة _ثرثرة
- هي الحرب إذن...ثرثرة
- لا تسرقوا البحر_ثرثرة
- ما الجديد..؟_.ثرثرة
- فكرة ما لا أعرفه_ثرثرة
- المغامرة الأولى_ثرثرة
- لماذا يجب أن اتوقف عن الثرثرة!!!؟
- في أول حزيران أتوقف عن الثرثرة
- ثرثرة في الحب
- كوميديا شخصية_ثرثرة
- بيروت في اللاذقية_ثرثرة
- دراما شخصية_ثرثرة
- أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة
- رامبو وآل عمران واللاذقية ....في الجحيم_ثرثرة
- دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة
- ترتيب البيت الداخلي_ثرثرة
- السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة
- رؤية أحشاء اللاذقية_ثرثرة
- رائحة الربيع و.....الموت في بيت ياشوط_ثرثرة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الملاذ الأخير للشخص الفاشل_ثرثرة أخيرة