أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رضا محافظي - أولى خطوات الانطلاق: العلم














المزيد.....

أولى خطوات الانطلاق: العلم


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:45
المحور: المجتمع المدني
    


ليس العلم أسير سن معينة و لم يكن يوما حكرا على فئة من الناس دون غيرهم. الناس متساوون على مقاعد الدراسة من حيث المبدأ و لا يفاضل بينهم غير السبق الشريف النظيف في تحصيل المعارف و اكتساب صنوف العلوم. كما أنه، فيما يخصنا، من المفروض أننا ننتمي إلى أمة لم يتوقف أبناؤها منذ قرون عن ترديد "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". لكن ذلك الترديد، الذي كان مصحوبا في وقت مضى بفعل يترجم العبارة على أرض الواقع، صار مجرد شعار أجوف لا معنى له في حياتنا اليومية.

غيرنا من الأمم، و إن لم يردد العبارة بصيغتها العربية، فانه يطبقها أحسن تطبيق و يجعل منها وقود أيامه طالت على مدى الزمن أو قصرت، و لا تتوقف الأخبار تصلنا من هناك لتثبت لنا ذلك على مستوى الأشخاص ناهيك عن الحكومات و المؤسسات. هاهي وسائل الاعلام تخربنا أن السيدة الأمريكية Nola Ochs التي تبلغ من العمر 95 سنة حازت يوم السبت 12 مايو على ليسانس في التاريخ من جامعة فورت هايز في كنساس و لم يحرجها أن يكون ذلك في نفس الوقت مع نيل احد أحفدتها لنفس الشهادة . مثيلات و أمثال هذه السيدة في العالم الذي يحترم العلم و العلماء كثيرون مقابل انعدامهم لدينا في العالم العربي.

أما لدينا للأسف، فننا نجد أنفسنا في بداية القرن الواحد و العشرين لا نزال نضع سياسات محو الأمية التي لن تؤتي أكلها – في صيغها المعهودة في العالم العربي- و ستفشل بعد سنوات طويلة جدا من الآن ليزيد عمق الهوة بيننا و بين الغرب المتقدم بسرعة جنونية. و الذين كان لهم حظ التعلم و فرصة الجلوس على مقاعد الجامعات و نيل شهاداتها فإنهم سرعان ما يسقطون في دوامة شظف العيش و عسر الحياة و نكران الغير لهم، و سرعان ما تقودهم غريزة البقاء أحياء ،بيولوجيا و أدبيا، إلى ركوب الطائرة أو الباخرة في اتجاه أعين ترمق وصولهم بلهف بغية استقطار عقولهم في ما ينفع الناس و الأوطان هناك.

لا يمكن لأمة لا يحتل العلم فيها مكانة محترمة أن ترنو إلى مقام مقبول من التحضر و لا يمكن لشعب يحصر العلم في فئة منه دون غيرها من الفئات أن يعرف طريقا إلى الانعتاق من التخلف. أولى خطوات الانطلاق هي التحرر من قيود التكبر على العلم و الجرأة على الجلوس بأدب و استحياء و تواضع أمام الأستاذ المعلم و لو كان في سن ابن المتعلم.

و إن كان لا مفر من قهر نزعة العزوف عن التعلم لدى الأفراد، إذا كنا ننوي بصدق أن نقف من جديد، فان ذلك ينطبق بدرجة أكبر على سياسات الحكومات في مجال التعليم. أولى بالحكومات، من دون شك، أن تستثمر في تحرير العقول و تغذيتها بكل مفيد من العلوم، و أن تعيد التفكير في سياسة الحصول على تكنولوجيات و مناهج تفتقر إلى العقول التي تفهمها و تضعها موضع التطبيق و التنفيذ على أحسن وجه. و حين تعيد الحكومات النظر في سياستها في مجال التربية و التعليم بالصورة الصحيحة فإننا سنرى في أوطاننا العربية يوما ما امرأة أو رجلا في سن المائة يزاحم شابا في العشرينيات على مقاعد الجامعة.



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن المخطوفين العراقيين ؟
- حول المسألة النووية
- الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد
- الهروب من اسرائيل ، مصدر فناء الكيان
- لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !
- درس من اليابان
- ؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
- منا تعلموا هدر حقوق الانسان
- هجرة أدمغتنا الى فرنسا
- مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رضا محافظي - أولى خطوات الانطلاق: العلم