|
أبو العبد وفتحية..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:33
المحور:
كتابات ساخرة
في الوقت الذي كان فيه الوفد المصري مشكورا يقوم بجهود حثيثة لأخذ عطوة فك اشتباك بين الإخوة المتقاتلين في فتح وحماس والذين لعنوا أبو فاطس الوحدة الوطنية وتخطوا كل الخطوط الحمراء إلى خطوط سوداء بلون وطعم النكبة ..وفي الوقت الذي صدمنا فيه يوم الثلاثاء الحمراء ظهرا بمقتل ثمانية من رجال الامن الوطني ثم هدأنا "هنية" في منتصف الليل ببيان صلح آخر طبعة فنمنا لنستيقظ صباح الاربعاء على مقتل ستة من الرجال بعد اقتحام مستوطنة "أبو شباك"..!! ثم مقتل دفعة أخري من التنفيذية والأمن الوقائي الى أن وصلنا عصرا الى التفوق على بغداد في محاصرة الصحفيين..وربنا يستر مما هو قادم..!! وهنا يضحك أولاد عمنا منا وعلينا ملء أشداقهم ويصيحون فرحا بطائرات تقصف رفح"توف..توف ميئود"..فقد تحقق لهم المطلوب للاسف وبأيدينا.. ربنا انا لانسألك رد القضاء وانما نسالك اللطف من فضيحة فلسطينية دموية وعلنية وببث مباشر..!!
كنت في ذلك الوقت مع وجهاء الحارة منشغلين في أصلاح ذات البين بين جارنا أبو العبد وطليقته فتحية واللذين كانا يتبادلان طوال أشهر عبر أجهزتهما الإعلامية كل ما يخطر ولا يخطر على بال من تشكيلات السباب الفوقية والتحتية المبتكرة ثم تطورت الأمور بينهما إلى تقاذف عنيف بالأسلحة الرشاشة و الثقيلة من شبا شب وصنادل و بلوكات مما اضطر الجيران إلى طلب النجدة والمساعدة العاجلة.. من كل الساسة والمحللين و المخاتير في الحارة لنزع فتيل اشتعال الحرب الأهلية بين أبي العبد و فتحية..واستخدامهما ربماللأسلحة المحظورة دوليا!!
حاولنا على مدى سبع ساعات التوصل لاتفاق بين الاثنين دون جدوى وكلما اعتقدنا أننا توصلنا إلى هدنة ونهم بالخروج نفاجأ بشبشب طائر من جهة مجهولة أو زلاطة تخترق حاجز الصوت فوق رؤوسنا أو صرخة استغاثة..نعود مهرولين إلى الطرفين .."يا ناس وحدوا الله حرام عليكو.." ونبدأ الجهود من المربع الأول.
خطورة الوضع الأمني بين آبي العبد و فتحية تكمن في انهما كطليقين يسكنان نفس البيت.. ابو العبد يحتل بمفرده مع ولديه غرفتين بينما فتحية وأولادها السبعة في غرفتين أخريين ولكن هناك نقاط تماس بين الطرفين كالحمام والمطبخ والدرج وأكثر من ذلك فالمجلس و طقم الكنب لأبي العبد بينما التلفزيون والثلاجة والصالون لفتحية في حين يتوزع الأولاد مساكين حسب ولاءاتهم بين هذا وتلك الى درجة أن الحارة بدأت تحس من تصرفاتهم العنيفةوكأنهم ليسو أخوة فقد تملكتهما من والديهما واستحكمت ثقافة الكراهية واقصاء الآخر ..!!رغم ان الأسرة دون مستوى الفقر وتعتمد على الكوبونات والصدقات وعدا ذلك دفتر ضخم للدين من سوبر ماركت "أبو قشل ".
لجأت مع وجهاء الحارة إلى محاولة تقليد اتفاق مكة بدون دشداشات وغطرات وكاميرات والعمل على تدعيم مبدأ الشراكة بين الطليقين ولكنهما كانا لا يفهمان إلا المحاصصة واقتسام الغنائم بشكل يعطى لكل طرف نصيب الأسد..!!
تذكرت للتو أيام كانت فتحية في عز صباها فتاة مناضلة جريئة.. تزوجت من رجل غلبان لابيهش ولا بينش ..!!..أحبها فاستغلت نقطة ضعفه وأخذت تسرح وتمرح وتفتري عليه و على أهل الحارة ويا ويله وسواد ليله من يقترب من حيطانها..ولما توفي زوجها الأول في حادث غامض أضطرت للزواج خوفا من القيل والقال من رجل أرمل مقاوم لطالما تجاهلته وأذلته في الحارة وهو يبدو زاهدا في الدنيا متحمسا للدين من الجامع للبيت ومن البيت للجامع فأكل بعقول أهل الحارة حلاوة واحترمه معظمهم..ولكن بعد الزواج تغير الحال فأبو العبد بدأ يهتم بنفسه وهندامه تاركا الجلابية البيضاء والسبحة وبدأ يلبس بدلة وكرافتة ويركب سيارة ماجنوم..ويتعطر ويشذب لحيته ويقول علنا "أنا من حقي أشوف لي يوم " مما أثار غيرة فتحية طبعا وبدأت تعرقل خططه المستقبلية بخطط وقائية..، لا حبا فيه وانما خوفا من سحب البساط من بين يديها لصالح ضرة خبيثة ، وضياع البيت التي يمثل لها سترا وتاريخا وذكريات..!! أبو العبد الطموح لم يسكت ، واشتبك معها في الشارع أكثر من مرة فانكسر خاطرها قليلا ولكنها بقيت على عنادها وشموخها رغم عوامل التعرية والزمن مؤكدة على أنها وبلا منازع أم العائلة
أهل الحارة الذين لم تكتمل فرحتهم بأسبوع السردينة العالمي..فاض بهم الكيل وباتوا في حيرة من أمرهم ..ممزقين بين تكاذب الروايات وتناقض التحليلات ..قلقين على أمن أولادهم ومستقبلهم بعدما عجزوا عن زرع بذور الصلح الدائم بين أبي العبد و فتحية ..!! أهل الحارة منذ عرفوا أبا العبد وفتحية لم يروا خيرا..بل تراكمت قمامتهم وغزتهم أسراب البعوض المفترس وتجددت في لياليهم كوابيس النكبة..!! فمع فتحية عرفت الحارة بوادر الفلتان وفساد الذمة وسيادة حرف الواو بينما مع أبي العبد زاد الوضع سوءا واشتد الحصار وفو ق كل ذلك عم الجوع وضاع الراتب وانتشر الخوف..!! لذا قرر الجميع الاعتصام أمام بيت فتحية وأبي العبد مع يافطة مصنوعة من سروال "أبو منسي" الأسود القديم عليها جملة واحدة بكل اللغات " رجاء..بيكفي فضايح أو..انقلعوا"..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياحة قصيرة في قناة الجزيرة
-
امبراطورية -عين-..!!
-
من دلف الى مزراب..!!
-
مائة يوم للحرب
-
اللي مايشتري يتفرج..!!
-
مقبرة الانجليز..!!
-
حتى الفلافل..!!
-
اسألوا أهل النشر..!!
-
ستنا الشجرة..!!
-
فتافيت أخبار بالشطة..
-
صابرين
-
هل الاماني ممكنة..؟!!
-
انه زمن ال.. هوهو
-
الأصل أم الشبيه
-
ألف عيلة وعيلة..!!
-
على ايش بتتقاتلوا..؟!!
-
ياحيف علينا..
-
اعتذاريون..واعتذاريات
-
عيب ياعمة..
-
قلبي على وطني..!!
المزيد.....
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|