|
ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إيمان أحمد ونوس
الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:47
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الطلاق حالة اجتماعية تنشأ عند فشل الزوجين في الانسجام والتفاهم، وإمكانية التعايش ولو بالحدود الدنيا تحت سقف واحد يضمها، وبالتالي فشل هذه المؤسسة الاجتماعية- الأسرة- ومعروف أن الطلاق غير مقبول ولا مرغوب به لا اجتماعياً، ولا دينياً فهو أبغض الحلال لأسباب معروفة للجميع. لكنه يصبح ضرورة لا بد منها عند استحالة العيش المشترك بمودة ورحمة، لإنقاذ أحد الطرفين أو كلاهما، وأيضاً إنقاذ الأولاد (في حال وجودهم) من جحيم المشاكل والشجارات اللامنتهية بين الأبوين، وهو ما يؤثر سلباً على الحالة النفسية والتكوين الخلقي لهؤلاء الأولاد. من المتعارف عليه أن الطلاق يتم عادة بعد فترة لا بأس بها من الزمن، أيَ بعد محاولة التعايش بطرق وأساليب متعددة، عسى يتم التوصل لحل هذه الخلافات وتجاوزها، وإلاَ فالانفصال هو الحل. أما اليوم فقد بتنا نرى حالات مستعجلة ومبكرة من الطلاق بعد زواج لم يتجاوز الأشهر ربما، وهذه ظاهرة مرعبة لأنها تعبر عن خلل ما في نظرة الشباب من الجنسين لبعضهما ولطبيعة العلاقة الواهية التي يقوم على أساسها هذا الارتباط المسمى- الزواج..!!- إضافة إلى أنها تخلخل بنية المجتمع بسبب ما تتركه من آثار اجتماعية سلبية على عائلتي الطرفين، وقبل ذلك تكون قد خلخلت البنية النفسية لكلا الزوجين اللذين رسما أحلامهما الوردية على صفحات حب واهية، وخططا لحياتهما داخل قصور رملية قائمة على أساس من أوهام التفاهم والانسجام الكاذب نتيجة عدم الفهم الصحيح لمفهوم ومسؤوليات الزواج والذي تمَ بالدرجة الأولى لتفريغ شحنات الحب والهوى المقيد والممنوع اجتماعياً وأخلاقياً خارج زواج شرعي معلن. فما هي الأسباب التي يمكن أن تكمن خلف هذه الظاهرة المرعبة حقاً في مجتمعنا والتي لها منعكسات خطيرة على القيم الاجتماعية والأخلاقية...؟؟؟ - الزواج المبكر للطرفين لأسباب تقليدية اجتماعية( النذر، الابن الوحيد) والطرفان هنا لم يؤهلا نفسياً واجتماعياً، وحتى صحياً بشكل كاف لفهم الزواج وتقدير مسؤولياته، وبالتالي تحملها بجدارة. - الزواج المبكر للفتاة وربما مع عدم موافقتها، وبالتالي فإن قلة تجربتها وانعدام خبرتها بمسألة التعايش والتكيف، بالإضافة إلى جهلها بمسؤوليات الزوج واحتياجاته الخاصة، وهذا ما قد يخلق لها نوعاً من النفور حتى من أنوثتها، وبالتالي قد تصاب ببعض الأذيات النفسية التي تؤثر عليها ولا تؤهلها مجدداً للاستمرار داخل الحرم الزوجي. - وجود قصة حب عنيفة(مرحلة المراهقة) قائمة على عواطف متأججة بحكم المرحلة العمرية للطرفين، وهنا تتحكم هذه العواطف بهما وبالتالي يتحكما بالأهل لإتمام الزواج دونما معرفة دقيقة وواضحة لبعضهما ولدقة مشاعرهما التي ما تلبث أن تفتر بعد فترة وجيزة من الزواج، وتتضح الاختلافات الجوهرية والعميقة التي لا يمكن الاستمرار معها. أي حسب المقولة الشعبية( راحت السكرة وجاءت الفكرة) - التقدم بالعمر(العنوسة) عند الطرفين أو أحدهما وحتى لا يفوتهما قطار الزواج(ظل راجل ولا ظل حيطة) فإنهما يستغلا أول فرصة سانحة للزواج دون دراسة ومعرفة دقيقة وحقيقة لبعضهما ولمشاعرهما، وما إن ينتهي عسل الأيام الأولى حتى تتكشف للطرفين أموراً وطباع قد لا تتوافق مع شخصية الآخر، وربما يصبح الاستمرار ضرباً من الاستحالة. - عمل المرأة واستقلالها اقتصادياً، ما ترك أثره على شخصيتها ورفضها لحياة لا تتلاءم مع تلك الاستقلالية والاعتراف بكيانها، إضافة إلى عدم رغبة فتيات اليوم التحلي بالصبر والانتظار ريثما يتم التوافق والانسجام مع طباع الزوج، لأن هذا الانسجام قد يأخذ وقتاً تبعاً لشخصية وتكوين كلا الطرفين. - بعض عوامل الخداع والكذب من أحد الطرفين بمسألة ما أو بعدة أمور من تلك التي لا يمكن القبول بها والسكوت عنها ويتم اكتشافها من الطرف الآخر بعد الزواج. وهنا أقول إنَ مسألة الزواج مسألة جدُ هامة وحساسة، يجب التفكير والتوقف كثيراً قبل الإقدام عليها وولوج فردوسها المعسول، لأن الزواج مسؤولية، وقبل هذا هو موضوع تعايش يجب أن يكون بكثير من المودة والرحمة والاحترام من كلا الطرفين لبعضهما، إضافة إلى أنه في بعض جوانبه عملية مقايضة يجب أن تتم بين الطرفين، أيَ أن يتنازل كل منهما عن بعض الأمور والصفات والطباع الثانوية التي قد تؤثر سلباً على حياتهما، وأيضاً قد تقف عقبة في استمرارهما معاً، ولا ضير في تنازل لا يترك أثراً قوياً ورئيسياً على الأخلاق والسمعة والشخصية، هي أمور قد تكون بسيطة وبالتخلي عنها يسير قارب الزوجية نحو مرفأ الأمان لدخول الفردوس المنشود. علَنا نستطيع التخفيف من ظاهرة الطلاق بشكل عام، والطلاق المبكر بشكل خاص لدى حديثيَ الزواج، والتي هي ظاهرة مرعبة بكل المقاييس تجاه الأفراد والمجتمع.
#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما
...
-
سيكولوجية المرأة العاملة
-
دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
-
مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
-
عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع
...
-
إشكاليات الزواج العصري
-
هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
-
لأجل أمومة حرة... وسعيدة
-
مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
-
الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
-
آذار احتفالية أنثوية
المزيد.....
-
استعلم من هنا عن تردد قناوات الاطفال بجودة HD ومتعي اطفالك م
...
-
-ريا وسكينة- في الجزائر.. توقيف امرأة بعد سلسلة جرائم قتل
-
الاحتلال يواصل استخدام سلاح التجويع ضد غزة
-
جباليا تحاصر بالإبادة والتجويع
-
خليل الحية: أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة
...
-
كيف تباين موقف ترامب وهاريس من الإجهاض والرعاية الصحية؟
-
النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
-
ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء
...
-
حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى
...
-
-ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور)
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|