أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة














المزيد.....

نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


للأسف تتصادف الذكرى الأولى للنكبة الفلسطينية الأولى مع ما يجري في فلسطين من حلقة أخرى من مسلسل النكبات لهذا الشعب الصبور الصامد , و لا يسع المرء في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني المقهور والمحاصر إلا أن يصاب بشعور الإقياء وهو يسمع ويشاهد على شاشة الفضائيات المقابلات الصحفية والإعلامية لممثلي التنظيمين المتصارعين في فلسطين فتح وحماس يتشدقون بعبارة „مصلحة الشعب الفلسطيني“ متكررة آلاف المرات عدد ظهورهم على هذه الشاشات , وإنهم ومنذ انطلاقتهم أو وجودهم أو ولادتهم يعملون ويبذلون كل الطاقات لتحقيق مصلحته ؟ والشعب لا يدري من وين ولا من وين يجيبها , من أجل تحرير أرضه وتوفير أمنه والحصول على لقمة عيشه , من قوات الاحتلال المسنودة من الاحتكار العالمي والكولونيال المحلي والإقليمي التي تستبيحه وعلى مدار مائة عام؟ , ولاّ من القوى الامبريالية التي تحاصره جوعا؟ , ولاّ من الأنظمة العربية التي تتآمر عليه مع هذا وذاك لتجويعه وتدميره وترحيله من أرضه؟ , ولاّ من الأنظمة العربية التي تتاجر بدمائه؟ , ولاّ من العصابات ؟ ولاّ من التنظيمين المذكورين الذين يصرفون ما يحصلون من تبرعات باسمه على عناصرهم ومواليهم ويتركون المواطن العادي الذي لا يتوافق معهم والي ما إلو لا بالعير ولا بالنفير يموت جوعا , وفوق الكومة يتصارعون ويتقاتلون فوق رأسه وبجوار فراشه الذي استباحه أصلا الاحتلال(على ماذا ؟ على سلطة فاحت رائحة النتانة منها) فتزيد الطين بلة لدى هذا الشعب المحاصر , ويزيدوا من نكبته ومصيبته في الذكرى ال59 منها , فأي مصلحة لهذا الشعب الفلسطيني بما يحصل وحصل حتى من قبل التوقيع على اتفاق أوسلو بكثير؟.
لا يتسع المقال لتحليل تاريخي أو سياسي أو اجتماعي أو برنامجي إن للبنية الفلسطينية المعنية أو لكلا التنظيمين المتصارعين وعلاقة هذا بما يحصل , ولكن على كل الأطراف وكل فئات الشعب أن تدرك وبكل بساطة أن فلسطين كأرض محتلة من قبل أبشع احتلال عرفته البشرية عبر تطورها لا يشبهه احتلال سوى ما حصل للهنود الحمر في أمريكا إبان غزوها من قبل المستعمرين الأوربيين والشعب الأفريقي في روديسيا وجنوب أفريقيا , وكشعب يقطنها مستهدف بإزالته من الوجود من قبل المشروع الصهيوني , فالصهاينة يريدونه مقتولا أو عميلا أو خادما , بالضبط كما حصل للهنود الحمر في أمريكا .

مع إدراك ما تضيف التركيبة القبلية والعشائرية لبعض التجمعات الفلسطينية وظروف التجويع المحيطة والنزعة الدينية الإسلامية المبسطة لدى العامة من الشعب من تعقيدات على معادلة الصراع فيما بين التنظيمين إلا أنه من المعيب على كليهما استخدام هذا لتوظيفه في الصراع الداخلي فيما بينهما بدل بذل الجهود لرفع سوية الوعي لدى هؤلاء البسطاء وتوظيفها وأيديولوجياتهما لمصلحة الصراع مع العدو الصهيوني ورعاته المتربصين به وبالمنطقة .

ربما يكون من الرومانسية بمكان الدعوة إلى تحريم الدم الفلسطيني فيما بين الفلسطينيين كما ورد في المادة الأخيرة لاتفاق مكة الذي وقعه الطرفان برعاية السعودية ولم يجف حبره بعد , ولكن من المسؤولية بمكان للتنظيمين السعي الدءوب للتخفيف من التناقض الداخلي لصالح التناقض الأساس الذي على مجموع الشعب بأكمله للتنضد على أساسه و من المفروض أن يحكم الساحة الفلسطينية بل العربية كلها وهو توظيف كل الطاقات وتوجيه كل الجهود لإنجاز الاستقلال والتصدي للمشروع الامبريالي الصهيوني , والتصدي لمشروع الاقتتال التي تحبذه هذه القوى لشعوب المنطقة , لأن هناك خشية وخشية كبيرة أن يكون هذا الاقتتال مقدمة لحرب أهلية في ظل الاحتلال كما هو الحال في الساحة العراقية والصومالية والتوتر القائم على الساحة اللبنانية , وليس من المنطق والموضوعية في التفكير لدى قادة التنظيمين الاستمرار في هذا الصراع العبثي لأنه لا يمكن لأي من الطرفين أن يذهب إلى آخر الخط بتنفيذ برنامجه أو خطه الخاص أو رؤيته للصراع , ولن تستطيع أي جهة خارجية مهما حسنت نواياها أن توقف الاقتتال أو تحل الخلاف تحت أي معطى من اتفاق إن لم تتوفر استجابة داخلية لمتطلبات هذا الهدف .
على قوى اليسار الفلسطيني والتنظيمات الأخرى وقوى المجتمع المدني أن لا تقف مكتوفة الأيدي وأن تضطلع بدور بناء على هذا الصعيد لوقف الاقتتال وأن لا تكتفي بالتفرج بل السعي الحثيث لدى التنظيمين لجلبهما إلى طاولة المفاوضات والقيام بما يلزم للتحاور حول كل شيء بل والبحث عن الأسباب الحقيقية للخلاف , لأن الحرب الأهلية لو اندلعت بظروف الاحتلال وتربص قواته لن توفر أحد ولن تبقي ولا تذر , كما أنه ليس من المعقول أن يحمل هذا الشعب المفقر والمحاصر والمعرض للتصفية الجماعية واجتثاثه من جذوره أوزارا إضافية لا يدري المرء ماذا يسميها .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة
- إلى صديقي الساكن في الضفة الأخرى من المنفى


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة