واقع الحركة الطلابية بالجامعات المغربية ومهام الفصائل التاريخي

محمد الزيري

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:46
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إذا ما أردنا تحليل واقع الحركة الطلابية المغربية في رهنيتها نجده واقعا كله تعقيد، يصعب فهمه لم يعد يبشر بالخير لا من بعيد ولا من قريب اقل ما يمكن ان يوصف به هو واقع التشردم و التراجع و غياب مكاسب قادرة على تشجيع الارتباط بهذه المنظمة الجماهيرية، ليس اعتباطيا أن ابدأ ملاحظتي من هذا المعطى بالذات، فإذا ما فكرنا جليا في الهدف الذي تأسست من اجله أوطم نجد هو الدفاع عن مصالح الطلبة منها المادية و الديمقراطية إلا أننا لا نجد شيء من هذا القبيل فبالإضافة إلى القمع و الهجوم الشرس الممارس من طرف المخزن على المنظمة نجد كذلك استمرار الارتباك في الفهم السياسي لدى البعض المفروض فيهم المساهمة في تأطير النضلات الطلابية وهذا الارتباك يفسح المجال بشكل موضعي لسيادة الارتجالية و تسيب في السلوك و النقاش. إن المعضلة التي أصبحت تتحكم في فكر مناضلي أوطم هي الهيمنة الفصائلية الشيء الذي يجعلنا نلاحظ غياب معارك نضالية طويلة النفس و غياب استراتيجية العمل النضالي داخل أوطم و هذا يسمح لنل بالقول إن هناك استمرارية لعقليات البيان السياسي للمؤتمر 15و 16 و هذه العقليات لا تريد فهم المرحلة بكل تطوراتها من عولمة و إرهاب و صولا إلى الظلامية ففي غياب مكاسب و استمرار الصراع وبشكل متخلف و مفتعل بين الفصائل لا يمكن و بأي حال من الأحوال أن تعتبره الجماهير الطلابية إلا صراع هامشي. ادن فان أي مواجهة مع الفكر ألظلامي في وقت يسيطر فيه التشنج على العلاقة الفصائلية تصعب مشاركة الجماهير الطلابية فيها نتيجة ما يمارس عليها من تعتيم و تضليل كما أن التيارات الظلامية تقمصت لغة اليسار و شعارات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و تقول بمصلحة الطالب فوق كل اعتبار هذا أهلها إضافة إلى الخطاب الديني أن تكون الناطق الرسمي باسم الطلبة في بعض الجامعات المغربية خصوصا و كونها داخل المجالس و التعاضديات في الكليات فأصبحت بذلك تتحدث من منطلق الغيرة على الطلبة و على مصالحهم.
من خلال هذا أصبح من الضروري مراجعة أوراق كل الفصائل التاريخية التقدمية و طرح مجموعة من الأسئلة أهمها:
ما المطلوب من هذه الفصائل التاريخية ؟ و ماهي المهام التي يجب القيام بها ؟
سؤالان من اصل سؤال واحد فمعرفة المطلوب من الفصائل هو معرفة المهام المطروحة عليها وسبب تعترها و بالوصول إلى هذه النتائج يمكن تجاوز كل السلبيات و الدخول في مرحلة جديدة هي مرحلة العمل الوحدوي المسؤول و الديمقراطي.
قد يضن البعض أن ما أقوله هو مجرد أحلام بعيدة المنال لكن أنا لازلت أؤمن بالمنظمة الشرعية التي تمثل الطلبة كل تمثيل هي "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" كل ما يجب فعله هو تحديد الأسباب المانعة من العمل الوحدوي المنظم وتحدي مكمن الخلل و عدم التشبث بالوهم الذي يعيشه بعض الفصائل، فاليوم أصبح من الضروري و من ألازم اتحاد كل الفصائل التاريخية و الشرعية، فقد أتبث التجربة و للمرة الألف أن اتجاه واحد أو اثنان لا يمكنهم قيادة جماهير غفيرة من الطلبة كما لا يمكن تحقيق حتى بعض المطالب في شقها الاجتماعي ، ففي غياب إرادة سياسية لدى البعض و تشتت البعض الأخر سنبقى نجر أذيال ألازمة التي أقررنا بوجودها لمدة قد تزيد عن المدة التي مضت فالمنفذ الوحيد لتجاوز هذه ألازمة هو التخلي عن الأوهام و الفكر ألزعاماتي و الخروج من الحسابات الضيقة و تعاطي مع هموم الطلبة بشكل موضوعي وتمثيلهم في مجالس الكليات و التعاضديات بشكل ديمقراطي.

#محمد_الزيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات