أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - من أوراق الحرب















المزيد.....

من أوراق الحرب


عبد الحكيم نديم

الحوار المتمدن-العدد: 581 - 2003 / 9 / 4 - 03:19
المحور: الادب والفن
    



اليه وبعد ان  عانقني وهو يخفي عبراته كي لا أرى دموعه يا ترى ،هل سأراه ثانية في حلم  المنفى بعد كوارث الحرب !! ...

 
الورقة الأولى


سأله المحقق بكل دهاء أوروبّي،
 عن عقلية عصر المنفى
فاجابه هيكل الموت انا ابن الأرض
 والعليل بمرض الحنان
 ومنذ نصف قرن لم انس
 ترنيمة الأم لنخيل السماوه
والشهيد رقم المليون بلا مأوى،
 فأنا اليوم أجرع مرغماً
 نخب الصعاب
ولم أُصَبْ بدوار الموت
وأنا الوحيد خرجت سالماً
من سُعار تجّار الحروب...

 

 

 

 


الورقة الثانية
  

داعب النعاس أجفان الرغبة للرحيل
فبعد كحل العين برذاذ الأرق
 أمسى عناقك ضرباً من الخيال
وصوتك الدافئ عزفاً منفرداًً بسكون الليل...

 


الورقة الثالثة


 نداء ٌ من المنفى،
 لا تسمعوا يا جيل المنفى لأنباء تجار الحروب،!
 ولا تقتنوا مذكراتهم الملطخة بدماء العذارى
قاطعوا أرباب الحوانيت الرخيصة
 وهواة القتل بالقذيفة،
 ربما في الطريق الكثير من الأحذية العسكرية الحديثة،
ستطأ رقاب الناس خلف الأستار الرمادية،
اكتبوا يا أولاد  في دفاتركم المدرسية
 يا أكبادنا الراجلة! تاريخ النهضة
 ( فحب الوطن من الإيمان)،
وماذا في الليل البهيم ،
 وماذا عن سكارى الخطوط الخلفية،
يتقيئون في الساحات العامة بشموخ دماء الأبرياء
 ويتجرعون أنخاب الحرية...
بعد رحلة عقود من الحروب،
ومن ذكور المحلة لم يعد ( حي ّيرزق ) ، سوى ابن الطبّال
وحقيبة ممزقة من بقايا وصايا مضيف الشيخ حمدان!
وآخر نصيحة من فلاسفة الرعب
وعِلْمُ تهريب البشر عبر البحار،
لا تفصحوا خفايا القلب لمسمع اللسان،
وللحيطان عدسة خفية وآذان
 عندما تمخرون بقارب شرقي ماليزي
 صوب الشعاب المرجانية وخلف
 عباب بحر المنال،
 فدليل موتكم المجاني بوصلة ٌٌ مصنوعة
 بخبرة ما قبل ألف عام!!؟

 


الورقة الرابعة


كمن تنادي من لا حياة له بعد الزلزال
نادتنا بالأمس كائنات غير مرئية
 من حروبنا الطويلة بلا خجل،
 أللأرض نزف ٌ عبر مشاريع الانتحار؟
والآن عرفنا يا سادة، يا كرام!
تنازع قوانين الأمم على المياه،
 ولمسرحية التهريج منذ أعوام
ستخترق بعد غد طلقة الرحمة
 من أقاصي الهور،
 لمنافذ الانتظار...


الورقة الخامسة

هو وهج ٌ يطلّ بآخر الليل،
نبأ جميل ٌ يحمل ُ قدوم المطر،
ليباب الرحيل!
صوت منسي ٌ من مقاهي بغداد الأدبيّة،
الرجاء لا تغوروا في عمق الجراح
فأجسامنا المتخشبة تكفيها حُرْقة الحرمان
 وأفكارنا المجمدّة المعروضة للمزاد،
بحثاً عن لقمة شريفة في شارع المتنبي
وعن تبغ رخيص ودفاترالسيكار من علامة بافرة
فآثارها تحمل ندوب نَجَعِ الدّم،
 وأيام السحل والقتل  بالمجان،
شريط ٌ مشروخ ٌ للفئران بعد كل هزيمة،
 هو فن نزع فروة الرأس،
وحشوها بمادة التبن،
 ووشمها بعلامة الجبان،
احتراماً لهذا الرأي الآخر
 عبر قرون من مراسيم التهويل!
فحلمنا كبير، وهمنا طويل ٌ
في أرض حبلى بغرائب النوائب ،
بكنف سمفونية حزينة ( نحن مشينا للحرب ) ،
وكأسمال أمهاتنا المصبوغة دوما ً بالسواد ،
وثغاء سرايا الرمي من الخلف يا (حُوم اتبعْ لوجرينا!.....
والصراخ بوجه الخصم
 نراه هو الحوار،

و نمشي مع القويّ وتحت رايات السود والبيض ،
 وُنحسن  ترتيل آيات النصر ،
 ورفع الأكف في الدعاء ،
رغم تركنا لفريضة الصبح جماعة
وبلا عذر في المساجد !
بعد كل رقصة هستيرية على حافات السيف،
 ومشاهد سلخ جلد الوجه حياً،
ضمانا لكراسي
 الملعونين من الله!
والترّبع بكل لطف مهين
على فوهات القناني المهشمة،
 والصلد منّا  يصرخ من الألم،
أمام اللجان الثورية المزعومة في قصر النهاية،
 مقلداً نباح الكلاب وصوت الهوام، مضرّجاً بالدّم
عاش العدل والإنصاف، موتوا يا رجعية! 
 ويحيا منظّر قانون الرفق بالحيوان.

 


الورقة السادسة

بالأمس مر من هنا موكب المهيب العزيز هولاكو
 وعلى صهوة حصانه الأشهب ،
صوب مدن الدمار،
 محاضراً دائماً في فلسفة العقيدة الفردية،
 مطأطأ خجلا ًً قامة التواضع من فرط خدمة الشعوب

 وعلى بُعد آلاف الأميال، لا يهمنا الشبق الجنسيّ ،
 ولا روائح الأضداد بأفران الشواءِ
 ولا دخان آبار الدولار،

 

وتحت أقدام قلاعنا الأسطورية،
 تحف ٌ نادرة من جماجم الأخوة الأعداء،
تحكي لنا وشاية عُبّاد القصور بالبعض،
ساعة الفرار نحو جحور الأزواج،
طلبا ً للراحة والأمان!


الورقة السابعة

في عمق صمتنا الحزين
 بكائية دائمة لغياب موسم الحياة،
هم حرثوا لنا في ليلة قمراء ولجيل المنفى،
 بقايا مجد ممزوج بأشلاء من ذهبوا قسراً
 وتحت شعارات زائفة
القتلى من الغزاة من يفكر بمأساة زوجاتهم،!

 

 

الورقة الثامنة

على جانب الأعراف ، ثمة مقابر ٌجماعية لذاتنا الجريحة!
 وأخرى للطامعين الغزاة من بني العقيدة السمحاء،
 إبّان غزو البوابة الشرقية،
 في مهران و البصرة وزين القوس
وفي سرنا نستأسد
 يا ليتنا لو كنا عقلاءً كأبناء الموسرين في العالم،
 لكنا الآن خارج سور الوطن،
 وما كنا وقوداً من رماد رخيص،
 في حومة الجندل  رحم الله شهداء داحس والغبراء،
وفي جيدنا  بدل الحِبال، سلاسل ذهبية رقيقة،
 وفي آذاننا أقراطٌ من الفِضِّة،
 عليها خارطة عراقنا الحزين
 ولحرب قادمة بجحافل غربية،
 وفي رصيدنا ساعات من الضياع في الفنادق الراقية،
وفي لساننا مذاق لآخر قطرة من نبيذ معتّق
 بقضايا الشعوب الشرقية،
حيثما كنا فنحن آخر زبائن الليل،
 ونحن المتفوقون والأقدمون!
ولات ساعة مندم، ونحن أول البكّائين،
  لتحرير القدس الشريفة
ولا ضير من صداح الساهر
 لنجدة القدس خلف الأضواء الكثيفة
 ولا لنحيب ( فيروز ) منذ ثُلثِ قرن
لزرع اليأس  في العودة للوطن
 القدس لنا، القدس لنا ...


الورقة التاسعة


يا هيئة الأمم ويا دنيا العولمة،
ويا أهل الملل والنِحل،
 نحن صوت بعيد نبث من هنا آهاتنا من مذياع المنفى!
 جيل ٌ مسمول العين لرؤية المستقبل!
جيل من بقايا الحروب والفتن،
 همه البحث عن الإقامة والفراش الوثير،
 والعين الزرقاء، وعن القد الأهيف،
 جيلٌ أصابه عدوى ضياع ( يا زمان الوصل بالأندلس )
طموحه كطموح ملوك الطوائف،
 وعشقه كعشق ولاّدة بنت المستكفي،
وفي العشق يكتب عبر شبكات الفضاء،
 نونية مطولة، ولا تتبتل لها أمواقٌ لحظةً ولا ( المصارينا ! نحن جيل ٌ  بالكاد نتذكر مآثر العظام،
 ومسائل النخوة،
 وطعم القهوة  المهيّلة،
 ونهوة أبناء العم  في زواج العشيرة ، ومآدب دار الضيافة،
ونجهل كيف نمسك الدلّة باليسرى،
 ومعرفة رنّة الفنجان،
نحن جيل ٌ نسينا في الغربة خِفَّةَ حَجل الجبال،
 ومشاكل الحقوق في كردستان،
 وثورة العشرين، وصناعة الفالة  والمكوار،
 وموسم هجرة طيور الماء في الأهوار،
 والشطرة وميسان
 وأوان نضوج البرحي في السيبة والعشار،
نحن ُ جيل ٌ في المنفى والشتات
 نجهل الآن أسم مخرج فلم الرسالة،
 وماذا تعني لنا تمثيلية تحت موسى الحلاق،
 وشاعر سقط الزند، والأيام! وفلم الأحدب نوتر دام
ومن كان قائد قوات ثعالب وخنازير الصحراء،
 وبطل فلم حرب تحرير العراق
 ولماذا أرهقونا في الجامعات بمادة الثقافة القومية،
عفواًً ( مبادئ انتهاك حقوق الإنسان )!؟
وخوضنا لسلسلة من الحروب بالمجان،


 وما السِّر من امتلاكنا للقنبلة الذرية السلمية،
وآبارنا المختومة بالشمع الأحمر،
وفي النهار يُهّرب النفط
امام العالم للغرب الماكر
ونسأل في سرنا أهل المناهج
ما المقصود من درسنا الطويل
 لتمجيد طرابيش ولاة آل عثمان،
 في الآستانة والقوقاز!
 وفي العراق والشام و في أذربيجان،


الورقة العاشرة

نحن جيل في المنفى،
 نجهل الفراهيدي والجواهري
 وصوت علي مردان،و( مم وزين احمد الخاني)
 وكتب المنفلوطي، والحسين طه، وجبران!
وبحور الشعر، وكتابة النثر
 وألفية ابن المالك في النحو،
 ورحلات ابن بطوطة وابن ماجة ،
 ومأساة حلبجة ، وضحايا الأنفال
 ولغز رأس رجاء الصالح، ودورة ماجلان،
والتوجس من كلمة كردستان
 وصاحب النخلة والجيران
لم نفهم من وسامة القرداحيّ 
 غير من يربح المليون
 لقاء العودة السريعة إلى وطن الحُلُم،
 ولبغداد الرشيد والسّفاح، وتونس الخضراء
 وتخوم بلاد الشام
 في صورة أرشيفية من ألبوْم مقبرة الغُرباء،
نرى شاهد قبر منسي! بين ظلال الأشجار،
 بالعربيّ الفصيح الممزوج بالإفرنجيّة المعاصرة،
هذا قبر المغفور له في بلاد الغرب،
 الشيخ (..... ) ابن المستر زعلان،
 حفيد منّوط المقام العراقي الخوّاجة ضرغام،
 ابن الملا وحيدة، زوجة المستعْرِب اسطيفان
 تاريخ الوفاة هو 2100 بالكمال والتمام،
والمصدر من تقويم حرب تحرير العراق بعد مائة عام! ...

 



#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً للشهيد محمد باقر الحكيم. واللعنة على الإرهاب...
- الشاعر كنعان مدحت في » أربعينية الثورة وإحياء عصر الإمارات
- للحُلم امتداد آخر ...
- الحوار المتمدن ... واحة للإبداع والفكر...
- محطات
- ليالي كركوك
- من أوراق الحرب
- قصائد تنبذ العنف
- في ذكرى رحيل المفكر مسعود محمد... ذلك الجبل الكردي الشامخ
- أمسيات مملكة العدم
- رنين الذاكرة
- العودة
- موجز الأنباء
- رفات تناجي ملائكة السلام


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحكيم نديم - من أوراق الحرب