أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - مبروك لإسرائيل















المزيد.....

مبروك لإسرائيل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتقد أنه، من الآن وصاعداً، صار لزاماً على إسرائيل أن تغيّـر من عناوين إستراتيجيتها المعلنة، وتتبع سياسة عسكرية، وأمنية جديدة، في صراعها الطويل مع أمتنا المجيدة والتليدة. فيبدو أن ثمة تغيراً جوهرياً كبيراً قد طرأ على الدور الإسرائيلي في المنطقة يناقض فيه كل ما احتوته بروتوكولات حكماء صهيون من رؤى وتصورات وأحلام. ولمناسبة طقوس استجداء السلام المذلة، وإطلاق حفنات المبادرات السلمية باتجاه إسرائيل (وهي أي إسرائيل "إذن من طين وإذن من عجين". وتبدو اليوم، ويا حرام، كحمامة سلام وسط بحر شرق أوسطي متوتر ومتفجر، ويعج بالوحوش، والقتلة، والذئاب). وبسبب "الاحتفالات" بذكرى النكبة واغتصاب فلسطين، والتي صارت الشيء الوحيد الذي يربط العرب بقضيتهم المركزية، وبمناسبة الانتهاكات المتتالية لوقف إطلاق النار، واندلاع حروب التحرير البطولية التي يخوضها أبطال فتح، وجهاديو حماس البررة في هذه الأيام الحاسمة من نفس التاريخ العريق "إياه" الذي يتغني به الدجالون والدعاة، فلم يعد هناك أية ضرورة لبقاء جيش الدفاع الإسرائيلي على أهبة الاستعداد، وهو الذي لم تترك طائراته، وجنوده بقعة عذراء في قلب الوطن العربي الكبير إلا و"فتحوها"، وغزوها، واغتصبوها مراراً وتكراراً، وعاث فيها جنودها خراباً وويلات، وعلى عين مجلس الأمن الدولي، والأمين العام، والديمقراطيات الغربية. إسرائيل هي الوحيدة التي استهدت وعملت بقاعدة "السلف الصالح"، التي تقول: "اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا".

ومن هنا، أعتقد أن منصب وزير الدفاع، ورئيس الأركان الإسرائيلي، لم يعودا، البتة، بتلك الأهمية التي كانا عليها في سالف العصر والأوان، وصار منصب وزير الصحة وموظفو العلاقات العامة والإسعافات الأولية، والتعاون الدولي، مثلاً، أهم من كل تلك الألقاب، والمناصب والتسميات. ويجب أن يسرّح من الخدمة، ويتحول، ومن اليوم، جنرالات الاحتلال "المساكين"، إلى وسطاء، ومبعوثي سلام لفض الاشتباكات بين الأخوة الألداء، ومحاولة إقناعهم بالتفاوض فيما بينهم، ولمّ شملهم، وتقريب وجهات نظرهم، والتفرغ كلياً لدراسة سيل المبادرات العربية و"الجنوح" العربي الجماعي نحو السلم الذي يباركه فقهاء الاستبداد بلا استثناء. ووفقاً لهذا المنظور الجديد من الإستراتيجية "الصهيونية" الجديدة، فيترتب على جنود الاحتلال الإسرائيلي التحول جماعياً إلى عمال إنقاذ Relief Workers لإزالة الآثار الناجمة عن الاشتباكات الدموية، والأعمال العدوانية الحاصلة بين أبناء البلد الواحد والأشقاء الألداء. وأعتقد أنه من الحصافة بمكان أن يقوم الإستراتيجيون الإسرائيليون، وفي ضوء ما يحصل على الأرض، من عار وخزي وخذلان، أن يفتحوا حدودهم ويبادروا بهدم جدار الفصل العنصري فوراً، ليس لأنه يتعارض مع الشرعية الدولية، بل لأسباب إنسانية بحتة وذلك لاستقبال جحافل اللاجئين الأعراب "الجدد" الفارين من جحيم الاقتتال بين الأحبة والأصدقاء ورفقاء السلاح في كافة البؤر العربية المشتعلة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر. وأن يعدّلوا في كافة الخطط العسكرية، والحربية، والدفاعية التي يعتمدونها، إلى خطط إنقاذ مدنية، ودورات تأهيلية، وبعثات تبشيرية، وفزعات مضرية، و"كورسات" دبلوماسية للتعامل مع الظروف الناشئة على الأرض. وأن المبدأ العملياتي، والبراغماتي يقتضي أن تقلص إسرائيل من أعداد الاحتياط، وتحويلهم نحو مهمات الطوارئ، والمساعدات الأولية، والتمريض، وذلك لنجدة "أبناء عمومتهم" الفلسطينيين، وهذا التعبير ليس من عندنا، بل لأبي عمار نفسه القائد التاريخي لحركة "المقاومة الفلسطينية" التي تشظت لعشرات الحركات المتناحرة فيما بينها.

وفي هذه الأيام المباركة، والانعطافة الدموية من نفس التاريخ العظيم الذي يسطره الأعراب، يتوجب على إسرائيل أن تحيل سلاح الجو الإسرائيلي إلى التقاعد، لأنه ببساطة لم يعد له أية حاجة تستلزم بقاءه على تلك الدرجة العالية من الاستعداد، والجهوزية، وبعد أن رفع الأعراب الطيبون جميعاً الرايات البيضاء في قممهم الشامخة الغراء. وأن يتحول سلاح الجو فقط لمهمة إطلاق الأدخنة الملونة، والقيام بالاستعراضات البهلوانية، ورمي القصاصات الورقية التي تدعو لـ"طولة البال"، والتهدئة، وتبويس الشوارب، فوق المدن والحواضر العربية التي تنهشها أشباح الحروب والصراعات والتناحر الأخوي والشقيق. وأن يتحول طياروها إلى قيادة الطائرات "السمتية" الهيليكوبتر، وذلك لإجلاء من تقطعت بهم السبل من الأعراب في بؤر القتال الساخنة في دارفور، والجزائر، والصحراء الغربية، ولبنان، والصومال، والعراق، وجبال صعدة، وغزة ستان حيث تزدهر آخر إمارات الجهاد المنسوخة عن أحبابنا الطالبان.

لا تخشوا اليوم من الموت أبداً، فهو حق وآت ولا ريب فيه، وأقرب إليكم من حبل الوريد وعرفاء المخابرات العربية جمعاء، فمن أخطأته قنابل إسرائيل الذكية، وصواريخها الموجهة، وعيون طياري سلاح الجو، وفاتته "وشايات" المناضلين الأشقاء، من أطفال ونساء الحوامل، وشيوخ عجائز فقراء، والذين تخطتهم آلة الموت الوحشية، وهم في الطريق إلى مدارسهم وقراهم وبيوتهم، فإن أبطال شهداء كتائب الأقصى، وصناديد السلفية الإخونجية الحماسية سيتكفلون به، اليوم، فوراً، ولا داعي لأي نوع من القلق، والانتظار على الإطلاق. ومن كتب الله "كم يوم عمر زيادة" بعد التوغلات الإسرائيلية المتكررة، فأبشركم بأن أولئك المغاوير الأبطال أنفسهم على أهبة الاستعداد لإنجاز المهام المقدسة و"قصف" أعمارهم في الحال، ودونما إبطاء.

وكم أحسد الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد عياش، وآخرين غيرهم من قوافل الشرف والفخار، على ذاك الرحيل البطولي الآسر، الذي ما كان ليتم ويتحقق، البتة، في هذه الأيام الفلسطينية السوداء، ولقضوا حتما بالفالج، وارتفاع التوتر الشرياني، والسكتات الدماغية، ولفاتهم، عندها، الثواب والتبرك بفضيلة الاستشهاد، وهم يتابعون سيرك الموت وتفجر الأحقاد.

كم تحضرني الآن صورة الطفل البريء محمد الدرة ووابل الرصاص ينهال على جسده الغض الطري، وهو يهرب ويحتمي من الموت بجسد أبيه الذي كان يلوّح هو أيضاً، بيديه المنهكتين لجنود الاحتلال للرأفة بهم والكف عن إطلاق النار، وصور آلاف الأطفال الآخرين الذين كسّرت كتائب رابين وباراك المتخصصة عظامهم، والذين كانوا يتصدون بأجسادهم العارية لآلة الموت الوحشية، وأعتقد جازماً أن أرواحهم تئن وتتعذب وتتأوه في علياء السماء، الآن، لأنه لو استمر الحال على ما هو عليه من نقائص، ودونيات، وتحلل وإسفاف، فسيكون رحيلهم غير ذي معني، وبالمجان، وتماماً بـ"بلاش".

ومبروك لإسرائيل على أية حال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حياء في السياسة
- خرافة الدولة الدينية
- لا لتركيا الإسلامية
- شكراً فينو غراد
- من يشتري الهوية العربية؟
- حوار مع آفاق
- لماذا لا يكرهوننا؟
- هل العولمة شريرة؟
- هل كانت الأديان ضرورية؟
- الاتجاه المعاكس
- وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!
- توضيح حول مؤتمر زيوريخ
- أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها ...
- حوار مع أصولي
- حذارِ من الضحك والابتسام !!!
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
- مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
- كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - مبروك لإسرائيل