مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخيرا صدر الحكم المنتظر من القضاء المصري العادل جدا جدا بتبرئة المتهمين الأربعة في أحداث قرية العديسات بالأقصر والتي أدت في وقتها إلى إحراق بيوت المسيحيين فى هذه القرية وإحراق كنيستهم وأدت كذلك الى إصابة الكثيرين من المسيحيين هناك و كذلك إلى استشهاد عم كمال مجلع بضربة فأس فى رأسه وكذلك استشهاد طفل صغير أخر كل هذه الجرائم التي تكفى جريمة واحدة منهم لإعدام او سجن المتهمين فيها إلى مشاء الله في اى مكان فى العالم بينما عندنا فى مصر والحمد لله مع قضائنا المصري العادل جدا ومع جهاز امن دولتنا النشط جدا صدرت الأحكام بالبراءة وكأن عم كمال قد ضرب نفسه بالفأس وكأن المسيحيين الآخرين هم من احرقوا بيوتهم وكنيستهم بأنفسهم .
وقد صدرت الأحكام بالبراءة على المتهمين لان الأمن وخصوصا امن الدولة (لأنه هو الذي يتولى هذه القضايا )قد نجح في مساعيه الضاغطة على المسيحيين لقبول الصلح الذى لابد ان يقبلوه والا فتحوا على أنفسهم نار جهنم ففى مصرنا الحبيبة اما ان تقبل ما يمليه عليك امن الدولة خصوصا فى مثل هذه الجرائم او ان تتحمل ما سيجرى لك والله اعلم والأقباط كذلك يعلمون معنى معاداة امن الدولة فى مصر.
ولكن لي كلمة أقولها للقضاء الذي يقول الكثيرين انه الحصن الأخير للمظلومين في مصر :
بالله عليكم يا قضاة مصر يا من حكمتم بهذا الحكم إذا كان المجني عليهم قد تنازلوا عن كل حقوقهم سواء بإرادتهم أو نتيجة الضغوط التي مورست عليهم أفلا يوجد هناك مبدأ قانوني هام إلا وهو إن هناك حق للمجتمع يجب اقتصاصه من هؤلاء القتلة لغم تنازل المجني عليه عن حقه ؟
أم إن هذا المبدأ لا ينطبق على الجرائم التي تتم ضد الأقباط لان هذه لا تعتبر جريمة في نظر المجتمع؟
بالانتقال إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في بمها بالعياط نجد ان الأخبار تحمل إلينا اليوم نبأ هام وهو إن هناك مجهولون قد أشعلوا النيران في زاوية من الزوايا التي يصلى فيها بعض المسلمون وهذا الخبر وهذه الفعلة لا تبعد أبدا عن تصرفات رجال الأمن فسواء هم فعلوها بأيديهم أو حرضوا احد مرشديهم لفعل هذا لخلق مجموعة من التوزانات وتضخيم هذه الفعلة عند عرض المتهمين بإحراق ونهب بيوت الأقباط على النيابة وعلى القضاء تمهيدا لخروج أحكام القضاء بتبرئة المتهمين كما حدث فى العديسات وكما حدث فى الكشح وكما حدث فى غيرهما .
تصرفات ممجوجة حفظناها وألاعيب مكشوفة سئمناها وأصبحت تثير الاشمئزاز من هكذا امن لاهم له إلا المداراة والتغطية على الجرائم التي يتعرض لها الأقباط وهو بهذا يشجع على استمرار هذا السيناريو البغيض .
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟