|
عدوان -فلسطيني- على غزة !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 05:56
المحور:
القضية الفلسطينية
هل اخطأت في عنواني هذا ؟ لا ادري لكنني متيقن ان الذي يجري في شوارع غزة هو عدوان عليها وبكل ماتعنيه الكلمة من عدوان ، عدوان على اطفالها على حريتها على كرامتها على مقاومتها على كل تاريخها ، وهو عدوان على مستقبلها ايضا عدوان على محبيها ، كيف يكون شكل العدوان اذن اذ لم يكن الذي يجري عليها عدوانا ؟ اليس ايذاء ذوي القربى اشد ايلاما من الحسام المهندي ؟ اذا كان العدوان الاسرائيلي يوحد القوم ويجعلهم جميعا في خندق واحد لانه لا يستثني احدا منهم الا من باع نفسه فمرحى بالعدوان الاسرائيلي ؟ الى هذا الحد اوصلنا الوضع الذي يتقاتل فيه الاخوة على السلطة فاي مأساة يعيشها قطاع مكتض بالناس المهجولين والجائعين والمحبوسين والمحاصرين ؟ لقد انزلوا عليهم غضب الدنيا كلها ، فهل يعقل ان نزيد الطين بلة بالدماء المسكوبة ومن اجل سلطة وهمية ، نعم اوصلونا الى حالة نتمني فيها العدوان الاسرائيلي على مدننا وبيوتنا ومدارسنا عسى ان يكف اخوة السلاح عن التقاتل فالخسائر في الحالة الاولى ومهما عظمت هي ضريبة للمقاومة ، اما الخسائر في الحالة الثانية فهي ضريبة للسلطة التي لا يحركها غير مشاعر الاستحواذ والتفرد والاستأصال والانانية وضيق الافق ونزعات الطمع والاحتواء والفساد ، وشتان بين الحالتين ! ما اعظم الثورة ، ما اعظم الفكرة ، ما اقزم السلطة ما افسد السلطة ! وأي سلطة ؟ سلطة ملقطة ، سلطة هي اسم ليس على مسمى ، سلطة مشلولة ، ارادوها مقبرة للثورة وها هم يحصدون ما خططوا له ويخططون ! لقد تأمل جميع الشرفاء ان تكون الممارسة الانتخابية والتعددية الفلسطينية التي اسموها الديمقراطية الفلسطينية ان تكون نعمة على ما تبقى من ارض وناس ، لكنها الان وبفضل ما خططوا له اصبحت نقمة واي نقمة ؟ نعم امريكا واسرائيل والنظام العربي الرسمي هم من يراهن على تصفية المقاومة الفلسطينية وتصفية الموضوع الفلسطيني برمته بحلول اكثرها ايجابية هو اقل مما اقرته الشرعية الدولية كحل متوازن لا يلزم اسرائيل بشيء بينما يلزم الشعب الفلسطيني بانتظار الرحمة الاسرائيلية وليس شيئا اخر !
فتح فتح الله عليها لا تريد ان تكون الا الرقم الاول رغم فشل مساعي الحل المنفرد ، وحماس تتحمس للسلطة كجزء من الثورة رغم تناقضات السلطة والثورة وبين هذا وذاك لا يدفع الثمن غيرالاهالي .
ماذا بعد الهدنة الجديدة ؟ :
اتفاق الطائف كان محطة توجت نصف الحل بانتظار النصف الاخر الذي لا يصنعه غير وضوح الرؤيا لكل الاطراف وتحمل المسؤولية بمشاركة كل الفعاليات الفلسطينية لصياغة برنامج سياسي موحد يحل الاشكاليات الخلافية التي تمس جوهر حركة العمل الفلسطيني كحركة تحرر وطني بتعددية سياسية تعتمد الاليات الديمقراطية قولا وفعلا وخطاب موحد يكسر الحصار ويحرض العالم على القبول به بل والسعي لتحقيقه ، خاصة وان الورطة الامريكية تزداد عمقا والخيارات الامريكية محدودة وهي لم تعد تتحمل المزيد ، ان مبادرة وطنية فلسطينية موحدة ومسؤولة ومقاومة كفيلة بجعل النظام العربي يحاول اللحاق بها تفاديا للهزات الغير متوقعة ، لكنه واللاسف فان النظام العربي هو الذي يحاول تطبيع حالته وسحبها على الحالة الفلسطينية ودرءا للاحراج يبحث في الفضلات الاسرائيلية الامريكية عن حلول لا تسد الرمق ليوهم نفسه انه مازال فاعلا ! لقد تصرف بعض الفلسطينيين وكانهم نسخة من النظام العربي بربط مصيرهم بمصيره وكأن ما ينطبق على كامب دافيد يمكن ان ينطبق عليهم فغاصوا برمال الحلول الاسرائيلية المطاطة وعندها ضعفت منظمة التحرير وبرنامجها ولم تكسب من المكاسب الا سجون كبيرة وتقطيع للاوصال وضعف للحمة الوطنية التي كانت قوة منظمة التحرير وروحها ! ان تجاوز جدار الفصل الذي ينهش بالانسان الفلسطيني قبل ارضه يتطلب تجاوزا لاسوار وادي عربة وكامب دفيد والخروج على طوقها باعتماد منهج الوحدة المتعددة الوجوه وذلك برص الصف الفلسطيني برنامجيا وسياسيا وامنيا بوجود سلطات محلية او بعدم وجودها ! يتطلب طرحا عمليا ينتزع من اسرائيل المبادرة بكل اشكالها ، ان عودة الروح لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى اسس نقدية وحدوية هو احد اهم الخطوات بهذا الاتجاه ، تقوية منظمة التحرير وجعلها لسان موحدا لكل الشعب الفلسطيني ببرنامج ياخذ عبر ودروس ماحصل سيؤسس للنهوض الفلسطيني الجديد . الشرطة المحلية لحفظ الامن مطلوبة وهي ستبقى شرطة مهما كان اسمها مختلفا رئاسية كانت ام تنفيذية او غيرها ، اما ميليشيات مراكز القوى والعصابات والمافيات فانها تنتعش فقط عندما تنشغل عنهم الشرطة بمن يتشرط على شرطة الاخر! ان فوضى السلاح وفوضى اجهزة السلطة وفوضى المقاومة ، كلها انعكاس لفوضى الرؤيا السياسية والبرنامجية فوضى الخطوط والخيوط ! لتستعيد حركة التحرر الوطني الفلسطينية دورها الطليعي في حركة التحرر الوطني العربية ولتكن نبراسا لها كما كانت بوضوح الرؤيا وخصب المساعي التي لا تعرف اليأس ان الاوضاع الاقليمية والدولية مشجعة لانطلاقة جديدة تاخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات .
الاقتتال الداخلي هدف استراتيجي لاعداء المقاومة وعلى كل الجبهات :
الكل كان يتوقع عدوانا اسرائيليا عنيفا على غزة ، لكنه تأجل او تعطل او تمهل اووجد من يقوم به بالوكالة ! اسرائيل ستكمل المهمة وبطرق سرية وعلنية ، عيون اسرائيل لن تبرح شوارع غزة ! عندما تكون المقاومة اللبنانية عصية على الاحتواء والتصفية المباشرة فان الحل السحري هو بالاقتتال اللبناني الداخلي ، والامر ذاته في العراق انهم فجروا الصراعات الطائفية والعرقية كعامل هام لاجهاض مقاومة الشعب العراقي لكن وعي فصائل المقاومة العراقية لما يريده المحتل الامريكي واعوانه جعلهم بعيدين عن تحقيق غاياتهم ، وهكذا يسعى الامريكان للاقتتال الداخلي في الصومال والسودان ! فلسطين وشعبها المرابط ونخبها الوطنية والقومية واليسارية والاسلامية المبدعة قادرة على اختراع ما هو بلسم للوضع القائم وما هو حل وطني شامل للوضع القادم يفوت على المتربصين به من اقارب وعقارب واعداء محتلين لا يهمهم سوى ان تمحو غزة نفسها او يمحوها هم من على وجه خارطة دولتهم المسخ ، فهل وجد الاسرائيليون اذان صاغية لهم في قطاع المقاومة الذي يشكل وجوده اشد طعنة في خاصرة الدولة التي تتلقى الان هدية عيد قيامها ال 59 بمزيد من الاراقة للدم الفلسطيني فهل فعلا يدرك المتقاتلون حقيقة ما يفعلون ؟
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
-
لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
-
ليس على شرم الشيخ حرج
-
حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
-
9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
-
تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
-
ليلة احتلال بغداد
-
الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
-
قمة المطالب الامريكية !
-
حصاد الاحتلال المر
-
مراجع أم آلهة محنطة !
-
بوش يسعى لحلف بغداد جديد
-
تحجبوا وتنقبوا حتى لا يرى بعضكم بعضا !
-
المرأة العراقية الاكثر تضررا من الاحتلال وتداعياته !
-
كلمات في حجاب الفصل !
-
دولة الله ودولة الناس
-
استراتيجية بوش نفط ودماء واشياء اخرى !
-
الفضح سلاح المقهورين !
-
فساد نظرية الحسبة السلالية
-
سفارات العراق خير من يمثل حكومة التزوير والتدمير!
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|