أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - الهوس الديني والفتن الطائفية














المزيد.....

الهوس الديني والفتن الطائفية


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علي مدار القرن العشرين ، نجحت الأصوليات الدينية في منطقة الشرق الأوسط في تحويل "أنصاف الاعتقادات" عند العامة إلى "اعتقادات تامة " ، وعرضت جميع المفاهيم الدينية لخطر التيبس والتحول إلى مجرد مظاهر خارجية . وأصبح الميل إلى تطبيق التصورات الدينية ، في جميع الأوقات وعلي كل الأشياء ، مظهراً عميقاً لحياة التدين والقداسة .
على أن هذا الميل نفسه ، بصفته ظاهرة ثقافية ، أنطوي على أخطار لا حصر لها ، نظراً لان الدين ينفذ في داخل كل ما في الحياة من علاقات ، ما يعني مزجا متواصلا لمضماري المقدس والمدنس ، بحيث أن الأشياء المقدسة أصبحت أكثر انتشاراً من أن تدرك وتحس بعمق .
ويدل التنامي الذي لا حد له للمحرمات والتابوهات وانتشار الفتاوى والتفسيرات الدينية على زيادة في "الكم" علي حساب "الكيف" نفسه ، وهو ما جعل الدين مثقلاً أكثر مما ينبغي ، بينما تراجعت القيم الأخلاقية – بشهادة الجميع - إلي أدني مستوي لها .
وسط هذا المناخ المشبع بالحساسية الدينية أو قل الهوس الديني ، ينعدم التمييز بين التقوى الحقة والمظاهر الدينية التزيدية .
والغريب في الأمر أن أغلب الأنظمة السياسية في المنطقة ، سواء بوعي أو دون وعي ، سرا أو علانية ، قد تسامحت إزاء تزيدات دينية كثيرة ، وهو ما حرك في نفوس البسطاء النزوع إلي الخرافات . وكان الانفعال المفرط لا يعد عندها مصدر خطر طالما بدد نفسه في الآخر المختلف دينيا وطائفيا ، أو في الخيالات المقترنة بالغلو او النشوات.

على أن هذه التزيدات الدينية نفسها سرعان ما أصبحت خطيرة ، بمجرد أن أراد أصحابها تطبيق مبادئهم على الحياة السياسية والاجتماعية ، وهنا فقط اضطرت الأنظمة إلي المواجهة تارة والمناورة تارة أخري والمساومة تارة ثالثة .
وفي كل الأحوال أصبحت الحياة في هذه البقعة الساخنة من العالم ، مشبعة بالدين إلى درجة جعلت معظم الناس في خطر دائم ، بسبب انعدام القدرة على التمييز بين الأشياء الروحية والأشياء الزمنية ، فإن أمكن رفع جميع تفاصيل الحياة اليومية "العادية" إلى مستوى "مقدس" ، فإن كل ما هو "مقدس" وبالقدر نفسه يغوص منحدراً الى مستوى الأشياء العادية، بحكم اختلاطه بالحياة اليومية . وكأن الخط الفاصل بين الأشياء الروحية والزمنية يكاد أن ينعدم ، فتختلط شهوة الاستشهاد والشهادة بشهوة سفك الدماء والإرهاب .
الأخطر من هذا أن بسطاء الناس أصبحت لديهم قابلية شديدة للثوران فجأة ، إلى درجة لا مثيل لها من الانفعال الديني ، تلبية لكلمة متحمسة تصدر عن واعظ هنا ، أو إشاعة مغرضة من خطيب هناك ، وهو ما حدث ويحدث بالفعل مع كل فتنة طائفية في المنطقة ، في العراق والبحرين واليمن ولبنان وفلسطين ومصر والسودان والمغرب وما بينها .



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان والعلم
- موت الحداثة في مصر
- اختفاء البكوش
- الفعل التواصلي
- جزيرة العقلاء
- يوتوبيا ما بعد الحداثة
- لا وعي اليوتوبيا الباطن
- اليوتوبيا ويوتوبيا الضد
- الانتماء - ما قبل - الوطني
- العولمة والهوية الثقافية
- اللعب في الثقافة
- الجسد بين الثقافة والإعلام
- دريدا وصديقه الياباني
- صداقة المفاهيم
- نظرات علي عالم اليوم
- شباب وأحزاب‏..‏ ولغة سرية وعولمة
- دعوة إلي كتاب الحوار المتمدن
- في الذكري الخمسين للعدوان الثلاثي علي مصر
- جدلية القمع والتخفي
- الارهاب يستعين بالمقدس... وقائع أوروبية


المزيد.....




- قيادي سابق بحركة النهضة الإسلامية يعلن ترشحه للانتخابات الرئ ...
- أقواها المرشد الأعلى.. تعرف على أقوى المؤسسات الإيرانية وصلا ...
- بادعاء التحريض: لائحة اتهام ضدّ خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكر ...
- انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل ...
- الرجل الأسطورة متحدثا عن أغلى أمنياته: -لو عشت مرة أخرى لكنت ...
- الرجل الأسطورة متحدثا عن أغلى أمنياته: -لو عشت مرة أخرى لكنت ...
- جيش الاحتلال يجند 3 آلاف شخص من يهود الحريديم
- تأثر مارتن لوثر بالإسلام.. تمرد على الكنيسة والثالوث ورفض ال ...
- إسرائيل.. أوامر فورية للجيش بتجنيد 3 آلاف شخص من يهود -الحري ...
- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - الهوس الديني والفتن الطائفية