|
مدينة الثورة او الصدر..الزعيم قاسم نجح في لَمّ أهل الصرائف ..وفشل في توعية المواطنة فيهم..!!
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور:
المجتمع المدني
انا قاسمي لأني ديمقراطي .. وهو كان جاداً في تطبيق الديمقراطية. وأبي قاسمي ايضاً.. لأنه مع أكثرية العائلة وكلنا ديمقراطيين ووالدتي ربطتني بالعشرات من أهل الصرائف عن طريق الرضاعة وقاسم ديمقراطي + نزيه + وطني+ نصير الفقراء وعلى رأسهم (الشروكَـ) سكان الصرائف واهل الجنوب . انا لا اخجل بالمطلق ان احساسي بالظلم الواقع على (اهل السدة) وهو تجميع الصرائف البعيدون منهم والمجاورين لحائط دارنا الطويل والعالي وعلى ثلاث جهات تحسست معهم الظلم .. والشعور بالظلم وكنت متمرداً وانا برجوازي وجوعان الشعور رغم ان مطبخ والدي يضم اثنين من الطباخين اللذين توارثوا العيش معنا.. وكم مرة ومرة يأخذني الحماس وانا اقرأ كتابات مكسيم كوركي وتولستوي .. أتحسر لحالي لأني برجوازي ويوجد جانبي مثل هذا الفقر المدقع. العراق ..من أقصاه الى أقصاه يؤمن ان الإقطاع ظَلَم فلاحي المنطقة وهو قادر على ذلك لحد انتزاع كرامته بل روحه احيانا، انه قادر لماذا؟ أ- لانه وضع كل موظفي السلطة في سرواله وهو بالاصل مُلتَزّم من بغداد المركز. ب- ان دار ضيافته مفتوحه لكل قادم الى المدينة وماذا يريد الموظف مهما كان نزيهاً غير الضيافة والوفادة وشخصاً يحميه للحفاظ على وظيفته. الشيخ .. كان ينقل المحافظ او يتدخل في تعيينه. الشيخ كان يؤثر بعضاً على قرارات الادارة... الشيخ يضع من يعصي امره بسجن الشيخ الخاص، وهذا السجن يستعمل كمربط للخيل .. الشيخ يرحل من ديرته من شاء ويبقي من يشاء.. امام هذا رحل قسراً مئات ألاف فلاحي الجنوب والوسط الى الحواضر من مدن سواء المحافظات او العاصمة. والعجب انهم سكنوا في ثلاث مناطق وراء سدة ناظم باشا وهي ملاصقة لدار اهلي.. وفي محلة الصرافية وتجمعات اخرى صغيرة هي الثالثة.. هذه الصرائف محرومة من.. الماء والكهرباء والمجاري، فكان على نسائهم الذهاب لجلب المياه من مراكز بعيدة تضعها امانه العاصمة او من دور وقصور الاغنياء القريبة امثالنا. والكهرباء فان اللمبات والنفطيات القديمة كانت المصدر ومنهم اذا كانوا في قوى الامن والشرطة يقوم بربط سلك بالعامود العام ليسرق الكهرباء. اما المجاري .. فهي مأساة حقيقية فانهم كانوا يتغوطون في العراء ويتمسحون باقرب حجارة. اقسم بالله ان هذا واقع إخوتي وأشقائي بالرضاعة وعشت اياك طفولتي وشبابي معهم مما جعل لي الديمقراطية هدفاً وحيداً.. هذا الذي دفعني ان اخرج من طبقتي واكون لطبقتي خائنا ومتمرداً.. ودفعني ان يكون جلدي كجلد التمساح لا يتغير ولا يتأثر رغم بقائي خمسة سنوات في أرقى مدرسة في الشرق الأوسط وفي القسم الداخلي على يميني كان في غرفة النوم سعد جميل المدفعي ابن رئيس الوزراء آنئذ.. وعلى يساري محمد عجيل الياور شيخ عشيرة شمر، هذه المدرسة تضم معظم أولاد الوزراء والاغنياء وكلنا اغنياء في هذه المدرسة .. كل هذا وكان هاجسي هؤلاء المظلومين جار اهل داري.وفي العطل كنت لا أفارقهم وقاصد اولاد شلال حسين.. وهم صدام وغانم وسامر وليث وكلهم اشقائنا بالرضاعة هم كانوا لصيق دارنا وداخل قلوب عائلتنا جميعاً وكانت الوالدة تقلق اذا تاخرت ام صدام عن جلب سطل الحليب الطازج. بقينا جيران واخوة وتربطنا الجيرة والرضاعة والمحبة وكنا نرعاهم وكان كل اهل الصرائف يطلقون على دارنا .. دار السيد ونحن سنة وهم يعرفون ذلك وضلت مراعاتهم لنا ومراعاتنا لهم مستمرة في كل ساعة. الان هم في اوربا والخارج وعلى نعمة واضحة.. وهذا النموذج هو ماكان يقصده الزعيم الخالد (كريم)، لماذا قرر بناء مدينة الثروة!! للتاريخ ان قاسم كان انسان قبل كل شي والانسان يتألم لمأساة أخيه الانسان.. وللتاريخ ايضا ان قاسم اراد حماية العاصمة من التلوث الصحي وقلة الأمن فأخذت فكرة نقل هذه الفئة الى دور صحية ذات مستوى مقبول تترسخ في ذهنه ولا انسى ان لجنة برئاسة الوطني حسن احمد السلمان من وزارة الاعمار قدمت عروضا واقتراحات وخرائط بدأ بإنشائها باشراف الزعيم الشخصية. هل حقق الزعيم الخالد أغراضه من إنشاء مدينة الثورة..!! ليس من المحبذ تغير اسم مدينة الى اسم اخر ليس له علاقة بها سوى الاستيلاء على جهد وفكر من بناها. لذا اقول ان مدينة الثورة ان حققت اغراض منشئها ولكنها لم تحققها بالكامل او عند بعظهم وذلك.. 1- لم يتحقق الغرض من بنائها وهو تأهيل ساكنيها للعيش في بيوت حجرية بعد سقوف الطين والتي وفرة لهم مقومات الحياة الأساسية. 2- رغم تكامل هذه المدينة التي توسعت لحد انها تستوعب الان اكثر من مليونين مواطن عراقي في بغداد من مجموع ثمانية ملايين . أي انها نسب مؤثرة عدداً. 3- لم تقم جمعيات الرعاية بكل اشغالها: أ- رعاية العمل. ب- رعاية البناء. ت- رعاية المجتمع بكل اطيافه. ث- الرعاية الصحية والدراسية. وقد يكون هذا متعمد بعد عهد الزعيم لان النظام الشمولي كان دائما يحذر من اعداد هذه الكثافة السكانية. مجتمع اهل الثورة عانوا من ظروف حياتية قاسية قبل ان يلجأوا الى هذه المنطقة وقبل بناءها لهم من قِبل الزعيم وقد حملوا في داخلهم افكار عدوانية وعدائية لما عاونه في تلك الفترة القاسية .. عانوا من كل شي.. من ضيق العيش .. من انعدام كل وسائل الراحة والترفيه والتقدم على عهد الاقطاع البغيض.. ولكن الاهم من هذا كله هو التقدم الفكري والقضاء على كل الافكار اللاحضارية وللإنسانية (لما عانوه) والمترسخة في عقولهم .. نعم هذا هو خطأ كل من اتي الى الحكم فكان يجب توعيه الكبار قبل الصغار لان الجيل يزرع والجيل يحصد وكل جيل يتوارث ويحمل ماقبله .. ولهذا بقوا وتوارثوا روح العداء الداخلي وحمل كل الافكار اللامعقولة في داخلهم رغم النقلة الحضارية التي مروا بها في حياتهم .. ولهذا نرى مع الأسف الكثير منهم ما ان حصل ماحصل في بغداد كان اول المتمردين فانضم اكثرهم ان لك يكن غالبيتهم الى جيش المهدي وقسم الى بعض المليشيات المسلحة وبعض العصابات وبعضهم تضمهم ايران ليكونوا ضداً لا مع الشعب العراقي وحصل ماحصل ويتردد سؤالي في داخلي هل السبب الطبيعة التي عاشوا بها سابقا! هل الافكار التي تناقلوها ! ام المجتمع لم يتقبلهم ويضمهم! رغم انهم يشكلون نسبة عالية في بغداد بسبب كثرتهم فكل بيت يضم اكثر من 15-20 شخصا وهذا مايؤدي الى ضنك العيش وبالتالي انعدام كل وسائل الصحة والترفيه والثقافة والعلم والعيش الرغيد او الحد الطبيعي من العيش. وموضوعي يرتكز انهم عراقيون وان اخطأ البعض منهم وانهم وانا على يقين وطنيون وان زل البعض منهم.. واننا ابناء ارض واحدة .. ودين واحد وان اختلفت مذاهبنا وآرائنا. فلنضمهم الينا مرة اخرى وننسى ماحصل ونحاول بان نمد لم يد العون بالنصيحة بالحب بلم الشمل بالتوعية الصحيحة ولا ننسى انهم شريحة مهمة وواسعة من الوطن .. والعراق عراق الجميع.. لكل وطني غيور شريف محب .. هذا هو العراق .. وهؤلاء هم العراقيون.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس للاحتلال حيلة سوى التراجع
-
الكفر بالله قد يغتفر وقتل البريء لا يغتفر(الفتاة اليزيدية)
-
رسالة مفتوحة الى السيد وزير الدفاع الولايات المتحدة الامريكي
...
-
حكامنا في العراق .. لا يريدون ان يسمعوا او يفهموا مطالب العر
...
-
أيحق لليساريين أن يندموا على ماقدموه من تضحيات !!!
-
الدوامة السياسية .. ضررها وأخطارها
-
لكل سؤال جواب
-
لعبة الجوازات المتنوعة.!!!!الاحتلال يتفنن في تعذيب ضحيته كما
...
-
عمال العراق وحقوقهم في عيد العمال العالمي
-
نيران الحرب الاهلية تحيط بكل بقعة من الوطن والكل سادرون عنها
...
-
هل الامريكون مصممون على...تقسيم العراق طائفياً
-
هل الامريكون مصممون على... تقسيم العراق طائفياً
-
يااهل العراق..نحن الاحتلال ... جئنا ..ولا نرحل.. إلا .. مع .
...
-
جالية تعادل ثلث سكان الاردن .. تناشد الملك عبدالله الثاني ..
...
-
صبر العراق .. قنبلة موقوتة ..فحذاري يارئيس وزرائنا من انفجار
...
-
أريد صيداً .. أفجره معي..!!
-
أيعقل ان الاحتلال ينصف العراقيين في حقوقهم النفطية!!!
-
اغتيال الشيخ غازي حنش جريمة سياسية باركها الاحتلال
-
الاحتلال يطلب شيئاً...!والمقاومة الوطنية تطلب أشياء..! والحك
...
-
جماهيرنا تسأل ....! كيف يحجم التدخل الايراني السوري ؟؟ وعلى
...
المزيد.....
-
اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م
...
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
-
وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم
...
-
عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|