أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - أبعد.. إلى طين المخيم














المزيد.....

أبعد.. إلى طين المخيم


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 12:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من الغريب أن تستدعي فقراتٌ من رواية (زهرة الطين) للكاتب الفلسطيني مروان عبد العال فقراتٍ من قصة (أبعد من الحدود) للشهيد غسان كنفاني، فكلا الروائيين ترعرعا في مدرسة الحكيم، جورج حبش، و كلاهما حملا على عاتقيهما عضوية المكتب السياسي للجبهة الشعبية. لست أحاول هنا زجّ اسم (الجبهة الشعبية) في ملاحظة أصيغها في مقال عن فقرتين أدبيتين، و إنما إشارتي لحزب ينتمى إليه كلا الكاتبين يختصر على قارئ مقالي/ملاحظتي اجتهادات في فهم المنطلقات الأخلاقية التي تدفع رفيقين كمروان و غسان للإبداع، رفيقين تعلما الدفاع عن الحق الفلسطيني حيث كان، خاصة في المخيمات، حيث عانى اللاجئ من جور و ظلم و تمييز عنصري. و معاناة اللاجئ في البلد المضيف يكثفه عبد العال في السطر التالي: ’ فالويل إن غضب المواطن على اللاجئ!‘.
جاء في (زهرة الطين): ’ إن لنرجس عقلاً عربياً بامتياز فهذا اللاجئ الغريب.. هو حمل ثقيل، يود هذا العقل لو ينزل هذا العبء تماماً كالمخيم، فهو بالنسبة لهذا العقل.. عيب أو قضية يجب أن يتم سترها بالدفن أو المحو أو التسييل، و أي سؤال عن نفسه و وجوده و ذاكرته الوطنية كأنه تحريك لجراح يجب أن تندمل‘. تورد ذات الفكرة في قصة كنفاني على لسان طفل من المخيم مخاطباً المواطن ابن البلد صاحب المنصب السياسي و الاجتماعي: ’ لقد حاولتم تذويبي يا سيدي!‘. و لكن الطفل يحاول بعدها و بسخرية كنفانية لاذعة، الدفاع عن المخيم و اقناع السيد أن وجود المخيم و فيه اللاجئين، يعود، بحال من الاحوال، بالنفع على دولته، و بالتالي ليس من مصلحتهم دفن المخيم أو محوه: ’ .. إنهم أولاً قيمة سياحية، فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات، و على اللاجئين أن يقفوا بالصف و أن يطلوا وجوههم بكل الأسى الممكن، زيادة عن الأصل، فيمر عليهم السائح و يلتقط الصور، و يحزن قليلاً.. ثم يذهب إلى بلده و يقول: زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا..‘.
نعود هنا لفقرة عبد العال التي تظهر كيف أن المخيم، حسب العقل العربي النمطي- بدون تعميم- يجب أن يتم محوه أو دفنه أو تسييله، أي أن ينقرض، و ليس من تلقاء نفسه، فالانقراض هنا لا يكون بموتهم أو هجرتهم من البلد الشقيق المضيف، أو حتى بعودتهم إلى قراهم و مدنهم في فلسطين و العياذ بالله! و إنما بتذويب هويتهم الوطنية بتوطينهم في أماكن تواجدهم كما ارتكب بعض الجيران، أو بارتكاب المجازر و قتلهم جماعياً، كمجازر تل الزعتر و صبرا و شاتيلا و أيلول الأسود التي ارتكبت علي أيدي بعض جيراننا أيضاً و الحمد لله!
نرجع في المقابل، و بسخرية الطفل الكنفانية، لذكر منفعة أصحاب النفوذ من وجود المخيمات، بل و أنه كلما تعاظم بؤسها زادت المنفعة منها. فقد يكون هذا البؤس منقذاً لللاجئ الفلسطيني من مسح هويته الوطنية أو مسح المخيمات ذاتها.
يكمل الطفل: ’.. ثم إنهم، ثانياً، قيمة زعامية، فهم مادة الخطابات الوطنية و اللفتات الإنسانية و المزايدات الشعبية (...) الأحوال السياسية مستعصية صعبة؟ إذن اضرب المخيمات! اسجن بعض اللاجئين، بل كلّهم ان استطعت! اعط مواطنيك درساً قاسياً دون أن تؤذيهم..‘
إما، إذن، أن يُستغل اللاجئ الفلسطيني لجلب منفعة تجارية سياحية أو سياسية زعامية لصالح المسؤولين من مواطني البلد المضيف، و إما أن يُصار إلى انقراضه، باللجوء إلى العنف أو اللاعنف!
هكذا كانت حياة المخيمات منذ اللجوء الأول. و هكذا أنهى كنفاني قصته على لسان الطفل اللاجئ: ’ .. فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: ’ أي حياة هذه!. الموت أفضل منها‘ و لأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيراً فلا بد أن يفكروا بأمر آخر‘.
و هكذا كان سبب آخر للثورة.
’ لم تكن على بالي‘، كان هذا رد مروان، مشيراً إلى قصة كنفاني حين أفصحتُ له عن ملاحظتي بتوارد الفكرتين. و أنا لم أفاجأ برده. فقط علّقت بأنها مدرسة الحكيم، حيث نشأ كنفاني و عبد العال.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتحية ألقتها عند الباب، كنتُ، و خرجتْ
- مشاهد أقرب و أبعد
- ليش يا -رميش-.. ؟
- همس كحيفا.. أو أبرد قليلا
- بين حنين و جنون
- فيمينسونجي ... feminiswanji
- امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة
- من قال لم يقرعوا الجدران..؟
- تداخلات يوم واحد
- مضرّج بالأمكنة
- لقطة.. حرية
- هنا.. هناك
- عن الجليل و أيلول
- بيسارك.. على يسارك
- عالبيعة يا خيار
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى
- حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
- موسيقى الكاتيوشا
- مع حبي.. ترشيحا
- في الجليل.. حياة


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - أبعد.. إلى طين المخيم