سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 12:49
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
((من أجلك فلسطين أحيا من أجلك فلسطين اقضي,قسما بالله رب فتح وحماس, ورب العالمين, ألا انحاز إلا لك فلسطين,مابخلت عليك بحريتي, ولن ابخل عليك بولدي ودمي,ولن يهدأ لي بال حتى تنتهي الفتنة الدموية الفئوية الحزبية الوطنية, ويعود التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني, وهو قسم لو تعلمون عظيم, أتمنى أن تردده الملايين))
ها قد اختلطت الأشياء والألوان ولم نعد نميز بين خيط الفخر والعار, ها قد خيم على ربوع ارض الإسراء والمعراج, ارض البطولات, ارض الرباط, صوت أزيز الرصاص وهدير القذائف ورائحة الموت, وانفلت شبح القرصنة وسط النهار, واختلط صهيل الخيل النافرة بصوت إنذارات الإسعافات المؤلم,ونادى منادي الشؤم لدى كل الفرقاء بصوت نشاز الاستنفار العام,واخذ أقصى درجات الحيطة والحذر, والأيدي الآثمة على الزناد, وقد انفلت لجام العصبية والتطرف وتحدي الأخر,والدعوة العلنية النكرة إلى المنازلة المخجلة في ساحات وغى العار, ولم يعد يعلم المواطن الذي يعيش إرهاصات الرعب, على ماذا يتصارع الفرقاء, ولا من يقف داعما متسترا خلف تلك الهمجية من الاندفاع, أيتصارعون على سلطة؟؟!!! فقد أصبحت مشتركة واكتشف الجميع أنها أكذوبة صغرى من اجل تسويق مشاريع أوسطية كبرى!!!أيختلفون على مال؟؟؟!!! فنزولهم عن الجبل الذي يطل على جبهة العدو عار, عار,فالمال لدى الفرقاء والشعب اعزل لاجاه ولا سلاح ولا مال!!!!! على كرسي؟؟؟!!! فأي كرسي وهيكل مقدس أو ماسي هذا الذي يقدم على مذبحه النجس مئات الشباب والشيوخ والأطفال تقربا وطمعا في عزوته؟؟؟!!!!
وعدوكم باسط ذراعية بنشوة يستعد بعد أن يُجهز كل طرف على قوة الآخر, لامهزوم ولا منتصر,بل الجميع حتما منكسر, كي يحتوي بقاياكم وينقض العدو المتربص بكم ساعة الصفر القادمة وينتصر, بعد أن ذاق مرارة هزيمة الالتفاف حول المقاومة, فمن سيلتف حول عبثكم؟؟؟!!!
فتتحول الوجهة من مقارعة ومقاومة عدو أيدلوجي وتاريخي, إلى مواجهة مخزية عنوانها العار, وهدفها تدمير صمام أمامنا(الوحدة الوطنية) وبالتالي استهداف تاريخنا المشرف المشرق الذي لم تصنعوه بل صنعه المناضلين والشهداء الأبرار, فتنة واقتتال معد ومخطط له في المعامل الصهيونية الإقليمية والدولية, ليكسر سقف ثوابتنا في معركة مزدوجة عسكرية وسياسية, وجعل عرابي الصهيونية يجرؤن على طرح مشاريع شبعت موتا دون خجل أو وجل, وهناك المتربصون في الخطوط الخلفية الإقليمية والدولية يغذون ويدعمون بلا حدود روح الفرقة والاقتتال بكل ما أوتوا من إمكانيات وقوة, يدفعون بالأحداث والإحداثيات صوب الانفجار الشامل وخطوط اللاعودة الحمراء, من اجل تكريس واقع ينسجم مع الحالة الوطنية العارضة, لمن لايستحقون وطن ولا دولة في نظرهم ونظر رائدهم التاريخي (أنتوني كوبر), ومن ثم تحقيق سقف يتساوى مع مستوى الأرض في الثوابت, يسميه البعض بنظرية الاستناد إلى روح القرارات الدولية الميتة, فهنيئا لعرابي الصهيونية بنصرة أيدلوجيتهم القزمية, وهزيمة أيدلوجيتكم الوطنية القومية, ولكن خسئتم وخسئ كل مراهن على ثوابتنا المقدسة!!!!
الخديعة الوطنية:
ومن واقع التجربة الميدانية بعد كل انفجار دموي جزئي وليس قبله, وبعد هدوء معارك العار , وإطلاق العنان دون وازع ديني ولا وطني لتحكيم لغة الدم والرصاص بدل الحوار, والتحريض والاستنفار العسكري والإعلامي بدل الحكمة وتغليب صوت الضمير الغائب, ومن ثم سيل من كرم الإعلان الزائف السخي بالتهدئة, وتشكيل اللجان المشتركة وبين طيات قلوب الحضور, أهداف إعلامية وتكتيكية سوداوية, سرعان ماتسقط توصياتها ثواني بعد المؤتمرات الصحفية المنافقة, وتبدأ الكرة من جديد, أحداث دموية وتسابق في تحميل المسئولية, وتعبئة وتحريض إعلامي واستنفار ثم خطف واشتباك, تصفية واغتيالات لقادة لقنوا الأعداء دروس في التضحية والفداء,ويستمر مسلسل الدجل والتحريض والمناوشات الدموية وسقوط عشرات القتلى والشهداء الأبرياء, والخطف والخطف المضاد!!!
وبالمقابل تستثمر جهات زئبقية ثالثة, لونها حربائي بها من هذا وذاك, لتوظف الأحداث الدموية وتنشغل بالانقضاض على المواطن المغلوب على أمره في كل مكان, تتراوح الاعتداءات بين خطف مدني وابتزاز وقرصنة على المحال والسيارات, وترويج الأسلحة والمخدرات, ولا احد يدفع الثمن من دمه وحريته ومقدراته وتضحياته غير الأغلبية والسواد الأعظم من المواطنين الأقوياء الضعفاء بوحدة كلمتهم وفعلهم وتشتتها!!!
عشرات اللجان الوطنية والمرجعيات التنظيمية السفلى والعليا, دشنت تحت العديد من الأسماء والمسميات, وعشرات المؤتمرات الصحفية عُقدت تُبشر بالوفاق والمصالحة الوطنية, وهذا لم يروق لجهات إقليمية ودولية ولكل أسبابه وأهدافه الشيطانية السياسية, مؤتمرات والقول يناقض ألف درجة الفعل, حتى عقد المؤتمرات والاتفاقيات الفلسطينية على أراضي عربية والذي لم يروق لمن فشلوا في الوساطة فأججوا الصراع عند زيارة القادة صوب كنوزهم الاقتصادية ,وكان شيئا لم يكن, لان الاتفاقيات والإعلانات السطحية ذات أيدلوجية(طرف اللسان) تتناقض مع التجييش والاستعدادات والاستفزازات والنوايا الباطنية ذات الأبعاد الإستراتيجية ترجمة لأيدلوجية(بواطن القلوب) والطامة الكبرى عندما تكون القرارات نصف فلسطينية أو تراعي الحاضنات الإقليمية المترامية التي تبحث لها عن موطئ قدم للمساومة السياسية على الخارطة التكتيكية والإستراتيجية الأوسطية.
المبادرة بالقرار الشعبي الفلسطيني:
ما وصلت إليه الحالة الوطنية الفلسطينية يرثى له, وماتنبيء به المعطيات التي باتت مكشوفة للجميع, لاتجعل احد يعول كثيرا ويثق بوعود زائفة, ليتسابق الجميع ويسوق نفسه كحمل وديع, وحريص وطني, وتقاذف الاتهام مابين تكفير وانقلاب هزلي, والفعل كالذئاب والمجرمين, والضحايا أرواح ومقدرات الجماهير العريضة الصامتة, والتي أقصى مالديها أن تضرب كفا على كف, وتلعن هذا وتمدح ذاك, وتطرب لأغنية إذاعة توغل في التحريض وتنشز لأغنية إذاعة توغل في التحريض كذلك, وترقب طوفان الموت والفوضى الشاملة التي تتناولها الفضائيات العاتبة والشامتة, وشبكة الانترنت, فهذا الموقف الشعبي لن يردع الدمويين والقراصنة ولاتجار الوطنية ولا متطرفي التنظيمات بل سيزيدون في دمويتهم من جانب ويهرعون لإذاعاتهم للتبرؤ من الجريمة وتضليل الجماهير من جانب أخر!!!!!!
الحل المنشود والمخلص المفقود:
بات الحل بين أيدي الجماهير, فإما أن ترتضي بمصير موت الخراف العاجزة, وسلب مقدراتها المقدسة, وإما أن تقول كلمتها بصوت عالي مزمجر يخرج من طور القول إلى الفعل, ومن طور السر إلى العلانية, ولن يتأتى ذلك إلا بهبة جماهيرية عفوية مباركة, لاشرقية ولا غربية, لايمينية ولا يسارية, فقط فلسطينية شعبية فلسطينية, هبة تنطق بالقسم لله والوطن, وتزحف بشبابها وشيبتها إلى الساحات العامة, دون بندقية أو عصى أو حجر, فطوفان الشعب إن ملك زمام قراره ومبادرته , أقوى واشرف وأشرس من كل البنادق الدموية العبثية.
ولو انتظرت الجماهير كي يُبعث المهدي الوطني, كي يقود هذه الهبة الجماهيرية المقدسة المباركة, أي من يلبس عباءة الوطنية من هذا وذاك, فستذهب ريحكم وستنقسمون على جمعكم, لينالوا من إصراركم وهممكم الشعبية وعزمكم على التصدي لكل المظاهر الدموية المسلحة.
وحسب هذه المبادرة الحالمة المتواضعة, يفترض أن يحمل الشرفاء المحايدين من معادلة التطرف والمنحازين لحرمة الدم وقدسية أمان المواطن, يحملوا فكرتها لتصدح بها مكبرات الصوت لتطمس وتخرس كل مكبرات صوت الفئوية والدموية والتحريض الأسود, بدء بنداء التكبير وانتهاء بنية المسير إلى الساحات العامة في اكبر استفتاء شعبي شامل في مواجهة الفلتان والفوضى الشاملة, الصوب للساحات الصغرى والكبرى , في المخيمات والمدن, ليلتقي متطوعي الجموع أو من يتوب عنهم في مركز رمزي ليفترشوا الأرض والساحات تحت شارة (الجندي المجهول) ذلك الرمز الوطني الذي يشير ببنانه إلى كل فلسطين, يشير للشهداء وللشرفاء, كما يشير للمجرمين والأعداء, لكن بندقيته مُشرعة صوب عدو واحد وحيد هو العدو الصهيوني , الغير بريء بشكل مباشر أو غير مباشر من أحداث الفتنة الدموية المسعورة, ذلك الرمز لايميزه احد بتنظيم أو أيدلوجية أو تبعية, غير انه عربي فلسطيني, القلب والفكر والهواء والهوية والقرار والبندقية.
لا ادري كيف ستنطلق الفكرة عمليا من رحم عقولنا الصغيرة لتكبر وتبلغ مخاض الرحمة والمحبة, قبل أن نبلغ مشهد ميلاد مسخ الانفلات الدموي الشامل الذي نشهد حاليا مخاضه المتسارع, لكني لا اشك أنها ستنطلق, فالسفينة زادت ثغراتها وتجنح للغرق وسوادكم الأعظم بلا قوارب نجاة ولا يجيدوا العوم وسط تقلب الأنواء العاصفة,.
اعلم أن الكثيرون قادرون على إطلاق شرارة الزحف الجماهيري القوي الأعزل, لكن بعضكم يخشى أن يتهم بالتمرد على تنظيمه أو يخشى التشكيك في انتماءه, وكان الانطلاقة الشعبية المباركة لحماية العدو!!!, فلا يتطلب الأمر شعبيا القيادات الشهيرة المتكلسة لأنها تحمل معاول الهدم, رغم زيف شعار البناء, ولا حتى الصفوف الببغانية الثانية التابعة لهذا أو ذاك, لعجزهم المتجذر في الإفلات من فلك الهيمنة الآثمة التي أوصلتنا إلى مانحن علية الآن من مهزلة وطنية وهوان.
لكن الساحة الفلسطينية الولادة والعرين الوطني الخصيب, لايعدم رواد انطلاقة موجة الإنقاذ الشعبي, دون أي ارتباط تنظيمي ودون استعانة بأنظمة العار العربية والإسلامية المُغرضة, معاهدين الله والشعب والوطن, على رد الضيم ووقف زحف طوفان الفتنة الدموية, مُقدمين انتمائهم الأكبر لفلسطين على أي انتماءات صغيرة, غير آبهين بأي وعيد وتهديد, عندما تلتف خلف دعواتهم الجماهير الفلسطينية, تاركة كل الشعارات التنظيمية الصغرى بشعار ديني وطني واحد , وقسم صادق عظيم, للسيطرة على أشرعة السفينة الآيلة للغرق.
من يدري ربما تنطلق موجة الإنقاذ الشعبي العارمة من القدس ونابلس وجنين وكل منازل الشرف في ضفتنا الغربية الباسلة, والتي لم تغص حتى وقتنا هذا في وحل ومستنقع الانفلات الدموي بنسبة مايحدث في غزة الحبيبة, وشبح الطوفان الدموي في طريقه صوب كل القلاع الوطنية إن لم نقيم في طريقه السدود الشعبية الوطنية.
في الأيام القليلة القادمة, لامحالة سيحمل كل فلسطيني شريف بين خلجات أنفاسه ونبضات قلبه وخلايا فكره ووعيه, هذا التفكير بالإنقاذ الشعبي , لينال شرف العضوية دون تنظير أو تجاذب أو استقطاب من احد ليجيره لصالح أهداف حزبيته وفئوية والتي تستهدف حزبية وفئوية أخرى, بل عضوا في فاعلا في جبهة إنقاذ شعبية عريضة لإنقاذ الوطن , بلا مكاتب أو رتب وكراسي ومراتب, للتحرك بموعد مع القدر المُقدر جماعيا صوب المناطق المرشحة للانفجار, والذي سيأتي على الأخضر واليابس, ويطال الأرواح البريئة في عقر دارها,بل سينتزع ضحكات الطفولة الحالمة وسط غفوتها.
فمتى تكون الانطلاقة الجماهيرية الشعبية الصادقة, لتكسر كل فوهات البنادق العابثة المارقة, لتدوس بنعالها الجماهيرية الطاهرة كل رؤوس المرتزقة والفتنة والقراصنة, لنعلن للعالم العدو منه والصديق سقوط المراهنات الخاسرة, وأننا شعب يصنع من أحزانه بطولة وأبطال, ونقول بأعلى أصوات التحدي, ها قد كسرنا قيد المذلة والفتنة التي تلبس ثوب الوطنية خدمة لجهات مارقة دولية وإقليمية وصهيونية.
لنقول حي على الفلاح, حي على الفلاح , في مواجهة عدو صهيوني عسكري, وعدو سياسي متصهين, لننتصر لأننا ما خلقنا إلا للانتصار على ارض فلسطين الطاهرة, ووعد الله حق.
ربما يقول قائل هذا شعرا أو نثرا أو خواطر عاطفية وطنية, فمعه حق, فلم اقصد هنا صياغة لوائح داخلية لاستثمار المأساة , بل أنا مواطن مثلكم واحمل فكرا وحلما وحرية , مثل كل الشرفاء, فبتململ المارد الوطني بداخلي, كلما أمعن الفرقاء في تجاوز الخطوط الدموية الحمراء, ولا يلوح في سماء فكري الوطني غير هبة جماهيرية والتي باتت المنقذ والمخلص الأوحد لتجاوز وحل الانفلات والقرصنة الدموية الشاملة.
وكلمتي الأخيرة لجماهيرنا الحبيبة, لاتنتظروا الغيث ولا الغوث إلا من الله ومن صنيعة سواعدكم, وإلا أُغِثتُم بمشاريع مشبوهة المشارب مشوهة الأهداف, تملكونها زمام مفاتيح إطلاق شبح الفتنة الدموية بعدما تستقطب ألبابكم وأفئدتكم بوعود الأمن والأمان والدعم والازدهار ويشبهون لكم أن بأيديهم سحر الاستقرار!!!
فمتى؟ وأنا صوت واحد يأمل بميلاد فجر الإنقاذ الشعبي في مقالة متواضعة تفرغ ما بأحشائه من هم وغم, حالم بحقيقة الطوفان الشعبي المبارك ليجوب ارض فلسطين عرضا وطولا وصولا لانتفاضة شعبية مباركة على كل ألوان وأنواع الفلتنان, تعيد للقانون الهش هيبته ولمجتمعنا المدني ازدهاره واستقراره؟؟؟؟
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟