أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهدى بندق - حوارات مهدى بندق -2 - مع السيد ياسين















المزيد.....



حوارات مهدى بندق -2 - مع السيد ياسين


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 08:35
المحور: مقابلات و حوارات
    


من أقوال الأستاذ السيد ياسين الواردة بالحوار
رحبت بالحوار مع مجلة تحديات ثقافية لأنها من أبرز المجلات المصرية والعربية التي تعمل على تأصيل المفاهيم الرئيسية الإيجابية للثقافة الغربية في إطار اجتهاداتها (أقصد المجلة) لرسم استراتيجية للثقافة العربية المعاصرة.
هناك ميل مجتمعي في العالم العربي لاعتبار الماضي مرجعية في القيم والاتجاهات والسلوك.
ثمة نقص شديد في دراسات المستقبل، وعدم إدراك أن الفشل الذريع في مجال التنمية البشرية يرد أساساً إلى غياب الرؤية الاستراتيجية العربية.
نظرية سمير أمين في فض الاشتباك بين الدول النامية والغرب ليست مما يقبل التطبيق عملياً .

أجرى الحوار: مهدي بندق

 بداية أود لو وضعنا على رأس جدول أعمال هذا الحوار مسألة علم الاجتماع ذاته، بغرض فض الاشتباك القائم بينه وبين سائر العلوم الإنسانية، وبالذات الفلسفة، والاقتصاد، وعلم النفس، من ناحية، ومن ناحية أخرى بين علماء الاجتماع أنفسهم بعضهم البعض، لا سيما بين هؤلاء اللذين يتابعون منحى رائد هذا العلم (أعني إيميل دوركايم) في محاولاتهم الدؤوب لاستصفاء الانضباط العلمي، والاستمرار في صياغة المناهج "النقية" لهذا العلم، وبين أقرانهم الذين أخذوا على عاتقهم الانعتاق من كلاسيكية دوركاييم وصولاً إلى الفضاء الأرحب الذي هو "العلم الاجتماعي" بما يعنيه من الربط السوسيولوجي بين الفلسفة والاقتصاد والسياسة والتاريخ. وبالطبع فإن إنجازات ماركس، وماكس فيبر –على ما بينهما من اختلافات في الرؤى- لهي إشارة واضحة إلى هذا الاتجاه الثاني.
وهنا يصبح السؤال عن حقيقة كل من هذين الاتجاهين، بالنظر إلى أن الأول منهما يسعى إلى علمنة علم الاجتماع من خلال الصرامة المنهجية اللازمة الكفيلة بابعاد الايديولوجيا عن مساحته، بينما الثاني – في معارضته للوضعية Positivism يكاد يحول "علم الاجتماع" إلى مجرد أدوات تحليلية في سياق الجهد النظري، والممارسة العملية لحل مشكلات المجتمع الإنساني.
فكيف ينظر مفكرنا الكبير الأستاذ ياسين إلى هذه الإشكالية ؟
وكيف يرى السبيل إلى حلها برفعها إلى مستوى النظرية "العلمية" والتي تـُـقبل - ولو مؤقتاً- إلى أن تـُخطئها نظرية أخرى بحد تعبير كارل بوبر؟
 ليس هناك اشتباك قائم بين علم الاجتماع وبين سائر العلوم الإنسانية، وبالذات الفلسفة والاقتصاد وعلم النفس، لأن الاشتباك قد تم فضه منذ أن نشأت العلوم الإنسانية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. فقد انفصلت هذه العلوم عن الفلسفة، وأصبح لها مناهجها العلمية، ونظرياتها، ومصطلحاتها بعيدة عن التأملات الفلسفية، وقد أرخ لانفصال العلوم الاجتماعية عن الفلسفة بشكل مبدع الفيلسوف الفرنسي "ميشيل فوكوه" في كتابه الذي ذاع صيته في العالم "أركيولوجية المعرفة". فيما يتعلق بتفرع علم الاجتماع بين اتجاهين: اتجاه وضعي كان يقوده "ايميل دوركاييم"، واتجاه ما أطلق عليه في السؤال "العلم الاجتماعي" فهو يحتاج في الواقع إلى تأمل نظري طويل. لأن الوضعية التي مثلها "أوجست كونت" و"دور كاييم " وجدت من بعد امتداداً لها في المدرسة الوظيفائية Functionalism التي كان قطبها البارز في الولايات المتحدة الأمريكية "بالكوت بارسونز" وقد هيمنت هذه المدرسة على علم الاجتماع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى أواخر ستينات القرن العشرين، وإن كان على يسارها نظرية راديكالية في علم الاجتماع صار يقودها عالم الاجتماع الشهير "سي رايت ميلز". ثم انهارت الوظيفية وخصوصاً بعد حرب فيتنام حيث نشأت حركة راديكالية احتجاجية في العلوم الاجتماعية، وقد سجلت نشأة هذه الحركة في دراسة بعنوان "علم الاجتماع بين الثورة والثورة المضادة" نشرت في كتابي "الحوار الحضاري في عصر العولمة". أما الاتجاه الآخر اتجاه العلم الاجتماعي فهو اتجاه وجد طريقه منذ الخمسينات حيث برزت الحاجة إلى صياغة إطار نظري تكاملي يسمح للعلوم المختلفة أن تتناول الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
 باستخدام آلية عبر التخصصية Interdisciplinary ؟
 أسميها أنا المنهج التكاملي في علم الاجتماع والرمز البارز لهذا الاتجاه في فرنسا هو المؤرخ العظيم "برودل" زعيم حركة الحوليات في التاريخ، والذي كلفته الدولة الفرنسية بإنشاء مركز بحثي كبير بعنوان Maison de L’homme "بيت الإنسان" وقد جمع "برودل" في هذا المركز أقطاب العلم الاجتماعي الفرنسي اللذين يمثلون العلوم الاجتماعية المختلفة وشكل منهم فرقاً بحثية متعددة لتطبيق هذا المنهج. وقد زرت "بيت الإنسان" في زيارة بحثية لفرنسا نظمتها لي وزارة الخارجية الفرنسية حيث قابلت هناك عالم الاجتماع اليميني "ريمون أرلان" وهو فيلسوف دراسات الحرب والسلام، كما قابلت أيضاً "آلان تورين" صاحب نقد الحداثة ومنظم الحركات الاجتماعية. ومن باب الأمانة التاريخية يمكنني أن أؤكد أن رائد الاتجاه الثاني في مصر والعالم العربي الدكتور أحمد خليفة مؤسس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، وقد التحقت به باحثاً مساعداً عام 1957 كان الشعار الذي رفعه الدكتور خليفة "علم اجتماعي واحد"، وتخصصات مختلفة" ولم يكتف برفع الشعار، ولكنه عكس ذلك عملياً في البرنامج التدريبي الذي أعده لباحثي المركز الجدد، حيث كانوا يدرسون كافة علوم الاجتماع " الأنثروبولوجي، وعلم النفس، والاقتصاد، والقانون، وعلم اجتماع القانون، لأنه أراد أن يكسب الدارسين الشباب نظرة موسوعية، ومن ناحية أخرى، شكل ثلاث فرق بحثية كبرى، برئاسة ثلاثة من أقطاب العلم الاجتماعي الأول، أ.د. مصطفى زيور. واختص بدراسة تعاطي الحشيش، والثاني رأسه أ.د. عبد العزيز القوصي، لدراسة ظاهرة السرقة عند الأحداث. والثالث رأسه أ.د. حسن الساعاتي واختص بدراسة ظاهرة البغاء.
ومن هنا ما تطرحه يا أستاذ مهدي لا يمثل بالنسبة لي مشكلة نظرية. فلقت عشت ومارست في اتجاه العلم الاجتماعي في المركز القومي للبحوث، وطبقته في دراساتي الخاصة.
 يرى بعض رجال الاجتماع عندنا أن علم الاجتماع علم هامشي، وأنه محاصر داخل أقسام معينة بالجامعات.. بينما المجتمع ذاته لا يكاد يشعر بوجوده. من هؤلاء الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي يرى أن المجتمع المصري والعربي بإمكانه أن يعيش ويتطور بل ويزدهر في غياب علماء الاجتماع، لكنه لا يستطيع أن يستغني عن المهندسين والأطباء وخبراء الاقتصاد والتكنولوجيين، ومن هؤلاء أيضاً الدكتور جلال أمين الذي يوسع دائرة النقد لتشمل حتى علماء الاجتماع في الغرب لعجزهم عن التشخيص (بله وضع الحلول) للمشكلات الاجتماعية الكبرى كالعنف والإرهاب وإدمان المخدرات. فهل أنت مع هذا النقد أم ترى أن تعجل نتائج البحوث الاجتماعية ليس في صالح البشر عموماً، وأمتنا العربية بالأخص؟
 قد أختلف مع هذا التوصيف الذي يعتبر علم الاجتماع هامشياً ومحاصراً داخل أقسام كليات الجامعة. أولا ً الجامعات مشغولة بالتدريس وليس بالبحث, فأساتذة علم الاجتماع مشغولون بأبحاث فردية صغيرة المدى، تـُستخدم أساساً في ترقياتهم العلمية، ونتيجة للافتقار إلى التمويل واسع المدى لم يستطع هؤلاء الأساتذة التعرض للمشكلات الاجتماعية. هذا الدور قام به المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الذي قام ببحوث واسعة المدى لمختلف الظواهر الاجتماعية كما أسلفت القول. وكان الدكتور أحمد خليفة ينظم مؤتمرات قومية كل عام لعرض النتائج على صانعي القرار والمنفذين والباحثين بشكل عام. وقد أخذت الدولة بكثير من التوصيات التي صدرت، وخصوصاً في مجال إصلاح السجون والعدالة الجنائية، والوقاية من المخدرات، ومختلف الظواهر التي يعاني منها المجتمع المصري.
 فلم الشكوى من استمرار هذه الظواهر؟
 الغرض من البحوث هو ترشيد القرار ومحاصرة الظواهر السلبية، واقتراح الأساليب المختلفة لمواجهتها.وعلى سبيل المثال المركز كان فاعلاً في تعديل القانون الجنائي فيما يتعلق بعقاب مدمني المخدرات. فبناء على بحوث المركز اقترح بدلاً من عقوبة الحبس للمتعاطين اعطاء السلطة للقاضي لمعالجتهم في مصحة من المصحات التي تنشئها وزارة الصحة لهذا الغرض. آخذاً في الاعتبار أن المتعاطي ليس مجرماً عادياً، بل مريضاً يحتاج إلى علاج.
 وهذا هو ما قصدت إليه من نشأة علم الاجتماع وتطوره.
 هذا صحيح. ففيما يتعلق بالنشأة التاريخية لعلم الاجتماع، أنه ظهر أساساً لمواجهة المشكلات العنيفة التي دارت في إطار المجتمع الصناعي الأوروبي بين رأس المال والعمل المأجور لمواجهة هذه المشكلة نشأ تياران في علم الاجتماع:تيار محافظ مثله ثلاثة من رواد علم الاجتماع: إيميل دوركاييم الفرنسي، وماكس فيبر الألماني، وباريتو الإيطالي. كان يرى أن هناك إمكانية لحل الصراع سلمياً. التيار الثاني هو التيار الثوري الذي مثله ماركس وانجلز، والذي ذهب إلى أنه لا سبيل لإصلاح المجتمع الرأسمالي، بل الانقلاب عليه، وتأسيس مجتمع اشتراكي بديل له، في ضوء الاطروحات الماركسية. ومما يؤكد هذه الحقيقة التاريخية القراءة النقدية لكتاب ايميل دور كايم "تقسيم العمل الاجتماعي" فالطبعة الثالثة لهذا الكتاب أضاف كايم مقدمة جديدة لحل الصراع بين رأس المال والعمل، تمثل في تشكيلة ما يسميه Group Professional "الجماعات المهنية" التي تتشكل من ممثلي الرأسمالية، وممثلي الحكومات وممثلي العمال، وأراد دوركايم إفزاع الناس من ظاهرة الصراع الطبقي فأطلق عليها في كتابه ظاهرة "الحرب بين الطبقات" وفيما يتعلق بنشأة علم الانثروبولوجيا، فقد نشأ مواكباً لنشأة الاستعمار الغربي ليكون في خدمته، وهناك عبارة شهيرة تشير إلى هذا الدور "أن العِلم يسبق العـَـلـَم" بمعنى أن البعثات الأنثروبولوجية لدراسة البلاد المرشحة للاستعمار كانت تضع نتائجها أمام بصر حكوماتها حتى تستعمر هذه البلاد على أساس علمي!
 يذكرنا هذا بدراسة الفيلسوف ليبنتر عن مصر والتي وضعها أمام نابليون، كما أن لجاك بيرك مقولة شهيرة مفادها أن علم الاجتماع علم استعماري وانه اخترع ليكون مصيدة لعقول المواطنين في المستعمرات كي تمارس التفكير على غرار النموذج الغربي، وبهذا يتم استئناس وتهجين الأنتلجنسيا الوطنية لتعمل كطابور خامس في بلادها لصالح السادة المهيمنين حتى بعد انسحاب جيوشهم في مرحلة ما بعد الكولينيالية، ولعلك واحد من اللذين يوافقون –ولو جزئياً- على هذه الفكرة، فلقد أشرت في بعض مقالاتك إلى كبلنج، وإلى جوبينو صاحب كتاب "فصل المقال في عدم تساوي الأجناس البشرية" الذي صدر بعد انقلاب الثامن عشر من بروميير لويس بونابارت أي في الفترة التي بدا فيها أن الصراع الطبقي يتراجع لصالح الدول ذات الهيمنة، بيد أن شواهد الحال تؤكد أن العقل الأوروبي ليس عقلاً واحداً ذات جوهر غير منقسم، فالاستقطاب الذي عرفناه في القرن التاسع عشر بين ماركس وماكس فيبر استمر قائماً في القرن العشرين بين علم الاجتماع الماركسي، وبين الاتجاهات البرجوازية وبالتحديد التي تعلي من شان الأساليب الإحصائية الكمية، أو تلك التي حاولت أن تضفي على نفسها صفة التفلسف (وأبرزها الوظيفانية عند تالكوت بارسونز او عند روبرت ميرتون) ولعل هذا الاستقطاب لا يزال مستمراً حتى الآن باعتبار أن القضية المحورية للصراع البشري إنما هي قضية الصراع بين رأس المال والعمل المأجور، سواء بإبرازها أو بالغطرشة عليها. أليس هذا صحيحاً؟
 نعم. ويكفي في هذا الصدد أن نـُشير إلى الدور البارز الذي لعبته الأنثروبولوجيا في استعمار الجزائر. وأنت تشير في سؤالك هذا إلى أن العقل الأوروبي ليس عقلاً واحداً، وأنا أوافقك بشدة على هذا الرأي. وتصور العقل الأوروبي، أو بعبارة أخرى أن الغرب كتلة صماء واحدة أدى بنا إلى الوقوع بأخطاء سياسية ومعرفية جسيمة في مجال التعامل مع الغرب، ولذلك أنا أركز في كتاباتي الأحدث على مفهوم الخريطة المعرفية وفي التطبيق أدعو إلى رسم خريطة معرفية للثقافة الغربية، ولو فعلنا ذلك، وركزنا على أصولها التاريخية.. لاكتشفنا أنه كان فيها تيار عنصري راسخ، ربما عبر عنه ما أشرت إليه كتاب جوبينو "فصل المقال في عدم مساواة الأجناس البشرية" كان هذا التيار ضرورياً لاضفاء شرعية أخلاقية على الاستعمار، ومن هنا نشات مقولة عبء الرجل الأبيض، ويُعنى بها مسؤوليته عن "تمدين" Civilizing الشعوب البربرية، وكان هناك تيار هامشي معاد للاستعمار داخل الثقافة الغربية، إلا أن التيار العنصري اكتسحه في الخريطة المعرفية حين نرسمها للثقافة الغربية سنكتشف أن النظرية الحاكمة كانت هي المركزية الغربية Western-centrism والتي تعني في المقام الأول أن القيم الغربية هي المرجع والمعيار في قضايا التخلف والتقدم. قراءتي للخريطة المعرفية الغربية تؤكد بروز ظاهرتين، الأولى: ظهور العنصرية بعد انحسار الاستعمار. الظاهرة الثانية: ما أطلق عليه إعادة إنتاج المركزية الغربية، حيث يحاول الغرب فرض قيمه على العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث بشكل عام، في مجال الحريات الشخصية، والسياسية، وتشكيل الأسرة، والعلاقات بين الرجال والنساء، يزعم أن تلك القيم عالمية.
 وأليست هذه القيم مستمدة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
 هناك قيم أرادوا فرضها في مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة منذ سنوات، مثل التوصية المقترحة لإضفاء المشروعية على العلاقات الجنسية المثلية بحيث يباح الزواج بين الرجل والرجل، والمرأة بالمرأة، وقد صدرت تشريعات تبيح ذلك في بلجيكا وهولندا وغيرها. وقد رفضت مصر وغيرها من البلاد العربية والإسلامية بل والأوروبية هذه التوصية على أساس أنها ليست قيماً عالمية مستمدة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بل مستمدة من قيم المجتمع الغربي وحده. وحتى في مجال الحريات السياسية، هناك تحيز لها على حساب الحقوق الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية. ويمكن القول إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان –على موافقتي على غالبية نصوصه- فإنه يمكن أن يقرأ قراءات مختلفة .
 في المؤتمر الدولي للتراث الحضاري والتنمية، انتقدت في محاضرتك المعنونة "خريطة معرفية للعولمة" كلا من "المتعولمين" Globalizes (الذين يتنبأون بأن الاقتصاد الكوني ستحركه الشركات فوق القومية) وكذلك "الدولتيين" Internationalists (المتمسكين بصيغة الدولة ذات السيادة المطلقة) ومع التسليم بأن الهدف المعلن للمحاضرة كان هدفاً ابستمولوجياً معني ّ بتوضيح المفاهيم، وضبط المصطلحات،وتحديد الفوارق بين الأطروحات، بأكثر مما كان معنياً بتشريح ظاهرة العولمة ذاتها؛ فإنني ومعي قراء المجلة فيما أظن، مشوقون لاستبصار مستقبل العلاقة بين مؤسسات الاقتصاد الكوزموبوليتاني، وبين مؤسسة الدولة القومية –خاصة في عالمنا الثالث- لا سيما وأن شواهد الحال تؤكد تجريف وتآكل هذه الدولة القومية، نظراً لقبولها –في الغالب الأعم- لمبدأ تبعية الطرف Periphery للمركز القابع في قلب عالم الغرب الرأسمالي. وقد لا يفوتني في هذا السياق أن أنوه بصعود اليسار في بلاد مثل شيلي، والبرازيل، وبوليفيا، فضلاً عن صمود كوبا، وتناسي قوة الصين فهل ثمة إمكانية –ولو نظرية- لقيام سوق "دولية" موازية للسوق الرأسمالي العالمي، تتجاوز اخفاقات الاتحاد السوفييتي السابق وتوابعه من دول شرق أوروبا؟
 هذا سؤال مهم، ولكي أجيب عليه لابد أن أحدد موقفي من ظاهرة العولمة، التعريف الإجرائي الذي أستخدمه لوصف ظاهرة العولمة هو ما يأتي: العولمة هي "سرعة تدفق السلع والخدمات والرساميل والأفكار والبشر بين بلدان العالم جميعاً دون قيود ولا حدود". وأنا أعرف بالطبع أن ثمة تعريفات أيديولوجية للعولمة. هناك تعريف يساري يرى أنها ليست سوى إعادة إنتاج للرأسمالية الاحتكارية من جديد. وهناك تعريف يميني يتمثل في أيديولوجية "الليبرالية الجديدة" والتي ترى أن حرية السوق هي التي تحقق التنمية والتقدم. وبغض النظر عن هذا الخلاف في تعريف العولمة فأنا أرى أنها عملية تاريخية.
 وكأن هذين التعريفين قد وقعا في أسر البنيوية؟
 نعم، فالعولمة نتاج تراكمات متعددة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة. وقد ساعد على تعاظمها في العقود الأخيرة الثورة الاتصالية الكبرى، وفي قلبها شبكة الإنترنت. للعولمة تجليات متعددة. تجلياتها السياسية تتمثل في الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والتعددية. وتجلياتها الاقتصادية تتمثل في نشوء منظمة التجارة العالمية، والتي هي معاهدة وقعت عليها مئات الدول، والغرض منها حماية السوق العالمي ومنع تدخل الدول في الاقتصاد عن طريق حماية منتجاتها المحلية بفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات، ذلك تعتبره المنظمة أمراً غير مشروع، بل وهناك نصوص بالمعاهدة تسمح بفرض عقوبات على المخالف. في هذه المعاهدة بالذات نصوص مجحفة على الدول النامية فرضتها الدول المتقدمة الصناعية، وهناك صراع عنيف بين الطرفين لتعديل هذه المواد لتكون اكثر توازناً.
إشارتك إلى موضوع التبعية، أي وجود مركز في قلب العالم الغربي، ووجود أطراف يتحكم فيها الغرب، نظرية فات أوانها، وهذه الأطروحة (نظرية المركز والأطراف) قد انحسرت.
 أنت تعني نظرية سمير أمين.. فلماذا تصفها بالانحسار؟
 لأنها كانت تشخص الوضع الاقتصادي العالمي في مرحلة سابقة. ولم تكن تقدم حلولاً، وحتى نظرية سمير أمين في فض الاشتباك بين الدول النامية والغرب لم تكن نظرية عملية قابلة للتطبيق. فالعولمة في الواقع أعادت صياغة النظام الرأسمالي العالمي. والمطلوب من الدول النامية أن ترتقي بإنتاجها إلى مستوى المنافسة العالمية، ومعنى ذلك ضرورة الإصلاح الجذري لنظام التعليم والتدريب، وتنمية القوى البشرية، وتشجيع البحث العلمي، وتوطين التكنولوجيا والانفتاح على العالم..
بالنسبة لسؤالك الذي يقول هل ثمة إمكانية –ولو نظرية- لقيام سوق دولية موازية للسوق الرأسمالي العالمي، لا أعتقد أن هناك إمكانية لقيام هذه السوق.
 هنا ينبغي أن نشير إلى أطروحة ماكس فيبر التي حاولت تقديم سوسيولوجيا بديلة (لنقل موازية) للماركسية، حيث يرى أن الطبقة Class الاجتماعية لا تتحدد جراء علاقة أفرادها بوسائل الإنتاج، بل يحددها الواقع الاجتماعي المشترك مثل ملاك المساكن، المستأجرين، جماعات المكانة التدرجية، الجماعات الإثنية، الطوائف.. الخ بل ويزيد على ذلك تشككه فيما يسمى بالشخصية القومية والتي تعني الثبات والتجوهر. وأظن أنك –بمنطلقاتك العلمية التي لا غش فيها- توافق فيبر على هذا، بيد أنك في كتاباتك (خاصة كتابك "الشخصية العربية بين مفهوم الذات وصورة الآخر الصادر عام 1973) كثيراً ما تقف أمام فكرة القومية العربية موقف القبول، رغم تأكيدك على ضرورة ممارستها للنقد الذاتي. ألا ترى أن في ذلك شيئاً من التناقض؟ وهل يعود هذا التناقض إلى عوامل وجدانية وعاطفية لا نخلو منها جميعاً؟
 تعريفي للشخصية القومية (وهو موضوع فيه خلاف أكاديمي كبير) أنها هي مجموعة السمات النفسية والاجتماعية والثقافية التي تميز شعباً ما أو جماعة بشرية محددة، والتي تتسم بالثبات النسبي. هذا التعريف لا يشير أبدا ً إلى أن الشخصية القومية جوهر ثابت لا يتغير. فما هي مفاهيم الشخصية القومية؟ ثلاثة مفاهيم رئيسية. المفهوم الأول:
البناء الأساسي للشخصية Basic Personality structure وهذا المفهوم يرتبط باسم عالم النفي الأمريكي "كاردنر" الذي طبق نظريات التحليل النفسي في مجال التنشئة الاجتماعية للأطفال، مقرراً أن طرق تنشئة الأطفال التي تشكل نفسياتهم مستقبلاً.
 فهل جميع الأطفال ينتمون إلى طبقات اجتماعية متجانسة حتى أنهم يتعرضون لأساليب تربية متشابهة؟!
 الواقع أن هذا القول صحيح. فطرق تنشئة الأطفال في مرحلة تاريخية محدودة من تاريخ أي مجتمع عادة ما تكون متشابهة، وأنا أحيلك في هذا الصدد إلى ثلاثية نجيب محفوظ، التي تعكس بإبداع قيم المجتمع البطريركي الأبوي، نموذج السيد أحمد عبد الجواد كان هو النموذج الشائع في المجتمع المصري، لا فرق بين غني وفقير. الأب المتحكم في مصير أبنائه.. زواجهم، طلاقهم.. الخ.
خذ مثلاً مقارناً. لماذا نتحدث عن أخلاقيات العصر الفيكتوري. ألم يترك بصماته على ثقافة المجتمع بأسره. بالتطبيق على المجتمع المصري انتقلنا من المجتمع الأبوي إلى مجتمع "الحرية النسبية" حيث يسمح للأطفال الآن أن يناقشوا الأب والأم في اختياراتهم. كثير الشباب الآن له حق اختيار الزوج أو الزوجة دون أن يتحكم الأب في ذلك. ومن هنا يمكن القول أن أطروحة "كاردنر" صحيحة جزئياً، فنمط تربية الأطفال (وهو واحد تقريباً في أي مجتمع) هو واحد من مصادر تشكيل الشخصية القومية. المفهوم الثاني من مفاهيم الشخصية القومية هو مفهوم الشخصية المنوالية Model Personality. المنوال مفهوم إحصائي، ويقصد به غلبه سمات معينة إحصائياً على سمات أخرى، مما يشكل الشخصية القومية. المفهوم الثالث: الطابع الاجتماعي للشخصية Social Character حيث يرتبط هذا المفهوم بالمحلل الماركسي "إريك فروم" الذي يقرر وجود فارق بين الطابع الفردي للشخصية، والطابع الاجتماعي، ميزة هذا المفهوم أنه يربط بين الشخصية وبين نمط الإنتاج. بعبارة أخرى الشخصية القومية في ظل نمط الإنتاج الاقطاعي غيرها في ظل نمط الإنتاج الرأسمالي، والاثنان غيرهما في نمط الإنتاج الاشتراكي.
وبالنسبة لاشارتك إلى كتابي "الشخصية العربية بين مفهوم الذات وصورة الآخر" الصادر في 1973 (ط أولى) في الواقع أنا حاولت في هذا الكتاب أن أضع نظرية تحاول أن تفسر لماذا توجد شخصية قومية عربية. وحاولت تطبيق نظرية "إريك فروم" فطرحت فكرة مؤداها أن هناك تفاعلاً بين بنية تحتية عربية، وبنية فوقية. في البنية التحتية العربية هناك أنماط مجتمعية ثلاثة في الوطن العربي: النمط الريفي، والنمط الحضري، والنمط البدوي، وهذه الأنماط تتفاوت في نسبتها من بلد عربي إلى بلد عربي آخر. هذه أنماط تؤدي إلى مجموعة من القيم تشكل البناء الفوقي للمجتمع العربي والتي تشكل الشخصية العربية بوجه عام.
 دعنا نبق قليلاً مع ماكس فيبر، الذي يرى أن الدين يؤدي وظيفته في التماسك الاجتماعي، فهل ترى أن صعود التيارات الدينية في مصر (إسلامية ومسيحية) محققاً لهذا التماسك أم على العكس هو عامل تفرقة في النسيج الوطني؟
 النسق الديني أحد الأنساق الاجتماعية الهامة في أيّ مجتمع. هل هو يقوم بدور التماسك أم يقوم بدور الصراع، يتوقف ذلك على طبيعة المجتمع، وعلى نوعية المرحلة التاريخية التي يمر بها. أحياناً يقوم بدوره في التماسك، وأحياناً يغذي الصراع، ولا بد للإجابة عن سؤالك من الوقوف نقدياً على مفهوم الاتجاهات الدينية. التحليل السوسيولوجي للظاهرة الدينية يقول إنه في كل مجتمع –أياً كان الدين السائد فيه- هناك مؤسسات دينية تقليدية، تحاول الحفاظ على التفسيرات التقليدية للدين، وتخشى الاجتهاد، وتفزع من التجديد، وتعتمد على النقل وليس العقل، وتعجز عم مجاراة التطورات العصرية في المجتمع العالمي. من هنا تنشأ حركات تجديدية دينية تحاول أن تؤول النصوص الدينية تأويلاً يتفق مع حاجات البشر، وقد تنشأ حركات احتجاجية تمارس العنف لتحقيق أهدافها، وقد ترتبط هذه الحركات بالإرهاب المعنوي أو المادي. فإذا طبقنا هذه التصنيفات على المجتمع المصري، نجد أنها تصدق بالنسبة للمؤسسة الدينية التقليدية في مصر (الأزهر) والذي ما زال علماؤها في الأغلب الأعم يعتمدون في تفسيراتهم وفتاواهم على النقل وليس العقل. وهناك اتجاهات دينية تحاول تقديم تفسيرات وسطية تتمثل أساساً في جماعة الإخوان المسلمين، لكنها عجزت عن تقديم مشروع فكري متكامل تحدد وجهات نظرها في السياسة والاقتصاد والثقافة، مكتفية برفع شعار فارغ من المضمون هو شعار "الإسلام هو الحل" وهناك حركات إسلامية إرهابية، كالجماعة الإسلامية التي من خلال تأويل منحرف للنصوص الدينية الإسلامية، وعن طريق رؤية ماضوية رجعية للعالم، تستخدم العنف والإرهاب الصريح وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية والتي تتمثل في تأسيس دولة دينية تقوم على الفتوى وليس على التشريع كما هو الحال في الدولة المدنية. هذه الاتجاهات لا تؤدي إلى التماسك بل تؤدي إلى الصراع بمختلف أشكاله، ومن هنا الحاجة الماسة إلى حركة تجديد ديني يشمل المؤسسة الدينية، ويشمل هذه الجماعات أيضاً.
 فما هي - في رأيك – وسيلة مواجهة هذا الانقسام في المجتمع المصري بين الرؤى الدينية والرؤى العلمانية؟
 رأيي أن سبب الانقسام يرد إلى عامل أساسي هو الانفصام بين الثقافة العلمانية، والثقافة الدينية، فالمثقف العلماني –عادة – لا يعرف الكثير عن تراثه الديني، وبالمقابل فإن المثقف الديني لا يعرف كثيراً عن الثقافة العصرية. وقد عبر عن هذا الانفصام المفكر الكبير الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه المشهور "تجديد الفكر العربي" حيث قرر الرجل في هذا الكتاب أنه لم يتعرف بطريقه منهجية على التراث العربي إلا بعد أن وصل سن الستين، وكان في هذا الوقت معاراً أستاذاً في الفلسفة إلى جامعة الكويت. أمضى زكي نجيب محمود حياته كلها في شرح الفلسفة الغربية وخصوصاً مدرسة الوضعية المنطقية. ومن كتاباته المشهورة في هذه المرحلة كتاب : "خرافة الميتافيزيقا".
وسؤالك عن كيفية الانقسام الثقافي بين الرؤى العلمانية والرؤى الدينية، نحن في حاجة إلى تغيير نظام التعليم للقضاء على الازدواجية بين التعليم العلماني والتعليم الديني.
 هذا مطلب محمد آركون..
 نعم، وأنا لدي اقتراح محدد في هذا المجال كبداية، وهو تعميم دراسة أصول الفقه لجميع طلاب الجامعات، لأن مادة أصول الفقه يمكن أن نطلق عليها مناهج البحث الإسلامي لأن ذلك سوف يساعدهم على التمييز منهجياً بين الأحكام الدينية وعن صحة الفتاوى التي تصدر بين حين وآخر على غير أساس إسلامي منهجي دقيق. على سبيل المثال: المشابهة بين فوائد البنوك وبين الربا صحيح أم غير صحيح. أصول الفقه يساعد الدارس من خلال معايير "القياس" على التمييز بين القضايا الصحيحة والقضايا الزائفة.
 واضح انك ممن يرفضون فكرة صراع الحضارات لما تنطوي عليه من عدوانية مضمرة، وربما أنا بقولي إن الحضارة الإنسانية واحدة منذ البداية، وإن تعددت ثقافاتها. ومن هنا جاء إسهامك فيما يعرف الآن بحوار الثقافات، معتمداً على منهج النقد الذاتي لثقافتنا العربية، مقابل تفكيك خطاب الآخر (الغرب) الذي يرتكز على إعادة إنتاج المركزية، وبروز العنصرية الجديدة، وتبني مواقف معادية للعرب والمسلمين. وربما كان العداء للعرب وللمسلمين له ما يبرره (من وجهة نظر الغرب الرافض للفاشية بشكل انتقائي) وهو ما يدعونا بقوة إلى نزع إبرة ضرب النار في بندقية الغرب الموجهة إلينا، لا عن طريق الخطب المنبرية، أو التبرؤ من الجماعات الممارسة للإرهاب، بل عن طريق تغيير ثقافتنا ذاتها القائمة على الاستعلاء بظن امتلاك اليقين. أما بالنسبة للعنصرية فأنا أسألك: ألا ترى أن العنصرية Racism سواء في ملمحها الكلاسيكي الفظ، أو في تمظهراتها الجديدة المعادية لبعض الأعراق والجماعات بحجج أن ثقافاتها معادية للديموقراطية، ليست مما يرفض بسهولة؟ مع التسليم بأن هذه العنصرية الجديدة (المرتكزة على العدوان بالفعل من جانب الغرب، وعلى العدوان بالإمكان Potential من جانب الجماعات العرقية) إنما هي أحد تجليات الصراع الطبقي، منقولاً من المجتمع المحلي الواحد إلى المجتمع الدولي بتعدد أممه وشعوبه وطبقاته؟
 هناك وجوه ثلاثة في الثقافة العربية المعاصرة. وجه الماضي، ووجه الحاضر، ووجه المستقبل. بالنسبة للماضي في ثقافتنا المعارة، تلاحظ في العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل ظاهرة بارزة أطلق عليها "إعادة اختراع التقاليد" وأقصد بذلك أن هناك ميلاً مجتمعياً واضحاً لاعتبار الماضي مرجعية في القيم والاتجاهات والسلوك. هناك اتساع كبير في مجال التدين الشعبي والذي يعكسه اعتبار الحجاب فريضة إسلامية، مما أدى إلى انتشار الحجاب. وهناك في الاتجاهات الشرعية من قبل ميل شديد إلى النقل على حساب العقل. وفي مجال النقل يتم اختيار اكثر الاتجاهات محافظة ورجعية. كيف يمكن تجديد الثقافة المتعلقة بالماضي؟ لا سبيل إلا صياغة مناهج للتأويل العصري للدين، وهنا تأتي نظريات محمد آركون، الذي يحاول جاهداً تطبيق منهجية العلم الاجتماعي في مجال النصوص الدينية. فإذا انتقلنا إلى وجه الحاضر في ثقافتنا العربية الراهنة لاكتشافنا أن هناك قصوراً واضحاً في طريقة تحليل مشكلات المجتمع العربي المعاصر، وتبدو المشكلة أساساً في سيادة التفكير الخرافي على حساب التفكير العلمي، ليس عند العامة فحسب، بل أيضاً بين بعض أساتذة الجامعة، الذين يتحدث بعضهم بحماس عن ضرورة أسلمة العلم. مع أن هذه الدعوة وهم باطل، ولا تستند إلى أي أساس ابستمولوجي. ولدينا أخيراً وجه المستقبل، هناك نقص شديد في الدراسات المستقبلية، وعدم إدراك أن الفشل الذريع للمجتمع العربي المعاصر في مجال التنمية البشرية يرد أساساً إلى غياب الرؤية الاستراتيجية العربية، والتي تعني في المقام الأول التصورات المدروسة في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والسياسة لصورة المجتمع العربي، التي نريدها بعد عقدين من الزمان.
 في ختام هذا الحوار، أتوجه بالشكر لمفكرنا الكبير الأستاذ السيد ياسين، الذي أعطى لهذه المجلة –بعلمه الثري وفكره الثاقب- دفعة قوية لكي تواصل مسيرتها نحو هدفها الذي حددته لنفسها منذ البداية، ألا وهو إنتاج معرفة علمية بالعصر ومشكلاته، استشرافاً منها لمستقبل أفضل لهذه الأمة.
 ومن أجل هذا رحبت بالحوار مع مجلة تحديات ثقافية باعتبارها من أبرز المجلات المصرية والعربية التي تعمل على تأصيل المفاهيم الرئيسية الإيجابية للثقافة العربية، في إطار اجتهاداتها (أقصد المجلة) لرسم استراتيجية للثقافة العربية المعاصرة.



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والدولة أيضاً محاصرة في مصر
- حوارات مهدي بندق - 1 - مع جابر عصفور
- البلطة والسنبلة -5- المصريون واشارات الخروج من الحصار
- ريا وسكينة بين صلاح عيسى وميشيل فوكوه
- البرهان الثقافي على المسألة الإقتصادية
- قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها
- تفسير غير تآمري للتعديلات الدستورية المصرية
- إضراب عن الماء
- الإخوان -المسلمين- وغيرهم ثقافة مُحاصَرة ومحاصِرة
- * المدربون
- *قصيدة الكمائن
- مصر وثقافة الحصار
- البلطة والسنبلة - هل المريون عرب
- ثقافة الإرهاب تمهد لضرب الوحدة الوطنية
- *نورا العربية لا تغادر بيت الدمية
- *الطابع المزدوج للثقافتين الأوروبية والعربية
- *الشعر يمحو باليد الأخرى
- إعدام الشاعر عماد الدين النسيمي
- مسرح شعري في مصر الفرعونية ؟!-الفصل الثاني
- قراءة تجريبية في دراسات المسرح الشعري - الفصل الأول


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهدى بندق - حوارات مهدى بندق -2 - مع السيد ياسين