أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حزيران وخريف فلسطين














المزيد.....

حزيران وخريف فلسطين


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 08:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحتفي شعبنا الفلسطيني بذكرى حزيران النكبة والهزيمة وسط صمت ونسيان من الأمة العربية التي وجدت ضالتها في حالة التناسي والغيبوبة التي تعيشها علاجا لقضاياها القومية والمصيرية المشتركة ، فلم تعد القومية تبعث الروح في التضامن والتكافل بين الأمة العربية ، وأصبحت أجيالنا العربية بعموميتها تردد بلا خجل أو حياء أن الشعب الفلسطيني ترك أرضه وهرب ، مقولة بدأت تغزو عالمنا العربي ، ويبدو أن شركات تكرير النفط العملاقة التي تعمل في الوطن العربي لم تقتصر مهمتها على تكرير النفط فقط من شوائبه وتحويله لمواد استهلاكية ، بل اضطلعت بمهمة أكثر حيوية ألا وهي تكرير العقول العربية بتواز مع تكرير النفط ، فإن سرق النفط العربي تحت مرآي ومسمع هذه الأجيال المثقفة بثقافة التكرير فليس من الغريب سرقة عقولهم وانتمائهم لعروبتهم وقوميتهم ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، وهو ما يتكرر مع العراق أيضا ، حيث يطالب الأخوة العراقيين بعدم التدخل من الأجانب بشؤون المقاومة ومناهضة المحتل ، والأجانب هنا يقصد بهم العرب الذين أرادوا مقاومة المحتل الأمريكي الغربي .
إن هذا التكرير لم ينال من فلسطين فقط بل عمم على جميع القضايا العربية ، وأصبح الشعور بجراح الأخوة وآلامها تدخل أجنبي مرفوض ، وتسللت لدينا " أذهب أنت وربك فقاتلا " ومن هنا آتت الهزيمة والنكبات التي تسربت لعقول الأجيال الجديدة المتسلحة بهامشية الثقافة وطفولية التفكير ، حتى أصبح التعصب الحدودي سمة لاندفاع المراهقين وحنقهم .
فحزيران النكبة يحيه شعبنا الفلسطيني بمذاق خاص مختلف عن السنوات السابقة ، حيث تأتي النكبة والهزائم تتوالي بمشاهد الموت والقتل والفتنة المصورة في غزة ، وانتهاك حرمة وشرف هذا الشعب بيد الأخوة ، والمشهد العكسي الآتي من قتل وخطف اللاجئ الفلسطيني في العراق وسط صمت القبور من الجميع . حيث تعيش قضيتنا بذكري النكبة مرارة الهزيمة وعنفوان النكبة ، التي أنقلب خلالها ربيع الثورة وما حققته من انتصارات إلى خريف عاصف خماسيني يكاد أن يعصف بالوطن .
تأتي الذكري والرياح والزوابع الخماسينية تتقاذفنا تحت عجلات القطار الهادر الذي يأبي الوقوف على أحدى المحطات ليعيد تقييم اتجاهه وسرعته وطاقته ، وإجراء إصلاح شامل لحالته ، بل يتواصل بسرعة جنونية دون إدراك أين يتجه وما هي محطته النهائية التي يصبو إليها . ولا زال قطارنا الفلسطيني بسرعته الجنونية يتجاوز المحطة تلو الأخرى في ظل ، غياب التضامن العربي والمسؤولية العربية تجاه قضيتها الأساسية ، وحالة التمزق السياسي والوطني وإذكاء نيران الفتنة والقتل ، والفلتان الأمني والأخلاقي والسياسي الذي يكسو فلسطين وخاصة غزة ، وتفسخ النسيج الاجتماعي والوطني للجاليات الفلسطينية وهو ما عبر عنه مؤتمر هولندا وردات الفعل المعاكسة ، والفساد بكل مسمياته ومعانيه على الصعيدين العام والخاص ، والتدخلات الإقليمية في الساحة الفلسطينية وفق مصالحها وغاياتها .
ففلسطين وشعبها يحيوا ذكري نكبة من نكبات حلت بهم ، ومعركة غزة لا زالت متواصلة بين ذوي القربى ، معركة لا منتصر فيها سوى الاحتلال ، معركة أدواتها الهزيمة والنكبات ، وسلاحها القتل المجاني لخدمة العدو . فذكرى النكبة لهذا العام نحيها بنكبات تتوالي يوميا ، نكبات نعيشها بعيدا عن انتمائنا وعشقنا لفلسطين تحت هول انفجارات التعصب والتحزب ، وموت الضمائر .
ومن ذكري لذكرى ... ومن نكبة لنكبة يتواصل نزف الوريد ليرسم اسم فلسطين والوطن على ترابه المجبول بدماء الأوفياء ....



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا الأمة من الأولويات إلى الثانويات
- الجدار العراقي إنعكاس منتظم للجدار الفلسطيني
- المواطن العربي وغلاء ألسعار
- الاسرة والتنشئة الاجتماعية
- عولمة الأحزاب المنتصرة سياسيا
- مقابلة لصحيفة المستقلة اليمنية
- القمة العربية رحم لا يلد
- نحمل المنجل
- للفساد آباء فى كل مكان
- على اي ذكري نتباكي
- آه يا مخيمي احبك
- اضرب الفخار يبان عيبه
- فلسطين ..حنين الغربة والسجن .. وغربة الروح
- حكومة توافق وليست حكومة ثوابت ..
- من رحم التفاهه يولد التافهون
- شعب واحد موحد أهم من حكومة وحدة وطنية
- الجبهه الشعبية على مقصلة القتله
- اختطاف الامريكيات الثلاث التوقيت الغاية الهدف
- الشراكة الوطنية وممثلي الكومبرس
- وإذي الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت ؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حزيران وخريف فلسطين