|
الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 12:58
المحور:
حقوق الانسان
هنالك فرق بين ألإنسان الذي يحيا وألإنسان الذي يعيش, فحتى يستمر ألإنسان بألنمو البيولوجي الطبيعي فهو بذلك بحاجة إلى ألماء والهواء والطعام حتى يحافظ على وجوده البيولوجي ونموه الطبيعي وهذا النوع من الوجود ألإنساني لا نطلق عليه كلمة الحياة بمعناها الإصطلاحي العميق للكلمة , فحتى يحيا ألإنسان أيضا لا بد من شيء يحس به مثل : الكلمة ألطيبة ألتي تحدث عنها ألسيد ألمسيح. وقصة حب عاطفية بين إثنين . ومشاعر وأحاسيس . وذهن وعقل ممتلىء بالأفكار . وهدف يحيا ويعيش من أجله . و قيمة زائدة من ألحرية . إلخ.................... وقد قال ألسيد ألمسيح: ليس بالخبز وحده يحيا ألإنسان , وأشار بعد ذلك ألسيد ألمسيح إلى ألكلمة ألطيبة ولم يخرج ألإسلام عن مثل تلك ألتعاليم وأشار ألقرآن إلى ألإنسان ألذي يعذب يوم ألقيامة بقوله: له معيشة ضنكا ونحشره يوم ألقيامة أعمى . ولم يستعمل ألقرآن هنا كلمة له : حياة ضنكا كبديل عن كلمة له معيشة ضنكا . وذلك أن ألعرب كانت تفرق بين ألحياة وألعيش ففي باقي آيات ألقرآن يتحدث فيها القرآن عن الذين لهم ألجنة بإستعمال كلمة ألحياة بدل كلمة ألعيش , وبغظ ألنظر عن ألآيات القرآنية وألإنجيلية فإن ألجميع فرقوا بين إستعمال كلمة ألحياة وألعيش. وحتى ينموا ألإنسان يكون بحاجة إلى ألماء وألهواء ولكن ذلك لا نعده حياة طيبة ينعم بها ألإنسان بل تلك عيشة ضنكا بدون مشاعر وأحاسيس فما ألذي يجعل ألإنسان يشعر أنه يحيا ؟ لابد أن هنالك مسببات تجعل ألإنسان أكثر سعاد ة وما تلك ألمخترعات وألأكتشافات ألتي يسعى ألإنسان بألوصول إليها إلا من أجل زيادة سعادته وتوصيل رسالة عنوانها : ألحياة ألكريمة , فهل نحن نحيا حياة كريمة ؟ وبألرغم من أنني لست متشائما ومتفائل دائم بألحياة ألا أن الحياة ألتي نحياها ليست حياة كريمة نرتضيها لأبناء شعبنا ولنا ولأبنائنا من بعدنا. وما زلنا نشعر ونحس بهذا ألإحساس لأن أٍسلافنا وآباأنا كانوا مثلنا يرتضون ألذل والمهانة فلم ينعموا هم بالحياة الكريمة وكذلك ورثنا عنهم حياة غير كريمة .
وألإنسان بطبعه ينقل مواصفاته ألوراثية إلى أحفاده ولأن آباأنا كانوا لا يتمتعون بصحة جيدة بسبب سوء ألتغذية وكما كانوا يموتون وهم في الثلاثين من ألعمر والخامسة والثلاثين من ألعمر فقد أورثونا ألأحساس بألكبر ونحن في ذلك ألسن من ألعمر لأنهم لم تحبل منهم نساؤهم وهم في الخمسين من ألعمر لكونهم ماتوا قبل ذلك لذلك فإن سن الخامسة وألثلاثين من ألعمر هو أقصى درجات ألعمر وبذلك ومن ألملاحظ عندنا أن معظم ألنساء في ألعالم تصاب بسن أليئس في بداية ألأربعين من ألعمر . لقد كان الناس من قبل ألديمقراطية وتحسين ألإنتاج يتعبون جدا في كسب لقمة عيشهم وكانوا لا يحيون حيا ة طيبة وكانوا يعيشون فقط على بعض مقومات ألحياة وحتى نتجنب نحن ألوقوع في شرك ألحياة ألقديمة لا بد لنا من أن نسعى إلى إيجاد حياة كريمة لنا ولأبنائنا من بعدنا . وما زلنا على ألصعيد ألشرقي نحتفظ طوال ألنهار فقط في بقائنا أحياء لا غير ولا نحلم بالتغيير ولا نحلم بألإستمتاع بوقتنا مع من نحب ونرغبهم . هنالك فرق بين الإنسان ألأي يحيا وألإنسان ألذي يعيش . ولتكن حياتنا كما قال الشاعر: إيليا أبو ماضي : فتمتع بالصبح مادمت فيه لا تخف إن يزل حتى يزولا واطلب أللهوى كما تطلب ألأطيار عند ألهجير ظلا ظليلا أنت للأرض أولا أو أخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا كل نجم إلى ألأفول ولكن غاية ألنجم أن يخاف ألأفولا ما أتينا إلى ألحياة لنشقا فأريحو أهل العقول ألعقولا إن حياة ألناس في ألشرق ألأوسط كلها وجع واكتآب. حروب في بغداد ولبنان وإرهاب فكري ولا نستيقظ إلا على أخبار انفجارات وإعتقالات ونفتقر إلى سماع ما يجعلنا نشعر أننا نحيا حيا ة طيبة . ويستطيع ألإنسان أن يأكل ويشرب ويستمر في ألعيش ولكنه من ألملاحظ أن نومه غير هادىء ولا يمكن للإنسان أن يحيا حياة طيبة ونومه غير هادىء فمعظم ألناس تنام بصعوبة نتيجة صعوبة ألممارسة ألغير طبيعية للحياة ومعظم ألأحلام مزعجة وقد لاحظت من خلال تجوالي في ألمكتبات ألعامة وألخاصة وسألت عن أكثر ألأكتب بيعا فقيل لي : ألكتاب ألأكث ر بيعا هو كتاب :تفسير ألأحلام لإبن سيرين . ترى ماسبب ألإقبال على مثل هذا ألكتاب؟ لابد أن ألأحلام ألمزعجة هي ألتي تقف خلف ألسبب فلأنسان بطبع لايسأل عن ألأشياء ألمفرحة في ألأحلام ويكتفي فقط بألتفاؤل بها ولكنه يسأل عن ألأشياء ألتي تقلقه لإالحياة كلها قلق في ألشرق ألأوسط لذلك فأحلام ألناس غالبته مزعجة بسبب كثرة التوترات أليومية . إن ألحيوانات الأليفة هذا أليوم شبعانة من ألخبز ولكنها لا تحيا حياة طيبة وهذا ألأمر يشبه ألإنسان ألذي يعيش على الخبز وحده كما قال :السيد المسيح . والانسان الشرقي العربي لا يساهم بترفيه نفسه وأولاده وأفراد أسرته ويمارس ألقمع ألفكري بكل مظاهره وكبت مشاعره ورغبته في الإستمتاع بألأشياء ألتي تؤهله لأن يحيا حياة طيبة . فما معنى أن نأكل ونشرب وننام ؟ هذا معناه حياة بهيمية فالكروش منتفخه والعقول فارغة . إن ألأحياة ألتي نريدها هي : ألتي يزداد دورنا فيها في ممارسة حقنا الشخصي , وقد قال الفقهاء : إن ألله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه . نحن محرومون حتى من إنتقاد ذواتنا ونحن محرومون حتى من الكلمة الطيبة وقراءة ما نريد داخل بيوتنا فهنالك قمع إجتماعي ظاهر في حياتنا أليومية
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حياة ألناس
-
تحديد النسل 2
-
التاريخ والحكمة والتزوير
-
لغة ألمجتمع ألمدني ألحديث
-
رسالة الى ابي
-
تحرير العبيد
-
القيم الأجتماعية وتفسير الظواهر
-
الزكاة كلمة غير عربية
-
الكفار والمجانين
-
العقاد من قمة رأسه الى أخمص قدميه
-
جهاد علاونه ليس كافرا
-
المجتمع العربي مجتمع الحظ والصدفة
-
عباس محمود العقاد
-
عباس محمود العقاد:من قمة رأسه الى أخمص قدميه
-
سيد درويش
-
المجتمع العربي مجتمع غير سوي
-
التكفير عن خطايا الرأسمالية
-
أم كلثوم وهيفا وهبي
-
مؤسسات المجتمع المدني 1
-
الأخلاق
المزيد.....
-
خلال جلسة لمجلس الأمن: الأمم المتحدة تحذّر من تقويض حل الدول
...
-
مصر.. حكم بالإعدام شنقا للمتهم في قضية -غدر الأصدقاء- وعقوبة
...
-
السعودية تتصدر الشرق الأوسط في تصنيف جديد للأمم المتحدة
-
بيربوك تلمح إلى إمكان اعتقال نتنياهو في حال دخوله إلى ألماني
...
-
لماذا أيدت الصين قرار اعتقال نتيناهو؟
-
مع قرب الذكرى الخامسة لمجزرة الزيتون.. اعتقال الناشطة دعاء ا
...
-
مليون ونصف نازح سوداني يواجهون خطر المجاعة مع شح المساعدات
-
وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن
...
-
ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
-
البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|