أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لا حياء في السياسة














المزيد.....

لا حياء في السياسة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 11:57
المحور: كتابات ساخرة
    


كم كنت أستمتع، في سالف العصر والأوان، و"يا حسرة"، وفي أيام الفتوة والعنفوان، بلقاءات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، اليهودية التشيكية الأصل، مادلين أولبرايت خليفة "الحردان" وورين كريستوفر، في لقاءاتها المتكررة مع ملوك، ورؤساء، وسياسيين أعراب، وهي تضع ساقاً فوق ساق، وتستعرض على الملأ، تلك الأفخاذ الشهية البيضاء المكتنزة الجميلة، في وصلات "الستربتيز" السياسي تلك التي كانت تلوّع المواطن العربي أيما تلويع، وتثير لديه لواعج الألم، ونوبات هستيرية من التشنج والصرع السياسي والاحتقان. وقد كنت أنتظر وأتطلع لتلك اللقاءات بشوق ولهفة كبيرتين، ليس لما سوف يتمخض عنها، ولا سمح الله، من قرارات ونتائج وتوصيات على مستقبل شعوب المنطقة التي أنهكتها الحروب والفقر والاستبداد ، بل لأرى آخر تقليعات، وموديلات التنورات التي كانت ترتديها الوزيرة طيبة الأعطاف، وما تخفي تحتها من سيقان وجمال، وإثارة، وإغراء.

وفي الحقيقة، لم أعد أتذكر من كل تلك اللقاءات، والاجتماعات، و"الخلوات" الدافئة والحارة، مع الوزيرة المذكورة، سوى تلك اللقطات الستربتيزية المثيرة للشبق والهياج، حيث لم يتمخض في الواقع عنها أي شيء يذكر على صعيد السياسة، والاقتصاد، والوضع العربي العام. وكم كنت أتمنى في سري، وفي علني، ويشهد علي الله، يا شباب، أن يبتسم لنا مسؤولونا وسياسونا، ويعطوننا من الأهمية والاعتبار، كما يفعلون، ويبتسمون، ويبشون، ويهشون عند لقاءاتهم بالمسؤولين الإسرائيليين والأمريكان، الرجال منهم والنساء، على حد سواء.

وكم كان الموقف يبدو متناقضاً، ومتنافراً وليس في السياق، في تلك الأجواء العامرة المفعمة بالوقار والتشدد والتزمت والأصولية والعبوس والقرف والتكشيرات، في مجتمعات الذكورية المطلقة، حيث يـُحجر على المرأة، ويـُمنع الاختلاط بها، وتـُعتبر أية خلوة بها، ذريعة شرعية ومبرراً لافتراسها دونما إبطاء، ولا يمكنك أن ترى لا بالمجهر ولا حتى بتلسكوب هابل العملاق The Hubble Telescope، امرأة سافرة كاشفة، "كاسية عارية"، والعياذ بالله، وسط محيط مائج من الذكورة المطلقة، والفحول الهائمين الذين تقطعت بهم السبل في المكان، ولا حول لهم ولا قوة ولا مفر لهم من مواجهة هذا التنغيص والشقاء والإحراج.

وفي الأمس القريب تابعت، وبشغف نادر، ومنقطع النظير لقاء الغادة الشقراء، والفاتنة الهيفاء، ولهلوبة الأعراب تسيبي ليفني، وزيرة خارجية إسرائيل، مع وزراء خارجية عرب "بارزين"، وهم يجلسون بحضرتها، و"يا عيني عليهم"، كالتلاميذ النجباء الطيبين الودعاء، يعتريهم صمت وخشوع مطبق واهتمام، أمام فارسة السياسة والأحلام، ورسولة أولمرت المسالم للأعراب، تلك الآية الخارقة من الحـُسن والجمال، يطلبون ودّها، ويتبركون بها، وتمارس عليهم ساديتها المفرطة، وتتدلل وتتغنج أمامهم بدلع واستلعاب، وتوزع الابتسامات ذات اليمين وذات الشمال، فيما المواطن العربي البسيط "المعثر"، يئن ويبكي دماءً، وهو يتابع هذه الوصلة ويتلوع، ويتحسر، ولا يجد تفسيراً مقنعاً لذاك الكم الهائل من المداعبات والمجاملات، وهو مازال ينتظر، ومنذ عقود، حلاً، لعشرات الملفات التي تنغص حياته بدءاً بالحاجة للخبز والتعليم والصحة والأمان، وليس انتهاء بملف الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولن يستطيع نفس المواطن أن يتذكر من ذاك اللقاء، لا اليوم، ولا غداً، سوى تلك الإطلالة الساحرة لهذه المرأة الدبلوماسية الذي يبدو أن طغيان سحرها وجمالها وسحرها قد شل حركة ولسان واستراتيجيات الدبلوماسيين الأعراب.

ولا أدري في الحقيقة ما هو السبب في إصرار الإدارة الأمريكية، والإسرائيلية، في هذه الأيام العصيبة والمصيرية من تاريخ أمتنا المجيد، في تعيين نساء في هذه المناصب الحساسة. فقد أفاد أحد الخبثاء بأن الوضع لا يحتمل، ولا يستأهل أن ترسل الإدارات المذكورة فحولاً، وذكوراً لهكذا مهمات، وملفات محسومة سلفاً، ولا تستلزم كل ذاك العك والعناء، وتتكفل بحسمها الجميلات والفاتنات، وحتى بعض موظفات العلاقات العامة التي يسيل لهن لعاب الساسة الأعراب. ولذا صرت أخشى أن ترسل لهم في قادمات الأيام واحد من الصبيان، أو الغلمان ليفاوضهم على مستقبل المنطقة وخرائط الزواريب، والطرقات التي تعج بها رفوف وزارات الخارجية الدولية.

ومع التقرير اللاذع والمرير للجنة فينوغراد التي حشرت أولمرت وحكومته في زاوية حادة لا يحسد عليها، لم يكن هناك بد من تحقيق انفراج، وفتح، واختراق إلا عبر التوجه إلى عواصم الأعراب، حيث يأتي "المدد"، ويمكن تحقيق الانتصارات السهلة والمعجزات السياسية، التي لا يمكن أن يحققها أولمرت في هذه الظروف، بالذات، إلا على حساب تواضع وضعف وهشاشة الوضع العربي التائه بين عواصم القرار، وهذه هي ربما إحدى أهم الدواعي الوحيدة لذلك الاجتماع.

قاعدة سياسية جديدة، عنوانها لا حياء في السياسة، على غرار القاعدة الشرعية لا حياء في الدين، يطبقها الساسة العرب، حيث صاروا يفعلون كل شيء، على الملأ، وأمام الكاميرات. ولقاء تسيبي ليفني مع وزراء الخارجية العرب كان ناجحاً لجهة واحدة فقط، وهي التمتع، وليس إلاّ، بمنظر تلك الغانية الدبلوماسية الرائعة ليفني التي دوخت ذوي الألباب، ولا يمكن أن تتخطاه الذاكرة في يوم من الأيام، حتى وإن كنا قد افتقدنا شيئاً من الإثارة والفتنة والإغراء، كان ممكن أن يوفرها عدم ارتدائها لـ"البنطال"، على غرار ما كانت تفعله نظيرتها، طيبة الذكر والأعطاف، مادلين أولبرايت.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الدولة الدينية
- لا لتركيا الإسلامية
- شكراً فينو غراد
- من يشتري الهوية العربية؟
- حوار مع آفاق
- لماذا لا يكرهوننا؟
- هل العولمة شريرة؟
- هل كانت الأديان ضرورية؟
- الاتجاه المعاكس
- وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!
- توضيح حول مؤتمر زيوريخ
- أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها ...
- حوار مع أصولي
- حذارِ من الضحك والابتسام !!!
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
- مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
- كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
- الانهيار الطبقي


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لا حياء في السياسة