أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الكنيسة والمسكوت عنه















المزيد.....

الكنيسة والمسكوت عنه


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بمناسبة ما صدر ويصدر من تعليقات على بعض العبارات التي صدرت عرضاً، من بعض المتحدثين في مؤتمر العلمانيين الأقباط الثاني، والذي عقد في 26 و 27 أبريل 2007، والتي تعرض فيها البعض (خروجاً عن الأطروحات الأساسية) لشرح طبيعة الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، ولعدم دقة بعض الترجمات للكتاب المترجم أساساً عن اللغة اليونانية، ومن المفترض عند أهل العلم (الذين يبدو أن الكنيسة قد أفرغت منهم في عصرنا هذا) أن المفاهيم وأدوات الإشارة إليها التي هي الكلمات، تختلف من ثقافة إلى ثقافة، ومن لغة إلى لغة، وبالتالي يصعب أو يستحيل نقل بعض المفاهيم بدقة مطلقة وكلمات قليلة، من لغة أساس إلى لغة أخرى، وأن محاولة مجرد الاقتراب من الدقة المطلقة قد يقتضي في بعض الحالات نقل معنى كلمة واحدة بعشرات أو مئات الكلمات.
تعلم قيادات الكنيسة ذلك جيداً، لكنها لم تشأ –لأسباب تُسأل هي عنها- أن تعلم الشعب وعموم الكهنة التعليم الصحيح، وتركتهم يتصورون أن الترجمة العربية للكتاب المقدس (طبعة بيروت) المنتشرة بين أيدينا هي كلام الله الحرفي، بالمفاهيم الشائعة لما ورد بها من إشارات لغوية، أي كلمات.
لم تشأ الكنيسة أيضاً –لأسباب مجهولة لدينا- أن تعرف عموم الكهنة والشعب الفرق بين طبيعة الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، حسب ما هو مستقر في المفهوم المسيحي والأرثوذكسي، وبين مفهوم آخر مغاير للوحي، قوامه فكرة التنزيل النصي، ولقد صمتنا طويلاً على إحجام قادة الكنيسة عن التعليم الصحيح، وعزونا ذلك إلى عدم قدرة العامة على استيعاب مثل هذه الأمور، وبأنها يمكن أن تثير من البلبلة أكثر ما يمكن أن تحقق من تصحيح وتقويم، كما بررنا إحجامهم أيضاً بأن الساحة الثقافية المصرية محتقنة بخطاب ديني متهوس، لا يترك مساحة للعقل والعقلانية.
لكن أن تتصيد قيادات الكنيسة كلمات حق قيلت عرضاً في مؤتمر العلمانيين، وتستخدمها في حربها ومقاومتها لتيار الإصلاح والتطوير، وتوهم البسطاء وغير المضطلعين أنها من قبيل الهرطقة والخروج على الدين، فهذا تصرف كنا نأمل ألا يصدر من قيادات دينية نكن لها كل الاحترام والتوقير، رغم الاختلاف في الرؤى، المفترض أنه لا يفسد للود قضية.
ومادام الأمر كذلك فلا مفر من أن نعرض بعضاً من المسكوت عنه، أو المضنون به على غير أهله، وبداية نقول أن الإيمان المسيحي الصحيح بمسألة الوحي الإلهي لابد وأن يتأسس على الآية: "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"2 بط 1 : 21 ، ومعنى الآية واضح، فليس الله هو الذي يتكلم، لكنه الإنسان ممثلاً في "أناس الله القديسون"، لكن ما يتكلمون به ليس أهواء نفوسهم، لأنهم مسوقون من الروح القدس، وهذا يختلف جذرياً عن مفهوم الوحي المباشر والحرفي.
والآن نكف نحن عن الكلام، ونكتفي بأن نعرض وبدون تعليق مقتطفات من كتاب: "مقدمات العهد القديم – ومناقشة الاعتراضات"، الصادر عن الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – بالقاهرة.
تأليف: د. وهيب جورجي كامل – دكتوراه في العلوم الدينية جامعة إستراسبورج بفرنسا – وأستاذ العهد القديم بالكلية الإليريكية للأقباط الأرثوذكس بالقاهرة
طبعة أولى عام 1985م – الناشر أسقفية الشباب – رقم الإيداع بدار الكتب 7054 / 1984
تتصدر الصفحة الثانية منه صورة قداسة البابا شنوده الثالث، وفي الصفحة الثالثة مقدمة للأنبا موسي، يقول فيها أن ما جاء بالكتاب كنز ثمين، ثم تقديم للمؤلف يقول فيه، أن هذه الدراسات قدمت إلى طلبة الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس منذ أكتوبر 1948، ولا زالت مقرره عليهم حتى تاريخه.
والآن هذا بعض مما يحتويه هذا الكتاب:
v عن سفر التكوين يقول في ص 30: "التفسير الأول: ينسب أصحابه ترتيب أيام الخليقة بالكيفية الواردة بسفر التكوين إلى موسى النبي، أما الله تعالى فقد أصدر أمره بكلمة واحدة، فتكونت الخليقة بكل عناصرها . . . . في لحظة واحدة وطرفة عين . . . . . وأهم القائلين بهذا الرأي هم: أوريجانوس – إكليمنضس السكندري – أثناسيوس الرسولي – إغريغوريوس النيسي – يعقوب الرهاوي – ثم جاء أغسطينوس من بعد مؤيداً لهم".
v في تفسيره لآية "في البدء خلق الله السموات والأرض" يقول في ص33 : "والغة الأجنبية تفرق في التسمية بين هذه الأرض، وبين كوكب الأرض، إذ يبدأ اللفظ الأول بحرف صغير earth فيؤدي معنى "عالم الحياة المادية" . . . . . أما كوكب الأرض الوارد في تك 1 : 10 فيبدأ بحرف كبير Earth. – مما سبق نخلص إلى أن المعنى المقصود من السموات والأرض: هو الفراغ الكوني وعالم المادة، في مرحلة بداية التكوين".
v في ص 67 تساؤل عن كيف استطاع موسى النبي معرفة الأحداث وسلسلة الأنساب السابقة على تاريخ حياته . . . . ، وجاء الرد ص 68 في ثلاثة أجزاء، يقول في "ثانياً: لعب التلقين الشفهي والتقليد المتوارث دوراً خطيراً في توصيل المعلومات الأولى الواردة بسفر التكوين إلى عصر موسى النبي".
v في ص 71 اعتراض يقول: ورد في جدول أنساب الآباء، في كل من الترجمة السبعينية – تك 10 : 24 وإنجيل لوقا 3 : 36 ، اسم قينان بعد شالح. بينما لم يرد هذا الاسم في النسخة العبرية. وجاء الرد: "سقوط اسم "قينان" من جدول الأنساب العبري، ينسب إلى النساخ ولا يقلل من عمل الوحي الإلهي."
v عن أسفار موسى الخمسة والمراحل التي مرت بها، يقول ص 53: "ربما كان بعضها كتب بيد يشوع بن نون، أو من عاصره. ومن المحتمل أيضاً أن يكون اعتمد في تسجيلها أحياناً على التقليد الموروث، والنقل الشفهي عن الثقاة من شيوخ عصره.". ويكرر نفس المعنى ص 98 عن تدخل صموئيل النبي في كتابة أسفار موسى.
v في ص 208 يرد على اعتراض بتفاوت بعض الأرقام الإحصائية الواردة في سفر أخبار الأيام الثاني، عن نظائرها الواردة بسفري الملوك، وجاء بالرد: "وأغلب الظن أن تكون الوثائق الإحصائية التي نقل عنها كتبة الأسفار قد تغيرت أثناء فترة تشييد هيكل الرب، بيد سليمان الملك، وبكامل رغبته، وكل كاتب نقل عن مصدر يختلف عن الآخر."
v وفي الرد على اعتراض آخر ص 209 يقول: "فالتفاوت في تحديد كل سفر لسعة البحر، يرجع إلى وجهة نظر الكاتب أو مجرد أخطاء في النقل.
v في ص 211 يقول: "أجمع المفسرون على أن النص الوارد في 2 أي 22 : 2 نتج عن خطأ في الترجمة أو النقل، دون قصد من الكاتب . . . . لهذا يرفض دارسو الكتاب المقدس الأخذ بالنص الوارد بأخبار الأيام الثاني مكتفين بتأكيد صحة النص الوارد في 2 مل 8 ك 26 "، وفي نفس الصفحة يعود ليقول: "غير أننا نرجح أن التفاوت العددي الملحوظ في بعض الأحداث الواردة بأسفار أخبار الأيام ناتج عن نقلها من مصادر متعددة، بعد فترة السبي البابلي لمملكة يهوذا، التي امتدت إلى سبعين سنة. ولاشك في أن أكثر المصادر القديمة، كان قد تعرض –في تلك الفترة الطويلة- إلى التلف أو الضياع لبعض أجزائه"
v في ص 222 يقول: "لم يعترف أثناسيوس الرسولي وإغريغوريوس النزيانزي وغيرهما بقانونية سفر أستير لخلوه من اسم الله"
v ص 357 في الرد على اعتراض يقول أن بولس الرسول أورد في 1 كو 2 : 9 نصاً محرفاً من أشعياء 64 : 4، يقول المؤلف "بالمقارنة بين الترجمات المختلفة لهذا النص، نلاحظ أن ما نقله بولس الرسول كان صحيحاً ودقيقاً، ويكاد يقتصر التفاوت السابق على الترجمة العربية وحدها. ونعود إلى ما أوردناه في رد الاعتراض السابق، وهو أن الرسل والتلاميذ لهم حق استخدام المعني في مضمون الكتاب المقدس دون تقييد أو التزام بحرفية الألفاظ، ولا يعد ذلك تحريفاً."
نكتفي بهذا القدر من مقتطفات هذا الكتاب الأرثوذكسي الرسمي للكنيسة، والذي يوضح ببساطة وبجلاء، أن ما جاء عرضاً على ألسنة بعض المتحدثين بمؤتمر العلمانيين الثاني، لم يكن من قبيل الطعن في الكتاب المقدس، ولم يكن خروجاً على التعليم المسيحي الأرثوذكسي القويم، بل إن ما عدا ذلك هو الخروج على المفاهيم المسيحية والأرثوذكسية المستقرة منذ ما يقرب من ألفي عام.
اخترنا في مقاربة الموضوع هذا الكتاب بالتحديد، لأنه يمثل تعاليم الكنيسة، ولأننا جميعاً ملتزمون بالتبعية بمفاهيمه، ونأمل أن نتوقف، ويتوقف الجميع عند هذا الحد، فالغوص أكثر في هذا الموضوع لا يخدم أي طرف من الأطراف، ولن يخدم الشعب الذي يتطلع مندهشاً وهو يرى قادة الكنيسة يعادون بعضاً من أبنائهم، لكن إذا أرادوا أن يستمروا فسوف نستمر، ليكون لقاءنا التالي مع علماء آخرين من دارسي الكتاب المقدس، ومع كتب أخرى، ربما عدها البعض أكثر موضوعية، وأكثر صرامة علمية!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على مؤتمر العلمانيين الأقباط
- الكنيسة القبطية والفوضى الخلاقة
- حوار ولا جدوى
- مرحباً بالعلمانية الدستورية
- أوليجاركية نعم . . ديموقراطية لا
- العلمانية هي الطريق
- عفواً يا قداسة البابا
- الوطن والمواطنة
- المادة الثانية والخيارات الصعبة
- المادة الثانية وهوية مصر
- المراة والأقباط و-خيال المآتة-
- نحن والدستور
- الإخوان والإيهام في القول
- عودة إلى الرهبنة والكنيسة
- العسكرتارية الرهبانية والكنيسة القبطية
- صدَّاميون بلا حدود
- جبل العروبجية يتصدع
- ذئاب على موائد الحوار
- ألف باء عقلانية
- كنيسة مصرية جداً


المزيد.....




- “اضبطها الآن وفرح أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...
- المقاومة الاسلامية تنفذ عددا من العمليات ضد مواقع وانتشار جي ...
- البحرين تدين اقتحام وزيرين إسرائيليين المسجد الأقصى
- كبار حاخامات اليهود يؤكدون تحريمهم القاطع لاقتحام المسجد الأ ...
- اشغلي طفلك وريحي بالك.. تعرف على تردد طيور الجنة الجديد 2024 ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - الكنيسة والمسكوت عنه