|
الأقباط فى الأمثال الشعبية 7
جورج شكرى
الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
" أسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى " " هي كارثة حين يصبح أعظم انتصار للمسلمين فى مصر أن تعلن مراهقة مسيحية إسلامها !! يهلل الكثيرون لإسلام فتاة مراهقة أو سيدة تسعى للطلاق من زوجها، ويتحول الأمر إلى نصرة قوية وفرحة عظيمة كأننا غزونا أوروبا بعلومنا و صادراتنا، كأننا اخترعتا دواء للفيروس سى أو اكتشفنا معادلة فيزيقه سوف تغير شكل العلم والعالم، كأننا انتصرنا على إسرائيل.. نعم يقاتل شباب متحمس من أجل هذه المرآة أو الفتاة كأنهم فى غزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويبشرنا إعلام طائفي مقيت وتافه بهذه الأخبار كل يوم معبرا عن مشاعر الفرحة ومغذيا مشاعر الشماتة " إبراهيم عيسى - وطن مُختل
ورد مثلنا هذا " أسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى " فى عدد لا بأس به من قواميس ومعاجم الأمثال الشعبية - خاصة الحلبية منها - ولقد وقعنا عليه وارداً بعدة صيغ , يفرقها اختلاف الألفاظ , ويُجمعها تشابة وتوحد المعنى - أسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى - أَسْلَمَتْ سارة لا ربحَوا الإسلام ولا خسروا النصارى - أسلمت سارة لا انتصر الإسلام ولا أتغلب النصارى - أسلمت سارة لا كتروا الإسلام و لا قلوا النصارى كما إننا وقعنا عليه وارداً وبصورة تدرجه تحت بند المُتداول على لسان " الجماعة الشعبية " فى جميع أرجاء معيشة ناطقي اللغة العربية أما على الشبكة العنكبوتية فقد وجدناه متناثراً فى ردود المنتديات ومساحات التعليق على الموضوعات والمقالات التى تتناول - وبصورة شماتة فجة - حالات التحول من المسيحية إلى الإسلام والمثل هنا هو لسان حال كل مسيحي يحاول أن يرد كيد المُعتدين عليه زوراً وبهتاناً بأخبار من هنا وأخرى من هناك عن شاب قبطي اهتدى او فتاه دخلت إلى الأسلام او قوم من النصارى دخلوا فى دين الله أفواجاً وغيرها بالطبع من هذه الأخبار التى يبشرنا بها - ودوماً - إعلام مقيت يتعامل بشعار ( اسلم تسلم وإلا مت بغيظك ) وهو كذلك لسان حال كل مسلم مُعتدل مُستنير يحاول إن يقدم جرعة مهدئة لروع المجاهدين فى سبيل الله ممن يرفعون رايات الانتصار لمجرد أن فتاه دخلت فى الإسلام حباً فى ( حمادة ) ابن الجيران الرقيع او أن شاب تدله فى حب ( زينب ) زميلة الجامعة الحسناء " وهي كارثة حقاً حين يصبح أعظم انتصار للمسلمين فى مصر أن تعلن مراهقة مسيحية إسلامها !! "
" أسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى ".. إنها إذن الحكمة المنطقية التى تنأى بنا جميعاً عن كل السجالات الطائفية وكل المقارنات العددية الجدلية غير المحايدة وغير المنطقية التى نتعامل بها مع مثل هذه الحقائق وكأن الله - له كل المجد - سيختار الشعب الأكثر عدداً ليكون له شعباً وليصنع له هو بينه مسكناً ولعلها الحكمة التى من الممكن ان تصلح كخطوة أولى وصادقة فى طريق طوله أميال نحو تحقيق ما نصت عليه المواثيق الدولية نحو الحقوق المدنية والسياسية وعلى الأخص الحق في حرية الدين أو المُعتقد وذلك من بين ما أقرته تلك المواثيق من حقوق وحريات
ولعل المفارقة الطريفة التى أوردها الأستاذ ( محمود الزهيرى ) فى معترض رده على تصريحات د. محمد عمارة الأخيرة من ان ( مصر تشهد اكبر موجة تحول من المسيحية إلى الأسلام ) ومقاله المُعنون بـ ( ماذا يشغل عقل المفكر الأسلامى ؟ محمد عمارة نموذجاً !! ) توضح ما ألت إليه العقلية الإسلامية وعقل المفكر الأسلامى كنموذجاً لها وتعبر فى ذات الوقت عن الثقافة الشعبية السائدة إزاء هذه الأفكار " هل من المكن ان يجرى المفكر الأسلامى محمد عمارة مقارنة بين زيادة اعداد البوذيين والكونفوشسيين والذرادشتيين وعباد البقر فى الهند واليابان والصين وبين زيادة اعداد المسلمين أم ان المقارنة لا تجوز حسب تكوينه النفسى والوجداني والعاطفي إلا بين المسلمين والمسيحيين فقط ؟! هل تهتم الحضارة الإسلامية بزيادة اعداد المسلمين بمقارنتهم بأعداد المسيحيين دون المقارنة بأعداد الوثنيين ؟! ( يزيد أتباع الديانة البوذية عن المليار ونصف المليار فى الصين وعباد البقر فى الهند 800 مليون - بحسب ما أشار الأستاذ محمود الزهيرى - ) وعلى القياس يبقى التسأول , لماذا لم يقل المثل مثلاً ( اسلم عز الدين لا زود المسلمين ولا قلل البوذيين ) لأن المقارنة - وكما يبدو - لا تجوز بحسب التكوين النفسى والوجداني والعاطفي للجماعة الشعبية فى العالم العربي إلا بين المسلمين والمسيحيين وكأن ثمة سباق - غير مُعلن او مُعلن - بين الأسلام والمسيحية
وحتى يتسنى لك عزيزي القارىء ان تستشعر مقدار ما يصاحب حالات التحول من المسيحية إلى الأسلام من تهليل وتكبير وبسملة وحوقله واستعاذة , دعونا نروى لكم ما حدث فى ليل الأحد 8 / 10 /2006 إذ انطلقت زفة ماجنة ما بين الإفطار والسحور على شرف اسلمة شاب قبطي فى صحن كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالزقازيق البسوا الفتى ملابس الهداية ( جلباب وطاقية من اللون الأبيض ) وأخذوه بـ " زفة " قوامها مئة وثلاثين مُتطرفاً فى فناء الكنيسة ثم دخل منهم ثلاثون شخصاً إلى صحن الكنيسة ( حرم الكنيسة ) وظل الباقي بالفناء واخذوا يعيثون مُجوناً من طبل وزمر وتهليل وشتم وسب لمدة ساعتين متواصلتين بغير خشية من ان تجابههم الجهات الأمنية .. زفة ماجنة أقامها متطرفوا مُسلمي الزقازيق على شرف شاب اهتدى ... زفة غطت - حسب وصف جريدة الكتيبة الطيبية - على صوت قرع المسحراتي وحين حاولت أحدى الأسر المسيحية إيقاف هذا التعدي تلقوا علقة ساخنة بسبب غيرتهم على تحويل صحن كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت إلى ملهى أقيم فيه المجون والطبل والزمر لمدة ساعتين
والمُلفت يا سادة للنظر والداعي إلى الأسف والتصعب هو ما نجده من إعلامنا العظيم من حالات ترصد غير مُحايد لهذه الحالات إلى حد المبالغة فى فبركة بعضها فتارة يعرض لإسلام ( مايكل جاكسون ) وتارة أخرى يعرض لإسلام اللاعب البرازيلي الساحر ( كاكا ) - وفى مصر كل لاعب اجنبى مسيحي أتى إلى الملاعب المصرية مُحترفاً - , تارة يتحدثون عن نيل ارمسترونج الذى حسُن إسلامه إذ سمع صوت الأذان وهو على سطح القمر وتارة أخرى يتحفوننا بالحديث عن يوسف اللبنانى الذى سمع الأذان وهو غطاسأً على عمق 42 متر تحت الماء ( فى هذه قدم الأستاذ خالد السعيد لوحة كتابية ساخرة إذ قال " ها نحن أمام النسخة المائية المقابلة لأختها النسخة الفضائية، وما بينهما آذان يمتد من أعمق نقطة في البحر ليلتقي بأعلى نقطة في السماء. أهو آذان حقيقي أم حلم شاهق يؤسس للإسلام قواعده في البحر وقبابه في السماء؟! ) وقد وصل الشطط بالبعض إلى حد التحدث عن نطق البابا ( يوحنا بولس الثاني ) للشهادة ودخوله للإسلام قبيل موته وعن إسلام البابا ( بنتدكتس ) تو ذهابه إلى تركيا ودخوله إلى المسجد المبنى على أنقاض كنيسة اجيا صوفيا ناهيك بالطبع عن المبالغات الإعلامية المُستفزة التى تعرض بصورة فجة ومُضحكة وعبر قصص تعانى من فقر الحبكة وأنيميا الدراما عن دخول الشمامسة والقساوسة والأساقفة إلى دين الله افواجاً ومُصيبة ذلك العرض الأسلامى هو انه يتم دون استحياء او دون شعور بمرارة الخيبة والوكسة القوية ولعل أروع قصة خيال علمي تُقرأ فى هذا الصدد هي قصة ( رجل مسلم أسلم على يديه كل من كان في الكنيسة ) والتى تروى قصة رجل مسلم دخل الكنيسة لظروف اختلفت المصادر المتعددة للقصة فى ذكرها - الغاية ان ثمة حوار دار بين قس الكنيسة ( هو بطريرك او كبير قساوسة فى مصادر أخرى ) والرجل المسلم حوار قام فيه القس بتوجيه ما يقرب من 24 سؤال فى شكل الغاز على الرجل ( وقد اجاب الرجل بعبقرية مفرطة وبساطة متناهية ) وعلى سبيل المجابهة اكتفى الرجل المسلم بتوجيه سؤال واحد لقس الكنيسة إلا وهو ( ما هو مفتاح الجنة ؟ ) هنا - وهنا فقط - أرتبك القسيس وتلعثم وتغيرت تعابير وجهة ولم يفلح في إخفاء رعبه واصيب بشلل رباعي وسكته قلبية وجلطة مخية وذبحة صدرية وأعراض أخرى كثيرة نشكر الله ان الإسهال لم يكن من بينها أما عن السادة الحضور فى الكنيسة فقد طلبوا منه أن يرد على السؤال ولكنه رفض مبرراًً رفضه بالخوف منهم إلا أنهم - وعلى سبيل الفضول - أعطوه الأمان فأضطر اسفاً ان يجيب قائلاً مفتاح الجنة هو ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) وهنا أسلم القسيس وكل من كان بالكنيسة , وتحولت الكنيسة إلى مسجد يذكر فيه اسم الله ويا لها من قصة شديدة الحبكة والمنطقية
قصة طريفة أخرى من الخيال العلمي ألا وهى ( امرأة ... أسلمت بسبب شوكولاته ! ) وتروى بحسب ما قمنا بنقلها " ذهب شابين من الشباب الملتزمين إلى فرنسا ومعهم زوجاتهما المنقبات فرفض مفتشي المطار دخولهم إلا بعد تفتيش النساء وخلع حجابهن مما أدى إلى اعتراض الفتيات المؤمنات ..اتفقوا فى النهاية إلى ان يأتوا بأمرأه فرنسيه تفتشهم .. فجاءت المرأه وهي غاضبه بسبب تزمت المسلمين فقالت لهن ما الذي يحصل لو راى الناس وجوهكن لماذا كل هذا التزمت .. فسكتت المرآتين المسلمتين ولم يردا عليها ...وقامت إحداهن بإخراج قطعة شكولاته وفتحتها وقدمتها إلى الفرنسية التى رفضتها خشية التلوث... فقامت الأخرى فأعطتها شكولاته من غير ان تفتحها فقبلته الفرنسية عن طيب خاطر .. فقالت إحدى الفتاتين ان الرجال المسلمين لا يفضلون النساء التي تنظر إليهن العيون وتلمسهن الأيدي ( فهي ملوثه مثل الشكولاته ) فتأثرت الفرنسية بكلامهن وفهمت المقصد وأسلمت من حينها وبالتأكيد حُسن إسلامها .... " وعلى ذلك قس الكثير " نتف كثيرة تتطاير في فضاء الانترنت الرحب.كل ما تحتاج إليه هو جهاز كمبيوتر ومودم وحب عارم للإسلام لتصنع بقدر متواضع من مهارات التعامل مع الكمبيوتر وبقدر أقل تواضع من الخيال مُعجزة إلهية كبرى عجز عن الإتيان بها حتى نبي الإسلام ليستعيض عنها بالقرآن بديلاً. ستجد آلاف مؤلفة من زبائن من كل الأعمار والفئات تطارد السراب، وتتعاطى الوهم، وتمتهن الخرافة، وتنبذ العقل. تلتحم الأكاذيب بالإسلام ، لترتقي إلى مصاف أحاديث أبي هريرة وملائكة بدر ... " وما يدعو للأسف حقاً هو مقدار الفرح الساذج الذى يصاحب استقبال مثل هذه الأخبار إذ تجد تعليقات السادة القراء المُهللة والمُصدقة على ذلك الخبر والمؤكدة لصحته وهذا هو الأسلام العظيم .. اللهم اعز الأسلام وانصر المسلمين .. امين هكذا يا سادة دون مراعاه للشعور المسيحى ودون الأخذ فى الأعتبار ما اتفقت عليه " الجماعة الشعبية من ان " أسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى "
وان جاز لنا ان نحلل الأسباب ونضع النقاط فوق الحروف ونتساءل ما الذى يدعو إعلامنا للتلاعب بصورة غير حيادية او شريفة فى عرض مثل هذه الحقائق وهذه الحالات ؟! , وما الذى يدعو أخواتنا الأفاضل المسلمين إلى ذلك الشعور العارم المنتشى بالنصر لمجرد ان فتاه مراهقة دخلت الأسلام او لمجرد ان شاب قبطى ( اهتدى !! ) .. ؟!
أولا .. يقدم لنا الأستاذ " خالد السعيد مقاله الرائع ( هل أتاك حديث البطاطا التى أسلمت ) تفسيراً منطقياً إذ يقول " مشكلة هؤلاء مع الإسلام أنهم لا يملكون ما يبهرون به العالم أو يقنعون به غيرهم لهذا يحترفون صناعة الأكاذيب وتوزيعها على أتباعهم البسطاء الذين لا يجدون سبباً للتشكيك في أي شيء حتى لو قيل لهم أن النبي محمد نزل من علياءه الفردوسية، أو تسلل من قبره ليحضر في غلالة من النور البهي مسجد الشاذلية بحي المهندسين في القاهرة!!! مصيبة هذا العقل ليست وليدة اليوم، فالعقل الذي صدق كذبته بشأن إسلام ارمسترونغ ويوسف والبطاطا والجرادة هو ذات العقل القديم الذي وزع شهادات الإسلام على كل من النجاشي وسيف بن ذي يزن وأبي سفيان! "" ثانياً .. نقطة نفسية أخرى يشير إليها الأستاذ ابراهيم عيسى ولابد وان تؤخذ فى الأعتبار والمراعاه عند استقصاء أطروحتنا هذه " أظن أن هناك حالة من الهزيمة العامة والشخصية تملأ نفوس المصريين، مجتمع مهزوم أمام العالم الغربي الذى يبدو متفوقا فى كل شيء ومالكا لكل شيء، فكيف يشعر المجتمع المصري انه أحسن وأجدع، إزاى ومن منين وعلى مين ؟ تماما كما هزيمة المواطن فى وجه الحكومة التى تسلبه كل شيء وتقمعه و تفلسه وهو لا يقدر عليها ولا على مقاومتها فيستسلم لهزيمته المادية والحضارية لكن لابد له من الشعور بالكرامة والتفوق، وكما يحدث حين يهزأ المدير الموظف عنده ويطلع عينه فيذهب الموظف ويطلع عين مراته ويضربها حتى يشعر بقوته فما يكون من الزوجة إلا تقطيع العيال ضربا حتى تشعر هي الأخرى بتفوقها وقوتها فضلا عن إنزال العقاب بأحد احتجاجا على وضعها وضعفها، بنفس الدائرة الجهنمية تلك يقوم المجتمع المصري المهزوم بتطليع روح الأقباط عدوانا وكراهية حتى يشعر أنه أفضل من آخرين، فإذا كنا مذلولين ولا قيمة لنا فعلى الأقل نحن أحسن من الأقباط اللي فيهم وفيهم، وبدلا من مواجهة واقعي وضعفي استقوى على الضعيف و افترى عليه وعلى اللي خلفوه بحثا عن نصر وتفوق يعيد لي بعض الكبرياء.. " أذن المسألة لا تتعدى كونها البحث عن نصر نفسي " أو تبقى كارثة لما تكون حركة المسلمين ومظاهراتهم ليس من أجل رفع ظلم دولة ولا محاسبة فسدة و مسئولين حرامية كبار يسرقون بلدنا بل تهتز قرية وتتحرك بلد بكاملها لأن المسيحيين فكروا أو هموا وشرعوا فى بناء غرفة فى كنيسة أو وضع جرس على سور كأن الإسلام ساعتها فى خطر والأمة الإسلامية تتعرض لكارثة فينبرى الآلاف لهدم الكنيسة أو ضرب المسيحيين والاعتداء عليهم وكأن بناء كنيسة هزيمة للإسلام وانتصار للمسيحية مما يستدعى جهادا فى سبيل الله تلاقى مواطنا مسلما عاطلا مش لاقى يأكل وبدلا من أن يواجه دولة تحرمه من حقوقه وبدلا من مجابهة حكومة فاشلة وظالمة تنهبه وتسرقه يركز كل كراهيته وعدوانه على جاره المسيحى أو الواد فلتس ابن القسيس اللي على أول الشارع، وتجد موظفا مرتشيا من رأسه حتى قدميه ومع ذلك كل ما يشغله هو إثبات أن الأقباط كفرة وح يروحوا النار.. بل ترى بنتا مايعة دلوعة ولا عمرها ركعت ركعة لكنها لا تطيق أن تأكل فى بيت مسيحي وفى المدارس وبين طلبة الجامعات والمصالح الحكومية والأندية وتجمعات النخب ومحطات الأتوبيس ومحطات التليفزيون ودور العبادة ودور الصحف وفى أجهزة الدولة الحساسة واللى معندهاش إحساس، تجد هذا المناخ الطائفى العدائى ضد الأقباط ... "
ثالثاً ... فى ظل هذا العرض الأعلامى المُخزى غير المحايد لهذه الحالات التحولية التخيلية وفى ظل حالات الفبركة والتى لم يكن أخرها ما صرح به د.محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر من ان مصر تشهد اكبر موجة تحول من المسيحية إلى الأسلام فى ظل هذا ( وفى الظل فعلاً ) ترد إلينا فى كل يوم تقارير مُفصلة وغير وهمية ولا تمت بصلة لفبركة عن حالات تحول عكسية ( من الأسلام إلى المسيحية ) فقد أشار ( أبو خوله ) فى مقاله المنشور بموقع الحوار المتمدن والمًعنون بـ ( مسيحيو المغرب فى حكم الإسلاميين ) إلى اهتمام الأعلام بهذه الظاهرة إلى الحد الذى خصصت معه جريدة "جون - أفريك " الأسبوعية ثلاثة تقارير عن كل من تونس و المغرب و الجزائر. و خصصت صحيفة " لوموند " الفرنسية في مارس 2005 تقريرا كاملا عن الموضوع، و قدمت قناة " العربية " برنامجا خاصا من حلقتين تم تسجيله في منطقة القبائل الجزائرية. وقدر تقرير " جون أفريك " عدد الذين اعتنقوا المسيحية في تونس بحوالي 500 فردا ينتمون إلى 3 كنائس. و جاء في تقرير لإدريس الكنبوري في موقع " الإسلام اليوم " بتاريخ 23 - 4 - 2005 إن عدد المنصرين الأوروبيين بالمغرب يقدر بــ 800، و إن أعمالهم التبشيرية غالبا ما تكلل بالنجاح، إذ أن قرابة ألف مغربي قد ارتدوا عن الإسلام عام 2004. كما جاء في مجلة " المجلة " في عددها 1394 ، بناء على تقرير لمراسلها " إدريس الكنبوري " من المغرب ان عدد المسيحيين الجدد في البلاد بلغ حوالي 7 آلاف، و ربما يكون الرقم الحقيقي حوالي 30 ألفا. و جاء في تقرير لوموند " إن ما بين 4000 - 6000 قد اعتنقوا المسيحية في منطقة القبائل الجزائرية عام 1992، مما يعني أن عددهم الآن يقدر بعشرات الآلاف. لكن السلطات تحاول التكتم على ذلك، إذ أعلن مسؤولا جزائري إن رقم " المتنصرين " هو سر دولة. ويضيف الأستاذ مجدي خليل فى مقاله " مصر بين الأسلمة والتحول عن الأسلام " قائلاً " وتنتشر المسيحية بسرعة كبيرة فى منطقة القبائل الجزائرية. وهناك ملايين تحولوا إلى المسيحية فى إندونيسيا وتقدر المنظمات التبشيرية الغربية عدد المسيحيين الجدد حول العالم ب أربعين مليون منهم نسبة لا بأس بها تحولت إلى المسيحية عن الإسلام. وقد حذرت رابطة العالم الإسلامي فى 15 يناير 2007 من التحول إلى المسيحية فى اليمن وذكرت المنظمة أن الجهات التبشيرية نجحت فى تنصير 120 يمنيا فى محافظة حضرموت وحدها إضافة إلى أعداد أخرى من اللاجئين الصوماليين والإرتريين فى المعسكرات المقامة بجنوب اليمن. " وهناك موجات تحول من الإسلام إلى المسيحية فى الجزائر والمغرب واندونيسيا وأفغانستان ومصر وحتى السعودية لدرجة انزعاج رابطة العالم الإسلامي وضغطها على الجزائر لإصدار قانون يجرم التحول عن الإسلام بعد دخول عشرات الآلاف فى المسيحية وهذا ما حدث بالفعل وصدر القانون فى العام الماضي لمعاقبة من يتركون الإسلام، وهناك ضغوط على المغرب لإصدار قانون مماثل. ان حالات التحول الحقيقية من الأسلام إلى المسيحية تصنع فى العالم الأسلامى غلياناً مُرهقاً , وهو الذى يؤدى - وبالطبع - إلى فبركة الأرقام واختراع قصص شبيهه بتلك التى أوردناها بل يتطور الأمر إلى رصد مئات الملايين من الدولارات - كما يقول الأستاذ ( مجدي خليل ) - لتشجيع حركة الأسلمة تحت مسمى "الدعوة"، ومن ثم فان حركة الاسلمة ليست تلقائية ولكنها مدارة وذلك بالطبع من اجل رفع الروح المعنوية للعالم الأسلامى وحفظ ماء الوجه الا ان التطور غير المقبول هو ان تتحول الكلمة إلى سيف وتتحول مجهودات الأسلمة من (الدعوة السلمية ) إلى (الأسلمة الجبرية ) بتدعيم ومساندة من الإعلام والأمن وللأسف من القضاء
رابعاً .. لا اجد عنوان اكثر لياقة وتأدباً لهذه النقطة سوى ( الأسلمة الجبرية ) او بعبارة اكثر عمومية وعامية ( الأسلام بالعافية ) ونحن لا نتحدث هنا فى حقيقة الأمر عن الأسلمة فى مصر - بشقيها الترهيبى والترغيبى - بل نمتد إلى كافة أرجاء المسكونة ونسجل ملحوظتنا الهامشية عبر الأخبار التى وردت إلينا فى فترة لا تزيد عن الشهر الفائت وما تستشعره إزاء هذه الأخبار من ان الأسلام يٌجاهد من اجل إسلام ( سارة ) او من اجل إكراه ( سارة ) للأستمرار فى الأسلام رغماً عنها
1 - فى العراق - وبحسب ما أشارت جريدة إيلاف الإلكترونية - قامت مجموعة مُسلحة بتهديد العائلات المسيحية الساكنة فى مناطق عدة من حى الدورة ( خاصة حى المعلمين ) بترك المسيحية واعتناق الأسلام , رافعين شعار ( اسلم تسلم ) وأمهلتهم 24 ساعة فقط , لتنفيذ مطالبهم هذه او مُغادرة المنطقة , وإمعاناً فى إذلالهم منعتهم من الاحتفاظ حتى بمقتنايتهم الخاصة فى حالة المُغادرة وقد أدت هذه التهديدات إلى ان العائلات المهددة قد هربت فعلاً من منازلهم خوفاً إلى أحياء اكثر أمناً فى بغداد تاركين حاجياتهم فى بيوتهم والجدير بالذكر ان مسيحيو العراق يتعرضون إلى محنة حقيقية لأول مرة في تاريخ وجودهم، فقد تم قتل وخطف المئات منهم، ودمرت كنائسهم وأماكن عبادتهم وتم تهجير آلاف العائلات من مناطقها وفق خطة مبرمجة من قبل الإسلاميين المتطرفين" ولك عزيزي القارىء ان تطالع مقالي الأستاذ تيرى بطرس ( اسلم تسلم ) المنشورعلى إيلاف , ومقال الأستاذ سمير اسطيفوا شيلا ( ارفعوا أيديكم عن المسيحيين ) المنشور على الحوار المتمدن
2- وفى تركيا قتل ثلاثة أشخاص, بينهم ألماني, ذبحا بسكين في هجوم استهدف دارا للنشر في مدينة ملاطية, شرق تركيا, توزع الانجيل وتنشر كتبا حول الديانة المسيحية - كما أفاد تقرير العربية نت - جدير بالذكرأن اثنين من الضحايا كانوا قد تحولوا من الإسلام إلي المسيحية، أما الضحية الثالثة فهو مبشر ألماني الجنسية.. وقد علق ( يوست لاخن دايك ) عضو البرلمان الأوروبي من الحزب الأخضر اليساري، وخبير في الشؤون التركية قائلا "هنالك اعتقاد أن الكثير من الأتراك يرتدون عن الإسلام ويعتنقون المسيحية .ومن الواضح أن هذه المذبحة تستهدف الأقلية المسيحية التي تشكل واحد بالمئة (1%) من سكان تركيا. و يعتنق هؤلاء المسيحية منذ قديم الزمان ولا يلقون مضايقات شديدة. لكن الذين تخلوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية مؤخرا هم الذين يواجهون الصعوبات الحقيقية ويبدو انهم كُثر كما اشار ( بيترنل جروبن ) فى تقريره (المتحولون عن الاسلام يواجهون صعوبات في تركيا ) كانت هجمات عدة في الماضي قد استهدفت رجال دين مسيحيين في اماكن عبادة مسيحية في تركيا وفي يوليو/تموز 2006, اصيب كاهن فرنسي بجروح جراء تعرضه للضرب من قبل شخص وصف على انه مختل عقليا ( واضح ان ده وباء ) في سامسون (شمال, على البحر الاسود). وفي فبراير/شباط من العام نفسه, قتل الاب الكاثوليكي اندريا سانتورو (61 عاما) بالرصاص في طرابزون معقل القوميين الواقع على بعد
3- وفى إيطاليا تعرض رجل مغربي مسلم تزوج امرأة من السكان المحليين، وتحَول الى المسيحية للضرب من جانب المسلمين واحتاج لنقله الى المستشفى للعلاج (فيجيفانو (ايطاليا) - رويترز / العربية نت )
4- ( دخول الإسلام مش زى خروجه ) وهو التعبير العامى المناسب لنص حكم المحكمة الإدارية يوم الثلاثاء 24/4/2007 الدائرة الأولى برئاسة المستشار محمد الحسيني في أكثر من سبعين قضية بالرفض كان قد رفعها مسيحيون أشهروا إسلامهم لأسباب معينة ثم عادوا إلى ديانتهم الأصلية المسيحية " إذ كانت حرية الدخول فى الدين الإسلامي مكفولة فأن حرية الخروج منه ليست مكفولة وتمثل تلاعباً سواء كانت بالدين الإسلامي أو المسيحي ... " " لكل دين من الديانات السماوية أحكام خاصة به، وكان الدين الإسلامي في أساسه قائماً على حرية الاعتقاد وحرية الدخول فيه دون إكراه مع احترامه الكامل للديانات السماوية الأخرى، إلا أن أصول أحكامه التي ارتضاها كل من دخل فيه تمنح من ولد على الفطرة أو ما اعتقده بعد ذلك بإرادة حرة كاملة الخروج عليه بدعوى الارتداد إلى دين آخر " حكم لا يُلخص إلا بعبارة واحدة " أن دخول الإسلام مش زى خروجه " أنت حر فى أن تدخل لكنك لست حراً فى أن تخرج أنت حر من أحكامه مادمت خارجه لكنك عبد ومقيد به وبأحكامه وانت داخله لا أكراه فى الدين وأنت خارج الدين وأما داخل الدين فلا مكان إلا للإكراه
اخيراً نقول انه وعلى الرغم مما ذكرناه هنا من حقائق - لم نجد حقاً اى جهد يذكر فى تجميعها او انتزاعها من سياقها فهى ترد إلينا عبر وكالات الأنباء العربية وبصورة شبه يومية عن حالات تحول من الأسلام إلى المسيحية الا اننا وتبعاً للثقافة الشعبية التى لابد وان تجمعنا نردد " اسلمت سارة لا كترت المسلمين ولا قللت النصارى " إن امر التحول من ديانه لأخرى اى كان مساره هو شأن شخصى فى المقام الأول وحرية انسانية لابد وان تحترم ...
#جورج_شكرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صليب سيدنا محمد
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 6
-
مأساة الكتلة الصامتة
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 5
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 4
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 3
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 2
-
يسقط ...يسقط الأستقلال
-
هيا بنا نحطم الصخر بمعاول من ورق
-
الأقباط فى الأمثال الشعبية 1
-
جرعة زائدة من بول الأبل تتسبب فى كتاب فتنة التكفير
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|