أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين عجيب - هي الحرب إذن...ثرثرة














المزيد.....

هي الحرب إذن...ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:45
المحور: كتابات ساخرة
    


تصادف هذه الأيام,ذكرى أواخر الحرب العالمية الثانية, أكثر فصول الجنون البشري وحشية وعبثا. شاهدت عشرات البرامج وأكثر منها قراءات مختلفة,تحاول إضاءة مشهد القسوة في الحرب وخارجها من منظورات عديدة, جميعها توصل إلى اليأس والجنون.
تحتاج المدنية الحديثة إلى جموع متزايدة من الغفل, للتضحية بهم...مقابل الوهم, وهم الشرف وهم الخلود وهم الإبداع....وهم الجدارة....
بعد كل عقد من السنين أفهم_بوضوح تام_ شدّة غبائي في الأمس,ليس لتبصّري وسعة أفقي المكتسبة أو لمزايا شخصية أخرى, بل لأن جوهر الماضي وما كان يلفّه الغموض,الآن تضيئه الجثث والصراخ القاتم, ويكفي إلقاء نظرة على الأشلاء وقطع الحياة المتبقية.
الحرب لا تنتهي ولا تتوقّف يوما,صحيح لبوسات وأقنعة أكثر نعومة تظهر,لكنها القوانين الأولية وتتكرر منذ الأزل"أرسل رفيقك إلى المقصلة قبل أن يسبقك","استضعفوك فوصفوك", "أجهز على من ينازع", "علينا أن نقف مع الأقوياء دوما ضد الضعفاء", "والظلم من شيم النفوس وإن تجد ذا عفّة فلعلّة لا يظلم"....وغيرها كثير, خلف كل ضحكة أو نصر صغير,_جيش من المقهورين وأصحاب الألسن المقطوعة_ أجل هذه هي الحياة.
*
كيف لبقيّة عمري أن تنتهي!ماذا أريد وأسعى إليه خلال الباقي الهزيل من السنين القادمة؟
في السكر وتخدير العقل؟ في مطاردة الجميلات بالأحلام والأخيلة المهووسة, في الندم؟
مرّات أفكّر...كيف تتفادى ضياع العمر المتبقيّ أو هدره بلا انتباه, كما حصل مع الطفولة ثم المراهقة والشباب؟ من يتذّكر عشر أحداث وحكايات حياته!من يعرف طفولته الشخصية؟!
أنا لا أعرف, فعليا ...أنا... لا.... أعرف.
بدأت"اللا أعرف" صدفة وبشكل اعتباطي,بعدما قرأت عبارة سقراط الشهيرة"اعرف نفسك", بادّعاء اللامعرفة,بعدها بالتدريج أدركت أني لا أعرف,هكذا حافّ,سادة... لا أعرف.
كلّ مرّة أندفع لاختبار حلم جماعي, الوحدة والتحرير _القومية, الثورة والعدالة _الاشتراكية, الحقوق والحريّات _الليبرالية...عبثا,بلا جدوى ولا طائل,متشابهون مثل قطع الصابون, ولا يختلف حتى قماش ونسيج الراية والشعار,صباغات وألوان عشوائية تتكدّس وتمحى...
بالتوازي كان طريق العالم الداخلي,من الإيمان والنصر المجازي على واقع الموت وفكرته, إلى هوس الانتماء مدفوعا بالحاجة القهرية للحماية, مرورا بتعبيرات اللذّة والتدرّج بين المشاعر القوية...كحول ونساء ومغامرات, إلى حافّة اللا جدوى والعبث الشامل,لا أعرف.
*
....لا تنسوا أن السيميائي رجل في الخمسين....
خطوتان وأكون في موقف الإشارة الفظيعة تلك,تبادل خدمات ومنافع,تبادل مجاملات وكذب, تبادل دسائس ومؤامرات....إنكار مشترك للحياة الفعلية كما تجري ,بأحداثها وشخوصها وتجاربها,واستبدال ذلك كلّه,بعبارات جوفاء متفّق عليها,أما متى وكيف ولماذا...لا أعرف.
بالطبع لي نصيبي الكامل من الميراث المشترك,احتقار متبادل,شببت عليه وشبت عليه.
حلم يقظة رافقني طفولتي وشبابي الأول_العثور على كتاب المعرفة_ أقرأه ثم أفهم كل شيء, النفس والعلاقات والأسباب والمصير وهنا وهناك...,هكذا لا تتعرضّ للخيبة ولا الخداع. وكما حدث للجميع فهمت متأخرا جدا أن ذاك الكتاب وأشباهه,لا وجود لها إلا في الرؤوس الحالمة, وكل لحظة أو حدث تملي كتابها الحقيقي والذي سيبقى ناقصا...إلى الأبد. هكذا صار الحاضر المفقود ضالّتي وهدفي,لكن بعد ضياع الشباب والإيمان ونفاذ الطاقة والرغبة.
اكتفيت بالكتب" المقنعة وذات المصداقية" بالنسبة لي على الأقلّ, تلك التي تحترم عقلي ومشاعري العميقة, ولا تهدف إلى تحويلي مجنّدا لخدمة هذا الزعيم أو ذاك, أو تلك العقيدة أو غيرها, كتابات تبقي على الحدّ الأدنى من "النزاهة المعرفية" وهي تتناقض مع نظم الأخلاق المشتركة وتلك المتّفق عليها_اصل الداء والعلل_وأعتقد أن نصيب الثقافتين العربية والإسلامية منها,لا يتجاوز نصيبي من الثروة والذكاء!!؟؟ .
صارت تسعة أعشار وتسع الباقي من قراءاتي ترجمة,أو لغير المعروفين في العربية,هنا فقط لقيت ما أحب قراءته,ولم يقطع العلاقة بالحياة والمشاعر والتجربة الفعلية, بالطبع لم يفاجئني غياب تجربة الشاعر رشيد الضعيف حتى عن ملّف كيكا في الشعر اللبناني الحديث, ربما هو نفسه يفضّل رواياته الخفيفة والسطحية,على تجربته الشعرية المتميّزة والمتفردة...هكذا إذن.

ما يحدث داخل جدران بيت عربي أو مسلم,وخلال شهر واحد لا سنة, يحوي من التجارب المختلفة( مأساة وكوميديا) أكثر من كتب الأدب العربي مجتمعة خلال ألف سنة, أؤكّد..وهنا أنا أعرف تماما وعلى يقين, وقد اختبرت هذه الفكرة مئات المرات,وعلى بيوت لمختلف الأطياف الفكرية والدينية والعرقية,دون استثناء واحد.
*
حساسيتي مرتفعة وذكائي متواضع,بأكثر العبارات تلطّفا,لهذا نادرا ما تتوافق مزاجيتي مع تفكيري المنطقي, وأعيش دوما بين قطبي التفاخر الكريه والندم القاتل, اصمت طويلا ولسنوات ربما, ثم أندفع في الثرثرة بلا توقّف.
آخر حروبي مع نفسي, لن تتوقف حتى يستسلم الطرف الآخر بلا شروط!
إما ينتصر وحش العدم ,وينهي المسلسل مع برميل كحول,ولحظة استنارة أخيرة.
أو ينتصر ذاك الأنا ,الضعيف المهزوز وفاقد الثقة بالماضي والمستقبل, ويستلم المبادرة.




#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسرقوا البحر_ثرثرة
- ما الجديد..؟_.ثرثرة
- فكرة ما لا أعرفه_ثرثرة
- المغامرة الأولى_ثرثرة
- لماذا يجب أن اتوقف عن الثرثرة!!!؟
- في أول حزيران أتوقف عن الثرثرة
- ثرثرة في الحب
- كوميديا شخصية_ثرثرة
- بيروت في اللاذقية_ثرثرة
- دراما شخصية_ثرثرة
- أريحية...ى جدوى...فراغ_ثرثرة
- رامبو وآل عمران واللاذقية ....في الجحيم_ثرثرة
- دوران بين المشفى المركزي والحكيم_ثرثرة
- ترتيب البيت الداخلي_ثرثرة
- السوري بين المحتار والمحتال_ثرثرة
- رؤية أحشاء اللاذقية_ثرثرة
- رائحة الربيع و.....الموت في بيت ياشوط_ثرثرة
- تراجيديا شخصية_ثرثرة
- بين الكلمات والنسيان_ثرثرة
- الأعصاب العارية_ثرثرة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين عجيب - هي الحرب إذن...ثرثرة